• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : الرد على عبد الله السويلم: ومن قال لكم أنكم من المصلين؟! .

الرد على عبد الله السويلم: ومن قال لكم أنكم من المصلين؟!


    الرد على عبد الله السويلم: ومن قال لكم أنكم من المصلين؟!

ظهرت فتوى  للشيخ عبد الله السويلم، يذكر فيها أن أن ترك الصلاة أصعب من زنا المحارم! وفتوى الشيخ السويلم عليه عدة تعقيبات؛ وهي باختصار:
1- لا يجوز أن نجزم أننا من المصلين.
2- تقليد ابن باز وابن عثميين غير مشروع، النص هو الحجة.
3- زنا المحارم وقتل النفس من فعلها فهو ليس من المصلين تلقائياً - وفق شروط المصلين في  سورة المعارج.
4- فتواه روائية مذهبية  لا قرآنية.
أما الموضوع الأول:
فهل يستطيع الشيخ السويلم أن يجزم أنه من المصلين؟ وهل أستطيع أنا؟
الجواب :
من عرف شروطهم في القرآن لم يجزم؛ ومن جهل جزم.
الصلاة التي تعلمناها - يا شيخ عبد الله - قاصرة عما في كتاب الله؛ راجع ما ذكره الله عن الصلاة والمصلين، ثم انظر؛ هل أنت من المصلين أم لا!!
شخصياً؛ لا أستطيع أن أجزم؛  حتى لو أضفت مع المكتوبات قيام الليل كله؛ المصلون لهم شروط صعبة في القرآن، لو عرفها السويلم لما جزم أنه يصلي.
اسمع شروط المصلين يا شيخ عبد الله؛ سأذكرها بالترقيم للإيضاح
{ إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22)
1- الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)
2- وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)
3-  وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26)
4- وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28)
5- وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) لاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31)
6- وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32)
7- وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33)
8- وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) [المعارج]
هذه شروط المصلين؛ وافتقاد شرط واحد لا يجعل الشخص من المصلين إلا برحمة من الله وتفضله؛ فهل يجوز أن نجزم؛ أنا أوالسويلم أو أنتم؛ أنّا منهم؟
الطالب عندما يسجل في أي كلية الطب مثلاً؛ يجب أن يتوفر فيه عدة شروط؛ افتقاده لشرط واحد لا يجعله من المنتسبين للكلية؛ كذلك شروط المصلين في القرآن. ووجود (الواو) دليل على هذا ، لو كانت (أو) مكان الواو (و) لأمكن أن نجزم أننا من المصلين بفعل واحد، لكن؛ وجود الواو يستلزم جميع الصفات؛ ولو أخذنا صفة واحدة من هذه الصفات؛ مثل (والذين هم بشهاداتهم قائمون)؛ فهل تنطبق على السويلم؟ هل هو من الشهداء لله ولو على نفسه؟
شرط صعب.
كذلك؛ (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون)؛ ما هي الأمانات؟ هل يعرفها أخونا السويلم؟ أليس السمع أمانة والبصر والعقل والقلب ... والعلم أيضاً؟ من الذي يجزم أنه يقوم بالأمانات التي أودعها الله فيه؟
إذا كنا نجزم؛ فهذه قلة دين وكبر وجهل.. يكفي أن نرجو فقط ونسأل الله الرحمة والتجاوز.
كذلك؛ (وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28))؛ هل هي متحققة في  السويلم أو فيّ أو  في أي واحد منكم؟
الله أعلم بأعمالنا.
فالأخ السويلم؛ كأنه يجزم أنه من المصلين؛ وهذا يعني أنه يجزم أنه يحقق الشروط الثمانية في سورة المعارج! ولا يجوز تزكية النفس؛ فتزكيتها إثم وكبر؛ فكيف إذا سألنا السويلم عن (غاية الصلاة) و (وظيفة الصلاة) و(لب الصلاة)؛ وهو أهم ما ذكره الله عن الصلاة في القرآن؛ ولم تأت بها المذاهب.
غاية الصلاة الذكر = تذكر الله = أهملتها المذاهب.
وظيفة الصلاة = النهي عن الفحشاء والمنكر = أهملتها المذاهب.
لب الصلاة = الخشوع، أهملته المذاهب.
وأقصد بالإهمال هنا؛ أنهم لم يدونوا هذه الأمور في أركان الصلاة ولا واجابتها ولا سننها؛ وإنما يعظون وعظاً عاماً بواحدة منها؛ وهو الخشوع.
فهجوم الشيخ السويلم على (غير المصلين) مع قصور فهمه عن شروط المصلين وغاية الصلاة ولبها ووظيفتها.. يوحي للسامع بأنه يجزم أنه من المصلين!
نعم الصلاة يا شيخ عبد الله فريضة، ولكنها ليست كما تظن؛ ليست مجرد حركات وركوع وسجود؛ لها غاية؛ ووظيفة؛ وجوهر؛ وشروط حافة؛ ونتائج ظاهرة على الشخص.. وكم من مصلٍّ  ليس له من صلاته إلا التعب؟! وكم من صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش؟!
هناك شروط قبل الشعائر؛ إن تحققت أثمرت هذه الشعائر؛ مثلما قلنا عن شروط المقبولين في الكلية الطب؛ إذا افتقدوا شروطاً لا يدخلون في المقبولين أصلاً؛؛ كتب الطب إنما هي لمن تم قبوله؛ لا من رُفض قبوله!
مشكلة الوعاظ - من قديم - أنهم يقطّعون الدين أجزاءً متناثرة؛ ويقتصرون على الحديث والرواية والفقه ويهجرون القرآن؛ لذلك؛ يهملون ثقافة بالقرآن. وإذا أهمل الشخص ثقافة القرآن واستهان بها وتكبر عنها بالمرويات والشيوخ وفلان وفلان.. فلن يظهر عليه خلق ولا هدي، وإنما يدخلون الأمة في عنت.
لايجوز التكبر بالمذهب والأحاديث الظنية وفتاوى الرموز على القرآن الكريم؛ من تكبر على القرآن أذله الله وأعماه وأصمه ولحقته موجبات الخذلان؛ لا يجوز أن نحتقر من لم يصلّ (حركياً)؛ فقد يكونوا أقرب إلى الله منا بتواضعهم وخُلُقهم؛ وقد لا تزيدنا صلاتنا من الله إلا بعداً بتكبرنا وغرورنا..
إذا حقق غير المصلي (حركياً)  ستة شروط من شروط المصلين؛ فهو عند الله أفضل من المصلي الذي لا يحقق إلا ثلاثة أو أربعة؛ فلا تتكبروا بالصلاة.. الذي لا يصلي (حركياً) قد يكون أكثر صلاة بتحقيقه لشروط المصلين وصفاتهم في سورة المعارج، التي لا يحققها أكثر المصلين في نظرنا.
تارك الصلاة - ظاهراً- قد يكون أكثر تحقيقاً لغاية الصلاة (الذكر) المذكورة في سورة طه (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)) وقد يكون فاعل الصلاة - ظاهراً- لا يذكر الله إلا قليلاً؛؛ تارك الصلاة – ظاهرياً - قد يكون من الناهين عن الفحشاء والمنكر بالتعريف القرآني؛ وفاعل الصلاة – ظاهرياً - قد يكون من أفعل الناس للفحش والمنكر؛ وهذا التضخيم الروائي للصلاة الحركية الظاهرية له أسباب سياسة قديمة؛ ليس هنا موضع بيانها.
نعم؛ الصلاة فريضة؛ لا أحد ينكر هذا، لكنها ليست الأهم؛ وفق القرآن ليست الصلاة كالعدل ولا الصدق ولا الرحمة ولا الأخلاق؛ أما وفق المرويات؛ فقد جعلوها أهم الأعمال؛ وبلا وعي لغاية ولا وظيفة ولا شروط!
تجديد الدين هنا، وليس في الشكليات؛ التجديد يكون بإعادة النظر في الأمور الكبيرة التي نراها بدهية ومعلومة بالضرورة؛ تجدد بالقرآن وهديه ونوره.
من كان يعرف قبل الآن أن للصلاة غاية ووظيفة ولباً وشروطاً سابقة وآثاراً؟ أظن القليل من الناس من كان يعلم؛ لأننا نهجر القرآن ونتكبر عليه؛ من مات تاركاً للصلاة (الحركية الظاهرية)  فلا تظنوا أنه هلك؛ صلوا عليه وادعوا له واستغفروا له؛ فقد يكون أفضل من مئات المصلين الذين تحبونهم..
تارك الصلاة  ظاهرياً - وفق كتاب الله - ليس أسوأ من الظالم ولا الكاذب ولا القاتل ولا آكل مال اليتيم ولا المتكبر ولا الكاذب على الله ..الخ؛ قد يكون تارك الصلاة أفضل عند الله ممن يكفره وينهى عن الاستغفار له ويقطع له بالنار؛ لأن هذا الأخير قد يكذب على الله ويتألى عليه ويتكبر..
الله هو البصير بالعباد؛ لا نحن. هو الذي يعلم من يستحق الجنة أو النار بعدالة؛ لا نحن؛ هو الذي يحاسب العباد لا نحن؛ لنا الظاهر  فقط ولله كل شيء.
تذكروا قول الله (هذا يوم ينفع  الصادقين صدقهم)؛ ولم يقل هذا يوم المصلين صلاتهم؛ الصدق معيار أعلى؛ والتألي على الله ليس من الصدق ولا العدل.
المعايير الروائية والحديثية مختلطة؛ فيها الصحيح وفيها الباطل؛ أما المعايير القرآنية؛ فعض عليها بالنواجذ. لا يغرك الشيطان بما زخرف من غرور؛ وعليه؛ فإن تارك الصلاة؛ إذا كان صادقاً متواضعاً؛ فهو أقرب إلى النجاة من المصلي المتكبر الكاذب..
هكذا نستفيد من ثقافة القرآن الكريم.
القرآن مريح.
سيبقى الدين مشوهاً بسبب أهله؛ حتى يتقدم القرآن على الحديث؛ وغايات القرآن على وسائلها؛ والصدق والعدل على الصلاة والصوم؛ والعقل على الحمق.. الخ.. الدين يحتاج لتجديد شامل؛ تجديد أصيل من القرآن وبثقافة القرآن وغايته ونوره؛ وليس ذلك التجديد الذي يخضع لثقافة غريبة؛ سواء غربية أو روائية؛ الدين حولناه بتعصباتنا وجهلنا إلى دين قسوة وقطيعة وكبر وثقافة غرور؛ لأننا تكبرنا وتركنا النهل من النبع الصافي؛ فقست قلوبنا وتنازعنا ففشلنا.
أخيرا؛ دعوة صادقة لأخي الشيخ عبد الله السويلم أن يراجع نفسه ويحاكم أقواله وأقوال ابن باز وابن عثيمين إلى القرآن الكريم؛ فليس من القرآن غيرة.


مواضيع أخرى:
لمطالعة "أهمية تحقيق الألفاظ!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "المسلمون يضيعون غايات الإسلام!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "خلقنا الله لعبادته... فلماذا فرض علينا عبادته؟" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "بماذا حارب الشيطان هدى القران ؟!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "مناهج منسية عند أهل الحديث! - الجزء الثاني" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "أهمية تحقيق الألفاظ!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "المسلمون وحدهم؛ بين أمم الأرض؛ من يستطيعون تدمير مقاصد الإسلام لخصومة تافهة!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "غايات القرآن: أكثر الموضوعات إهمالاً!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "من بلاءات ثقافتنا؛ اهمال الربط بالغايات؛ كيف؟"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "ما هو أعظم واجبات الدين؟؟"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "هل أنت تعبد الله؟!"على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1580
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 12 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28