• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : ما القصد عندما نتحدث عن التاريخ وحقائقه؟! .

ما القصد عندما نتحدث عن التاريخ وحقائقه؟!


          ما القصد عندما نتحدث عن التاريخ وحقائقه؟!


ومضة: عندما نتحدث عن التاريخ وحقائقه؛ إنما القصد منه تفسير (لماذا وصلنا إلى هذه الحالة؟!)؛ وليس لأننا نريد إعادة الناس من قبورهم والحكم بينهم؛.كل يوم يفاجئني الإخوان المسلمون بما لا يمكن أن أتوقعه أبداً؛ كان أولها فتوى القرضاوي بقتل المدنيين؛ وآخرها نصر السلامي عضو حزب الإصلاج اليمني.
لا أصدق أنني كنت يوماً إخوانياً وأنا لا أدري؛ لم أصدق أنني كنت يوماً أراهم النموذج الأمثل؛ كنت مركزاً على الغلو السلفي فقط؛ أعترف؛ لم أكن أعرفهم؛ كنت أظن أن الهجوم على الإخوان سياسي فقط؛ كنت أظن أن الحكومات كاذبة أو مبالغة في التشنيع عليهم.
نعوذ بالله من عبادة السلطة والحزبية؛ التعصب الثقافي أمره سهل؛ أما أن يتحول تعصبي إلى اغتيالات وتفجيرات تطال مسالمين ومسلمين مدنيين  أبرياء؛ فهذا مسخ شيطاني وتدمير ذاتي فوق التصور.
الشيخ القرضاوي كان لنا قبل سنوات مثالاً للشيخ المسلم الواعي الفقيه؛ ثم خرجت منه كل هذه الفتاوى؛ وأبلغها "فجر نفسك لمصلحة الجماعة؛ وقتل المدنيين"!
نصر السلامي عضو حزب الإصلاح اليمني صدمني أكثر من القرضاوي؛ لأن اليمني الذي لا يحجزه دينه، تحجزه مروءته وأعرافه القبلية؛ يأبى الخسة بطبعه؛ كان بجوارنا من اليمنيين من يسلب وينهب ويقتل للطمع ، للفقر ...الخ؛ هذه عادة في الناس جميعاً؛ لكن لم يكن منهم من يغتال لحزب ولا مذهب؛ عادة وافدة.
العرب أبناء الجزيرة - ورأسهم أهل اليمن - كانت تحجزهم المروءات؛ وفي أعرافهم وقواعدهم القبلية أنظمة صارمة ضد القتل الخسيس؛ قطعاً العادة وافدة.
كان لي اهتمامات بجمع قواعد وأعراف القبائل في الجنوب وفي شمال اليمن - وهي تقريباً واحدة -  وأدهشتني العقوبات الصارمة والمتنوعة ضد القتل الخسيس؛ حزب الإصلاح مسخ جزءاً كبيراً من المجتمع اليمني؛ دكتور في الجامعة يتحول لزعيم اغتيالات؛ معقول؟؟
إنها الأفكار الوافدة الماسخة لذوي المروءات .
مثلما كنت إخوانياً - دون علم - كنت أيضاً إصلاحياً دون علم؛ كنا نتنغنى بال 158 صوتاً لأول انتخابات برلمانية؛ وأن المؤتمر زور الــ 314؛ كنا أبرياء جداً؛ نرى أن هؤلاء يريدون تطبيق الإسلام؛ وأنهم الأمل والمستقبل؛ وأنه معهم ستأتي العزة والكرامة والحقوق ..الخ؛ كنا أبرياء؛ كنا مغفلين!
ومثلما صدمني الإخوان، كان السلفيون قد صدموني قبل ذلك؛ كنت سلفياً أيام الثانوية دون علم؛ ثم صرت سلفياً بعلم مع أول سنوات الجامعة؛ ثم صُدمت؛ صدمت بأمرين من السلفية:
الأول: النظريات المعلقة - كالحدائق المعلقة - لا تطبيق لها في إنصاف ولا قبول دليل.
الثاني: انحرافهم عن آل محمد.
وهذا سبب لي ردة فعل - ربما كانت عند الكثيرين عنيفة - وسبب ردة الفعل تم تصنيفي مبكراً على أنني شيعي أو زيدي أو اسماعيلي؛ كنت مازلت سلفياً يومئذ؛ كنت فقط أخالفهم في التاريخ؛ في تغطيتهم على جرائم بني أمية وتضعيفهم الاعتباطي لها؛ وفي جفافهم تجاه فضائل أهل البيت وتضعيفهم الاعتباطي أيضاً؛ ولكن لم أكن أعمم؛ كنت أجد بعض السلفيين الكبار - كابن باز رحمه الله - على خلاف التيار السلفي، كان منصفاً؛ ومع الدليل في هذه المسائل على الأقل؛ كنت أقول لعل وعسى؛ هم لا يعلمون؛ هم يظنون.. هم هم؛ لكن؛ مع الزمن؛ اتضح لي أن النصب قد تسلل للتيار عبر علماء الشام النواصب؛ واستشربوا ذلك بقوة ونهم؛ وصدمت من الشيعة أيضاً؛ عندما وجدت بعض الكتب - رغم قلتها - تبالغ في الجهة الأخرى؛ وتضيف لأهل البيت الولاية التكوينية وعلم الغيب الذاتي و..الخ؛ قررت أن أتعلم بنفسي؛ وأبني قناعتي بنفسي؛ وعلى مهلي..
عدت للقرآن وتدبره مع الوعي التاريخي من القرآن، فأتت الإجابات المريحة والصادقة.
لم أجد في كتاب الله الغلو في أهل البيت ولا عدالة الصحابة؛ لم أجد مدحاً لظالم ولا غمطاً لفاضل؛ القرآن يبني شخصيتك من الداخل بحيث لا تعبد أحداً؛ القرآن الكريم يجعلك مقبلاً على كل صالح مكتوم؛ وتنفر من كل ظالم محبوب؛ علمتني (سنن الله = قوانينه)؛ أن النجاء - من التمحيص - في القلة لا الكثرة؛ علمني كتاب الله أن أبني قناعتي بنفسي؛ حتى لو تقاطعت مع السلفية في نفي العصمة ومع الشيعة في حب آل محمد؛ لا يهمني أتقاطع مع من؛ المعلومة هي الأصل..
علمني أن هناك القطعي والظني، وأن الظن أكثر من القطعي؛ وأن الظن مراتب (راجح - مرجوح - وسط متوقف فيه)؛ وأن التواضع يوجب هذا التقسيم، والكبر يأباه.
الذي أضل كثيراً من غلاة السلفية والإخوان هو الكبر وحب العلو في الأرض؛ أنها هذه الدنيا؛ شعورهم أنهم حماة الله في الأرض هو مقتلهم؛ تواضعوا؛ القرضاوي يجعل للجماعة حق أن تفجر نفسك لهم؛ بس استأذنهم قبل؛ الخيار لهم في استثمار جسدك لا لك؛ أنت ملك الجماعة!
أعوذ بالله من هذا الاستعلاء؛ نحن نقول صباح مساء (إنا لله وإنا إليه راجعون)؛ كلمة (إنا لله) هنا، أصبحت إنا للجماعة؛ نعم؛ الجماعة!
لا تطعهم؛ أنت لله ثم لنفسك؛ والله أرحم بك؛ الله لا يسمح لك بقتل نفسك لنفسك؛ أو تؤذي نفسك لنفسك؛ فضلاً عن أن تقلتلها لهم؛ قل إنا لله؛ لا لجماعة ولا مذهب ولا علماء ولا زعماء ..إنا لله؛ وبس.
وأخيراً؛ دعواتنا لكل مفتون بهم ومغرور بهم أن يراقب الله في نفسه وتصرفاته؛ فهو لله ثم لنفسه؛ لا لهم ولا لاستعلائهم ودنياهم وسلطتهم وتكبرهم.


مواضيع أخرى:

لمطالعة "ما كتبه الرومان عن تاريخ العرب والمسلمين... هل هم أصدق أم نحن؟!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "بداية الانحراف عن الإسلام الأول - متى كان؟! {ألجزء الأوّل}" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "في ذكرى المولد النبوي: - معلومات مجهولة -" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "عالمية القرآن - الجزء الاول" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "المسلمون يضيعون غايات الإسلام!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "مأساة الباحث الصادق مع أعداء النبي!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "بداية الانحراف عن الإسلام الأول - متى كان؟! {ألجزء الأوّل}"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "سر حذيفة بن اليمان - الجزء الأوّل" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "الزيف كان كبيراً في المسلسل الأخير( الحسن والحسين )" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لن يصلح هذه الأُمة ما أفسد أولها !"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "معنى الروافض." على هذا اللرابط «««
لمطالعة "سن عائشة بين المحققين والمقلدين!"على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1699
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 05 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29