• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : الناس يفهموننا خطأ في موضوع الحديث! .

الناس يفهموننا خطأ في موضوع الحديث!


                الناس يفهموننا خطأ في موضوع الحديث!


معظم سيرة العلامة محمد المنصور موجودة على الأرض
في وثائق الإصلاح؛ في بيوت الفقراء؛ في نصرة المظلومين؛ في ذاكرة بناة الأوطان.. سيرته هناك.
لا تحزنوا لضياع بعض سيرة العلامة المنصور العملية؛ فأفضل السيرة ما جهلها الناس؛ وليس ما عرفوها؛ من دمعة سجود؛ واكرام يتيم؛ وصبر على مرض الخ

عندما نحذر الناس من استيلاء ألأحاديث الضعيفة والمنكرة يأتي من يقول: وكيف نصلي؟
وهل حذرناك من هذا؟
سبق أن قلنا؛ لا ننكر الحديث إذا سار في ضوء القرآن؛ أو أوضح وفصل مجمله؛ أو تلك السنة العملية المتوارثة. تحذيرنا في موضوع آخر؛ نحن صلينا قبل أن نقرأ ألأحاديث؛ الصلاة توارثناها؛ ولا خلاف في كيفيتها  وأعدادها؛ بل وهيئاتها من حيث الجملة..
ليس كلامنا في إنكار السنة والحديث؛ ثم؛ كتب الحديث لم تستوفِ ما ذكره القرآن عن الصلاة من حيث الغاية والوظيفة واللب وخصال المصلين الثمانية، فتركوا المهم وفصلوا في التفاصيل. الأحاديث توسعت في ما تسميه أركان الصلاة وواجباتها وسننها وشروطها ومبطلاتها .. وهذا جيد، لكنها أهملت الأهم، غايتها ووظيفتها وخصال أهلها. وقد قلنا سابقاً، لو أننا سألنا اي طالب علم؛ فضلاً عن العامة: ما هي غاية الصلاة؟ ما الهدف الشرعي منها؟ أو لماذا نصلي؟ لن تجد عند أحدهم جوابا؛ مع أن الجواب موجود في القرآن كغاية كبرى من الغايات العشرين، وهو الذكر (وأقم الصلاة لذكري)؛ وذكر الله هو تذكره؛ أي أن يكون في قلبك..
اين هذا؟
أعني؛ لماذا لا نجد في كتب الحديث ولا في مناهج التعليم (غاية الصلاة)؟ والغاية هي أرفع من الصلاة نفسها؛ لأن الغاية أعظم من الوسيلة؛ فاتظر!!
والذي صرفنا عن غايات القرآن (غاية الذكر أو غيرها) هو الهوس بالحديث؛ أكل عقولهم وأضاع قرآنهم؛ فتنة عظيمة.
نحن نريد إعادتهم للتوازن فقط؛ لست ممن يسمون (القرآنيين)؛ وإن كنت أدافع عنهم وأرى أنهم أخف وطأة من (المحدثين)؛ ولكن؛ في الوقت نفسه لست من المهوسين بالحديث؛ وازن الأمر؛ اجعل للقرآن النصيب الأوفر؛ استخرج ثقافته في الموضوع الواحد؛ ثم اذهب للسنن العملية المتوارثة؛ ثم تستطيع الفصل في بعض التفاصيل بالحديث فقط.
المقصود، أننا لا ننكر السنة؛ ولا الحديث - مع تحفظنا على المصطلحين - فالسنة سنة الله؛ والحديث هو القرآن؛ والصواب أن يقال : "البيان النبوي"؛ لكن؛ بغض النظر عن الاصطلاح؛ لا أرى أن أبحث الصلاة من كتب الحديث قبل أن أبحث الصلاة في القرآن الكريم؛ خاصة وأن ما في القرآن  عنها يفوق أهمية..
ليت أن الخطباء يعون هذه المسألة؛ أعني؛ لا يخطبون إلا من القرآن؛ ففيه تجد الموضوع - إذا جمعته - كان هداية متكاملة لا يعكر عليها إلا الحديث. والغريب؛ أن الخطباء لا يأتون بالأحاديث التي تتفق مع القرآن؛ غالباً يركزون على الموضوعات والمنكرات منها؛ مما يخالف القرآن ويضاده!
فتنة عامة.
الخطباء ينفخهم الشيطان بالحديث؛ تجد خطباء في قرى سكانها عامة؛ ثم تسمع الخطيب يهدر: رواه الترمذي في السنن وصححه الألباني!
عظمة عظمة!
والخطيب لا يعرف الترمذي ولا سننه؛ ولا الألباني ومنهجه؛ ولا شيء!
فقط؛ فخر / كبر / عظمة/ تعالي على العامة المساكين..
يا أخي؛ حدثهم بالقرآن.
ألا تتحدثون بحديث (المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور)؟ فلماذا توهمون العامة بأنكم عظماء علماء؟!
تواضعوا. اجمعوا لهم الموضوع من القرآن وبس.
أنا لست ضد الحديث إذا صح؛ إنما ضد هذه الغطرسة الحديثية التي فتنت الخاصة والعامة؛ حتى أصبح كتاب الله لا يفيد عندهم معرفة ولا فائدة.
مخجل.
نحن لم نقل لكم اتركوا الحديث كله؛ قلنا ابدءوا بالقرآن واستوفوا المادة القرآنية في الموضوع الواحد أولاً؛ ثم إذا رأيتم حديثاً يشبهها اذكروه.
الخلاصة:
لسنا في شيء من خصومات القرآنيين وأهل الحديث؛ ولا السنة والشيعة؛ لنا قناعتنا الخاصة وآراؤنا الخاصة؛ وربما  تقترب من هذا الفريق أو ذاك.
هناك أفراد لا تهمهم الخصومة، وإنما المعرفة. ثم هذه المعرفة قد تقترب من هذا الطرف أو ذاك. لا نراقب التيارات قبل المعلومة؛ المعلومة أولاً وأخيراً. والمعلومة التي تقتنع بها؛ ولو كانت خاطئة؛ هي أفضل لك من معلومة تقلد فيها؛ ولو كانت صائبة.
الصدق مع نفسك هو المهم؛ وسيقودك لترك المعلومات الخاطئة.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1489
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 09 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19