• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : هل فكرتَ يوماً أنك قد تكون مجنوناً ؟؟ .

هل فكرتَ يوماً أنك قد تكون مجنوناً ؟؟


              هل فكرتَ يوماً أنك قد تكون مجنوناً ؟؟

هل فكرتَ يوماً أنك قد تكون مجنوناً ؟؟ أنا أحياناً كثيرة أتهم نفسي، ولكن متى؟ عندما أرى عالَمَاً من البشر يكذبون بطمأنينة وإيمان عظيم! عندما يجتمع (عالَم كبير من الناس) تخصصاتهم واهتماماتهم مختلفة؛ أي فيهم السياسي والإعلامي والشيخ؛ ثم يكذبون بأريحية وغبطة!؟ هذا فوق التصور!

لولا أن القرآن الكريم قد ذكر حالات مماثلة لأصابنا الجنون؛ ولولا أن بعض الأنبياء (كادوا) يستجيبون لهذا الضغط ثم ثبتهم الله لما تثبتنا.
اسمع؛ اسمعوا لهذا الضغط الكبير الذي واجهه رسول الله (وكاد  أن يفتتن) لولا أن الله ثبته؛ شيء مهول ولا يكاد يصدق؛ لولا أن الله قاله.. اسمع الآيات:{وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ علَيْنا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73)}..
رأيتم؟
ثم يقول:{وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74)}
الآيتان في  [الإسراء]
لنحاول تدبرهما بهدوء؛ هذا نبي من أولي العزم؛ وهو محمد صلوات الله عليه وآله؛ (كاد أن يقع في فتنتهم)؛ فتنة الرأي العام الضاغط؛ ثم ماذا كان سيفعل لو وقع في فتنتهم؟ كاد أن ماذا؟ (كاد  أن يفتري على الله)؟
لا إله إلا الله؟
خير الأنبياء والمرسلين كاد أن يفتري على الله بسبب هذا الضغط؟ فكيف بنا؟
اللهم ثبتنا؛ يا الله؛ يا رب العالمين؛ ليس لنا قوة وثبات الأنبياء ولا من دونهم؛ فامسك لنا عقولنا وثبت لنا مبادئنا واحفظ لنا ديننا من جماعات الفتنة والضغط.
ما خشيت من فقد عقلي وديني إلا عدت لهذه الآيات (وإن كادوا ليفتنونك..)؛ ثم أجد فيها الأنس والتثبيت والبصيرة النافذة. فلنحمد الله على كتابه.
ولكن؛ ألا تستغرب كذب هؤلاء؟ ومن الكذب البين الواضح؛ ثم لا يأبهون به إطلاقاً؛ هنا أحاول أن أجعل نفسي مكانهم لأفهمهم؛ وأعجز.. لا أقول أننا لا نكذب؛ قد نكذب على الطفل والزوجة والقريب والضيف ..الخ؛ أشياء يسيرة.. أعني؛ قد تقول لمن يطلب زيارتك أنك مشغول مثلاً لأنك لا تحب لقاءه؛ هذا يقع منا كلنا.. قد تكذب على طفلك وتقول أنت شاطر وخطك جميل لتشجعه؛ قد تكذب على زوجتك وتطيب خاطرها بكلمتين.. قد تكذب لتنجو بجلدك من قاطع طريق؛ هذا يحصل منا كلنا؛ لا أقصد هذا النوع من الكذب، الذي ليس له ضرر على الآخر؛ أما الكذب الذي يطحن شعوباً ويدمر البشرية ويقودك إلى النار فهذا الذي يحيرني كثيراً؛ كشف قرآني آخر:
أصحاب هذا الكذب العظيم المدمر لا يؤمنون بالآخرة؛ القرآن يؤكد أنهم كاذبون في إيمانهم ولكنهم يخادعون؛ هذا هو التفسير المقنع.. اسمع:{إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ}[النحل: 105]
هذا مقنع جداً جداً؛ ولكن ليس أي كذب..
الكذب الذي يقترن بالكفر بآيات الله ليس ذلك الكذب الخفيف الذي ينكر فيه الزاني زناه؛ والسارق سرقته، فهذا يريد دفع الضرر عنه؛ الكذب المقترن بالكفر بآيات الله هو نوع آخر عظيم يهدف لإلحاق الضرر بالآخر، وليس دفع الضرر عن النفس، فضلاً عما دونه من الكذب على الضيف والطفل.
هذا الذي يكذب ليقتل أبرياء أو ليسلب أرضاً أو ليأكل مال يتيم الخ؛ هذا الكذب يستحيل أن يكون صاحبه مؤمناً بآيات الله واليوم الآخر؛ ضع نفسك مكانه؛ أنا أتصور نفسي مكان هذا الكاذب؛ وأريد أن أستولي على أرض أو أقتل بريئاً؛ لا أستطيع أبداً أن أفعل ذلك إلا وأنا كافر بالآخرة وآيات الله.. مستحيل؛ لذلك؛ فالقرآن عجيب ودقيق في تعبيره:{إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ} [النحل : 105]
للتفريق بين حالات الكذب تصور نفسك في حالتين:
الأولى؛ قطعت الإشارة وكذبت على الشرطي بأنك لم تفعل.
الثانية؛ تكذب أنه يجوز لك قتل أخيك وأخذ ماله.
يا الله؛ يارب العالمين؛ ليس لنا قوة وثبات الأنبياء ولا من دونهم…
يا الله؛ يارب العالمين؛ ليس لنا قوة وثبات الأنبياء ولا من دونهم…


مواضيع أخرى:
لمطالعة "ما كتبه الرومان عن تاريخ العرب والمسلمين... هل هم أصدق أم نحن؟!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لماذا تستغربون اكل لحوم البشر !!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "خلاصات أموية"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "حقائق التاريخ | الارهاب في تاريخ الامة الاسلامية-ق1؟؟"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "محاولة إعادة عقول الناس إلى جماجمهم وقلوبهم إلى صدورهم" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "ذكاء الشيطان في استغلال (موضوع الصحابة) لحرب العقل والإيمان والمعرفة.‏" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "إختارهم الله لكنهم عبدوا العجل!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "أسئلة بلا إجابات في موضوع الصحابة!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "أسرار لا يفهمها الدعاة (4) غياب فلسفة الحق والحقيقة" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "حوار شائق للباحثين عن الحقيقة التاريخية" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لن يصلح هذه الأُمة ما أفسد أولها !"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "الزيف كان كبيراً في المسلسل الأخير( الحسن والحسين )"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "متفرقات في العقيدة والقرآن والقراءات!"على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1623
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 02 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19