• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : المشكلة الأولى في تيار الغلاة.. ما هي؟! .

المشكلة الأولى في تيار الغلاة.. ما هي؟!


                المشكلة الأولى  في تيار الغلاة.. ما هي؟!


من وجدته يتعبد بالحماقة؛ فاعلم أنه من خاصة الشيطان؛ خاصة إذا لم يكن يدري!
(إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون)!
والحماقة ليست سهلة؛ هي ثقافة صلبة؛ لها انتزاعاتها من القرآن ومقتطفاتها من السنة..
يبترون  ويموهون بتعليم شيطاني عاجل!
ثقافة الحماقة قائدة.

ليست المشكلة الأولى  في تيار الغلاة هي التكفير؛ هي رقم ٢.
المشكلة رقم ١ لديهم هي شهية الاعتداء على الحقوق؛ بداية من حق الحياة إلى ما دونها!
تيار الغلاة لا يستحل القتل بالتكفير فقط؛ بل بأدنى تخطئة لك؛ إذ؛ يكفي أن تخالفه في جزئية فقهية؛ فيرى بها استباحة دمك؛ كالجهر بالنية عند ابن تيمية..
موضوع التكفير؛ كموضوع فكري؛ لا إشكال كثيراً فيه؛ فكل دين أو مذهب يرى أنه الحق المطلق؛ إذا التزم من يكفرني باعطائي حقوقي فليفعل؛ لا إشكال عندي.
المذاهب والاديان لا يدفعها تكفير الاخر لاستحلال دمه في الغالب؛ تيار الغلاة فقط؛ يستحل الدماء بأي شيء؛ إذا لم يستحلها بالتكفير استحلها بغيره..
تيار الغلاة لا يستحل الدماء بالتكفير فقط؛ بل يستحلها يالتبديع؛ والمصلحة العامة؛ وسد الذرائع؛ وكبت المبتدعة؛ والقضاء على الفتنة.. الخ.. قائمة لا تنتهي..
فالمشكلة إذاً ليس موضوعاً فكرياً (اي التكفير) حتى تذهب كل جهودنا في مقاومة الغلو فيه؛ فالتكفير في الأخير رأي؛ إذا بقي في دائرته الفكرية.
لابد أن يقال لهذا التيار؛ مشكلتنا معك في الحقوق؛ حتى لو لم تكفرنا ولم تبدعنا؛ أنت حر في رأيك؛ لكنك لست حراً في انتهاك حقوق الاخرين؛ هنا حقوق؛ ويمكن اقناع هذا التيار بأن الاديان الأخرى هم كفار عنده بالاجماع؛ ومع ذلك لا يرى استحلال دماءهم؛ فما باله لا يستحل إلا دماء المسلمين؟؟!
في حواركم مع هذا التيار؛ لا يشغلونكم بالموضوع الثقافي من رواية وفتاوى الخ؛ لأنهم يصرفونكم عن الحقوق؛ أشغلوه أنتم بالموضوع الحقوقي؛ فهو المشكلة.
هذا التيار طبقات؛ بعضهم يشتتك في الانشغال بالاخرين؛ بأنهم يكفرون الخ؛ قل لهم: لا تنقل لي آراء الآخرين؛ يهمني أنت واستحلالك لدمي ومالي وعرضي؛ الحقوق قبل الافكار؛ حقي وحقك في الوجود والحياة والعيش الكريم  قبل رأيك فيّ ورأيي فيك؛ لنعش معاً؛ ونتعامل بالحقوق؛ ونترك الفصل ليوم الفصل.
قل لهم: كفرونا كما شئتم؛ لكن بشرط؛ خلونا نعيش في الدنيا بحقوق المواطن؛ دعونا وشأننا؛ لا تتدخلوا في قناعتنا؛ مالكم شغل.. اصمتوا وبس؛ كثر الله خيركم.
فإذا أبيتم إلا أن تتبعوا التكفير باستلاب الحقوق؛ فتعالوا لمناظرة  كاشفة تضطركم إلى جحوركم الضيقة؛ وستضطرون لتكفير سلفكم أو تتراجعون صاغرين.
هذا التيار المتطرف لا يصول إلا بالقوة المادية؛ لا قوة على معرفة ولا صبر على خلق؛ لا يريدون فكراً ولا حقوقا؛ يريدون العلو في الأرض والفساد فقط.
كل يوم نقول لهم: هذا كتاب الله وسنة رسوله حكم بيننا؛ تعالوا؛ تقدموا لحوار أخوي جاد..
لكنهم يستكبرون؛ ويكتفون بالهجاء من مكان بعيد!

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1480
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 09 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18