هل قتل فرعون أبناء بني إسرائيل؟!
هل قتل فرعون أبناء بني إسرائيل؟!
جاء في القرآن الكريم عن فرعون (إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم)؛ فهل فرعون كان هو من يذبح أبناء بني إسرائيل أم جنوده؟
الجواب : فرعون وجنوده، الآمر والفاعل.
لا يجوز تبرئة الزعيم من فعل أتباعه إلا بشرطين:
الشرط الأول: أن يكون قد صدر منه توجيه خاص بألا يتم قتل الأطفال مثلاً.
الشرط الثاني: أن يكون معروفاً من منهجه.
بدون تحقق أحدهما يكون مشتركاً؛ فأما الأمر الأول فواضح/ أن يصدر منه توجيه واضح بعدم استهداف النساء والأطفال مثلاً.
الثاني معروف من منهجه؛ كما هو معروف من منهج النبي في قصة خالد بن الوليد وبني جذيمة؛ فالنبي بعث خالداً داعياً لا مقاتلاً؛ ثم معروف من منهج النبي عدم قتل من تلفظ بالشهادتين. فالنبي لم يأمر بقتل بني جذيمة؛ وكان خالد هو المسؤول فقط؛ ولا يجوز أن نعد زعيمه مشتركاً في ذنبه، للشرطين السابقين (أصل البعث ومعرفة المنهج).
ولذلك؛ تبرأ النبي من فعله وودى القتلى ...الخ؛ وبهذا نستطيع أن نجيب عن مدى اشتراك معاوية عن قتل عمار مثلاً؛ أو يزيد للحسين.
راقبوا الشروط..
فإذا كان قد صدر من هؤلاء استثناء واضحاً؛ فيتحمل الأتباع؛ أو أن يكون معروفاً من منهجهم استثناء لعمار أو الحسين؛ وإلا فهم مشتركون؛ كحال فرعون.
وكذلك؛ عندما نسمع اليوم أن الحاكم الفلاني يقتل النساء والأطفال؛ فهنا ننظر، هل له توجيه واضح بعدم استهدافهم أم لا؟
أو؛ هل هذا من منهجه أم لا؟
فإذا كان من منهجه؛ أو ليس له بيان واضح؛ ولم يتبرأ بوضوح من أفعال القتلة، فهو مشترك في الجرائم؛ كحال فرعون. والقضية في الباطن عند الله.
بمعنى؛ قد يتظاهر زعيم بالندم؛ أو أنه قد وجه بعدم استهداف الأبرياء؛ لكن باطنه مع الرضا بذلك، يكون مشتركاً؛ ولا نعرف ذلك إلا يوم تبلى السرائر؛ وهنا الواجب على الفقهاء والمثقفين وكل من يخاف الله ، أن يكون حكمه واحداً؛ فلا يجعل لفلان من الظالمين معايير تختلف عن آخر؛ فالدين كله لله.
الخلاصة:
راقب نفسك بنفسك؛ حاسب نفسك قبل أن تحاسب؛ واحيي ضميرك وعقلك وسمعك وبصرك؛ فإنك مبتلى في هذه النعم بالدرجة الأولى.
