• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : أحاديث المرأة.... قراءة في نفسيات بعض أهل الحديث. .

أحاديث المرأة.... قراءة في نفسيات بعض أهل الحديث.


        أحاديث المرأة.... قراءة في نفسيات بعض أهل الحديث.


تغريدات سابقة لفضيلة الشيح حسن بن فرحان المالكي:
كنت أود أن أكتب عن (أحاديث المرأة)؛ عرض ونقد - لنماذج منها - لكنني لم أجرؤ، لأن بعض الأحاديث أستحي من كتابتها؛ وشعرت كم كان النبي مظلوماً.
واستفدت أن إيمان المرأة عظيم جداً، قياساً بما وجدت من كم هائل من الأحاديث المكذوبة - التي يصححها البعض للأسف -  تنتقص المرأة وتكلفها ما لا يطاق. عندما تجمع الأحاديث في الموضوع الواحد؛ ترى نظرة أهل الرواية واضحة؛ أما قراءة حديث بعد أحاديث في موضوعات متفرقة؛ فلا يظهر لك حجم المشكلة كما هي.

في اعقاب التغريدات السابقة؛ كتب فضيلة الشيخ:
كنت قد اعتذرت عن الكتابة عن (أحاديث المرأة)، نظراً لوجود ما أكره كتابته؛ ولو ناقداً؛ لكن؛ بعض الأخوة طلب مني نماذج؛ ولو قليلة، فلا بأس، سنكتب عن (اضطهاد المرأة حديثياً)؛ مع بيان براءة النبي من تلك الأحاديث، وسنختصر جداً.
والذي يزعجني في الأحاديث المنسوبة إلى النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، هو تعمد بعض أهل الحديث أن تتضمن تلك الأحاديث بذاءات لا تقال؛ وبما أن الأحاديث في أيدي الناس، فسأدلل على بعض هذا؛ وأسال قلب كل ذي ضمير حي، هل يرضى أن ينسب هذا  القول إلى نفسه؟ فكيف بصاحب الخلق العظيم؟
مثلاً (لو كنت آمراً أحد أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها)؛ هذا رغم أن في إسناده بعض العلل؛ إلا أنه معقول، لكن اسمعوا الزيادة الآتية:
الزيادة في مسند أحمد وغيره (والذي نفسي بيده لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح والصديد ثم استقبلته تلحسه ما أدت حقه)!
ما هذا؟
كيف نرضى أن ننسب إلى نبي (الخلق العظيم) ونبي (الرحمة) هذا الظلم وهذه البذاءة؟ وما هذه النفسية التي تقبل أن ينسب هذا إلى النبي هذا الفحش؟ ألم يلحظ من روى الحديث؛ أو صححه؛ أن هذا النبي حرم على نفسه العسل لأجل دعوى كاذبة بأنه يُشم فيه رائحة كريهة، ونزل القرآن بمعاتبته على ذلك؟
وعجبي من أهل الحديث المعاصرين؛ كشعيب الأوناؤوط؛ كيف يصححونه، حتى لو اقتصرنا على إسناد الحديث دون متنه، فهو لا يصح، وفيه عدة علل، أهمها:
منها؛ أن خلف بن خليفة - الراوي له عن حفص بن أخي أنس بن مالك عن أنس - كان قد اختلط؛ ووصفوه بأنه لا يفهم الحديث، وقد كذبوه من أمور، وحفص مجهول.
قال يحيى بن معين عن حفص هذا (لم نعلم روى عنه إلا خلف بن خليفة)؛ وخلف قال عنه أحمد وغيره (لا يفهم الحديث)؛ ثم نجد أحمد يروي هذا عن طريقه! والغريب؛ أن أحمد بن حنبل رحمه الله؛ يحذف الأحاديث التي في مثالب معاوية؛ مثل (لا أشبع الله بطنه)؛ ولكنه لم يحذف هذا الحديث الذي يسيء للنبي نفسه!
وكان حفص هذا مقرباً من بني أمية، وقد وفد إلى الوليد بن عبد الملك، وكل مقرب لبني أمية؛ لابد أن تظهر منهم أحاديث تسيء إلى النبي، خذوها قاعدة.
وكان بنو أمية قد كلفوا من يجمع الأشعار التي هجي بها رسول الله نفسه، فهم متهمون على محمد، ويروون عنه ما يخالف الدين والفطرة. فأستطيع أن أقول؛ أن هذا الحديث أموي ناصبي، وهناك قرينة أخرى على ذلك، وهو؛ انتقال خلف بن خليفة من واسط - عاصمة الحجاج - بعد سقوط بني أمية! وكل حديث يسيء إلى النبي أو إلى الفطرة أو إلى العدل أو العقل؛ أو كان في التشدد في الصغائر... حاولوا أن تبحوا عن ( الأموية) فيه؛ وستجدونها.
لكن؛ أهل الحديث منهجهم فيه اعوجاج، فهم لا يراقبون (الراكنين إلى الذين ظلموا) ويضعفونهم، وإنما؛ يتكلفون في نقد من فيه شيء من اعتزال أو رأي.
ولو كان هناك حرية في النقد، لذكرنا المرحلتين لأنس بن مالك - الذي روى عنه حفص - وذكرنا عائلة حفص القديمة وقربها من المنافقين.. والكلام طويل.
وواسط التي خرج إليها خلف بن خليفة وخالد بن سلمة من الكوفة، مع بداية عهد بني العباس، فكانت ملجأ الأمويين النواصب مع ابن هبيرة.
وخالد بن سلمة المخزومي هو الفأفأ الذي كان ينشد بني أمية الأشعار التي هجي بها المصطفى صلوات الله عليه وآله، ولكنه بقي عندهم ثقة!!
وفي تهذيب التهذيب (3/ 96) عن الفأفأ: وقال ابن سعد هرب من الكوفة إلى واسط لما ظهرت دعوة بني العباس فقتل مع بن هبيرة (والي بني أمية)!
وفي تهذيب التهذيب أيضاً: ((...كان الفأفأ رأسا في المرجئة وكان يبغض علياً ...وكان ينشد بني مروان الأشعار التي هجى بها المصطفى)!!
وهو ثقة!
فأهل الحديث؛ غالباً؛ لا يضعفون من يلعن علياً؛ ولا حتى من يهجو النبي نفسه! لكن؛ من يطعن في معاوية وأمثاله؛ لا يقبلون ذلك منه أبداً؛ ويضعفونه.! لذلك؛ وصلنا تشويه صورة النبي وأحاديثه؛ بما فيها من عنف أو بذاءة أو ظلم للمرأة؛ أو مدح للظالمين.. عن طريق بني أمية وثقافتهم ومحدثيهم ووعاظهم؛ وهذا ليس تبرئة للآخرين؛ لكن؛ (التيار الأموي) مسكوت عنه تماماً، وهو الأكثر أثراً في الثقافة وتأثيراً في الناس وبعداً عن الطيب من القول.
إذا وجدت حديثاً يناقض القرآن؛ أو يأمر بالظلم؛ أو ينسب الى النبي ما يخالف العقل والفطرة والأخلاق...فابحث عن بني أمية، وستجدهم هناك.
لا يجوز أن تنتج الأفلام وتؤلف الكتب في الإساءة إلى المصطفى، ثم نمنع من نقد المسيئين الأساسيين الذين افتروا  وروجوا هذه الإساءات.
تناقض.
نكتفي اليوم بهذا الحديث، وهو داخل في منهج بني أمية في الترهيب؛ من باب: (اعلفوهم من هذا الدين حتى يشبعوا)؛ فراجعوا ما كتبته عن هذا المنهج:

لمطالعة سلسلة "لسان حال السلطة : اعطوهم من هذا الدين حتى يشبعوا وينسوكم!!"على هذا اللرابط «««

سنتابع لاحقاً..


مواضيع أخرى:
لمطالعة " الرد على أحاديث الأقباط"على هذا اللرابط «««
لمطالعة " إساءات أهل الحديث"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "حديث "الحمو الموت" نموذج للنقد الحديثي عند الشيخ حسن المالكي"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "قراءه ووقفه مع حديث (الشاب الامرد)!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "مناهج منسية عند أهل الحديث! - الجزء الأوّل"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "انتهازية الرسول ..في عقيدة الغلاة!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لماذا لم يذكر النبي أسماء المنافقين؟"على هذا اللرابط «««
لمطالعة سلسلة "هل كان (صفوة الصحابة) يكتمون بعض العلم؟! وما الحكمة في ذلك؟!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "ظلم اهل الحديث للسيرة والتاريخ." على هذا اللرابط «««
لمطالعة "الغلاة يدشنون الإلحاد والتطرف، ويمنعون من نقدهما بعلم"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "أبشركم ! وفق عقائد الغلاة ( ليس من خصال السنة) الصدق ولا العدل!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة " المخالفون"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "رسول الله يجمعنا"على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1545
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 11 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28