• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : على رسلكم .... هذه مفتريات عليّ وأنا حي! - ألجزء الرابع - .

على رسلكم .... هذه مفتريات عليّ وأنا حي! - ألجزء الرابع -


          على رسلكم .... هذه مفتريات عليّ وأنا حي!

                            - ألجزء الرابع -




لمطالعة "على رسلكم .... هذه مفتريات عليّ وأنا حي! - ألجزء الأوّل -"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "على رسلكم .... هذه مفتريات عليّ وأنا حي! - ألجزء الثاني -"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "على رسلكم .... هذه مفتريات عليّ وأنا حي! - ألجزء الثالث -"على هذا اللرابط «««


آية (وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى)؛ وكيف يوظفها الغلاة والغوغاء في التشنيع على من التزم بها عند التحقيق.
من الآيات الكريمة التي يشنع بها الغلاة وغوغاؤهم على المؤمنين بالكتاب كله؛ آية (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل .. الآية)..
كيف؟
هم يقولون بأن الله قد (وعد جميع الصحابة بالجنة، سواء من آمن وقاتل قبل الفتح وقاتل أو من فعل ذلك بعد الفتح، فكلهم لهم الحسنى)! وهذا تحريف؛ وحتى يتبين لكم أن الآية من (التفصيل القرآني) وليس كما يظنون؛ فأنا أدعوكم الآن لفتح القرآن وقراءة الأية كاملة؛ فهم يبترونها ؛ ولكن؛ هل يتعمدون؟
أيضاً لا نستطيع أن نجزم بمن يبتر هذه الآية متعمداً أو واهماً؛ ولكن؛ تعالوا نذكر الآية من أولها، وانتظروا المفاجأة! ثم ننظر سياقها أيضاً..
الآية كاملة :
{وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ  لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10)} [الحديد]
ماذا تلاحظون الآن؟ من أول الآية المبتورة؛ الآية؛ هل هي في العتب العام ثم استثناء القلة بشروط؛ أم في الثناء العام المطلق دون قيد؟
الآية  تبدأ ب (ومالكم ألا تنفقوا) هل فهمتم شيئاً؟
سأقرب المعنى؛ عندما أقول لأبنائي: مالكم لا تذاكرون، ترون الذي يذاكر سأعطيه جائزة! ماذا تستفيدون من قولي؟ هل الأصل أنهم يذاكرون أم العكس؟ الأخوة الغلاة وغوغاؤهم لا يذكرون الآية كاملة؛ هم يجتزءون منها قوله تعالى (لا يستوي منكم )... إلى قوله (وكلاً وعد الله الحسنى)؛ وهذه خيانة؛ الآية حجة لنا قطعاً، سواء من داخلها
أو مما سبقها من سياق أو من بقية القرآن؛ فأصبح الذي يؤمن (بالآية كاملة) منافقاً؛ ومن (يبترها) مؤمناً!
سورة الحديد نزلت في وقت تخاذل وتلكؤ عن الإنفاق والقتال؛ وقد نزلت في منتصف العهد المدني (قبل فتح الحديبية)؛ وستجدونها سورة (تفصيلية) بامتياز؛ ففي سورة الحديد:
1 – {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ}
2 – {وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا  بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}
هذه الآيات تسبق آية الحسنى، ولها دلالات واضحة؛ أو؛ على الأقل إشارات؛ ثم تأتي آية الحسنى التي يبترونها؛ أي:
3 – {وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}
ثم بعد آية الحسنى:
4 – {يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ}
وأيضاً:
5 - { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [الحديد: 16]
أترون؟؟!
وفيها:
{الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (24)}
وهكذا؛ فالسورة نزلت في وقت تلكؤ وضعف إيمان و بخل وأمر بالبخل وقلة خشوع ..الخ؛ وسط هذه الحالة العامة بشر الله من خالفها بالحسنى = الجنة؛ فمن الذي يؤمن بالكتاب كله؟ ومن الذي يقتطع  آيات ضد آخرى؛ بل يجتزيء آخر الآية ضد أولها؟ أي الفريقين أكثر أمانة؟
من كانت شهادته لله أنصف.
ثم على التنزل؛ أي؛ لو قلنا أنه لم ينزل من القرآن إلا ما بتروه واقتطعوه من الآية؛ لما دل ذلك على ثناء عام  - كما يدعون - بل هو مقيد كما سيأتي.. بمعنى؛ لو لم يكن إلا قوله:
(لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أؤلئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا) لم تفد التعميم؛ لماذا؟ لأن الإنفاق له شروط شرعية أيضاً؛ والقتال كذلك؛ فمن ينفق ماله رئاء الناس لا تشمله؛ ومن قاتل لغنيمة أو سمعة لا تشمله؛ ومن نكث وبدّل وغيّر الخ؛ بمعنى؛ هناك قواعد عليا ضابطة لآيات الوعد؛ ولذل؛ك كان فقهاء الصحابة يفقهونها ويخافون العذاب؛ وهم لا يجزمون للصالحين جزمكم للظالمين..
تفقهوا.
لذلك؛ لم يستدل أحد من الصحابة - حتى البغاة منهم - بهذه الاية على تعميم (الفضل لكل الصحابة)؛ إنما نشأ التوظيف غير العلمي لاحقاً بسبب الخصومة؛ والآية تدل على التفصيل؛ وكذلك السياق؛ عتاب وذم لبعض الصفات؛ ومنها البخل والتلكؤ عن الإنفاق وضعف الإيمان ونسيان الميثاق الخ؛ ثم استثنى القلة؛ فآية الحديد – هنا - وقبلها آية الفتح وآية التوبة، كل الآيات الثلاث من (التفصيل القرآني) أيضاً؛ وهي أبلغ ثلاث آيات يكفرنا بها الغلاة لسوء فهمهم.
إذاً؛ نحن هنا نساعد العقلاء الطيبين على الفهم؛ ونبريء أنفسنا بأننا لسنا كما يقولون: "نسب الصحابة"؛ كذبوا؛ بل نبين تفصيل القرآن الذي أهملوه؛ فالقرآن دقيق وعلمي؛ وفيه إجمال وتفصيل؛ ويجب أن نؤمن بالإجمال والتفصيل معاً؛ لا يجوز لمن يكفر ببعض الكتاب أن يكفّر من يؤمن به كله؛ هذا ظلم.
ليس القرآن من فرق بيننا؛ كلا؛ القرآن معرفة وعلم وهدى؛ لكنه هدى للمتقين فقط؛ شفاء للمؤمنين فقط؛ ولا يزيد الظالمين إلا خساراً؛ وهو عليهم عمىً؛ فإذا وجدتمونا مختلفين متعادين متباغضين؛ فليس بسبب القرآن - لو صدقنا في التدبر - إنما بسبب أهوائنا وظلمنا وعصبياتنا الخ؛ فهو هدى لمن أقبل عليه..
لا تظن أن الله يلاحقك بالهداية؛ أو أنه محتاج لك؛ كلا؛ فالله غني عن العالمين؛ تبغى تؤمن حياك الله، سيعينك؛ تبغى تتكبر وتدبر، الله لا يردك.
الأحاديث الإرجائية هي التي تظهر الله وكأنه - تعالى الله - متذلل لعبده؛ يبحث عنه؛ ويترجاه أن يؤمن به..  ووالخ؛ كلا؛ الثقافة القرآنية على الضد؛ الله اكتفى بالقليل من العباد (المخلصين) فقط؛ ترك الأكثرية للشيطان؛ لا يريدهم؛ لا يريد المتكبرين ولا الظالمين ولا الصم البكم الذين لا يعقلون..
افهم الله كما يخبر عن نفسه في القرآن؛ لا تفهمه كما تذيعه المرويات الإرجائية؛ فالله عزيز متعال ٍ قوي حكيم.
اعرف الله كما يحب؛ وليس كما تحب.
سنكمل لاحقاً تدبر آيات أخرى يكفرنا بها بعض الغوغاء بسبب كفرهم بتفصيلها؛ ويريدوننا أن نكفر كما كفروا فنكون سواء؛ ونريد الإيمان لنا ولهم؛ ونؤكد بأن الجميع مسلمون؛ وإنما نتحدث عن الكفر النسبي؛ فالكفر النسبي موجود في المسلمين للأسف؛ لكنه مجهول؛ ويبقى للجميع حكم الإسلام وحقوقه.
الكفر النسبي نقصد به الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعض؛ وهذه الخصلة هي سبب النزاع والفشل والعداوة والبغضاء؛ والحل في الإيمان بالكتاب كله.
وأخيراً؛ عذراً أقدمه للطيبين الذين تحملوني اليوم - فقد أطلت - وأنا معذور؛ فالغوغاء نشيطون جداً في وصمنا بكل سوء بسبب إيماننا بتفصيل الكتاب؛ لا تذكروا الاختلافات المعاصرة؛ فهي كثيرة جداً؛ والجميع لعله ضيع البوصلة.
لنعد إلى الهدى الأول؛ ونبدأ من جديد؛ فهذا خير من التمادي في الخصومة.

مواضيع أخرى:
لمطالعة "على رسلكم .... هذه مفتريات عليّ وأنا حي! - ألجزء الأوّل -"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "الحوار القديم بين حسن فرحان المالكي والمفتي العام"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "ماذا نفعل بالصدق؟؟ نقبله أم نرده؟!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "حسن المالكي وشتم معاوية - رضي الله عنه - د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "أيهما أخطر/ عقيدة ( عدالة كل الصحابة) أم عقيدة ( تكفير معظم الصحابة)؟!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "تغريدات الشيخ حسن فرحان المالكي حول المناظرة مع د. ابراهيم الفارس" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "للذين يكفرون بالآية الكريمة (ماكان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب)!"على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1583
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 12 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20