• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : العقل وباب مدينة العلم..تامّل .

العقل وباب مدينة العلم..تامّل

تغريدات لفضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي".

قام بجمعها "محمد كيال العكاوي"



لم أجد ثقافة تعبر عن الإنسان وتنطلق من القرآن وتشبه النبوة كثقافة الإمام علي بن أبي طالب، فإن كان لي من أفكار صحيحة فهو أولى بها من غيره، لأنني قرأت له كثيراً، وتأثرت به فكرياً ونفسياً، وإن لم أحط بعشر معشار مما قرأت؛ لكن ما قرأته يستقر بعضه فقد، أخرج الفكرة دون أن أتذكر النص.

أفكار المعتزلة في التوحيد والعدل والسلفية في الأحكام والقراء في القرآن والزهاد في الزهد والعرفان.. الخ إنما هو غالباً مأخوذ من الإمام علي، ولكن لأن معظم الأمة من المترفين ومن أولياء أعدائه فهم يشمئزون من نسبة الأمور إليه، فيفرقون ما وجدوه عنه في الصحابة والتابعين والزهاد.. الخ

باب مدينة العلم له الفضل في كل انتاج معرفي عند المسلمين، لكن المسلمين أعداء أنفسهم، فيخلطون ويتخبطون في النسبة والبتر والزيادة.. الخ، وقد تم التفاف الأمة على ثراث الإمام علي كما التفوا على القرآن من قبل بوضع أحاديث وروايات ملأت الدنيا، حتى أصبح النور لا يكاد يراه أحد!

من أنواع الالتفاف الذي نفذه الشيطان وأولياؤه التشكيك في القرآن بأنه لا يقيد معرفة، وأنه غامض غير مبين، وكذلك شككوا في المعارف التي بثها الإمام، وأصبح من يجد المعرفة الصحيحة يتلمسون لها ألف شبهة وشبهة، حتى يردونها ويبقون مع أحاديث وعقائد الطلقاء وحلفاء اليهود وجلفاء الأعراب.. ثم يهاجمون!

لن يسمح الشيطان برفع راية القرآن بصدق، ولا بالتفات الأمة إلى منابع النور،  سيشغلكم بما افتراه على نبي الإسلام، مما يضاد القرآن والعقل والفضيلة، سيخوف الشيطان أولياءه بأن الاعتماد على القرآن بدعة وضلالة، وأن الاهتمام بتراث أهل البيت  تشيعاً ورفضاً، وأن إعلاء شأن العقل شعبة اعتزال وجهمية!

الشيطان سيخوف أولياءه من كل نور، سواء القرآن أو العقل أو التفكر في المادة أو علوم ال محمد أو الوجدان والعرفان أو العدل والتوحيد.. الخ، كل نور قد اخترع له الشيطان نبزاً ولقباً، فجعل العقل اعتزالاً، والوجدان تصوفاً والقرآن مذهباً وأهل البيت رفضاً والعدل خارجية،  لم يبق إلا تلبيسه.

قالها الواقدي:  الإمام علي معجزة رسول الله، هذه الكلمة تكفي

عندما أبحث (العقل) مثلا  لا أنتظر موافقة المعتزلة أو مخالفتهم، ابحث الموضوع نفسه وليس اختلاف الناس فيه،  وكذلك اهل البيت، لا انتظر آراء الناس.

كل من يبحث وفي عقله ماذا قال أصحابنا وماذا قال مخالفوهم، فسيكون اعمى،  ابحث الفكرة موضوعياً، ابحث الفكرة وكأنك وحدك في هذه الدنيا، راقب الله فقط..


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=819
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 07 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29