• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : قواعد في ضبط التكفير ( الشيعي والسني)الجزء الاول .

قواعد في ضبط التكفير ( الشيعي والسني)الجزء الاول

تغريدات لفضيلة الشيخ " حسن بن فرحان المالكي"

جمعها "محمد كيال العكاوي"


القاعدة الأولى: ضبط معنى ( الكفر)، فالمسلمون كافة - إلا من رحم الله- يعدون من ليس مسلماً كافراً، وهذا غير دقيق، فالكافر لا يسمى كافراً - قرآناً - حتى يقوم بواحدة من اثنتين:

* إما جحود الحق بعد علم أنه حق.

*أو تغطيته وأهماله بعد علم أنه حق.

أما من لم يعلم فلا يسمى كافراً، لأنه لم يعلم حتى يكفر، وإنما يكون من الناس، وخطابات ( يا أيها الناس ...) تملأ القرآن، وهو خطاب جميل محايد.

إذاً فأكثر ما يتداوله السنة والشيعة من تكفير ( غير المسلمين ) خطأ، فضلاً عن تكفير بعضهم بعضاً.

نعم.. من علمنا يقينا أنه يعاند ويجحد فهذا كافر، الكفر يعني أن هذا الشخص علم أن الموضوع الفلاني حق فجحده وعانده = كفر به.. أو غطاه وأخفاه وأهمله = وهذا كفر دون ذلك، وكل آيات القرآن التي تتحدث عن ( الكفر والكافرين) تفيد هذا ، مثل (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ) [البقره].


إذاً فهؤلاء أتتهم بينات ( واضحات ) فكفروا.. علماً بأن الكفر هو ضد الشكر.

وإنما يتقاطع مع الإسلام في المرحلة الوسطى من مراحله ( الإقبال+ التسليم + عمل الصالحات )، فالكفر يتعارض مع التسليم، والتسليم هنا ليس المراد أن تسلم بما لا تؤمن به ولا تصدقه، فالله لا يطلب منك النفاق ولا الكذب..

كلا..يريدك أن لا تكابر..

ألا تجحد..

ألا تغطي الحق.

المسلمون - ومنهم أكثر السنة والشيعة - يظهر لي أن خللهم المعرفي هنا هو جزء من خلل معرفتهم بالله عز وجل وعدله وتعاليه وعظمته.. لا يمكن أبداً إلا هذا!

أكثر المسلمين يقولون مزارعي استراليا كفار، وصناع اليابان كفار، ولاعبي البرازيل كفار..

ليش؟

ما هو الكفر ؟

وكيف عرفتم أنهم علموا حقاً فجحدوه؟

سيقولون: لا نعلم لكنهم كفار!

ليش؟

سيقولون: لأنهم لا يشهدون الشهادتين!

عجيب!!؟؟

يعني نريد من هؤلاء أن يشهدوا بما لم يعلموا!

أهذا دين الله؟

هذا التصور الشعبي عن الله، وأنه يطالب الناس أن يؤمنوا بما لم يؤمنوا به، وأن يصدقوا مالا يصدقون به

يعني أنها دعوة إلاهية للكذب والزور!

معقول؟

من الذي قال لكم - أيها السنة والشيعة - أن الله يطالب الأمم والشعوب أن تؤمن بما لا تؤمن به، وأن تصدق بما لا تصدق به، وأن تدعي علم ما تجهله؟

هذا من الموضوعات البدهية في عدل الله، والجهل به هو فرع من الجهل بالله.

فطرةً لا يمكن أن تؤمن بأن الله يطالب الناس بالشهادة بما لا يعلمون!

نعم .. الناس الذين لم يعلموا بالشرائع أو علموها بتشويش سيحاسبون على الأخلاق العالمية!

صدقوا أم كذبوا..

عدلوا أم ظلموا..

وهكذا.

ليس بهذه العبثية.. بمعنى أن الاستراليين - مثلاً - يعرفون أن الظلم  والسرقة وسائر الجنائيات قبيحة، وأن أضدادها من عدل وصدق وأعمال إنسانية حسنة!

إذاً على هذا يحاسبهم، وهذه هي الفطرة، والإسلام دين الفطرة.. فلا تقترح على الله الحلول كيف يحاسبهم، فالله بصير بالعباد لا نحن.

ثق بالله وبعدله لا تتعجرف وتستعجل الحلول..

كل بلاء المسلمين من جهلهم بالله.. 

هم يظنون أن الله سيتورط في كثير من الأمور!

لا يا مسلم.. 

(الكافر) أحسن ظناً بالله ومعرفة له منك!.. فهو لا يظن هذا.

أنا كتبت ( الكافر) بين قوسين، فأنا لا أسمي ( غير المسلمين ) كفاراً، وإنما أسميهم ( ناس)، فهم من الناس، حتى أتيقن أن هذا ( الفرد من الناس) كابر، وبما أنني لست متيقناً فليس لي الحق في تسميته كافراً!

ولا في القول على الله  بغير علم أنه يريد منه الإيمان بما يجهله..

هذه عقائد غريبة ومشهورة.

إذاً لا يحق لك أيها السني وأيها الشيعي أن تطلق على غير المسلم كافراً، فكيف يجوز لك تسمية ( المسلم) كافراً وتستحل منه كل الحرمات!!؟




  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=634
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 04 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19