إذا رأيتم من يضحك فاعلموا أنه سيموت يوماً..

فأبي كان يضحك.

إذا رأيتم من يتعب فاعلموا أنه سيموت، فأبي أيضاً كان يشقى ويتعب..

 كل من ترونه سيموت.

 كلمات لفضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي" في ذكرى وفاة والده المرحوم الشيخ "فرحان بن حسن المالكي"..

تغمّده الله برحمته.

قام بجمعها "محمد كيال العكاوي"

من ذكريات المالكي:

المطر ... وأبي ... والذكريات..!

من ذكريات المطر..!

شيء من ذكريات المطر!

والدي وجابر أسعد الفيفي/ صداقات زمان!

في مثل هذا اليوم من العام الماضي مات والدي فرحان بن حسن رحمه الله..

 إنه الموت.. ذلك المصير الحتمي الذي يشاغلنا عنه ابليس.

نعم.. مات والدي ومات معه شئ مني..

أشعر أن بعضي دفن معه..

 لا استطيع تحديد ماذا دفن مني معه، لكن أصبح بعضي معه، فلم أعد انسى الموت..

وما نسيت أبي.

إذا نظرت إلى وجهي في المرآة أقول لنفسي: ستموت!

اذا داعبت ابني اقول لنفسي : هذا سيموت يوماً ما..

إذا تأملت شخصاً أقول: هذا سيموت كما مات أبي!

الموت وأبي أنا ثالثهما

هنا لا أنسى والدي ولا الموت..

لا في فرح ولا حزن ..

أذكره مع كل شي وأحزن واعتبر  وافرح أيضاً..

 فبعضي قد دفن معه.

كثرت عندي الأسئلة بعد موت الوالد..

تناثرت علي بعد موته..

أصبحت أسأل الصغار والكبار كل من له خبر  أو قصة مع الوالد..

كأنني أبحث عن سيرة نبي.

لم نكن  صغاراً نظن أنه سيموت..

لم نكن نشعر  كباراً أنه سيموت..

كلا..

لن يموت..

كيف يموت؟

بلى سيموت،

ولكن لا.. لن يموت..

 لم أكن أتخيل تلك اللحظة.

بعد موته لا يكاد يغيب عني في رؤيا.. هو معي دائماً..

بعض الرؤى أذكرها والأكثر أنساها..

 وأسأله في الأحلام بعض الأسئلة المشتاقة..

لكنه قليل الكلام.

إذا رأيتم من يضحك فاعلموا أنه سيموت يوماً..

فأبي كان يضحك.

إذا رأيتم من يتعب فاعلموا أنه سيموت، فأبي أيضاً كان يشقى ويتعب..

 كل من ترونه سيموت.

كم نحن في غفلة.

نحن كركب يسار بهم وهم نيام - كما قال الإمام علي.

 سنموت يا سادة فأبي قد مات!

اللهم اغفر لأبي وتجاوز عنه وعوضه عن تعب السنين وشقاء الأيام..

اللهم إني استودعك أبي، فانت أهل الرجاء وهو بين يديك، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

اللهم آمين.