• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : مقالات الاخرين .
                    • الموضوع : ملاحظات نقدية على واقعنا! .

ملاحظات نقدية على واقعنا!

د. سليمان ابراهيم الخضاري


الاحتفاء بالسيد حسن فرحان المالكي، الباحث السعودي في الفكر الديني، يشكل أحد مظاهر أزمتنا الثقافية التي تعاني منها مجتمعاتنا منذ عقود!

ولئلا يفهمني البعض خطأ، فالسيد المالكي أثار العديد من النقاط المثيرة للانتباه في ما يتعلق بالفكر الديني، وخصوصا السلفي منه، واتخذ مواقف متقدمة لتشجيع السلم الأهلي ونشر ثقافة التسامح والتعايش ونبذ الكراهية، لكن الأزمة هي في ما يتعلق بتعاملنا الانتقائي مع ظاهرة كظاهرة السيد المالكي مما يجعلها مادة للاستقطاب الحاد الذي يخلق ضجة مفتعلة حول الأشخاص ويدفع للهامش مجمل ما يدعون إليه.

هل كانت منطلقات الكثيرين ممن احتفى بالسيد المالكي متعلقة بدفع عجلة المعالجة النقدية لمجمل تاريخنا ومنظومتنا الدينية والفقهية والأخلاقية والاجتماعية؟
قد يكون كذلك، لكن هنالك شريحة أدعي أن لها حجمها الكبير أيضا لا يحق لها البتة أن تتداعى للاحتفاء بالرجل وآرائه، ذلك أن احتفاءها بالسيد المالكي يأتي في إطار المناكفة والمساجلة الطائفية واستخدام آراء الرجل ضمن أسلوب «وشهد شاهد من أهلها»، في ما يشبه تعاملهم مع ما انتشر من آراء للداعية الفاضل عدنان ابراهيم أيضا، وكأني بهم وهم لا هم لهم إلا الاحتجاج بكلام السيدين الفاضلين للتدليل على صحة منطلقاتهم العقدية في تعامل يخرج بآراء السيدين الفاضلين من إطارها النقدي التحليلي الداعي لقراءة جديدة للتاريخ الديني والسياسي والاجتماعي للمنطقة ويزج فيها بل ويحشرها في زاوية التجاذبات الهادفة لإعادة انتاج خطاب «الخلافيات» من جديد!

هذا الحماس للسيدين الفاضلين وغيرهما ممن سبقهما، لا يعدو عند الكثيرين كونه محطة من محطات الصراع نحو الوصول للحقيقة الكبرى المتمثلة في «الفرقة الناجية»، والتي يتم تصويرها بأنها الممثل الشرعي للحق في منتهى تجلياته، ولأكن صريحا، فهل سيرحب الكثير ممن يحتفون بالسيدين المالكي وابراهيم ببروز نفر من أبناء طائفتهم يمارسون النوع نفسه من النقد الذاتي وإعادة قراءة التاريخ وفق أدوات جديدة قد تهدد ما ركنت إليه أنفسهم من تصورات وقناعات تم تصوير الكثير منها على أنها المقدس عينه، والحقيقة المطلقة؟

نقول كله، مع التأكيد على تقديرنا للدور الذي يقوم به الباحثون الجادون للسباحة ضد التيار العارم، وهو التيار الغالب على الساحة ممن لا يزال يقارب محاولات من هذا النوع وفق عقلية مشجعي مباريات كرة القدم... أو يمكن... المصارعة الحرة!

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=47
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 07 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18