• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : آيات لا يعرف سرها سنة ولا شيعة! .

آيات لا يعرف سرها سنة ولا شيعة!


                آيات لا يعرف سرها سنة ولا شيعة!


أحياناً قد يفتح الله عليك منة منه وتفضلاً  لبصيص نور يعلمه في قلبك فيعطيك جائزته؛ وليس لحسن عمل ولا غيره؛ وعلى هذا؛ قد تتفتح لك أسرار عند تدبر كتاب الله؛ ثم تنظر في التفاسير ولا تجد أحداً يشير إلى ذلك ولا يهتدِ إليه..
سأضرب  أمثلة: 
مثال: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ(17)} [البقرة]

كل التفاسير التي اطلعت عليها - من تفاسير السنة والشيعة - لم يقولوا لنا السر في الإفراد ثم الجمع؛ الإفراد : (استوقد - حوله)؛ الجمع (نورهم - تركهم).
بمعنى؛ لماذا لم يقل الله: (مثلهم كمثل الذين استوقدوا ناراً فلما أضاءت ما حولهم ذهب الله بنورهم)؛ أو بالإفراد :استوقد- حوله - تركه - مثله ..الخ؟
في الآية سر عظيم ورسالة إلى من امتلك تدبراً صادقاً وعشقاً للمعرفة ووعياً تاريخياً؛ طبعاً لا أستطيع قول (السر) في الآية؛ فعذراً..
العلم يكشف لك الأمثال المضروبة: (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ}؛ لكن؛ ما هو العلم؟
قصة ..
الذين تكلموا في الأمثال لا يعلمون أسرارها غالباً؛ وخاصة بعض الأمثال؛ مثل (مثلهم كمثل الذي أستوقد ناراً..)؛ يخبطون عشواء بالجهل ويسمونه علماً!
الأمثال في القرآن رسائل للعلماء؛ الفقيه قد يعلم الأسرار الفقهية في الأمثال؛ والمؤرخ قد يعلم الأسرار التاريخية؛ وهكذا (لا يعقلها إلا العالمون)! ولكن؛ المشكلة عندما يتوهم الفقيه أنه عالم بينما هو مقلد؛ وعندما يتوهم المؤرخ أنه عالم بالتاريخ بينما هو مقلد. العالم عند الله يعني عالم حقيقة؛ لذلك فقوله {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ}؛ أي؛  بميزان الله لا ميزان الناس والمقلدين.
والعلم نسبي؛ فقد تكون عالماً في فن – كالتاريخ - د ون فنون أخرى؛ ثم هذا التاريخ أنت تعلم أحداثاً دون أخرى؛ ثم تحقق في بعض ما تعلم أكثر من غيره.. وهكذا؛ فالله يختار ما حققته أنت مما تعلمه علماً عاماً؛ ويشترط صدق النية  لله في البحث واستعباد الأفكار المسبقة؛ ثم بعد هذا كله يفتح لك بعض الأسرار؛ ولذلك؛ لا تتعسف في تفسير أمثال القرآن مما ليس في اهتمامك ولا بحثك؛ إنما عالم الطبيعة في آيات الطبيعة؛ وعالم التاريخ في آيات التاريخ.. وبصدق نية.
أنا أجهل أكثر الآمثال في الطبيعة والإنفاق والآثار ...الخ؛ إنما أرجو أن الله فتح علي في مجال اهتمامي (التاريخ)؛ القرآن ظاهره أنيق وباطنه عميق؛ حتى المتعسف؛ قد يقول النتيجة في الآية السابقة؛ لكنه لا يعرف الفرق هنا بين سر الإفراد والتثنية.
المثال كان خلاصة ما سبق؛ وسره الأول.
العلم صعب، وأسراره ألذ ما فيه؛ بل أهدى ما فيه؛ دون تعسف وتهور؛ ودون تخوف وتأخر؛ إذا سلك بك الله طريق المعرفة فواصل السير ولا تفتجع من المفاجآت.
لا أدري لماذا تذكرت أبيات الصريمي:
لا تفتجع من كثرة المرازح    شق الطريق وأظهر الملامح
حتى تعانق صبحنا، تصافح    وينتهي الإرهاب والمذابـح
دمتم بود..


مواضيع أخرى:

لمطالعة "(ما غزي قوم في عقر قرآنهم إلا ذلوا)!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "حرص إبليس وأتباعه على الصد عن سبيل الله" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "هل فكرتَ يوماً أنك قد تكون مجنوناً ؟؟" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "تلك الفئة المثالية.. لتدمير التواصل الإنساني (3)" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "أسرار لا يفهمها الدعاة (3) المعرفة لا الجمهور هي هدف الأنبياء.. فافهم أيها الداعية" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لماذا المسلمون أكذب أتباع الأديان!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "حب دعاة النار!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "خدعة السلف!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "معرفة الله ..لو عرف الناس الله!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لن يصلح هذه الأُمة ما أفسد أولها !"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "هل نؤمن بالبعث والنشور؟!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "هل سينصر الله أكذب أمة على وجه الأرض؟؟!"على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1671
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 03 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 19