عن تاريخ ولادة الزهراء!
عن تاريخ ولادة الزهراء!
سئلت عن تاريخ ولادة الزهراء! ترجيحي أن ولادة فاطمة الزهراء قبل بدء الوحي بخمس سنين أو دون ذلك، وليس في هذا ما يعيب، فدينها دين أبيها صلوات الله وسلامه عليه وعليها وآلهم؛ دينهما هو ملة إبراهيم حنيفاً، وهو الإسلام، وهو دين الأنبياء؛ لا داعي لهذا الخلاف بين السنة والشيعة في الأمر.
والمبالغون من الأخوة الشيعة؛ بأنها ولدت بعد النبوة بخمس سنين؛ أراه خطأ، لأنه بهذا يكون علي تزوجها وعمرها نحو العشر سنين، وهذا الخطأ هو نفسه الذي أخطأه أكثر أهل السنة في عمر السيدة عائشة في زواجها من رسول الله؛ فالفرق بين 9 و10 يسير؛ والصواب أنهما تزوجتا في حدود ال 18 سنة. أما الحديث الذي يحتج به بعض الشيعة في تأخر ولادتها (حديث التفاحة)؛ فعندي أنه حديث فرد منكر - بل قد يكون مسيئاً لرسول الله.
ونكمل ببعض فضائل فاطمة الزهراء عليها السلام؛ فلها خصوصية في الفضل والهدي والعلم ما ليس لأحد من بناته أو أمهات المؤمنين، وهي بضعة النبي الطاهرة؛ ومن تلك الخصائص باختصار شديد:
1- خدمتها لأبيها رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وآله بعد وفاة خديجة، حتى كنوها بأم أبيها، صلوات الله عليهم.
2- جرأتها في دفاعها عن النبي صلوات الله عليه وآله عندنا وضع كفار قريش سلا الناقة؛ فأبلغها بعضهم وأسرعت مهرولة إليه وأزالت عنه السلا؛ ثم أقبلت على زعماء قريش تسبهم (كما روى البخاري)؛ وكان ابن مسعود قد ذكر أنهم لم يستطيعوا أن يحركوا ساكناً!
من رزقه الله بنتاً بارة به قد تدمع عيناه؛ وكان جرأة كفار قريش وقتها بعد وفاة أبي طالب رحمه الله ورضي عنه، ذلك الرجل الشهم المؤمن الذي يكفره الغلاة بسبب روايات أموية.
الدنيا مظلمة.
3- قول النبي في حق فاطمة (هي بضعة مني) و (من آذاها فقد آذاني)؛ وقد اخترع الأمويون أيضاً قصة خطبة ابنة أبي جهل ليضربوا آل محمد بمحمد!
4- حرص النبي صلوات الله وسلامه عليه وآله أن تكون فاطمة بجواره (ضمن الحجرات)؛ ولم يسمح لفاطمة وعلي أن يبتعدا عنه؛ فلهم خصوصية خاصة جداً.
5- كانت فاطمة هي الوارث الوحيد لرسول الله (وراثة المال)؛ والقرآن يؤكد وراثة الأنبياء، ولكنه تم وضع أحاديث ضد ذلك، وصاحب الأحاديث مالك بن أوس.
6- تم التعتيم على تفاصيل خلاف فاطمة مع أبي بكر في موضوع فدك وأموال صفايا خيبر وبني النضير، وكان ألأولى رواية الخلاف بأمانة وفي ضوء القرآن.
7- الزهراء من اصحاب الكساء الأربعة - معها علي والحسنان - فهم أصل العترة وصفوة آل محمد، وهم من أقصدهم بالضرورة إذا قلت (آل محمد) وفي غيرهم خلاف.
8- تم التعتيم على أحاديث الزهراء - شأنها شأن علي والحسنان - وهذا التعتيم من الآثار السياسية والعصبية التي يجب على الباحثين أن يتنبهوا لها.
9- رغم قلة ما حفظه التاريخ من فقه وعلم هذه السيدة الطاهرة؛ إلا أن في ذلك المأثور القليل علم راسخ بكتاب الله وهدي رسوله وعلم عميق بسنن الله.
10- وتبقى المشكلة، أنك لا تستطيع استعراض فضائل ومواقف وفقه وعلوم فاطمة الزهراء عليها السلام كما يجب، فالتفصيل يطول، ويكفيك من الحديث أطرافه.
لا أدري كيف أصبح الدفاع عن آل محمد بهذه الحساسية عند بعض الغلاة؟! ألم يجمعوا بين القرابة والصحابة والهجرة والسبق في الإسلام؟
فالله المستعان.
العصبية حرمت المسلمين من علوم كثيرة؛ وأصابهم داء التكلس من جهة؛ وداء التهور من جهة أخرى، مع أن الإلتقاء قريب وأكثر الحق متفق عليه، لكن لا يقال.
لمطالعة " استدراك ... مولد فاطمة الزهراء!" على هذا اللرابط «««
مواضيع أخرى:
لمطالعة "ما لم يدونه التاريخ عن الإمام علي بن أبي طالب" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "تغريدات حول الزهراء (ع)" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "هنيئا للشيعة" نموذج للنقد الحديثي عند الشيخ حسن المالكي" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "ما مواقف الصحابة في حروب علي؟! - الجزء الأول -" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "سيرة الإمام علي (ع)- ما بعد التحكيم" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "بداية الانحراف عن الإسلام الأول - متى كان؟! {ألجزء الأوّل}"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "سر حذيفة بن اليمان - الجزء الأوّل" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "الزيف كان كبيراً في المسلسل الأخير( الحسن والحسين )" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "الحزن الطويل للشيعة على آل محمد هل هو مبرر؟" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لن يصلح هذه الأُمة ما أفسد أولها !"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "معنى الروافض." على هذا اللرابط «««
لمطالعة " لفهم الشيعة"على هذا اللرابط «««
