• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : تتمة حديث الفاضل العباس مع والده فضيلة الشيخ حسن بن فرحان المالكي في المعتقل. .

تتمة حديث الفاضل العباس مع والده فضيلة الشيخ حسن بن فرحان المالكي في المعتقل.

#الحرية_لحسن_فرحان_المالكي

استمرارا لما ورد في رسالة فضيلة الشيخ حسن فرحان المالكي نورد لحضراتكم ما غرده ألأخ الفاضل العباس نجل فضيلة الشيخ من حوار وحديث مع والده في سجنه..

العوده لـ" رسالة فضيلة الشيخ المالكي كما نقلها من معتقله نجله الفاضل "العبّاس". 

اليكم نص الحوار:


السلام عليكم ورحمة الله.        

ساكمل ما حدثني والدي به في التغريدات التالية :

 

 اولاً: سالته عن وضع المساجين وقال:

هدايتهم سهلة، ولكن لم تتوفر لهم ثقافة قرانية، فهُم يحتاجون فهم مواضيع قرانية - كقضاء الله والقدر - فاغلب المساجين نتيجة سلفية، واصلاحهم سهل بالثقافة القرانية، ولكن الثقافة القرانية غير موجودة عندهم، وانما عندهم ثقافة روائية عقائدية وعظية ساذجة.

وسألته ما لذي لفت نظره في السجن فأجاب:

ان الجميع يخاطبني او يناديني بالشايب ههههههه

شعرت انني كبير,,  ما شعرت اني كبير الا من يوم دخلت السجن بسبب كثرة الشيب ههههههه

وبعد ذلك سألته عن السجن وكيف هو فقال:

الازدحام شديد في الجناح الثامن، بحيث ان سجينين قد يتشاركا فراشاً واحداً، فينام احدهما ويقوم الاخر، ولو توفرت الثقافة القرانية في الشعب السعودي لما كان هذا الازدحام، ولكان السجناء قلة نادرة.

ومن ناحية اخرى فالتعذيب تعرض له كثير من السجناء - وخاصة اليمنيين - وراينا اثار التعذيب على اجسادهم، وهذا يخالف حقوق الانسان - التي تعلن عنها السجون وتتبناها وزارة الداخلية - فرجائي الى وزارة الداخلية ان يتقوا الله عز وجل في السجناء.

ثم سألته: هل تعرضت للتعذيب - فأجاب:

انا شخصيا لم اتعرض للتعذيب، ولكن اجده خاصة في السجناء اليمانيين، اذ يتهمون كل احد منهم انه من الحوثيين، فهم مساكين، فمن اتهم بالسرقة يعذبونه حتى يكذب ويقول انه سرق، وهذا ظلم..

ونحن لا نبرئ كل سجين، ولكن ننكر التعذيب، فهناك وسائل اخرى لمعرفة صاحب الجناية من البريء، والقائمون على التحقيق كانهم لا يعترفون باهمية حقوق الانسان، رغم ان هيئة التحقيق والادعاء العام دونتها وتبنتها الدولة، فهذه انتكاسة حقوقية نراها بأم اعيننا، ومعظم المساجين ثلاث قضايا.. اما مخدرات او سرقات او حقوق، فالقليل جداً فكري – كوضعي.

الثقافة السلفية تعصف بالمجتمع السعودي، سواء في حالات السجناء او في حالات المحقيقين في الجهات التنفيذية، واتذكرالاية الكريمة:

(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) صدق الله العظيم.

فلا بد من بناء ثقافة قرآنية والبعد عن الثقافة المذهبية التي تنتهك الحقوق..

ويكرر والدي ندائه لخادم الحرمين الشريفين ومعالي وزير الداخلية والجهات التنفيذية ان تتدارك حقوق الانسان - التي تتعرض للانتحار من خلال العينة التي رأيتها بعيني - وهو على امل بان المسؤولين الكبار لا يعرفون هذه الانتهاكات لحقوق الانسان، اما اذا كانوا يعرفون فهذه كارثة..

نسال الله لنا ولجميع المسلمين الهداية والسداد.

وبعد ذلك سألته هل مرتاح في السجن فاجاب:

بحمد الله حفظت ثلاثة اجزاء من يوم دخولي المعتقل، فلعل في هذا السجن نستطيع تحويل الضراء الى سراء، فربما لو كنت خارج السجن لن استطيع حفظ هذه الاجزاء مع تدبرها، والعاقل يتاقلم مع كل الاوضاع، ويستطيع تحويل الاوضاع السلبية الى اوضاع ايجابية، فلذلك لا يقلق المحيطون، وفي نفس الوقت نشكر لهم تعاطفهم، ولكن ليعلموا ان الابتلاءات التي حدثت في التاريخ كانت ابلغ بكثير من التي تحدث لنا، ونتذكر قول الله عز وجل :

(أَم حَسِبتُمْ أَن تَدخُلوا الْجنةَ ولمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذين خَلوْا من قَبْلِكُم مّسّتهُمُ البأْساءُ وَالضّرّاءُ وَزُلزِلُواحَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا  إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) صدق الله العظيم.

نحن واثقون من الحق الذي معنا، والى الآن يعجز الغلاة والمحرضون عن رد حججنا، سواء في قضايا التاريخ او العقائد او المناهج او نقد التطرف..الخ

واضاف: من الغريب جداً في المملكة ان يتم سجن من يرى التفجير والتطرف مع من يحارب التنزيه والتطرف، فهذه لا اظن انها تتوفر في سجون العالم - الا في المملكة - والسبب ان الجهات التنفيذية ووزارة التربية والتعليم والاعلام ووزارة الشوؤن الاسلامية قد رسخوا ثقافة شعبية مغالية عامة يتبناها اغلب الشعب السعودي.. فلذلك الدولة في ورطة، بين محاربة الغلو والاستجابة له، ونحن نحاول مساعدة الدولة، لان فيها مساعدة انفسنا ومساعدة الشعب كله،  ولكن الدولة والمؤسسات التنفيذية تأبى الاستجابة للعلاج الجذري للتطرف، وانما تعالج معالجات ساذجة تكتيكة..

اما العلاج الاستراتيجي للتطرف فقد صرحنا في اكثر من مناسبة، ويتركز على النقد الذاتي، بداية من نقض التراث الوهابي نفسه ثم السلفي ثم التاريخي..

وكما قال تعالى: 

(أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36)) صدق الله العظيم

وعن الذي احزنه وقال:

السجن قديم ومزدحم ويوجد لدينا 11 شخص مجنون يتعرضون للاهانة والضرب، وانا ادافع عنهم واحاول التوصل الى اناس لينتبهوا إليهم، فيجب ان يكون هؤلاء المجانين - شفاهم الله - في عيادات خاصة ونفسية، فهم يعانون من اضطرابات نفسية، واحياناً (يبولون) على انفسهم،  فهناك حالة لا انسانية في الجناح رقم 8، وهو سجن قديم ومتهالك, فالمفترض ان يعتزل المجانين، واعتقد ان بعضهم دخل وهو سليم العقل وانلحسوا (كما يقال)..

وايضاً هناك نقطة سلبية اخرى، وهي ان هناك شرطي جندي أول يحقق معك وانت داخل في السجن، كـ "لماذا تطعن في الصحابة؟ ووش ابن تيمية؟"

وهو ليس لديه ذاك العلم للمناقشة او التحقيق، وليست وظيفته، فالمفترض على المؤسسات التنفيذية ان تعلم جنودها الصغر.. ألّا يستبقوا المحاكمات، ويجب ان يبقوا باماكنهم تنفيذيين فقط.

وايضاً دورات المياه في تهريب، بحيث ثلاثة مواصير تهرب ماء باقصى قوتها، ولا توجد عناية، وهذا تبذير.

ايضاً فهمت منه ان التهوية سيئة في السجن، بحيث ان هناك غمامة - او دخان - في وسط السجن، وليست هناك اجواء صحية، وحقوق الانسان غائبة..

وايضاً اشار الى نقطة، انه اثناء التحقيق من هيئة التحقيق والادعاء العام قبل شهر ونصف تقريباً حرص ان لا ينشر ذلك حتى يوفر الجو المناسب لهم.

هذا ما استطعت تذكره ونقله من كلام الوالد رعاه الله وحفظه وثبته على الحق الذي هو عليه.

 

وشكراً لكم والله ولي التوفيق.

 

نسيت ان ابلغكم ان الوالد يوصل سلامه للجميع.

 

وشكرا لكم 😊


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=933
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 10 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29