• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : مسألة الخلود الأبدي في النار ... من أصحابها؟! .

مسألة الخلود الأبدي في النار ... من أصحابها؟!

تغريدات لفضيلة الشيخ حسن بن فرحان المالكي قمت بجمعها بشكل عفوي دون صياغه ..
الاخطاء والضعف في التنسيق تقع على عاتقي وليس عاتق فضيلة الشيخ حسن فرحان المالكي

محمد كيال


يتساءل البعض:
لماذا هذا الخلود الأبدي في النار؟
لماذا لا يعاقبنا الله المجرم بقدر عمره؟
وهذه قضية تُطرح كثيراً، وحتى نجيب عليها يجب التفريق بين ثلاث فئات:
1-من ذكر الله خلوده الأبدي
2-ومن ذكر خلوده بلا تأبيد
3-وصاحب العذاب بإطلاق
يجب أن نفرق بين من قال الله فيهم(خالدين فيها أبداً)ومن قال فيهم :(خالدين فيها)، فالخلود مرتبان أبدي وغير أبدي، لأن كل زيادة في القرآن قصدية، فكل حرف في القرآن هو مقصود، وليس موضوعاً للعبث والإنشائية، وبهذا تستطيع حل الكثير من الأسئلة والتفريق بين المجرمين الكبار ومن دونهم.

تعالوا نلتقي الضوء على شيء من الخالدين (أبداً) وهم صنفان اثنان فقط في كتاب الله ثم نتحدث عن الخلود (دون تأبيد) وأصحابه ثم العذاب مطلقاً


أما الخالدون (الأبديون) في القرآن فهم: 
1- (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا (167)إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168)إِلَّا طريقَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (169) [النساء]

هذا صنف من المخلدين الأبديين.. فمن هم؟
من هم هؤلاء المخلدون الأبديون المقصودون في سورة النساء؟
من هم الذين كانوا في ذاكرة المسلمين عند نزول هذه الآيات؟
وهل يمكن ربطهم بالمناسبة؟
صحيح أن من سار على مهجهم له حكمهم في العذاب والسوء ولكن ألا يكون على المتقدم وزره .. فقد يكون له عذاب خاص.
ووزر من تأثر به وسار على نهجه؟

مثل ابن آدم الذي سن القتل، لابد أن يلحقه شيء من آثام من اقتدى به على المشهور من العقائد، فهل للمتقدمين من الذين كفروا الحكم نفسه؟
سننظر..

سورة النساء نزلت أيام الخندق أو بعده بقليل، فمن هم الكفار يومئذ الذين كانوا مع :كفرهم

1- يصدون عن السبيل
2- وتوعدهم الله بألا يهديهم إلا لجهنم
هذا الصنف لا أتذكر به إلا قائد الكفار يومئذ.. أبو سفيان وحزبه، هم أظهر من كفر وصد عن السبيل وقاتل وكابر وجمع الجموع لحرب النبوة، فما أثر هؤلاء؟

تذكروا أن هذا قرآن كريم، وآمنوا أن الله لا يتوقع ولا يكذب في قوله (لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168)إِلَّا طرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيها أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا)
(169)[النساء]

هذا هو قول الله الذي لا يبدل ولا معقب عليه.. تدبروه!

مسألة أن النبي لم يقتل رؤوس الكفر الذين هم أصدق المصاديق لنزول هذه الآيات، هذه مسألة أخرى، فليس مأموراً بقتل كل كافر، كما يتوقع الكثيرون.
الخلاصة أن هذه الآيات يخبر الله فيها على أنه لن يهديهم إلا لجهنم.. لماذا؟

لأن الله عادل.. لأن الحجة وصلتهم وتكبروا، ثم قتلوا ثم نافقوا ثم تأمروا، وقد استعرضت في بحثي عن (أبوسفيان ومعاوية في القرآن) تلك الآيات التي كان تؤكد على هذا المعنى، كهذه ألآية، والتي لا يجوز ردها ولا تكذيبها.. واستعرضت أقوال الصحابة الكبار -كالزبير بن العوام - ممن أنكرا على أبي سفيان تصريحه أيام عثمان بأنه (ليس هناك من جنة ولا نار)!وصح هذا عنه.. واستعرضنا أيضاً أسانيدها السنية التي يصحح بها ابن تيمية وغيره عقائد وأحكاماً فضلاً عن تواريخ تقع تحت هذه الآيات التي لا يمكن ردها إلا بهوى.

إذاً هناك ثلاث احتمالات
الأول: أن هذه الآيات تخص هذه الفئة الكافرة
الثاني: أنها تخصها ومن سار على نهجها
الثالث: أنها عامة ولا مناسبة لها
إذا قلنا بالقول الأول:
وهو أن هذه الآيات يوم نزلت كان أول من يدخل فيها هم الذين كفروا بالنبي وهجروه وعذبوا المؤمنين وقاتلوا النبوة ثم نافقوا، والدليل السؤال التالي:

هل عندما نزلت هذه الآيات، هل كان هناك كفار يصدون عن سبيل الله ويظلمون أم لا؟
فإذا قلتم نعم... فهل تتناولهم الآيات؟

الجواب:
من التكلف تبرئة من كان يقاتل النبي ويصد عن الدين ساعة نزول الآيات ثم تحميلها على البربر والترك والبرازيليين والأقباط ..هذا تكلف!

يقال: ولكن هؤلاء أسلموا

والجواب:
أو نقول استسلموا كما قال عمار، والدليل استمرارهم في الإفساد والنفاق ومنهم كان التسبب في كل هذا الضلال!.. لا سيما وأن الله قد أخبر أنه لا يهدي الظالمين وقد ظلموا، ولا المتكبرين وقد تكبروا على حجج نبوة عشرين سنة، وليس عن حجج رجل عادي، واستمر فسادهم، ولم يعرف عن هؤلاء الزعماء حسن إسلام أبداً، فاعتزلوا يوم حنين، وحاولوا اغتيال النبي ثلاث مرات، واحتمال نجاحهم في الرابعة.. ولو فصلنا لذهلتم.!

إذاً إذا كان هذا الاحتمال صحيحاً - وهو قوي وقد أخرجنا فيه كتاباً- فمعنى هذا أننا تخلصنا من خلصة واحدة من خصال التخليد الأبدي في النار.وما بقي علينا إلا تجنب خصلة أخرى أو خصلتين وسيأتينان، ويبقى الأمل في آيات التخليد الأخرى أنها مؤقتة، فهي غير مقرونة بالأبدية فألأمل هنا أفضل، لأن الله إن قصد بهذه الآيات ذروة المحاربين لله ولرسوله ومن استمر فسادهم ونفاقهم فمعنى هذا أن نقول (الحمد لله) تخلصنا من خصلة عذاب أبدي.

وأما الاحتمال الثاني: وهو أنه يشملهم مع من سلك سبيلهم في الكفر والظلم والصد عن سبيل :الله فمعنى هذا أنه من المحتمل أن يخلد من سار على نهجهم، والمهم هنا هو
1- ألا نظلم
2- وألا نصد عن سبيل الله 
3-وألا نكفر بالآيات

هذه الخصال الثلاث هي في محبيهم إلى اليوم .. وسبحان الله!
اللهم افتح القلوب.

وبهذا يجب علينا أن نعرف (سبيل الله) من القرآن، ما المراد به؟،. وذلك حتى نتجنب الصد عنه بالروايات والعقائد والمذاهب والخصومات والتعصبات ..الخ
وأكثر الناس بعداً عن معرفة هذا السبيل , وكراهية للبحث عنه في القرآن هم أتباع هؤلاء الزعماء الذين نزلت فيهم هذه الآيات، بل صرفوها في منافقين!، وصرف كل آيات تخص محاربي النبوة إلى غيرهم، هي من آثار أؤلئك المحاربين، أقصد آثارهم الثقافية

ولكن إثبات ذلك يحتاج لبراهين مطولة وكيف تم ذلك.
المشكلة أن أتباع هؤلاء لا يفرحون أن نجوا من خصلة، ويحبون أن يكونوا هم المقصودون وليس هؤلاء الكفار الصادين الظالمين ساعة نزول الآيات!.. شيء مذهل!

طبعاً هذه عبادة بحتة، عندما يتمنى التابع أنه مشمول بالوعيد وليس أؤلئك التي نزلت فيهم فهذه عبادة ما بعدها عبادة
لا إله إلا الله،محمد رسول الله
أما الاحتمال الثالث فهو أن الآية عامة تشمل كل من تلبس بهذه الذنوب(الكفر مع الظلم مع الصد عن سبيل الله..)

طيب 
هل فعلها أبو سفيان أم لا؟
إذا قالوا : لا، فقد كابروا البدهيات..
وإن قالوا نعم، فلماذا يحاربون من أقر بهذه الآيات وأنزلها على أقرب المستحقين لها، ما شأنهم بهم؟
... لماذا؟
فإن أقروا بأنها تشملهم لأنهم كابروا ثلاثة عشر عاماً في مكة، وقاتلوا النبي ثمان سنوات، ونافقوا في ثلاث، وأفسدوا بعد النبي حتى ماتوا، فقد اتفقنا.. 
ويبقى أمر واحد، وهو النظر في إفسادهم المعرفي والسياسي والمالي وأحلافهم وما أنشؤوا من دول، وما رووا من أحاديث، وما روى المقربون لهم.. باب كبير

ويبقى السؤال:إذا كان هؤلاء هم المقصودون فلماذا العذاب الأبدي؟
لماذا لا يعذبهم على قدر أعمارهم؟
الجواب:لأن فسادهم لم يكن على قدر أعمارهم!، لأن فسادهم قتل الملايين، وأكل أموال الملايين، وحرف الدين، وشوه الرسول، وأفسد على الخلق كل هذا النور والهدى، وبهم فسد الدين والدنيا، والله عدل!

وقد ذكر الله ذلك
(لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ)
فمثل هؤلاء يستحقون العذاب الأبدي.
هذا الأمر ولأمر آخر..وهو أن عذاب الآخرة ونعميها هو نتيجة عملهم فقط.. كيف؟

أعطيكم مثالاً قد ضربته في بحث سابق، لو أن أحدهم كان فوق عمارة يريد أن يقفزوأن تقول له : لا تقفز لأنك ستتكسر، ثم قفز وتكسرفهل يجوز له الاعتراض بأنه لا يستحق كل هذا العذاب؟

أعني لو قال لك:لماذا جعلت عقوبة معصيتك أن أتكسر؟
لو ضربتني ..
جوابك هو:أنا أخبرتك بأن النتيجة ستكون هذا ، إنها نتيجة عملك أنت! وقد أخبرتك!



فلذلك الله يكرر .. (إنما تجزون ما كنتم تعملون)(ووجدوا ما عملوا حاضراً)وتركيز الله على العمل فيه سر قلبه الشيطان إلى الفكر والمعتقد!.. ليس في القرآن (جزاء بما كنتم تعتقدون)
كلا

(بما كنتم تعملون)..(هناك عمل، فعل، أذى، قتل، ظلم، تسلط

وهو ما يقع فيه أتباع الظالمين المتقدمين تماما.. الموضوع طويل، بقيت خصلتان في التخليد .الأبدي وعلل ذلك التخليد، وبقيت آيات التخليد غير الأبدي، ثم العذاب المطلق

تدبروا القرآن ولنا عودة.


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=517
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 02 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28