• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : آية الجزية ... والمعنى الذي غاب عن التنويريين والمقلدين معاً! - ألجزء الثامن - .

آية الجزية ... والمعنى الذي غاب عن التنويريين والمقلدين معاً! - ألجزء الثامن -


آية الجزية... والمعنى الذي غاب عن التنويريين والمقلدين معاً!


                                              - ألجزء الثامن -

                                    قريش في سورة التوبة - الجزء الثالث -



لمطالعة "آية الجزية ... والمعنى الذي غاب عن التنويريين والمقلدين معاً! - ألجزء الأوّل -" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "آية الجزية ... والمعنى الذي غاب عن التنويريين والمقلدين معاً! - ألجزء الثاني -" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "آية الجزية ... والمعنى الذي غاب عن التنويريين والمقلدين معاً! - ألجزء الثالث -" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "آية الجزية ... والمعنى الذي غاب عن التنويريين والمقلدين معاً! - ألجزء الرابع -" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "آية الجزية ... والمعنى الذي غاب عن التنويريين والمقلدين معاً! - ألجزء الخامس -" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "آية الجزية ... والمعنى الذي غاب عن التنويريين والمقلدين معاً! - ألجزء السادس -" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "آية الجزية ... والمعنى الذي غاب عن التنويريين والمقلدين معاً! - ألجزء السابع -" على هذا اللرابط «««


قريش في سورة التوبة - الجزء الثالث - وفيه آية السيف ؛ والبيان أنها في قريش وحلفائها ممن نقضوا العهود، وليست في كل المشركين والكفار، فهؤلاء تحكمهم آية أخرى وهي  (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)؛ لكن الحلف العريض؛ حتى يخفف عن نفسه الآيات الشديدة؛ كآية السيف؛ وآية الجزية والصغار؛ فقد قلبوهما ضد الآخرين، وأنها شرع عام لله، وضربوا ثلاثة؛ عصافير بحجر واحد:
الأول: نسيان أن هذه الآيات فيهم.
الثاني: المزايدة على الله ورسوله.
الثالث: تشويه الدين وتشويه السيرة النبوية.
هم أهل مكر كبار!
كنت قبل أن يفتح الله علي بتدبر القرآن أشعر بحرج شديد من هاتين الآيتين (آية السيف وآيىة الجزية)؛ لكني أقول (آمنا به وسمعنا وأطعنا)؛ فلما عرفت أن هاتين الآيتين نزلت في حق من شوهوا ديننا وكذبوا على نبينا وزايدوا علينا ارتحت كثيراً، وحمدت الله على هذا الفتح، والآيات واضحة كما سياتي؛ وقد سبق أن قررنا عدة قواعد:
الأولى: أن الله ورسوله لم ينقضنا العهود كما زعمت ثقافة الحلف العريض وفريقهم الاحتياطي.
الثاني: أن نقض العهود كان من قريش وحلفائها من اليهود والأعراب والغساسنة وبعض الأزد.
الثالث: أن المشركين في سورة براءة قسمان واضحان جداً؛ قسم نقض العهود؛ وقسم لم ينقضها.
الرابع: أن الله أمر بالبراءة من المشركين الذين نقضوا، وأمهلهم أربعة أشهر أو القتال، وهذا غاية العدل؛ وأيضاً أمر بالوفاء للمشركين الذين وفوا؛ وقد رأيتم في الجزء السابق أن الله قالها صراحة {إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4)} [التوبة]؛ وفي الآية التي بعدها  (الخامسة) نزلت آية السيف في الذين نقضوا من المشركين والذين  نزلت سورة براءة  بالراءة منهم وأنذارهم وأمهالهم أربعة أشهر؛ فقال: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا  لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)} اهـ
أرأيتم الآن مقدار الخسارة التي خسرناها بإهمال التدبر؟ أرأيتم كيف عاد المفهوم إلى الإسلام الأول في عدله ورحمته وحزمه؟ كل شيء في مكانه الطبيعي؛ لقد خسرنا كثيراً بمتابعة ثقافة الحلف العريض؛ لقد شوهنا ديننا وسيرة نبينا  كثيراً؛ عشنا قروناً عدة والآيات أمامنا لا نراها إلا بثقافة النفاق؛ أكبر آيتين محرجتين للمسلمين اليوم كانتا آية الجزية وآية السيف؛ بهما تم اتهام الإسلام بالعنف والانتهازية وفرض الدين بالسيف الخ؛ كل هذا باطل؛ فكيف لنا الان أن نصحح ما ألصقته ثقافة النفاق بالإسلام ونبيه؛ بعد أن بلغوا بهذا التشويه المشرق والمغرب، وبعد أن أُنتجت في ذلك الكتب والأفلام؟
تأخرنا كثيراً، ومازال التصحيح محارباً، فلا قناة تتحدث عن هذا التشويه ولا كتاب إسلامي ولا مقلد ولا تنويري؛ طلعنا في الأخير من السماعين لهم!وكلما قلنا للناس أن الله  قال لرسوله  في حق المنافقين (هم العدو فاحذرهم)؛ يأتينا أنصارهم ليقولوا: لقد أثنى الله على كل الجيل ووالخ!
فتنة.
الآن تفضلوا؛ لا أحد من أنصارهم يستطيع أن ينكر آية السيف ولا أن يدعوا إليها؛ لا يستطيع أن يؤمن بها ولا أن يكفر بها؛ وهذا الانسداد عندهم هم فقط. أما من تدبرها وعرف أن الله ورسوله لا ينقضان العهود؛ وإنما أحبابهم من نقضوا العهود؛ وتبرئتهم أحبابهم تسلتزم اتهام الله ورسوله!
بئس الإيمان!
على كل حال: لا تستطيع أن ترى الآيات إلا بإدراك ما ذكره الله عن الحلف العريض؛ اي بوعي تاريخ صادق وليس مزيفاً؛ فإذا عرفت أحلاف المكر الكبار فستعرف كيف حرَفوا معاني الآيات التي نزلت فيهم فجعلوها في غيرهم؛ وسترى أن الله عادل في الأمر بقتالهم بعد الإنذار؛ وستعلم أن آية السيف فيهم وفي من شابههم في المكر والكذب على الله ونقض العهود؛ وليس في غيرهم من أهل السلم والوفاء بالعهود، من اي دين وملة.
الحلف العريض هم سبب التشويه كله؛ وقد هندس الشيطان ثقافته عبرهم؛ وأدخل لهم الهيبة في ملئ القلوب، لكثرتهم وتاريخهم  وتعدد فئاتهم ...
الشيطان أكثر عليك بهم؛ فلا تراقبهم وانظر النص.
كنت قبل قليل أقرأ لأحد علماء المسلمين الكبار جداً - عند الغلاة - لأنظر رأيه في آيتي السيف والجزية؛ فرأيت العجب، لقد رأيت الشيطان ينطق على لسانه؛ تذكرت الآيات الكريمة التي تخبرنا عن ثقافة الغرور المزخرفة وعن تحريف الكلم من بعد مواضعه وغير ذلك مما بثه الله عن ثقافة تلك الفئات، وكنت أرى أن تلك الزخارف وثقافة الغرور وتحريف الكلم والسماع للمنافقين ... الخ؛ كنت أظنها قد انتهت أيام النبي، لكن تبين لي أنها هي التي سادت. ووجدت أن الشيطان وأولياءه قد بذلوا جهداً استثنائياً لإبطال نبوة استثنائية، ونجحوا إلى حد كبير، فلم يعد معنا إلا الألفاظ، وأشعر بكثير من اليأس؛ فإذا كان النفاق الثقافي وثقافة الغرور في نمو وزيادة سنة بعد أخرى؛ ولم يوقفهما قرآن ولا نبوة، فلن يوقفهما شيء بعد انقطاع الوحي وموت النبي.
الشيطان قد أحكم تحريفه تماماً؛ وله فئات متنوعة؛ منها المؤمن المغفل ومنها المستبصر في الضلالة وما بينهما. لقد أشاد الشيطان ثقافته من كل الفئات؛ والذي لا يستطيع الشيطان خداعه ولا استنطاقه ولا سكوته ... يقوم بالكذب عليه بطرق ماكرة، من ذكر بعض ما صح عنه مع الخلط بالباطل، وفي سياق مدح؛ فينقل هذا الزور عن ذلك الفاضل المحب له والكاره، المؤمن والمنافق؛ فالممحب المؤمن ينقل لسياق الثناء؛ والمنافق ينقل لتأكيد التحريف؛ يلتقيان هنا؛ فالشيطان وأولياءه أهل مكر شديد، ينلقون عن النبي أقوالاً وأعمالاً لا تصح؛ ولكن في سياق المدح؛ وكذلك نقلوا عن علي وأبي ذر وأمثالهم من الصفوة؛ فيأتي المحب للنبي أو لأبي ذر فينقل تلك الأقوال الصحيحة ممزوجة بما وضعه أهل النفاق وأضافوه؛ وكان لدول النفاق محدثون وفقهاء ومندسون ومنابر الخ.
الشيطان لم يرض أن يؤسس دينه على (شياطين الإنس والجن) فقط؛ وإنما أيضاً عن طريق السماعين لهم؛ وعن طريق أهل العلم الصالحين بالوضع عليهم الخ؛ حاول الشيطان أن يسد عليك كل المخارج، وأن يروي عن الجميع (الصالح والطالح، المؤمن والمنافق) ليشيد من هذا كله دينه الذي ارتضى؛ وأظنه قد نجح جداً؛ والدليل على ذلك أن المسلمين اليوم في ورطة كبيرة مع كل شيء؛ مع الحقوق؛ والحضارة؛ والعلم؛ والعدل؛ والأبداع؛ والإنسانية؛ هم في مأزق لا مخرج منه أبداً؛ والشيطان يعرض عليهم أحد أمرين: إما الكفر بالدين؛ أو التكذيب بالدين؛ كلاهما إلى النار؛ لم يبق لهم متنفساً ليروا الإسلام الأول كما هو، كما نزل؛ لذلك؛ ستجدون ما نتدبره هنا لا يكاد يوافقنا عليه إلا النص فقط؛ النص القرآني فقط؛ أما الحديثي فقد زيد فيه وأنقص في غالبه؛ وأما الروائي فأطم وأبلغ.
لقد أبعدنا الشيطان كثيراً؛ ولكن عبر أوليائه، وتخطيطه، وثقافته، ونفخ فينا كبره وغروره وحب المدح والثناء، وجعل النقد الذاتي خيانة لله ورسوله!
من أين نخرج؟
لا مخرج لك عند الشيطان  إلا بأمرين:
إما الكفر بالدين.
أو الإفساد به.
ومع ذلك، فإذا شاء الله نصر فكرة سينصرها، لكن لن ينصرها بإنزال وحي جديد ولا رسول جديد، وإنما بهذا الكتاب الذي مازال بين أيدينا؛ بهذه الفطرة؛ بهذه القلوب الطيبة؛ بهذا الصدق في البحث؛ ولكن الطريق عسير.
نحن نؤمن إيماناً مطلقاً بأن الله سيظهر الدين الذي ارتضى على الدين كله؛ نعم؛ الدين الذي ارتضى هو، لا الذي ارتضته السلطات عبر التاريخ؛ ولكن؛ ولكن لا تظنوا أن التغيير سيتم بسهولة؛ لن يسمح الشيطان أن يتم هذا التجديد على طبق من ذهب؛ سيسلط أولياءه لحرب هذا التجديد وأهله.
الشيطان عنيف جدا؛ انظروا ماذا فعل الشيطان مع من أراد تجديد الدين؛ فأبوذر نفاه إلى الربذة كالأعرابي؛  وعلي لعنه 90 عاماً كالشيطان؛ والحسين رض جسده بالخيول كالمفسد.
الشيطان عنيف جداً، وهو عدو مبين كما ذكر الله؛ هو عدو يستحق كل اللعنة والعذاب، لما فعل من إبطال بركات الأديان، بل وتوظيفها في ضد ما جاءت به.
في الجزء الرابع - مساءً- سنواصل كشف قريش وحلفائها؛ والدلائل القطعية - ومن القرآن فقط - على أنهم وحلفاءهم هم أوائل المقصودون في سورة براءة؛ فانتظروا.
ولن نهمل الأحاديث والروايات؛ سنذكر منها ما اتفق مع القرآن؛ بل هناك كثير منها صرحت بالأسماء - وهناك من صنعته ثقافة الحلف العريض معارضة لهذا كله.


يتبع..
لمطالعة "آية الجزية ... والمعنى الذي غاب عن التنويريين والمقلدين معاً! - ألجزء التاسع -" على هذا اللرابط «««

مواضيع أخرى:

لمطالعة "ما كتبه الرومان عن تاريخ العرب والمسلمين... هل هم أصدق أم نحن؟!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "بداية الانحراف عن الإسلام الأول - متى كان؟! {ألجزء الأوّل}" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "في ذكرى المولد النبوي: - معلومات مجهولة -" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "عالمية القرآن - الجزء الاول" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "المسلمون يضيعون غايات الإسلام!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "مأساة الباحث الصادق مع أعداء النبي!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "بداية الانحراف عن الإسلام الأول - متى كان؟! {ألجزء الأوّل}"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "سر حذيفة بن اليمان - الجزء الأوّل" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "الزيف كان كبيراً في المسلسل الأخير( الحسن والحسين )" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لن يصلح هذه الأُمة ما أفسد أولها !"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "معنى الروافض." على هذا اللرابط «««
لمطالعة "سن عائشة بين المحققين والمقلدين!"على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1696
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 04 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18