• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : جديد الانتاج .
                    • الموضوع : أخبار الاعتقال والإفراج عن الشيخ الباحث حسن بن فرحان المالكي كما يرويها فضيلته.. .

أخبار الاعتقال والإفراج عن الشيخ الباحث حسن بن فرحان المالكي كما يرويها فضيلته..

تعقيب فضيلة الشيخ حسن بن فرحان المالكي وتوضيحه لما تعرض له في فترة الاعتقال وما قبلها من ظروف وأسباب وموضوعات.
أخبار الاعتقال والإفراج:
كثرت الأسئلة عن سبب الاعتقال وأحواله والإفراج ..الخ، وسأقول رؤوس أقلام.. بهدوء وإنصاف إن شاء الله.
لم أتعرض لتعذيب ولا حتى كلمة نابية، ولا تضييق في غذاء ولا دواء...
كل ما يشاع في هذا غير صحيح.
الاعتقال فكري، نتيجة موقفي السلبي من تيارات (الغلو السلفي/ الوهابية) أو أشخاص كمعاوية وابن تيمية ..الخ.
اعتقلت في 20 ذي الحجة 1435 لمدة شهرين وعشرة أيام، سبقها تحقيق معي لمدة شهر تقريباً، كل أربعاء، وأحياناً الثلاثاء.. في هيئة التحقيق والإدعا العام فرع الرياض.
مررت على ثلاثة سجون:
سجن البحث الجنائي بشمال الرياض (لمدة أسبوع).
سجن الملز (شهر وأسبوع).
سجن المباحث العامة (ثلاثة أسابيع).
التحقيق في هيئة التحقيق والإدعاء العام كله كان عن تغريدات، يرونها مثيرة (عن بعض الصحابة ومعاوية وابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب والسيد حسن نصر الله ..الخ )، وقلت فيها (أي التحقيقات) وجة نظري كما هي في التغريدات، واعتذرت عن تغريدة أو تغريدتين فيهما تعميم على المجتمع السعودي، وكنت قد تناولته بالنقد في تغريدات.
كان النصيب الأكبر عن معاوية فيما أظن، وسردت في التحقيق وجهة نظري في النصوص في ذمه، وتضعيف كل ما قيل في مدحه.
لم يتم التحقيق معي، لا في سجن البحث الجنائي ولا سجن الملز، إنما كان التحقيق قبل الاعتقال في هيئة التحقيق والإدعاء العام، وقد شرحت ذلك في تغريدات نشرها ابن العباس في حسابي في تويتر.. لمراجعتها:

http://almaliky.org/news.php?action=view&id=932


نعم كانت هناك لجنة مكلفة بالحوار معي في سجن المباحث العامة، وهم متفهمون لموقفي المعرفي، وفي الوقت نفسه يهمهم عدم إثارة المجتمع.
حاولت أن أسمع وأفهم القصة، ولم أكن متصلباً معانداً، كما لم أكن مفرطاً في المعلومات، فلذلك كان الاتفاق على (ترك الإثارة عبر وسائل الإعلام)، ولم يطلبوا مني التراجع عن كتاب ولا بحث ولا معلومة ولا رأي.. ولو طلب مني ذلك لرفضت.. إلا ببرهان.
ولا شك أننا لا نبحث عن الإثارة، ولكن الشخص ليس على حالة واحدة، فهو يغضب ويرضى ويستفز، مع أني أرجو أن تكون المعلومة الصادمة هي أبرز ما ظنه البعض إثارة، الناس يتفاوتون في تعريف هذه (الإثارة) فبعضهم يثيره كل شيء، والبعض لا يثيره شيء.
لسنا معارضين سياسيين..
ولا نتبع أي تيار سياسي..
ولا مذهبي.
نحن فقط أصحاب بحث وفكر..
نصيب ونخطيء..
ولابد من سعة.
لا أحب التفاصيل كثيراً، لأن بعضها وإن كان فيها طرافة - وأنا أحب الطرائف - لكن قد يفهم منها البعض تحدياً أو إثارة، لذلك قد نؤجل الكثير من التفاصيل لمناسبة تهدأ فيها النفوس.

ملاحظات على فحوى التحقيق:

أيضاً كانت أسئلة عن ( أفكار ) وليس عن تيارات وأشخاص فقط، كرأيي بدخول بعض من لم يسلموا الجنة إذا أحسنوا العمل ولم تصلهم الحجة، وأنهم لا يطلق عليهم (كفاراً) وإنما هم من الناس، ولا يطلق على غير المسلم (كافر) إلا إذا علم ثم جحد...
فالأسئلة كانت عما تقرؤونه من تغريدات (عن تيارات وأشخاص وأفكار)، ليس عن كتب ولا أبحاث، ولا رأي، وهذا تقدم كبير، لأنه مقارنة مع سجني السابق (1417هـ) فالأمر أفضل بكثير.
كان المحاسبة على الأفكار في الماضي هي الأصل، أما اليوم فالمحاسبة على الأسلوب أو الشكل، بغض النظر عن اختلافنا في تقييم هذا الأسلوب أو الشكل.
على كل حال: نستطيع تفهم الملاحظة عن (الشكل) أو الأسلوب، ونحن نتطور ونتعلم، وكنت في السابق أدخل في صراعات مع أناس لا يستحقون أن تلتفت إليهم، وكنت يومها أرى أن هذا (واجب وبيان للحق)، ثم تطورنا ورأينا أن الجدل مع الجهلة - أو مع من لا يريد الحق - مضيعة للوقت، فإرادة الحقيقة شرط لنجاح أي حوار، فلذلك كانت بعض الحوارات مع بعض الناس خطأ (من حيث الشكل) وليس من حيث المعلومات التي نسردها.

الأبناء:

العاطفة آية من آيات الله، كانت نقطة ضعفي الوحيدة هي هذا الشوق العارم للأبناء الصغار، وإن كان الشوق موجوداً للأبناء الكبار والوالدة والزوجة والأخوة والأخوات وذوي القربى والأصدقاء والحرية، كل هذا كان موجوداً، وهذا طبيعي، لكن ألأبناء الصغار لا يفهمون القصة، فما ذنبهم؟
فهذا الذي كان يؤرقني وأتصبر له.
مثلاً.. كان ابني الصغير حاتم (4 سنوات) يكثر من السؤال عني كثيراً، وتصلني أخباره ونومه في فراشي وانتظاره لي وسؤاله عني كل يوم، وبكاؤه أحياناً، وكنت أتعب لهذا، لكني أستلهم مصائب أهل البيت، تكون مصيبتي لا شيء قياساً بها، وأعرف أن التمحيص والابتلاء فيها ما هو فوق هذا البلاء.
مرة اجتمع حاتم مع أطفال عند عمي في مناسبة، ورأى آباءهم معهم، فقال (ليش بابتكم معكم وبابتي ما معي؟!)!
هكذا النص الذي وصلني. وهي عبارة تزلزل الجبال..
هذه وأمثالها كنت أتألم لها، لكن هذا طبيعي، لابد من صبر واحتساب، ومصيبتك أخف من مصيبة غيرك.
كنت أرسم الأولاد في السجن، واشتاق لهم كثيراً، ولا أصدق أني سأجلس معهم يوماً ونتذاكر فترة السجن، ثم حدث هذا والحمد لله..
جلسنا مع بعض وتذاكرنا أيام السجن، وفي كل نقمة نعمة، فقد تجددت طاقاتنا في الحب ومعرفة نعمة وجودنا مع بعض. لذلك أنتم في نعمة، أحبوا أولادكم وذويكم، أنتم لا تشعرون بقيمة النعمة التي أنتم فيها، لا يشعر بها إلا مغترب أو مسجون.
اجلسوا مع أولادكم وآبائكم وأمهاتكم وإخوانكم، واستغلوا فرصة وجودكم مع بعض، فقد يأتي فراق أحدهم في أي لحظة، إما بغربة أو سجن أو موت.
أبنائي الكبار وزوجتي وإخواني كانوا في مستوى المسؤولية والحمد لله، صبراً واحتساباً ووقوفاً بجانبي، وتعاوناً والتفافاً حول بعضهم، وثقة في مواقفي، وأني مظلوم، هذا شيء مفرح ومطمئن بلا شك، وهو الأهم، فالشوق يمكن التحكم فيه، ولكن إذا انهار الأقربون بعدك تكون المصيبة كبيرة.
وشكرا لكم. .


متابعة تطورات قضية اعتقال الشيخ
http://www.almaliky.org/news.php?action=view&id=978

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=992
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 01 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29