• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : وصل مدريد... والمعركة في لندن! .

وصل مدريد... والمعركة في لندن!

 (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60)) [سورة ألنساء]

تغريدات لفضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي".

التغريدات من شهر سمبتمبر 2013.

 قام بجمعها "محمد كيال العكاوي"


مواضيع اخرى:

لبيان في الخبلان - الجزء ألأوّل

البيان في الخبلان - الجزء ألثاني

البيان في الخبلان - الجزء ألثالث

البيان في الخبلان - الجزء ألرابع

البيان في الخبلان - الجزء ألخامس

البيان في الخبلان - الجزء ألسادس


بعض الناس يضلهم الشيطان ضلالاً بعيداً ... فلا يحقق في البدايات وينطلق كالسهم نحو معركة.. والمعركة خلفه!

تصوروا رجلاً محارباً متحمساً موجود شمال بريطانيا، فعلم بحرب في لندن، فذهب وتجاوز لندن واخترق فرنسا ووصل أسبانيا ويبحث عن الأعداء في مدريد!.. معظم المتخاصمين يفعلون هذا.. يسحبهم الشيطان - بمراوغاته وسرعة انطلاقاته - حتى يخرجوا من الملعب كله ! يضلهم ضلالاً بعيداً، لا يستطيعون العودة.

هل أذكر مثالاً؟

مثال أوّل: مثل تكفير ساب الصحابي وأنه كفر، فينطلق المتحمس في التكفير ثم يكتشف أن معاوية قد سب، فيقف ولا يستطيع التقدم ولا العودة!

مثال ثانٍ: تكفير من تمسح بالقبر، وأن هذا شرك وعبادة.. الخ، فينطلق بسرعة السهم ثم يكتشف في ألأخير أن أحمد بن حنبل يجيزه... فهنا يتوقف!

مثال ثالث: تكفير من يعاند النص واستحلال دمه ... فينطلق ثم يكتشف أنه نفسه يعاند النصوص ويردها ويزحلقها حتى تخضع لمذهبه.. فماذا يفعل هنا؟

يتوقف!

مثال رابع: تضليل الأشاعرة، وأنهم من الفرق الهالكة في النار.. ثم يطتشف أن الأزهر ومعظم أهل السنة أشاعرة.. هنا ماذا يفعل؟

 قد وصل مدريد؟

فهل يرجع؟

مثال خامس: ذم الثوار على عثمان، وأنهم غوغاء وأتباع لعبد الله بن سبأ، ثم يكتشف أن من الثوار بعد ذلك.. أن قادة الثورة من أهل بدر والرضوان!

مشكلة!

مثال سادس: يمدح أهل السنة ويكفر المبتدعة، ثم يكتشف أن أهل السنة يبدعونه هو ومذهبه! وأن أهل السنة آخرون غير أهل مذهبه!..

هنا ماذا يفعل؟

ورطة كبيرة!

مثال سابع: يقول بأن الأغلبية لها الحق في اضطهاد الأقلية والتضييق عليهم، ثم يكتشف أن أهل مذهبه أقلية في دولة أخرى، فيصرخ بحقوق الإنسان!

تناقض.

مثال ثامن: يقول بأهمية الأخذ بأقوال الجرح والتعديل، ثم يكتشف أن أوائلهم ضعفوا البخاري وتركوا حديثه!

هنا ماذا يفعل؟

هو في ورطة.. وصل مدريد!

وهكذا كثير من المتحمسين، لا يحررون المقدمات، فيقعون في نتائج تورطهم فيما بعد.. والسبب في ذلك تصديقه الخادع الأول أو الجاهل الأول.

فهذا الرجل الذي انطلق من شمال بريطانيا كان عليه أن يتحقق أين هي لندن، أما أن يترك لذلك الخادع أو الجاهل أخذه إلى مدريد فهذا غباء وجهل.. كثير من المتابعين الذين أهمل التفاعل معهم أجد صعوبة لأن مقدماتهم خاطئة بسبب ذلك القبطان الذي أخذهم بسرعة من اسكتلندا إلى مدريد وأقنعهم! فإذا وجدني في مدريد وطلب مني أن أقاتل الأعداء - أهل لندن - فأقول وأين لندن؟

،يقول: هنا..

أقول : لا.. هم وراءك...

فيتعب في العودة ويسخط عليّ!

أذكر في سلسلة تغريدات ... كنت أغرد عن الذين قتلوا الصحابة ولعنوهم واستباحوا حريمهم في المدينة، فشارك أحد الحمقى بأني أطعن في الصحابة!.. فقد أصبحت كلمة (الطعن في الصحابة) على ألسنتهم، ولا يرون نقد من قتل الصحابة، مع أن القتل أبلغ من الطعن اللفظي، لكنهم لا يستطيعون العودة.

الحل:

للباحثين أن يحققوا في المقدمات، فمثلاً: إذا أتاهم موضوع (الطعن في الصحابة) فليتوقفوا عنده كثيراً قبل الانطلاق إلى مدريد.. وليسألوا عدة أسئلة:

ما هو الطعن؟

 ومن هو الطاعن؟

وهل هناك ما هو أبلغ من الطعن؟

ومن هو الصحابي؟

وما تقعيد هذا شرعاً ومن النصوص؟

ومتى كان هذا؟

هذا التحقيق يبقيه شمال بريطانيا حتى يتحقق من:

موقع لندن أين هو؟

ولماذا هؤلاء أعداء؟

وهل يشاركهم أهل اسكتلندا في الذنب؟

وأيش القصة بالضبط؟

الشيطان يريد أن يضل بني آدم ضلالاً بعيداً بحيث لا يستطيعون العودة .. إذ يصعب عليهم أعادة المشوار من جديد.. فيقنعون أنفسهم بأن الطريق صح!

اقرءوا الآيات التالية، فالشيطان قد استطاع أن يقود (صحابة) لهذا المشوار، فصعب عليهم العودة، فلا تظنوا أنه يصعب عليه قيادة من دونهم..

 اسمعوا..

 (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60)) [سورة ألنساء]

هؤلاء إذاً يرون أنهم يؤمنون بما أنزل إلى الرسول! فهم يظنون أنفسهم مسلمين! أي هم (صحابة) بتعبيرنا المذهبي، لكن الشيطان كان قد قادهم لمدريد!.. فلذلك ظنوا أن إسلامهم لن يمنعهم من (تحكيم الطاغوت) وهو العادة والعصبية، فعندما يأتيهم النص المخالف للعادة لا يستيطعون الطاعة ولا العودة، وهم برفضهم حكم النص، يكون الشيطان مواصلاً لأخذهم للمشوار، فلم يتركهم بعد! يريد أن يوصلهم للسنغال .. يريد أن يضلهم ضلالاً بعيداً..

هذا (الضلال البعيد) يكرره الشيطان فينا يومياً وشهرياً وسنوياً وقرنياً، يقودك إلى غابة لا تهتدي منها لمخرج.. فقد استحوذ عليك وأنت محتار!.. الشيطان يريدك سلبياً، والسلبية تأتي بعد الحيرة، فيجلس الحائر الخائف مكانه - هذا إذا كان مخلصاً - أما إذا لم يكن مخلصاً فلا يهمه إلا الدنيا..

والحل سهل ... ابدأ بما تعرف، ولا تستصعب العودة إلى محل الانطلاق، فهو أفضل من الجلوس داخل الغابة تتلقى صفعات الشيطان باستمرار وهو يضحك منك!

 

عد ... واهدأ.. وتعوذ من الشيطان... عد إلى فطرتك وعقلك وسمعك وبصرك وضميرك.. استعن بالله في السيطرة على نفسك التي اعتادت الهرولة والعجلة.. تذكر (اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين) اتهم نفسك بطاعة ذلك القبطان الخائن، فهو يريد منك الأجرة لطول المشوار.. عد إلى استكلندا واسترح.. تكفيك مرتفعات الهايلاند.. قف فوق تلك الجبال.. وتفرج على البقر وهي ترعى أسفل.. منظرها جميل بالأحمر والأبيض.. هذا المنظر أفضل من مشوار مدريد!


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=918
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 10 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29