• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : لنحاول أن تكون معرفتنا للدين قرآنية .

لنحاول أن تكون معرفتنا للدين قرآنية

تغريدات الشيخ 9 مارس


الله يهديك .... !! كثير من الناس يدعو لي بقوله ( الله يهديك)! وهذا جيد،وهذا أفضل ممن يقول ( الله لا يردك)!... لكن ما هي تلك الهداية؟

عندما تقول لشخص ( الله يهديه) فمعنى هذا أنك تقطع بضلاله وهدايتك قبل أن تعرف معناهما من القرآن الكريم وهو المصدر الأمثل لمعرفتة المعنيين

مرض المسلمين أنهم يتكلمون بما لا يفهمون وإذا فهموا ما يتكلمون به يكون خاطئاً أو ناقصاً بسبب هجرهم كتاب الله الذي فيه المعاني الصحيحة

أولا : المؤمن الفاهم لا يجزم أني مهتدي، لأن الهداية صفة كبيرة جداً ومن زعم أنه مهتدي فقد زكى نفسه كثيراً وليقل ( أرجو أن أكون مهتدياً).

الهداية نسبية ... وليس معنا منها إلا القليل، لأنها تأتي بعد أمور كبيرة كما قال تعالى ( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى)

فهل تبنا توبة صادقة ثم آمنا أيماناً كافياً ثم عملنا الصالحات حتى نتوقع أنه تأتي الهداية بعد ذلك؟؟ أم أن معنا نسبة ضئيلة من الهداية؟

فلا تقول الله يهدي فلاناً... ثم تكون الهداية التي في عقلك هي حب الظالمين مثلاً أو ظلم عباد عباد الله مثلاً هذه ليست هداية هذه ضلالة.

ولا تقل فلان ضال ...حتى تعرف معنى الضلالة قرآنياً وليس مذهبياً.. لأن المذهب قد تكون فيه أطرافاً تغلو في دينها وتسمي الهداية ضلالة أيضا

تواضعوا يف المعرفة فالمعرفة لا تنال بالتمني ولا بالتحلي ولا التقليد تواضعوا واعرفوا أن في نفوسكم الكثير مما يبغض الله والقليل مما يحب

فمما يبغضه الله ونهى عنه ( تزكية النفس) وهي مترسخة في النفوس ومما يبغض الله ( بخس الناس أشياءهم) وهي كثيرة ومترسخة .. فتواضعوا نصيحة

إذا تواضع المسلم وعرف لغيره الحقوق الجامعة من الإيمان بالله ونبيه واليوم الآخر وقواطع الدين فهذا يكفي لا تمتحنوا الناس بالصغائر

لا تقولوا هذا الأمر عظيم إلا إذا عرفتم أن الله عظمه ولا تقولوا لهذا الأمر (صغير) إلا إذا صغّره الله رتبوا معلوماتكم حسب ترتيب الله لها

لنحاول أن تكون معرفتنا للدين قرآنية ما أمكن أنا أعرف أن الضغط المذهبي والسياسي والعادات على المعلومات كبيرة جداً، ولكن لنحاول..

لن تكون مؤمناً حتى يكون الله ورسوله أحب إليك من المذاهب والعوائد والأفكار المسبقة وأفكار الجماعة الملتصقة بك ...الخ الإيمان صعب وسهل

فهو - أي الإيمان- سهل على المؤمن، الذي يخشى الله ويخاف معاندته ويعرف أنه ضعيف لولا رحمة الله وتوفيقه.. لكن الإيمان صعب على المتكبر

المتكبر بالعقائد الموروثة أو الفكر السائد أو الخصومة المذهبية ، يصعب عليه جداً أن يتبع إلا ما يرى أنه يشهد لأفكاره المسبقة فقط

المتكبر بعقيدة معينة أو مذهب متبوع كأنه يقول لله ورسوله وكتابه بلسان الحال : إما أن تكونوا معنا.. وإلا فلا الرب رباً ولا النبي نبياً.

اعرفوا الهداية التي يريد الله منكم وليست الهداية التي يريد المذهب منكم فقد تختلفان كثيراً وأنتم لا تشعرون فانتبهوا تدبروا القرآن أولاً

ونصيحتي لكل مسلم ألا يزكي نفسه أن يعرف أن لله عليه الحجة البالغة فالقرآن بين يديه ثم يذهب لغيره ويهجره؟! أليس هذه جريمة؟؟

كما أن نصيحتي ألا يبخش الناس أشياءهم فهو أمر قرآني.. على الأقل اجعل في الآخر المختلف معك غلاة ومعتدلين واجعل في الفرد حقاً وباطلاً..الح

هذا هو العقل والدين والإنصاف .. وتذكر أن الله ( رب العالمين) وليس رب المسلمين فقط ولا رب أهل السنة فقط ولا رب الشيعة فقط... كن عالمياً

هذه العالمية تجعلك تنظر للمسلم وغير المسلم للمتمذهب والمتحرر من المذاهب بعين الإنصاف.. احذر أن تظلم الله بنسبة ظلمك أنت إليه..

سنتواصل لاحقاً... كانت هذه تعليقاً على من يقول ( الله يهديك) .. وهو لا يعرف ضوابط الهداية ولا الضلالة إلا مذهبياً أو اجتماعياً لا قرآنياً

الاعتراض الثاني: قبح البلوشي مما اعترضت به علي العامة أنني تلاسنت ذات مرة مع أبي المنتصر البلوشي، وهو شيخ إيراني أحمق كثير الاستعداء

هذا هو الاعتراض الثاني مرتبة والأول زمناً إذ قالوا كيف تسخر من خلقة الله وكيف تستهزيء بخلقة الله ...الخ.

وأقول بغض النظر عن هذا المستوى الذي لا أرتضيه من الحوار، إذ أنه بدأ يومئذ بالاستعداء المباشر وأنني عميل لإيران وأنني رافضي ... سأجيب

والجواب سهل جداً.. وهو : هل في الكون قبح وجمال؟! في أي شيء... ستقولون نعم... ممتاز: هل للقبح خالق غير خالق الجمال؟؟ أجيبوا.. وفيه جوابي

هذا الوصف لفلان أو لأمر من الأمور بأنه قبيح منظر قبيح صوت قبيح أمر قبيح لا يعني سخرية ولا استهزاء ... هو وصف والله خالق كل شيء وله حكمة

وأنا قد قلت يومها لأبي المنتصر ( ما شوّه الله صورتك إلا لحكمة ولخبث نبية يعلمها في قلبك) أو شيء من هذا.. وهذا يتفق مع النظرية السلفية

أعني أنهم يرون أن أفعال العباد وصورهم مخلوقة بعكس المعتزلة ... بل يرى السلفيون أن الزنا ملخوق واكفر مخلوق فهل يسخرون مما خلق الله؟

المعركة السلفية مع خصومهم في القرن الثالث كانت على هذا الأساس ومنها كتاب البخاري ( خلق أفعال العباد) فالكفر والزنا عندهم مخلوق من الله

ولا يشك عاقل أن الكفر قبيح والزنا قبيح والظلم قبيح والسلفية الأولى مع الأشاعرة يرون أنها مخلوقة راجعوا كتاب البخاري
فيجوز إذن - على المنهج السلفي الخالص- أن تستقبح ما خلقه الله ليس من باب أن الله أخطأ في الخلق حاشا لله ولكن من باب أن الله خالق كل شيء

فالمعترضون بأن ( هذا خلق الله) ... وأنه لا يوصف بالقبح... يقال لهم - على منهجهم- الكفر قبيح وهو مخلوق والزنا قبيح وهو مخلوق

وخذوا هذا الدليل من ( وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ [القصص/42] )

هؤلاء المقبوحون في الآية الكريمة ...- والقبح قد يكون معنوياً أو حسياً أو هما معاً.- .. لكن هؤلاء المقبوحون أليبسوا من خلق الله؟؟

إذن لا محظور شرعاً من حيث المورد الذي اعترضوا عليه إنما المحظور أننا تظالمنا فبدأ بالظلم الباطل ورددت بالوصف الحق. فأيما أظلم للآخر؟؟

والأخوة المعترضون تصدر منهم أكثر من هذا في حق خصومهم وكأن خصومهم خلقهم إله ثان غير الله فما بالهم يتذكرون خلقة الله في أبي المنتصر فقط؟

هذا نموذج مما تنشغل به العامة سنوات وسنوات وتظن أن الحق معها وتنشغل به الاستفادة من فلان الذي قال وقال ... طيب اتركوا ما أخطأ فيه وخذوا حقه

أريد من العامة ألا يشغلهم الشيطان بأمور تافهة ويصدهم عن الاستفادة من الآخرين بسبب أنه قال كذا وكذا فالآخر مثل شيوخكم ليس معصوماً..

بمعنى اجعل كلمتي في أبي المنتصر خاطئة أو زلة كبيرة وليكن ولكن اسأل نفسك : هل هذه الزلة توجب أن أترك كل حق يأتي به المالكي؟ مجرد سؤال فقط

طيب.. لكن الشيطان قبيح أو غير قبيح... القبح نفسه مخلوق أو غير مخلوق؟؟ وخاصة عند السلفية إجماعاً هو مخلوق فالاعتراض ساقط

الهدف من هذه التغريدات أن العامة قد تنشغل بأمر - سواء كان خطأ أو صواباً- و لسنوات طويلة ثم قد تكتشف أنه صحيح أو محتمل فلتتعلم كيف تتجاوز ذلك

وعلى طلبة العلم أن يعلموا العامة ...كيف يأخذون الحق ويتركون الباطل منهم ومن غيرهم أما أن يحرضوا العامة : ويكبروا لهم صغائر الأمور فهذا غش

صحيح/ هم يستخدمون هذا كما نقل ابن تيمية في الصارم المسلول - (ج 1 / ص 526) (إذ مر بهم رجل قبيح الوجه و اللحية..) أليس هذا مخلوق

هم يبيحون لأنفسهم وصف كل جمال لا يحبونه بالقبح ويحرمون علينا وصف قبحهم بالقبح كما هو ويعدونه اعتداء على خلق الله واستهزاء به ...الخ شنشنتهم!

ويقول ابن تيمية في الفتاوى الكبرى - (ج 3 / ص 65) (والانسان يعذب بالأمور المكروهة التي يشعر بها مثل الأصوات الهائلة ..والصور القبيحة)!!

والسؤال : هذه الصور القبيحة أليست من خلق الله؟؟ هؤلاء متناقضون يشغلونك الدهر كله بوهم .. فإن تركت الرد قالوا عجز عن الرد وإن نزلت معهم خسرت

بل يقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى - (ج 8 / ص 123) وإذا خلق صورة قبيحة... لم يكن هو متصفا بهذه المخلوقات القبيحة فهذا أمر يعود على المخلوق)

ذكرت هذا باختصار وتصرف لطول العبارة فهذا الاعتراض لست سنوات أو أكثر كان اعتراضاً شديداً من العامة لا داعي له .. مثلما فعلوا في شيخ الإسلام

وهكذا قد يستمر الغلاة وأتباعهم عقوداً خلف مسألة يظنون أنها سقطة ما بعدها سقطة! ثم يكتشفون أن ابن تيمية أو غيره يقول بها هذا عبث وسنوات ضياع

طبعاً المشكلة في الثقافة المحلية أنها ثقافة استلم الغلاة كثيراً من مفاصلها وقنواتها وكفروا الناس وبدعوهم على أتفه الأسباب والجهل جريء..

الجهل يحب القطع والفصل في مواطن الاجتماع والجمع في مواطن التفريق هذه طبيعة الجهل يجمعون في ما فرقته النصوص ويفرقون ما جمعته النصوص!

هم مثلاً يجمعون بين ما فرقته النصوص مثل ( منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة) فهذا تفريق واضح لكن جمعوه وقالوا : كلهم يريدون الآخرة!

وإذا أتى الاتفاق على أن الله خلق القبح والجمال يقولون : لا ... هذا طعن على الله!. وإذا وجدوا ابن تيمية قال بالقول الأول: يقول نعم صدق!

نحن بحاجة أن نعلم أنفسنا العلم العلم والمعرفة لا علاقة لها بالأشخاص الذين نحبهم أو نكرههم المعرفة معرفة خذها ممن تكره ورد الجهل ممن تحب.

بالطبع في الفسلفة العليا لم يخلق الله إلا جميلاً بالنسبة للخلق كله فالقبيح في ذاته هو في موطن جمال بالنسبة للخلق كالخال في خد الفتاة الجميلة
فالخال بمفرده لو قصه لك طبيب ووضعه تحت المجهر لرأيت القبح لكنه عندما كان في موضعه الطبيعي - في خد الفتاة- كان جميلاً.. وأضاف لها جمالاً.

هذه فلسفة عليا ليس عليها هؤلاء المعترضون حتى نعذرهم... لا.. هم يكبسونك هكذا بالقول : هذا يسخر من خلقة الله هذا يفعل ويفعل.. هنا يجب أن نعلمه
والخلاصة اللهم ارفع عنا الجهل والظلم واغفر لنا ذنوبنا في حق أنفسنا وحقوق الآخرين.. كلنا فقير إلى تعليم الله وعفوه وتسديده نلتقي لاحقاً.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=291
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 03 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29