• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : أركان الإسلام من القرآن! - الجزء ألرابع. .

أركان الإسلام من القرآن! - الجزء ألرابع.

#الحرية_لحسن_فرحان_المالكي

ننقل لحضراتكم الجزء الرابع من "أركان الاسلام من القرآن" ..

في هذا الجزء تطرق فضيلة الشيخ ابو مالك لمفهوم "عمل الصالحات" وتضاده "الإجرام"..

 

كما انني الحقت بنهاية الموضوع "ملحق صغير" حول تطرق فضيلته للإسراف الذي استخدمه "أهل الحديث" في استخدام هذا المصطلح "أركان الإسلام"..

هذا هو المالكي.

تغريدات لفضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي".

التغريدات من شهر نوفمبر 2013.

تشرّف بجمعها ونشرها في الموقع "محمد كيال العكاوي"



للعوده إلى ألأجزاء السابقه:

أركان الإسلام من القرآن! - الجزء ألأوّل.

أركان الإسلام من القرآن! - الجزء ألثاني.

أركان الإسلام من القرآن! - الجزء ألثالث.

 

الركن الثالث: عمل الصالحات.. أي ضد الإجرام..

 وإذا أردت أن تعرف الضد بدقة لابد من استعراض آيات الإجرام في القرآن حتى تستخرج الركن بدقة، فأما الآية التي نفهم منها أن (الإسلام ضد الجريمة) فهي:

( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ(36)) [سورة القلم]

هنا جعل الإسلام ضد الإجرام، وهو ضو التولي وضد الكفر وضد العناد والجور ..الخ، لكن ما هو الإجرام في القرآن؟

هل هو القتل ظلماً فقط (كما شاع!)؟

اسمعوا الآيات بتدبر وتواضع، ثم استخرجوا منها خصائص المجرمين، ثم ستعرفون أن أضدادها هي صفات المسلمين - مادام أن المسلمين هم أضداد المجرمين - وهذا لا يمنع أن يكون المجرمين ضد المتقين أيضاً - في آيات آخرى - وهنا تعمل العمل نفسه، ثم تلحظ ما يختلف فيه الإسلام عن التقوى..

 الموضوع سهل!            

وهذه أبرز الآيات التي تحدد المجرمين في القرآن وصفاتهم وخصائصهم، جمعت كلها في كلمة (مجرم)، فاجمع أضدادها، فهي تجتمع في كلمة (مسلم):

1- (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17)) [سورة يونس ]

من هم؟

المجرمون هنا هم:

1- من افترى على الله كذباً، وكذب بآياته ( سواء آياته في القرآن أو آياته في الأنفس والآفاق)، والتكذيب بهذه يؤدي لتلك.

واليوم من هم الذين يكذبون بآيات الله ولا يعتمدونها في معرفة ، ولا يرونها تساوي ما هم عليه من العقائد والأفكار؟

إذاً المسلم على الضد.

الآية الثانية:

(وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52)) [سورة هود ]

فالتولي - سبق أن قلنا - أنه ضد الإسلام، وهو هنا حالة المجرم.. مولياً عن الحق.

والسؤال: هل ترون من يتولى عن الحق وهو قرآن ينطق؟

ألا ترون من يشوش ويسخر ويشتت الموضوع ويستهتر ..الخ؟

هذا ما هو؟

أليس إجراماً مزدوجاً؟

فهو:

1- يحرم نفسه من المعرفة والتدبر.

2- قد يشكك غيره في ذلك.

3- يتلبس بالكبر والتعالي.

4- يأتيك بكذب مقابل الحق الواضح السهل وسياتي..

المسلم ضد ذلك.. والآية الثالثة في تحديد خصال المجرمين لمعرفة الضد (الإسلامي):

(إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (74) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (75)) [سورة طه]

إذاً.. فالمسلم - الذي هو ضد المجرم - هو من يعمل الصالحات مع الإيمان، ومن هنا اخترت ركن (عمل الصالحات). والصالحات يمكن استخرجها من القرآن، ومن أبرز ذلك تجنب (سبيل المجرمين).. في الكذب على الله والتكذيب بآياته والتكبر والتولي ..الخ.

الآية الرابعة:

(وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا ۗ لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (21) يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا (22)) [سورة الفرقان]

فالاستكبار والعتو اليوم صفة من يتكبر عن الدليل والبرهان، كما هي صفة من سبقهم.

الآية الخامسة:

وفيها اكتشاف خطير، هذه الآية تؤكد أن المجرمين هم الذين أدى إجرامهم إلى أن نتخذ القرآن مهجوراً، فلهم عمل ثقافي خطير جداً..تقول الآيات:

(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31)) [سورة الفرقان]

إذاً فالمجرمون (أعداء النبي) هم السبب!

هم الذين التفوا على (القرآن الكريم) بأحاديث وروياات وعقائد ومعايير العسكرة والتغلب والكثرة، حتى أصبحت هي الإسلام ، وتم هجر الإسلام الغض.. المجرمون الأوائل هم أعداء للنبي نفسه، يعني معاصرون له، وبالتأكيد ليس أبو جهل ولا عبد الله بن أبي من جعلنا نتخذ القرآن مهجوراً، ليفهم من شاء، فلذلك قال الله:

(وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (55)) [سورة الأنعام]

هل فهمتم؟.. وإلا صعبة؟!

السؤال:

من هم أعداء النبي الذين استطاعوا أن يأخذوا الأمة معهم في (هجر القرآن)؟

هل هم أبو جهل وأبو لهب؟! أم من؟

اسمعوا من هم الآن:

 (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112)) [سورة ألأنعام]

هذا الزخرف من القول الذي غروا به الأمة لن يذهب هدراً فاسمع

(وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113)) [سورة ألأنعام]

إذاً.. فذلك الزخرف - من الافتراء - قد قدر الله أن تصغى إليه (أفئدة) الذين لا يؤمنون، هم يحبونه بقلوبهم ويقترفون به الجرائم!

فهمتم وإلا صعبة؟

حسناً.. سنواصل من القرآن (حتى تستبين سبيل المجرمين/ أعداء النبي/ الذين افتروا على الله/ وتسببوا في هجر القرآن)، وهم المضلون للأمة:

 (وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92) مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (93) فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (99)) [سورة الشعراء ]

إذاً.. فالمجرمون هم قادة الضلال، وقد فصل الله الآيات لتستبين سبيلهم (مذهبهم)!

إذاً.. فالأمة بما أنها ستهجر القرآن تحقيقاً للآية (إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً)، وأن قادة هذا الهجر هم أعداء النبي (المجرمون).. فما بقي؟

ابحثوا عن أدلتهم في (هجر القرآن) والتهوين منه، والاستعاضة عنه بغيره، واتخاذه شعاراً لفظياً فقط، وستعرفون من أين أتت هذه الثقافة!؟

احذروا ذلك الزخرف والافتراء من قصر عبادة غير الله على عبادة الأصنام والأحجار، وأن تقولوا إنما نزلت هذه الآيات في عبدة الأصنام..

احذروا!

كل ما عبد من دون الله - وهو راض بذلك – (من تقليد أو تعظيم أواتباع عقيدة ) فهو ممن يُعبد من دون الله..

انتبهوا.. فالقرآن لا يخاصم عبدة أصنام فقط! القرآن ضد كل عبادة لغير الله، فاتبعوا (ما أنزل إليكم من ربكم)، ولا تتبعوا من يدعوكم لعبادة عقيدة أو مذهب أو رمز، فقد أضلهم المجرمون!

والعبادة ليست فقط صلاة وسجود ... هي كل خضوع لغير ما أمر الله به.. الإسلام لله وحده، (من أسلم وجهه لله).. استسلم له وحده، لا يستسلم لغيره، فكم عدد الذين يستسلمون لشيوخهم.. مذاهبهم.. ويتعبدون الله بما فيها، ولو خالف القرآن؟

هم أغلب المسلمين للأسف.. فالقرآن مهجور، والمذهب مقبل عليه.

المجرمون لا يرون هذه الآيات إلا في الآخرة ولا يسمعونها:

(وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (12)) [سورة السجدة]

الآن هم يبصرون ويسمعون في الآخرة فقط!

عطلوا أسماعهم وأبصارهم وعقولهم وقلوبهم في الدنيا، ولم يقوموا بواجب الشكر فيها - وهو تفعيلها لا تعطيلها - والآن يدفعون الثمن، أي في الآخرة.

المجرمون لا يحذرون الشيطان.. ولا يحذرون منه، فعندهم أعداء بدلاء كثير!

(وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60)) [سورة يّس]

إذاً فالمجرمون لا يأبهون بالشيطان، ولا يتخذونه عدواً، فجعلهم هو يعبدونه، ويهجرون القرآن، ويعادون النبي في حياته، ويضلون أكثر الأمة بعده، وأصبحت الأمة تفاخر بالجرائم، وتستوحش من القطعيات، وتكرهها وتحاربها طلباً للتميز، فلذلك قال (وامتازوا اليوم أيها المجرمون).. هذا هو التميز!

 

ملحق صغير في ( أركان الإسلام) ..

يبين مدى احترام بعض أهل الحديث لهذه الكلمة (أركان الأسلام) وهم الذين اخترعوا التسمية.. لكن اسمع!

محمد بن أسلم الطوسي ركن من أركان الإسلام عند أحمد بن حنبل! ففي حلية الأولياء - (ج 9 / 240) قال أبو عبدالله: وكتب إلى أحمد بن نصر أن اكتب إلي بحال محمد بن أسلم فإنه ركن من أركان الإسلام.. الخ قلت: لأن له رد على الجهمية.. وقال الذهبي سير أعلام النبلاء - (ج 12 / ص 198)

قال محمد: وكتب إلي أحمد بن نصر: اكتب إلي بحال محمد بن أسلم، فإنه ركن من أركان الاسلام! . قلت : وفي الهامش أحال للحلية، وصاحب الحلية قال (قال أبو عبد الله) ولم يقل محمد... فلعله غير أحمد.. فليبحث. ويونس بن عبد الأعلى ركن من أركان الإسلام أيضاً!! ففي وفي سير أعلام النبلاء  (12 / 350) قال يحيى بن حسان التنيسي: يونسكم هذا ركن من أركان الاسلام!! والخبر في شذرات الذهب - (2 / 149) لا بن العماد الحنبلي. وقاله عنده قائل آخر (ابن ناصر الدين)... وكلهم من أهل الحديث.. وابن عدي صاحب الكامل، ركن من أركان الإسلام! ففي شذرات الذهب - (3 / 51) قال ابن قاضي شهبة هو أحد الأئمة في (الأعلام وأركان الإسلام)! طاف البلاد في طلب العلم وسمع الكبار .الخ والدارمي ركن من أركان الإسلام أيضاً، قاله الذهبي في سير أعلام النبلاء - (ج 12 / ص 229) (( قد كان الدارمي ركنا من أركان الدين، )) والدين عند الله الإسلام! وأبو الوليد الحراساني عند الذهبي أيضاً ركن من أركان الدين! ففي سير أعلام النبلاء - (ج 15 / ص 495) :(( كان أبو الوليد هذا من أركان الدين) وأكبر من هؤلاء كلهم من كان ( شيخ الإسلام) كله! وهذا معروف، يطلقونه على كثير منهم ابن تيمية. وعلى هذا لا غرابة في هوان الإسلام علينا.

 

ولو عرفنا ( الإسلام) من القرآن لرقت قلوبنا، ولم نطلق على هذا الشخص ( ركناً من أركان الإسلام) ولا ذاك (شيخاً من شيوخ الإسلام)! فهذه فائدة.

 

للإنتقال الى"أركان الإسلام من القرآن! - الجزء الخامس"...«««


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=942
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 11 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29