• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : لماذا الاهتمام بالتاريخ؟ - الجزء الثالث .

لماذا الاهتمام بالتاريخ؟ - الجزء الثالث


                    لماذا الاهتمام بالتاريخ؟!

                          -الجزء الثالث -


لمطالعة "متفرقات في العقيدة والقرآن والقراءات!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لماذا الاهتمام بالتاريخ؟! -الجزء الأوّل -"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لماذا الاهتمام بالتاريخ؟! -الجزء الثاني-" على هذا اللرابط «««

س: وجدت آية تزهد في التاريخ (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تُسألون عما كانوا يفعلون)؟
ج: ولكنك كنت قد أقتنعت معي بأن ثلث القرآن وسيرة النبي وعهده في القرآن؟ ومع ذلك سأجيبك إن شاء الله على هذه الآية الكريمة؛ فهي لا تفيد ما فهمتَه.

ج: القرآن كله نؤمن به؛ فالمتفاخر بالماضين المكتفي بهذا - كما كان بنو إسرائيل يفعلون - فيستحق المخاطبة بهذه الآية، دون أن نلغي ثلث القرآن.
س: ولماذا تخصصها هنا؟
ج: لأنها خطاب في حق من كانوا يقولون إن (إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هوداً أو نصارى)؛ اقرأها مع السياق.
س: وما الفرق؟
ج: قلت لك، هناك آيات ترد على أقوام دعاواهم؛  ولو تقرأ الآيات بسياقها فستعلم ذلك، والآيات في سورة البقرة في موضعين؛ هل نستعرضهما؟
س: يعني أن الآيات لا تشلمنا؟
ج: تشمل من يزعم أن الأنبياء والصالحين على منهجه ويتفاخر بذلك؛ منا فلان ومنا فلان، وهو لا يطبق سيرتهم ولا يعرفها.
س: أوضح أكثر.
ج: اسمع  السياق {أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ(140) تِلْكَ أُمَّةٌ قدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ ولَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (141)} [سورة البقرة]
ج: فأنت تلاحظ أن أهل الكتاب صرفهم عن النبي تفاخرهم بأن منهم الأنبياء السابقون؛ مثلما نجد اليوم من يقول: كان على مذهبنا رسول الله وفلان وفلان؛  فالله يحثك على العمل وترك الفخر واجتناب الدعاوى بأن السابقين على نهجك؛ ولو كانت الآية لتعطيل التاريخ لتناقض القرآن؛ فأخبار الأمم فيه كثيفة؛  وحتى لا أطيل - فقد تحدثت عنها سابقاً - أحيلك على ثلاثة روابط لي:

1
لمطالعة "(تلك أمة قد خلت)!"على هذا اللرابط «««
2
لمطالعة "يرددون: (تلك أمة قد خلت)! "على هذا اللرابط «««
3
لمشاهدة "حسن فرحان المالكي: آية "تلك امة قد خلت " ترد على سلفية اليوم"على هذا اللرابط «««
س: أتفق معك أننا نجد تناقضاً من الذين يحتجون بهذه الآية، فيطالبون بترك تاريخ دون تاريخ
ج: أكثر من هذا؛ ألا ترى أن الاية في ترك دراسة الصالحين؟
س: ماذا تقصد؟
ج: أقصد أن الآية (تلك أمة قد خلت) أتت في الرد على المفتخرين بالصالحين وليس على من يحذر من الظالمين والمجرمين؟
س: يا رجل؟
ج: تدبر!
س: هل تقصد ترك دراسة سيرة الأنبياء والصالحين؟
ج: لم أقل هذا؛ لكن دراسة أهل السوء لتجنب سبيلهم لم يحذر منه القرآن؛ بينما حذر من التفاخر بالصالحين.
س: لحظة لحظة ... أشعر بالدوار !
ج: أزيدك آية حاسمة في الموضوع (وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين)؛ لماذا لم يقل ولتستبين سبيل الصالحين؟
س: أوضح.
ج؛ أظن الأمر واضح، الصالحون يكفيك أن تقتدي بالقليل منهم؛ أما المجرمون؛ فيجب الحذر من سنتهم جميعاً. سبيل المجرمين أولى بالتتبع الدقيق. وعلى كل حال.. دراسة (سبيل المجرمين) لتستبين وتتوضح، هي غاية تفصيل الكتاب؛ ولذلك؛ قلت لك أنكم تهملون (تفصيل الكتاب)؛ وتعتمدون التعميم.
س: أعد كتابة الآية، فقد أتفق معك أنها أصل في منهجك.
ج: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام: 55]
س: هل أستطيع الآن أن أفهم أن دراسة المجرمين والظالمين ونبش سيرتهم غاية قرآنية؟
ج: معرفة (سبيلهم) هو الغاية القرآنية؛ ولا تستطيع ألا بدراستهم.
س: والصالحون ماذا عنهم؟
ج: أيضاً دراسة سيرة الصالحين مكثفة في القرآن، والله قال (فبهداهم اقتده)؛ لكن تفصيل الآيات لاستبانة سبيل المجرمين.
س: لماذا؟
ج: لأن الأنبياء والصالحون منهجهم فطري /إيمان/ صدق / تقوى / بر/ إحسان.. هو سبيل واضح بين؛ أما المجرمون؛ فاكتشاف سبيلهم صعب؛ ويحتاج لتفصيل.
س: ولذلك أرى أن أمتنا تخلفت مع كثرة مدحنا للصالحين؟
ج: وربما لكثرة مدحنا للمجرمين؛ فهذه خطيرة جداً، لأنها ستدشن مروياتهم وفقههم وعقائدهم ..الخ.
س: ما أدري، أنا محتار..
ج: المهم، أن الآية التي قالت (تلك أمة قد خلت) لا تدل على ما فهمتموه؛ هي تنهى عن الفخر بالصالح لا عن الحذر من المجرم.
س: وهل المجرمون كثير؟
ج: وما فائدة السؤال؟ المهم أن نعرف الإجرام من القرآن؛ ثم نعرف سبيل المجرمين؛ قلوا أو كثروا؛ ثم نتجنب ذلك السبيل؛ هذا المهم.
س: الإجرام واضح، هو القتل والظلم والسرقة وقطع الطريق؛ مظالم مادية.
ج: هذا أقل الإجرام؛ في القرآن ما هو أعظم جرماً!
س: يا رجل؟
ج: هو ما أقول لك!
س: مثل؟
ج: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ}[السجدة: 22]
س:لحظة لحظة... هذه آية في كتاب الله؟
ج: نعم. أعظم الظلم وأبلغ الإجرام؛ هو عندما يذكرك أحد بآيات فتعرض عنها = قريب من الصدوف الذي قلناه قبل!
س: وهل يفعله المسلمون؟
ج: كثير جداً.
س: ؟
ج: (وإذا قلتم فاعدلوا)؛ (وكونوا مع الصادقين) الخ.. هل ترى الناس يعدلون أو يصدقون إذا ذُكِّروا بهذه الآيات؟
س: يعني مشكلتنا في الصميم، في مباديء الإسلام الأولى؟
ج: نعم؛ هذا صحيح، ونظن أننا أهدى خلق الله؛ كذب وظلم وإعراض عن آيات الله وإجرام ..الخ.
س: والسبب؟
ج: لم تستبن لنا سبيل المجرمين؛ ولا نعرف الإجرام؛ ونعطي كل لفظ معنى تاريخياً (مذهبياً أو روائياً) وننسى المعنى القرآني؛ فالقرآن مهجور.

نكمل لاحقاً...
لمطالعة "لماذا الاهتمام بالتاريخ؟! -الجزء الرابع-" على هذا اللرابط «««

مواضيع أخرى:
لمطالعة "ما كتبه الرومان عن تاريخ العرب والمسلمين... هل هم أصدق أم نحن؟!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لماذا تستغربون اكل لحوم البشر !!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "خلاصات أموية"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "حقائق التاريخ | الارهاب في تاريخ الامة الاسلامية-ق1؟؟"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "محاولة إعادة عقول الناس إلى جماجمهم وقلوبهم إلى صدورهم" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "ذكاء الشيطان في استغلال (موضوع الصحابة) لحرب العقل والإيمان والمعرفة.‏" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "إختارهم الله لكنهم عبدوا العجل!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "أسئلة بلا إجابات في موضوع الصحابة!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "أسرار لا يفهمها الدعاة (4) غياب فلسفة الحق والحقيقة" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "حوار شائق للباحثين عن الحقيقة التاريخية" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لن يصلح هذه الأُمة ما أفسد أولها !"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "الزيف كان كبيراً في المسلسل الأخير( الحسن والحسين )"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "متفرقات في العقيدة والقرآن والقراءات!"على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1622
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 02 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20