• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : إذا كانت التقوى هي غاية الله من أمره لنا بعبادته.... فما غاية التقوى؟؟ .

إذا كانت التقوى هي غاية الله من أمره لنا بعبادته.... فما غاية التقوى؟؟

تغريدات لفضيلة الشيخ " حسن بن فرحان المالكي" 

 التغريدات من شهر اغسطس 2013

 

 

 قام بجمعها "محمد كيال العكاوي"

لمطالعة الجزء الأول " خلقنا الله لعبادته... فلماذا فرض علينا عبادته؟ "

 


 غاية التقوى غاية قرآنية، ووسائلها كثيرة، ومن وسائلها العبادة.. فما هي غاية التقوى؟

 طبعاً ... تذكروا أن غاية التقوى غير العبادة غير غاية العقل غير غاية الهدى مع اشتراكهما في أمور وجلب كل غاية للأخرى، وتذكروا أن كل لفظة قرآنية - حتى أوضح ما تظنون - قد أفسدها الشيطان بالروايات والعقائد التي أنتجها أولياؤه ومن اغتر بهم أو ركن إليهم، وتذكروا أنه عندما نجد ست تعريفات للتقوى - مثلاً - في القرآن، فلا تظنونها متناقضة، فهي مترابطة جداً، ولها عمود واحد، كالشجرة لها ساق واحد، فإذا خرجت لكم بعمود التقوى بأنه ( كف الأذى) وزبدته ما كان فيه زيادة إحسان، فإني استطيع أن أرى هذا في كل ألفاظ التقوى في القرآن.. وعلى هذا, فهل لهذا العمود ( كف الأذى مع الإحسان) هل له غاية فوقه؟

 الجواب: نعم، فغاية التقوى دون الشكر، وفوق العبادة، أي أنها هي وسيلة وغاية معا، فالتقوى وسيلة للشكر، وهي غاية للعبادة، والعبادة غاية لخلق الإنس والجن، وفوق الشكر غايات، ودون العبادة وسائل، والقرآن شجرة معرفية كبرى،  والمشكلة أننا عندما نقول أن الشكر هي غاية فوق غاية التقوى، وأنها غاية الغاية، فهذا القول يراه البعض كلاماً غريباً، لأن الشكر عنده هو الحمد!.. فنحن نضطر لتصحيح كل لفظة في أي تعريف، لأنك عندما تعرف أي شيء بجملة فأنت أمام معضلة، لأن كل لفظة في كل جملة لها معنى غير المعنى القرآني.

بمعنى أن الشيطالن قد صعّب عليك كثيراً فهم الدين، لأن الألفاظ بلا استثناء قد خلطها وغيب معانيها القرأنية، فقام بتقطيع شجرة القرآن ثم ضمها.. فتصور أن بجوار بيتك شجرة كبيرة عالية وارفة الأوراق، تستفيد من ثمارها وظلالها، ثم قام جارك بتقطيعها ونتف أوراقها ورقة ورقة، ثم جعلها عند بابك، فتقوم اليوم الثاني وتعاتبته، فيقول لك: هذه شجرتك عند بابك، ما أخذت منها ورقة ولا غصناً ولا ثمرة، فهل هذا عذر؟ هل الشجرة قائمة مثلها مقطعة؟!

إذاً فالشيطان قام بتقطع شجرة القرآن بحيث لا تعرف ساقها من أغصانها من أوراقها، ولا تعرف هذه الورقة, هل هي لذلك الغصن أم ذاك.. وبهذا تنتهي.. نعم ستنتهي فائدة الشجرة بتقطيعها وخرص أوراقها، فكيف إذا قام الشيطان بجمع الحشائش والأعشاب من (المحاجر) وإضافته على الشجرة حتى لا تكاد تبين؟!

المحاجر = جمع محجر، وهي الشعاب المحمية.. وهي من فصيح العامي ...

 

وعلى كل حال: فنحن مطالبون بإعادة شجرة القرآن إلى وضعها الأول لنستفيد منها، وهذه الإعادة لا تأتي بسهولة، فكل الألفاظ التي في عقولنا لحقها إما تشويه أو طمس، مثل ( الشكر) الذي سنشرحه بعد قليل، فهو عندنا مرادف للحمد.


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=680
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29