الصفحة الرئيسية

السيرة الذاتية

المرئيات

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مرئيـــــات عامة (55)
  • نهج البلاغة (4)
  • سيرة الرسول الأكرم (ص) (5)
  • ثورة الانسانية (14)

المقالات والكتابات

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • تغريدات (1198)
  • مقالات وكتابات (162)
  • حوارات (90)
  • مقتطفات من كلام الشيخ (29)
  • ما غرد به عن تدبر القرآن (2)
  • عن التاريخ (1)
  • عن الوهابية (4)
  • ما كتبته الصحف عنه (4)
  • مقالات الاخرين (16)
  • ضد المالكي (1)
  • جديد الانتاج (3)

المؤلفات والبحوث

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • البحوث (27)
  • المؤلفات (14)

المطالبة باطلاق سراحه

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • حملة للمطالبة باطلاق سراح الباحث والمفكر أ. حسن بن فرحان المالكي (1)
  • نص لائحة الاتهام أ. حسن بن فرحان المالكي التي وفقها تطالب السلطات السعوديه باعدامه (1)
  • When barbarism is the judge of scientific thought (1)

البحث :


  

جديد الموقع :



 الثقافة القضائية! - الجزء الثالث - أ.حسن فرحان المالكي. @HsnFrhanALmalki

 الثقافة القضائية! - الجزء الثاني - أ.حسن فرحان المالكي. @HsnFrhanALmalki

 الثقافة القضائية! - الجزء الأوّل - أ.حسن فرحان المالكي. @HsnFrhanALmalki

 نصيحه لشباب المسلمين في كشف غلو العلماء المعاصرين

 When barbarism is the judge of scientific thought

 عندما تحاكم الهمجيه الفكر- نص لائحة الاتهام التي تطالب حسبها النيابه السعوديه باعدام المفكر والباحث حسن بن فرحان المالكي

 #النساء_أكثر_أهل_الجنه - الجزء الثالث-

 #النساء_أكثر_أهل_الجنه - الجزء الثاني-

 حسن الإجابة في عقيدة الإمساك عما شجر بين الصحابة (دراسة نقدية للقاعدة وفق النصوص الشرعية وتطبيقات السلف الصالح)

 #النساء_أكثر_أهل_الجنه -الجزء الأوّل -

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية
  • أرشيف المواضيع
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

مواضيع متنوعة :



 المشروع الإخواني والتعليم!

 ظاهرة انتشار المهدوية

 آيات لا يعرف سرها سنة ولا شيعة!

 القلب السليم (1)

 الطقوس والمارسات ثقافة

 على هامش مباريات كاس العالم

 منهج ثالث في مراجعة التراث! -الجزء الأوّل-

 لماذا هذه المكانة لرسول الله ؟ الجزء الحادي عشر

 لماذا الاهتمام بالتاريخ؟! -الجزء الثاني-

 تلك الفئة المثالية... لتدمير التواصل الإنساني (5)

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 5

  • الأقسام الفرعية : 21

  • عدد المواضيع : 1634

  • التصفحات : 17138491

  • التاريخ : 28/03/2024 - 08:30

  • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .

        • القسم الفرعي : مقالات وكتابات .

              • الموضوع : الرد المفصل على بيان الضحايا (9) = الصحابة والشيطان. .

الرد المفصل على بيان الضحايا (9) = الصحابة والشيطان.

ذكرنا في الردود السابقة/ أننا نريد من هذا الرد المفصل أن يكون (مدرسة) في مواجهة حماقات الغلو السلفي في كل بلاد العالم.

وليس المراد منها هذه الشرذمة المالكية فقط..
إنما الخطاب هو الخطاب، والحماقة هي الحماقة والجهل هو الجهل في كل بلاد المسلمين، والتأذي بهم حتمي إن لم تتم مواجهتهم مبكراً وتأديبهم بالعلم، بعد أن تكبروا كثيراً عبر قرون طويلة.

بل كأنني أجد أوصافهم من أيام الإمام علي، فقد ابتلي بكثير من جنس هؤلاء الذين قال فيهم ( لهم بكل طريق صريع، وإلى كل قلب شفيع، ومع كل شجو دموع، يتقارضون الثناء ويتراقبون الجزاء،

قد أعدوا لكل حق باطلاً ولكل قائم مائلاً، ...

قد وسعوا الطريق وأضلعوا المضيق،..

يطلبون الدنيا بعمل الآخرة، ولا يطلبون الآخرة بعمل الدنيا،

قد زخرفوا من أنفسهم للأمانة واتخذوا ستر الله ذريعة إلى المعصية..

يعيشون ضلالاً ويموتون جهالاً..

ليس فيهم سلعة أبور من كتاب الله إذا تلي حق تلاوته، ولا أثمن منه إذا حرف عن مواضعه، وليس عندهم أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر..

( أؤلئك حزب الشيطان، ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون) - من خطب شتى بتصرف-

فأصحاب البيان المالكيين، إنما هم نموذج مبسط من نماذج سلفية حزبية متنقلة في العالم الإسلامي، يجلبون معهم العامة بعمومات الأفكار وألفاظ الأذكار ومكر الليل والنهار.

ثم هؤلاء الضحايا ينتجون ضحايا كما أنتجهم ضحايا آخرون.

وهم في كل بلد عربي وإسلامي، ولهم قنوات السفاهة والتحريض والجهل وفي ذروتها قنوات صفا ووصال ونحوها من القنوات التافهة التي اجتاحت العامة وأكلتهم بسهولة، حتى أنك قد تجد الطفل والعجوز قد حفظ ألفاظاً وامتلأ أحقاداً وحجر واسعاً وهو مع تلك القنوات لا تفهم لفظة ولا تسبر معنى.

إنها كارثة تواجه العالم الإسلامي، ولا يجوز الفرار منها، بل مواجهتها بالهدى والعلم، فنحن اليوم ندفع ثمن سكوت العقلاء المتقدمين الذين كانوا يتجنبون العامة وحماقاتهم حماية لأنفسهم من شتمهم وبذاءاتهم، وننسى أن الأنبياء قد تلقوا هذه الشتائم والبذاءات، وليس جاهنا وسمعتنا أولى بالحماية من جاه الأنبياء وسمعتهم و ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون).

إذن فهم مشروع جهل عالمي المكان، وليس خاصاً بمنطقة ولا دولة، وهم بعد مشروع الجهل مشروع فتنة وقتال أبدي كما شرحت ذلك أكثر من مرة، ولا يعرف أنهم مشروع قتل أبدي إلا من غاص في المذهب السلفي عبر التاريخ وأحاط بعقائدهم وأحوالهم ومكرهم وخطواتهم وتاريخهم وتنصلاتهم وانتقاءاتهم ونفاقهم.. فلذلك لابد من وأد فتنتهم في مهدها وبالعلم والنور والهدى.

نواصل مع بيان هؤلاء الضحايا ، فيقول هؤلاء في النقطة الثانية عن هذا المالكي الضال!:

(( طعنه في أمهات المؤمنين والخلفاء الراشدين والصحابة الكرام الميامين- رضي الله عنهم- ولمزهم واتهامهم بالتهم الباطلة، وقوله بنفاق معاوية وأبيه رضي الله عنهما، واتهامه بعض رواة الصحابة بالكذب أو التدليس.. كما أنه يرى عدم عدالة الكثير منهم)) اهأ.

التعليق:

مقدمة في موضوع الصحابة.

بما أن موضوع (الصحبة و الصحابة) من الموضوعات المركزية التي يدور عليها الغلو السلفي، فلابد لها من أكثر من حلقة هنا، ونكشف لهم دور الشيطان في العلم ودسائسه للفقهاء وأهل العقائد.

و نبدأ بالقول إن موضوع الصحابة هو موضوع شيطاني كبير اتخذه الشيطان للصد عن معرفة الله وعن تدبر الكتاب وفي تشويه شخصية النبي وفي حرب آل البيت وإطفاء تراثهم وفي محاربة المعرفة وحقوق الإنسان وفي كل شيء تقريباً.

والبديل الشرعي هو ( المهاجرون والأنصار ومن تبعهم بإحسان)، وهذا اللفظ المقيد في الجملة هو مقيد في التفاصيل أيضاً، في لفظ ( الهجرة وأن تكون لله) ولفظ  (النصرة) ولفظ ( الاتباع بإحسان) كل هذه ألفاظ مقيدة وداخل كل قيد قيود، بعكس اللفظ الفضفاض ( الصحابة) الذي اختاره الشيطان بدلاً عن ألفاظ الله، فاتبعنا إطلاقه وتركنا قيود الله.

ألفاظ شيطانية = العقيدة / الصفات/ خلق القرآن:

وهذا يذكرني موضوع آخر وهو موضوع ( العقيدة) وهو موضوع شيطاني كبير أيضاً، والبديل الشرعي هو (الإيمان)، فالإيمان لفظ شرعي وله قيوده في القرآن، بينما العقيدة لفظ مذهبي جاهلي ، يأخذ من الإيمان ويدع، ويضيف من التاريخ والمذاهب والخصومات والأحزاب ما شاء.

وكذلك موضوع ( خلق القرآن) موضوع شيطاني متكامل الأركان، ولا اسم شرعي له ولا حقيقة، وقد أشغل به الأمة زمناً، معتزلتها ومحدثيها وحنابلتها وسلاطينها وسوقتها.

وكذلك موضوع ( الصفات) موضوع شيطاني كبير أيضاً، فليس في القرآن إلا ( الأسماء الحسنى) ليس فيه كلمة ( الصفات العلى)، وما يسمى الصفات هي من إضافات المذهب لا القرآن، بتزيين من الشيطان، ثم أشغلنا في ( الصفات) التي لم يذكرها الله، وجعلنا نهمل ( الأسماء الحسنى) التي ذكرها الله، فلم نبحث عن معانيها قرآناً، وقد تجد أحدهم يخاصم في ( صفة مزعومة) وهو لا يعرف أكثر الأسماء الحسنى ولا معانيها.

بل لعل تسمية ( أمهات المؤمنين) من هذا الباب، فالاسم الشرعي هو ( نساء النبي) أو ( أزواج النبي) أما ( أمهات المؤمنين) فهو حكم فرعي وليس اسماً.

ولذلك فالاسم الشرعي هو ( نساء النبي) ثم ( أزواج النبي) كما يناديهن الله في عدد من الآيات مثل :

(يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا  [الأحزاب/30] ولم يقل ( يا أمهات المؤمنين).

(يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى... [الأحزاب/32، 33] ولم يقل ( يا أمهات المؤمنين).

فالاسم الشرعي  هو الاسم الذي يناديهن به الله، مثل اسمك عندما تنادى ( يا أحمد / يا محمد/ يا سالم )، وليس من الشرعي أن تنادى ببعض أحكامك الفرعية مثل ( يا مصلي، ياصائم، يا راكب السيارة ، يا لابس الطاقية، يا بايع الليمون) هذه أحكام فرعية مصاحبة وليست اسماً.

ثم الاسم الشرعي بعد ( نساء النبي) هو ( أزواج النبي)، فهو يأتي بعد ( نساء النبي) في الأهمية، لأنه لم يتم مناداتهم بهذه الصيغة فلم يقل ( يا أزواج النبي) لكن ( أزواج النبي) اسم شرعي أيضاً، كما في قوله تعالى:  (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ  [الأحزاب/28] )  ولم يقل قل ( لأمهات المؤمنين).

وقال : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ  [التحريم/1] ولم يقل ( مرضاة أمهات المؤمنين).

( وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ  [التحريم/3] ولم يقل أمهات المؤمنين.. في آيات كثيرة جداً..

نعم الحكم الفرعي الشرعي بأنهن ( أمهات المؤمنين) كما في قوله تعالى:

(النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ [الأحزاب/6]) فهذا حكم شرعي فرعي، شرعي المعنى مجازي الإطلاق، ولا دخل له بالتسمية، ولذلك يقول الله عن المظاهرين من نسائهم (إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ [المجادلة/2]).

إذن فالاسم الشرعي هو ( نساء النبي) و( أزواج النبي)

أما ( أمهات المؤمنين) فهو حكم شرعي فرعي من أحكام (أزواج النبي) فهو حكم لا اسم.

فأنت مثلاً، حكمك الشرعي أنك ( مسلم) فهل يصح أن تنادى في السوق ( يا مسلم  يا مسلم)؟؟!  حاولوا أن تفكروا فيها قليلاً! فهو موضوع دقيق لم أسبق إليه من قبل، وهذه ببركة القرآن الكريم ومن يحترم النص القرآني.

و حتى لا نتهم بأننا نهمل الشيعة، لا بأس من الإشارة إلى أن عندهم كثيراً من الموضوعات المماثلة خارج النص القرآني، والشيطان يدخل على السنة والشيعة معاً، ولا يقتصر على مذهب دون آخر ومن نماذج تلك الألفاظ الشيعية التي ليس لها أصل في كتاب الله، موضوعات ( العصمة/ ولاية الفقيه/ الولاية التكوينية/ معاجز الأئمة/ ...الخ)

ولكن لأنه ليس موضوعي هنا الرد على الشيعة وإنما قلت هذا للبيان فقط، بأن موضوع الشيطان استخدم المذاهب كلها وأشغلهم بألفاظ مذهبية عن الألفاظ القرآنية التي تنعكس بركتها على المضمون وعلى القائل.

لذلك سأركز على غلاة السنة بل غلاة السلفية الذين يحبون هذه الموضوعات (الشيطانية - البشرية المشتركة) التي منعتهم من تدبر الكتاب وفهم السيرة وتلقف المعرفة.

بركة اللفظ القرآني:

ويجب أن نذكّر الجميع بأن الألفاظ القرآنية فيها بركة، فبركة الاسم القرآني لها أثر في محتواه، فلفظ مثل العقيدة مثلاً لفظ مذهبي جاف يملأ قلب قائله فخراً ورعباً، بينما اللفظ البديل الشرعي وهو ( الإيمان) يملأ قلب صاحبه تواضعاً واطمئناناً، فالألفاظ التي اختارها الله ليست عبثية ولا أي ألفاظ، بل لها بركة حتى في مجرد نطق اللفظ.

إذن فالألفاظ المذهبية مثل ( العقيدة/ الصحابة/  المنهج/ السلف/ ولاية الفقيه العصمة / الولاية التكوينية..الخ) ألفاظ مذهبية، بل هي موضوعات شيطانية من حيث وضع الاسم ثم ترتيب الأحكام الكبيرة على هذه الأسماء الوضعية، إذ يتم ضخ معاني شيطانية مع المعاني الشرعية داخل الاسم الذي اختاره الشيطان من بين أسماء شرعية، فهو يختار أبعدها عن الشرع وعن الهداية، ليتاح له أن يضع في هذا الاسم أحكاماً ما أنزل الله بها من سلطان، ثم يثبت الاسم في الذهن، ثم يغري بين المسلمين العداوة والبغضاء في تلك الزيادات من المعاني الباطلة،.

وعدم إدراك هذا هو من ضعف الثقافة المذهبية بالشيطان، فالشيطان له ( خطوات) وليست خطوة واحدة، وهو يحب الدخول على الفقهاء أكثر من حبه في الدخول على اللصوص وقطاع الطرق، لأن الفقيه يجر خلفه أمة من الأمم، بعكس اللص وقاطع الطريق.

أمرنا الله بأمر... وأمرنا الشيطان بأمر .. فمن أطعنا؟؟!

طالما حذر الله من القرآن وأمرنا أن نتخذه عدواً،  (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا  [فاطر/6]) إلا أن الشيطان صنع لنا أعداء وهميين وصرفنا عن معاداته! فادخل أي مكتبة سنية أو سلفية، وستجد رفوف دواليب العقائد ممتلئة بالأعداء الوهميين من المسلمين وكشف عقائدهم وخططهم، فتجد الردود على: ( الشيعة/ الجهمية/ القدرية/ الصوفية/ الرافضة/ الأشاعرة/ الماتريدية/ الإباضية/ الزيدية/ ...الخ)

لكنك لن تجد كتاباً واحداً عن ( الشيطان) وهو العدو المتيقن الذي حذرنا الله منه، وأمرنا أن نتخذه عدواً.

وادخل أي مكتبة شيعية ستجد التحذير من ( الوهابية/ السلفية/ النواصب/ المجمسة/ المشبهة... الخ) ولن تجد فيها كتاباً واحداً عن الشيطان.

وكذلك المكتبات الأشعرية والزيدية والإباضية ...الخ.

وهذا لا يعني إهمال دراسة الفرق والمذاهب وانحرافتها، ففي كل مذهب بلايا ، إلا أن الانشغال بعداوة المذاهب لبعضها ونسيانها أن الشيطان هو العدو الأكبر والأول من أكبر الدلائل على خضوعها للشيطان ونسيانها أمر الله.

فالشيطان نفسه اخترع للمسلمين عداوة بعضهم وأنساهم عداوته، وأصبح المسلمون بسائر فرقهم ومذاهبهم يرون في خصومهم العدو الأول، بينما الشيطان مرتاح لهؤلاء الأبقار السمينة الذين نسوا وصية الله واغتروا بتزيينه وتلبيسه.

  الغلو في موضوع الصحابة تزيين شيطاني لماذا؟!:

إذن فموضوع (الصحبة والصحابة) هي من تلك الموضوعات الشيطانية الكبرى التي ركب بها أهل السنة وخاصة السلفيين وخاصة غلاتهم-  وهو يركب الفرق الأخرى بموضوعات أخرى فلا نبرئهم-  فكان موضوع ( الصحابة) كالحبل الذي يقود به الشيطان غلاة السلفيين من تلابيبهم وبإحكام، ليتجول بهم في معاداة المسلمين والمعرفة وتدبر القرآن وحقوق الإنسان بل وحقوق الرحم والأقربين، يشغلهم من معركة لمعركة، ومن عدو وهمي لآخر وهمي، لينسيهم ما ذكرهم الله به، ويشغلهم بما سكت الله عنه، وكل هذا أتى من هجر القرآن وألفاظه وأسمائه ومعانيه.

صحيح أن موضوع ( الصحابة) له أصل شرعي من جهة الثناء على الصالحين منهم ( المهاجرين / الأنصار/ المجاهدين/ الصابرين / ...الخ)

فالقرآن يخصص وألفاظه هذه تحمل قيوداً في حد ذاتها،

أما لفظة ( الصحابة) فقد اختارها لنا الشيطان ( والشيطان يوحي إلى أوليائه) نعم لقد اختارها لأنها لا تحمل قيوداً، بل هي عامة عائمة، فالصاحب قد يكون متفقاً معك، وقد يكون محايداً لا معك ولا مع غيرك، وقد يكون عدواً لك، كما في حديث:  ( إنه كان حريصاً على قتل صاحبه)!

بل في القرآن الكريم إثبات صحبة الكفار ولو من وجه،

كما في قوله تعالى ( وما صاحبكم بمجنون) و ( ما ضل صاحبكم وما غوى)، فالصحبة في القرآن لا تعني إلا مجرد العلاقة فقط،

ثم تلك العلاقة قد تكون علاقة حب واتباع،

أو علاقة معرفة ومسايرة،

أو علاقة خصومة ومعاداة،

ولا تفهم أي نوع من هذه العلاقات إلا من خلال سياق معين.

فصحبة المنافقين تعرفها من سياق ( حتى لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه) فالسياق يحصره في الأصحاب المنافقين.

بينما أحاديث أخرى مثل ( لا تسبوا أصحابي) نجد السياق هنا يحصر الصحبة في المؤمنين الصالحين من الصحابة.

الحمقى لا يعرفون أن الشيطان ذكي وعالم وفقيه ومفسر وصاحب عقيدة ومحدث وصاحب جرح وتعديل أيضاً ! وستجد تراثه مبثوثاً في كل كتب التراث..

فهو يعرف كيف يهندس لنا ألفاظاً ويذكرنا بنصوص وينسينا نصوصاً أخرى، ويصحح ويضعف ويعدل ويجرح ( لأن كل من ينطق بالظلم واهوى والجهل فإنما ينطق بوحي من الشطيان وتزيين منه وتلبيس)

وهو يفعل هذا ليشيد لنا مذاهب تعبد نفسها وتعادي غيرها،

بل تعادي المعرفة وتهجر القرآن وتشرك بالله في الوقت التي تظن أنها تعبد الله (إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30)  [الأعراف/30]).

فهذا جزاء من تكبر على الألفاظ والمعاني التي اختاراها الله بقيودها، واتبع الشيطان في ألفاظه التي اختارها، وبمعانيه التي اختارها أيضاً، وبإضافاته عليها وتوسيعه لها وعقوباته لمن خالفها، وأوامره ونواهيه فيها.

فموضوع  ( الصحابة) موضوع دسم جداً بالنسبة للشيطان، يستطيع أن يجعل فيه كل الجهل مع أصناف من الكفر والشرك وقطيعة الرحم وهضم الحقوق..

لقد اتخذ  الشيطان هذا الموضوع مع موضوعات أخرى لطمس الدين كله، ومحاربة إسلام الله، وإنتاج إسلام وضعي جديد لا يأخذ من الإسلام الأول إلا الأصابع والأقدام بلا رأس ولا بصر ولا سمع ولا عقل.

والشيطان كما كررنا ذكي، وهو لا يستخدم مع المسلمين إلا موضوعات لها بعض الوجاهة وبعض الحقيقة، ثم يحصرهم في الزيادات الباطلة منها، ويشبه عليهم بهذا الأمر ويلبس عليهم دينهم، وإنما سميت الشبهة شبهة لأنها تشبه الحق من بعض الوجوه.

ولذلك يقول الإمام علي ( تلميذ النبي الذي استطاع  الشيطان أن يصدنا عنه ويكرهنا في تراثه وأتباعه) يقول في هؤلاء الذين أضلهم الشيطان:

(( اِتَّخَذُوا اَلشَّيْطَانَ لِأَمْرِهِمْ مِلاَكاً، وَاِتَّخَذَهُمْ لَهُ أَشْرَاكاً، فَبَاضَ وَفَرَّخَ فِي صُدُورِهِمْ، وَدَبَّ وَدَرَجَ فِي حُجُورِهِمْ، فَنَظَرَ بِأَعْيُنِهِمْ وَنَطَقَ بِأَلْسِنَتِهِمْ، فَرَكِبَ بِهِمُ اَلزَّلَلَ، وَزَيَّنَ لَهُمُ اَلْخَطَلَ، فِعْلَ مَنْ قَدْ شَرِكَهُ اَلشَّيْطَانُ فِي سُلْطَانِهِ، وَنَطَقَ بِالْبَاطِلِ عَلَى لِسَانِهِ) اهـ،

هذا فهم دقيق للشيطان وإضلاله، وليس ذلك الفهم السلطاني الأموي الذي وضع تلك الأحاديث التي تقول تصور الشيطان بأنه يهرب منا عند الاستعاذة أو الأذان ( وله ضراط)، هذه الأحاديث التي يضحك منها المغفلون والحمقى ويحسون بارتياح كبير بأنهم يهزمون الشيطان بمجرد هذه الأعمال دون أن ( يتخذوه عدواً) ويفهموه جيداً، هذا كله إيهامات الشيطان لنا.

فهو يصور لنا بأنه (ضعيف مسكين) يهرب منا بمجرد اللفظ.

لو كان الشيطان يهرب بمجرد اللفظ لهرب من الله عندما قال له (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) [الحجر/34، 35]) هل تظنون أنه هرب بعد هذه اللعنة من الله وله ( ضراط) كما تكذبون؟

كلا لقد قال (قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38)

ثم قال (  قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) [الحجر/36-39] )

إذن فالشيطان واصل الحوار وطلب الإنظار ولم يهرب مع أن لاعنه هو الله، وبلا واسطة، فهل تظن أنت أيا المسكين أن الشيطان هو بهذه الصورة الساذجة والبسيطة والخائفة التي يصورها لك الفكر الروائي الذي أملى نصفه الشيطان نفسه؟؟ كلا..

هذه  الصورة هي من وضع الشيطان نفسه حتى تطمئن أنت .. فهو يضحك منك بها قبل أن تضحك منه، لأنه يعرف أنك تنسبها لنبيك كاذباً، لأن ضحية لضحايا والضحايا ضحايا لأهل مكر ودهاء تكاد تزول منه الجبال.

نعم الشيطان يرتاح منك عندما تضحك من ضعف الشيطان وقد أمسك برقبتك!

الشيطان كيده ضعيف أمام المؤمنين الذين يعتصمون بالكتاب..

أما أنتم فأضعف منه، وحمقى ومغفلون.. لذلك فهم معكم قوي لا ضعيف.

لقد خدعكم بصورة روائية... وصرفكم بها عن البيان القرآني له، وبهذا يقودكم بخطام رفيع.

سيدفعهم الشيطان لكتابة بيان جديد!

بل قد يدفع الآن هؤلاء الحمقى لكتابة بيان جديد! بأن هذا المالكي ينكر السنة ويرد هذا الحديث الذي رواه فلان وفلان، ويسخر منه ... الخ / فإذا فعل  الشيطان ذلك معهم فقد نجح معهم في صدهم عن هذه (الذكرى ) التي لن تنفع منهم إلا المؤمنين، وبما أن معظمهم منافقون جهلة فأتوقع أنه سينجح معهم في بيان آخر، ويشغلهم بي عن نفسه وتزيينه.

فلا أظن أنه قد تم كشفه من قبل بهذه الصورة التي أكشفه فيها هنا، لا من أحد من هؤلاء الحمقى ولا من سلفهم الأحمق، وإنما سلفنا لا سلفهم هم من كثفوا التحذير من الشيطان وكشفوه بقوة.

نعم ربما لم تقرؤوا كشفاً للشيطان كما تم كشفه الآن، وكل هذا بفضل الله وتعليمه والتواضع في أخذ الحكم من كل أحد، حتى لو كان من أحد أهل البيت الذين يبغضهم هؤلاء الحمقى أو على الأقل تضيق صدورهم بذكر أسمائهم مجرد ذكر!، فلذلك أتوقع  أن الشيطان لن يتركني هكذا، لابد له أن ينتقم على ألسنتهم ويمكر لهم وبهم!

لن يؤثر في مكره بهم ولا مكره لهم:

لأنني أعرفه إلى حد كبير، فلن يؤثر فيّ ما يمكر به عن طريقهم لأنني محيط به  بفضل القرآن وهو ليس محيطاً بي، إنما يحيط بهم هم، فليغرهم هم، وليلبس عليهم هم، أما أنا فأنا عرفته من القرآن ومن تراث أهل البيت، لذلك  لن يخدعني تلبيسه ولا مكره  في هذا الجانب إن شاء الله، لأنني أعرفه في السنة الخطباء ووعظ الواعظين وحديث المحدثين واختيارات الفقهاء وتشدد العقائديين وسياسات الدول ومناهج التعليم وخطط التنمية!..

موضوع الصحابة يطمس به الشيطان معالم الدين الأول:

إذن فموضوع الصحابة من الموضوعات التي خلط فيها الشيطان خلطته الكبرى، وضرب ضربته الكبرى، واستطاع باقتدار أن يتخذ هذا الموضوع في طمس معالم الدين الكبرى، دين الله لا دين المذهب، مع الإبقاء على التفاصيل الصغيرة والكثيرة والكثيفة التي لا تدخل جنة ولا تنجي من نار.

طريقة استخدام الشيطان لموضوع الصحابة مع الغلاة:

فما أن تحدث سلفياً عن العقل ( الذي مدح الله في القرآن) حتى يأتيك الشيطان بأن الصحابة لم يمدحوا العقل ... ولم يهتموا به وإنما هذا من فعل المعتزلة!.

وما أن تأتيهم بموضوع التفكر في المادة ( في الآفاق وفي الأنفس) حتى يأتيك الشيطان بأن هذا موضوع لم هتم به الصحابة وليس لهم فيه رواية وإنما الكفار الماديين انشغلوا بالمادة!.

فإذا أتيتهم بعلوم أهل الأرض من كيمياء وفيزياء ورياضيات وفلك وطب ...الخ أجابك الشيطان على ألسنة السلفيين بأن هذه العلوم لا فائدة فيها لأن الصحابة لم يشتغلوا بها ( ولو أطاعتهم الدولة لبقي التعليم محرماً إلى اليوم، ونحن نعرف كيف دخل تعليم هذه العلوم بالغصب إلى مدارس التعليم العام).

وإذا أتيتهم بأهل البيت وهديهم وصلاحهم وفائدة تراثهم وكونهم الأقرب لنقل الشريعة والسيرة من بني أمية... أتاك الشيطان بأن هذا  القول من عقيدة الروافض الذيم يكفرون الصحابة! وأن بني أمية بايعهم الصحابة وكان منهم صحابة!

وهكذا صحابة صحابة صحابة ... فموضوع الصحابة من الموضوعات الشيطانية المحببة له، وهو يضرب به دائماً كل نور من عقل أو هداية  أو إنصاف، يتخذه الشيطان كاسحة ألغام لمسح منابع النور والمعرفة والتسامح والعقل والوعي..الخ.

فلذلك لابد من بحث هذا المصطلح الفضفاض وإرجاعه للنصوص القرآنية، ثم ما أشبهها من النصوص الحديثية والآثار والتاريخ.

كيف تواجهون الشيطان وأولياءه  في موضوع ( الصحابة)؟!

فإذا قال لكم أحد الناس ( الصحابة) فقولوا هذا لفظ لم يذكره الله، إنما ذكر ( المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان)، وذكر  ألفاظاً أخرى تحمل قيوداً مثل : ( المؤمنين /  الذين آمنوا / الصادقين/  والمنفقين / والمجاهدين/  ومن قتل في سبيل الله/ ومن ينتظر ولم يبدل تبديلاً/ والمتبعين للنبي... الخ) فلماذا تهمل كل هذه الألفاظ التي ذكرها الله وتذهب للفظ لم يذكره الله وهو لفظ ( الصحابة) فلا تذكر لنا هذه اللفظة التي علمك إياها الشيطان وغيّر معناها وعممها ووسعها وهيأها ليدخل فيها أولياءه يزاحم بهم أولياء الله، ثم ليجعلهم المقصودون دون أولياء الله، فأنت حين تنهى عن ( سب الصحابة) فإنما يخطر ببالك حسن المالكي الذي يذم معاوية بالنصوص الشرعية، ولا يخطر ببالك الذين كانوا يلعن علياً على منابر الإسلام، فأنت تقولها وقلبك على أولياء الشيطان كمعاوية وليس على أولياء الرحمن كالإمام علي، ولكن لو أنك أنكرت سب ( المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان) لخرج معاوية من الأصناف الثلاثة بوضوح ودخل في السبابين لهم بوضوح.

إذن فأول سد تسد به الأبواب على أولياء الشيطان هو اللفظ

لا تقر لهم باللفظ الشيطاني وألزمهم باللفظ القرآني!

وسترى أن كيد الشيطان كان ضعيفاً، وأن الله محيط بالكافرين والمنافقين وشياطين الجن والإنس، محيط بهم من بدايات الألفاظ للمعاني والمآل.

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : 2012/10/22  ||  الزوار : 6901



أحدث التعليقات إضافة (عدد : 3)


• (1) - كتب : محب الصادقين(زائر) ، بعنوان : الم اقل لكم انهم بغال الصهيوامريكي في 2012/12/07 .

نعم انها حقائق (ياابونفيسه)وان اجتهد شيخنا في اية النبي اولى بالمؤمنين ,فهذا كرام من الكريم الى اكرم الخلق ان ازواج النبي حرام عليكم يامؤمنين صدقت والله ياشيخنا قنوات الانحطاط والعهر الفتنوي اصبحت وبالا على المسلمين خاصه الشباب الغافلين هداهم الله

• (2) - كتب : أنس(زائر) ، بعنوان : صوت الحق في 2012/11/21 .

لله ذرك يا صوت الحق! حفظك الله ترياقاً لهذه الامة من طاعون السلفية الجاهلية.

• (3) - كتب : أبو نفيسة(زائر) ، بعنوان : مشاركة في 2012/11/06 .

من أين خرج هدا الجهبد؟ كيف تمكن من الوصول إلى هده الحقائق؟ أنه مجدد حقا بلا ريب



جميع الحقوق محفوظة @ حسن بن فرحان المالكي