• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : معيار أعلى في الصدق ... وأكاذيب بالجملة... كيف نفرق بينهما؟ .

معيار أعلى في الصدق ... وأكاذيب بالجملة... كيف نفرق بينهما؟

نرجو الانتباه بان هذه مجموعة تغريدات قام فضيلة الشيخ حسن بن فرحان المالكي بنشرها في شهر اغسطس 2013 .. 

وراينا ان نقوم بنشرها لاهمية ما ورد بها .. 

تغريدات لفضيلة الشيخ " حسن بن فرحان المالكي" 

 التغريدات من شهر اغسطس 2013

 قام بجمعها "محمد كيال العكاوي"


 لفت نظري كثرة التكاذب بين المشاركين في حواراتهم، فهل من نقاط مشتركة؟

بمعنى أنك تجد كل شخص لا يصدق ما يصدر عن الآخر، فكل مجموعة لا تصدق إلا ما هو في تبرئة الذات وتشويه الآخر.. والسؤال: هل أنا شخصياً من هؤلاء؟

كل واحد يجب أن يطرح على نفسه هذا السؤال: هل أنا من هؤلاء الذين ينشرون أكاذيب أو يسكتون عن حق؟..  ثم ليبدأ ويحاكم نفسه ويحاسبها قبل أن تحُاسب، وأنا شخصياً سأشرح لكم طريقتي في التصديق والتكذيب والشك أولاً: لا أنقد من فعل من أركز عليهم ( وهم الغلاة من سلفيين وإخوان) إلا ما تبنوه، بعنى أنني أسمع الكثير عنهم، ولكن أركز على نقد كتاب أو فتوى سمعتها بالصوت والصورة، أو نبش قبر تبنوه، أو حرق تبنوه..  لا أنقل عن خصومهم.

فمثلاً :

1- نقدت فتوى القرضاوي في قتل المسالمين..

 2- نقدت فتوى ابن عثمين في قتل النساء والأطفال..

 3- نقد نبش قبر حجر بن عدي..

4- نقدت مباركتهم ضربة إسرائيل لسوريا..

5- نقدت استهداف قبر السيدة زينب وقبر عمار بن ياسر..

6- نقدت فتاوى السبي..

7- ألقاء الناس من فوق السطوح.. الخ

غالباً أحتاط لنفسي بأن أرى أو أجد جمهرة في المرحبين والمتبنين، مع علم دقيق ومكثف بالمصادر العقدية السلفية وما فيها من مثل هذا وأعظم منه!

نعم قد أخطي في بعض الصور، حتى الصور عن بورما نبهني بعض الأخوة أن بعض الصور إنما هي لهندوس يحرقون أطفالهم الموتى كعقيدة من عقائدهم.. فتوقفت، لكن يكفي أنني أتحرى ... أحاول.. فما هي الأمور التي يطالبني هؤلاء بنقدها؟ وهل معهم أدلة يتبناها الطرف الآخر كما يتبنون هم أفعالهم وفتاواهم؟!

فمثلاً يقولون: لماذا لا تنتقد ذبح حزب الله للنساء والأطفال في سوريا؟

 وجوابي: أين الدليل حتى أثق وأنقد؟ كلام في الهواء، وإلا فهو غير معصوم.

ويقولون: لماذا لا تدين جرائم النظام السوري؟

 فأقول: قد أدنا من قديم، ولكن لا تسمعون، مع أنني لا أثق إلا في جملة الأحداث لا آحادها..

بمعنى: أعرف أن النظام السوري مستبد، لكن ليس إلى حد ذبح النساء والأطفال - كما يقولون - هذه ليس عليها دليل أثق به، هم يثقون هم أحرار، أتحدث عن نفسي!

يقولون مثلاً: كيف لا تنتقد أطماع إيران في المنطقة - وهذه التهمة فضفاضة - لا تستطيع أن تلمسها، ولم يصرحوا بها كما يصرح الغلاة بفتاواهم ومشروعهم.. نعم نقدت إيران أكثر من مرة، وأشدها في لقاء قناة الحرة، حتى أن نقدي كان غير علمي ( وهو النفاق )، لكن هي وغيرها مذهبية، الإسلام أعلى.

قضية الجزر الثلاث خلاف حدودي .. لا أعرف أين الحق هنا أو هناك، ولست ناطقاً باسم وزارة خارجية، فالذي لا أعرفه لا أدخل مؤيداً أو معارضاً.

موضوع الحوثيين نقدنا تسللهم وطالبنا بالسلم بين المسلمين، مثلما نطالب الآن بالسلم في العراق وسوريا ومصر والصومال، ولا أرى قتال المسلم للمسلم!!!

فمعظم المطالبات هي من هذا النوع، فالذي يطالبك يتدين برأي ويريد أن تنشغل معه في هذا الأمر صباحاً ومساء، وأنت تريد شيئاً تقتنع به..

 هنا الخلاف!

إذاً ما هو المعيار؟

المرتبة الأولى: الجريمة التي اعترف بها صاحبها، فالاعتراف سيد الأدلة، ومعظم ما أنقده من عمل الغلاة يعترفون ويكبرون عليه!

المرتبة الثانية: ما اتفق مع معايير المتهم، فمثلاً قد يُتهم أحد الغلاة بعمل، وتجد الصورة تعبر عنه لحية ولغة، وبعضهم يقول: لا.. هذا النظام!

فمن أصدق هنا؟!...  هل أصدق أن هذا العمل - كالحرق مثلاً - للغلاة خاصة مع الصوت والصورة واللهجة والأسلوب والاتفاق مع العقيدة؟!..  أم أتهم من لا يتفق؟!

هاتان المرتبتان معظم ما أنقده من هذه أو تلك، بينما الغلاة والخبلان حدث ولا حرج، يكذبون ويزورون ويفترون ويمنتجون.. الخ، ثم يطالبونك بالتأييد!

أذاً ... ليعلم الجميع أننا نبرأ من كل جريمة وظلم واستبداد من أي دولة أو معارضة أو مذهب..

 ولكن نريد أن نثق أن هذا العمل غير ممنتج للدعاية.

والغلاة محترفون من قديم في الكذب والبتر والزيادة والافتراء على الخصوم، وهم - لأنهم لم يقرءوا المنطق ولا يحترمون العقل - يظنون أنك تكابر فقط !.. بينما أنت لك اعتراضات على هذه الرواية أو هذه القصة أو ذاك الفيلم أو تلك القناة ... الخ ولا ننقل عن غيرهم شيئاً في حقهم، إنما من بحثنا نحن.

فمثلاً: لا أنسب لابن تيمية فتوى إلا ونقلتها نصاً، كفتواه في قتل شيعة سوريا ولبنان ودروزهم وسبيهم وأخذ أموالهم.. الخ، وابن تيمية عندهم نصف إله!

وعندما نقدت تكفير الغلاة للمسلمين، أنا أعرف هذا من مصادرهم العقدية، ولم أنقل من شيعي ولا صوفي ولا أشعري، أعرف هذا يقيناً ومستعد لإثباته.

أيضاً أنا لاأنقل من أي مطوع، لأنه ليس كل واعظ ومطوع يمثل المذهب.. وإنما نقولاتي عن كبار ( ابن تيمية، عبد الله بن أحمد، القرضاوي، ابن عثمين.. الخ)، أما هؤلاء الخبلان فيأتون بأي شيعي خبل مثلهم وينقلون عنه خرافة من الخرافات ويقولون ( شوفوا الشيعة ... وتعال أنقد الشيعة ..) كلام فارغ.

ثم أنا ذكرت أكثر من مرة أنني أتجنب نقد المذاهب الأخرى (كالشيعة والإسماعيلة والصوفية والإباضية) إلا لضرورة.. لأسباب ذكرتها أكثر من مرة .

أيضاً طرحي معظمه للناحية الفكرية وليس سياسياً، أما الخبلان, فهم يشجعون السياسات والمذاهب، كالأطفال في تشجيع النوادي والمصارعين.. هؤلاء خبلان.. فعندما يأتي خبل ويريدك أن تكون معه في كل خبالة، لا شغل لك في التنبيه على حرمة دم ولا صدق في القول ولا تدبر قرآن.. فهل تطيعه؟!

 إذاً أنت خبل!

هؤلاء الخبلان الله ابتلانا بهم، ولهم جمهور واسع، ومال مدفوع، ودنيا جلابة، وزينة شيطانية، وتفاخر وكبر على جهل وبذاءة..

 حالة ما يعلم بها إلا الله!

هؤلاء الخبلان الغوغاء لم يتعلموا ولم يتربوا، فأصبحت لا أصدقهم، قد عرفتهم عن قرب، وأعرف تكون الكذبة عندهم أجماعاً في أسبوع.. وبكل سهولة.

معظم الذنب يقع على وزارات التربية والتعليم والإعلام والتعليم العالي، لم يعلموهم أن يتقوا الله، ولا معيار الصدق والعدل، ولا المنطق.. فهم حثالة.

نحن نصرخ من عشرين عاماً..

 علموهم اللفظة كيف يعرفون معناها، أدخلوا المنطق أدخلوا خوف الله في قلوبهم، ولكن لا مجيب.. لذلك فهم أطفال بلحى طويلة.. وهذا الغلو والتخابل والتخاطل قد أفسد وانتشر مع فتحهم القنوات وتحريضهم - وفق عقائدهم الأولى - على الكراهية، فرأينا سفاهتهم حتى داخل الحرم .

إذاً فلا تطلبوا منا أن نصدقهم أو نصدق أنهم يريدون الله ورسوله، هؤلاء مساكين عبدة الشيطان بألفاظ إسلامية، كذبة فجرة، والصالحون ساكتون  للأسف، لأن الصالحين - أو كثير منهم - متمذهبون متحزبون، وهم يقولون: لو نقدناهم لفقدنا جمهور دولة الخلافة! وهذا من تزيين الشيطان وكتمان الشهادة لله.

الصالحون - أو المعتدلون – كثير، لكن الغلاة والخبلان لهم القنوات السفيهة، لا شغل لهم إلا الكذب والبذاءة، كالأطفال تماماً.. طفولة مستديمة..!

أيضاً هم لا يعترفون بوطن نهائي، لكنهم – لكذبهم - يزايدون ويستعدون الدول، ونحن نعرف أن نهائيتهم في دول مغالية تسحل الناس وتحرقهم وتنبش قبورهم.. ونحن نستحي في الاستعداء عليهم وكشف غلوهم تفصيلاً من كتبهم القديمة والحديثة، وتكفيرهم لمن خالفهم، وما سفكوه في تاريخهم القديم والحديث!..

ومع ذلك ... نسأل الله لنا ولهم الإنصاف والهدى، وأقول لهم : ركزوا على معايير الأحداث التي ذكرتها، وتعلموا الصدق، ووسعوا الشك في أنفسكم.

أيضاً عند هؤلاء خلط كبير لم يتخلصوا منه، وهو: إن نقلنا لهم جريمة قتل واعترفوا بها يذهبون ويسألون عن فتوى لشيعي في التكفير، وهذا الخلل منهم، لأننا لسنا شيعة ( بالمعنى المهذبي المعروف ) حتى يعارضوننا بما ننكره عليهم، وليس التكفير كالقتل، ولا يشترط معارضة فعل بقول، هذا مرض وجهل.. وقلت لهم : لو أن أحدكم وجد أطفالاً يعذبون حيواناً، فهل لو نهيتهم وقالوا لك: هناك من يعذب مسلمين غيرنا!!

هل هذا رد مناسب؟!

 هذه خبالة وتفاهة.

أذكر أننا عندما أنكرنا تفجير الشيخ البوطي بالمصلين كانوا يشاغلوننا بما فعله النظام .. طيب إن صحت فقد أنكرناها من زمان، ألا تشاركوننا هنا؟!.. فاستهدافهم للبوطي شبه يقين، مدعمة بفتاوى، وما ينقلونه من بشاعات ووذبح نساء وأطفال من قبل النظام لا نعرف صدقه من كذبه، فلماذا يعارضون؟!

وكذلك في مصر ... نقدنا مذابح الأمن الحرس الجمهوري ورابعة ... لكن ننقد ذبح الغلاة لمخالفيهم أكثر.. لماذا؟

لأن هذه عقيدة عندهم.. بعكس الجيش.

فالجيوش العربية عقيدتها تقريباً واحدة.. ليس فيها ذبح المختلف (قبطياً أو شيعياً أو اشعرياً أو حنفياً) بعكس هؤلاء .. فقتل المختلف عندهم دين.. لكن لهم مقدرة عجيبة على التكتم على التراث العقائدي والفتاوى التكفيرية والتكلف في صرفها عن مدلوها الواضح، ولذلك لا يعرفهم بدقة إلا القليل، ولذلك لا يستطيعون أبداً المناظرة في الدفاع عن عقائدهم، ولا مناقشة مصادرهم العقدية .. وهم يهددون ويدعون ثم يتهربون.. هم أجبن من ذلك..

لذلك إذا أردنا أن نثق في بعضنا لا بد من مناقشة ونقد ( التشريعات)، سواء العقائدية للمذاهب أو الدساتير والأنظمة للدول والجيوش..

 من هنا نبدأ.

بدون هذا التوجه ( للنقد الذاتي العلمي ) ستبقى هذه التشريعات الوضعية تحرضنا على سفك الدماء وارتكاب المظالم والجرائم وحياة الضنك الموعودة.

( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126)) [سورة طه]

 

والسلام عليكم.


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=677
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28