• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : بعض الشر قد يستبطن خيراً بلا قصد ! .

بعض الشر قد يستبطن خيراً بلا قصد !


                بعض الشر قد يستبطن خيراً بلا قصد !           


حذيفة بن اليمان: ((الْفِتْنَةُ حَقٌّ وَبَاطِلٌ يَشْتَبِهَانَ، فَمَنْ عَرَفَ الْحَقَّ لَمْ تَضُرَّهُ الْفِتْنَةُ)) والمعتزل عن الحق مفتون!

من حسنات شر داعش: أنها أثبتت بُعد نظر الذين كانوا ينصحون بضرورة النقد الذاتي ومراجعة التراث؛ كان أكثر الناس يقولون: هذا فكر انتهى بلا رجعة!
بعض الشر قد يستبطن خيراً بلا قصد من أصحاب الشر؛ فيأثم أهل الشر بشرهم؛ ولكن يراجع أصحاب القلوب الطيبة سذاجتهم القديمة؛ ويزداد أصحاب العقول بصيرة.
بعض الفلاسفة يرون أنه ليس هناك شر مطلق؛ فلولا الأمراض ما اخترعت الأدوية؛ ولولا التعب ما اخترعت سبل الراحة؛ ولولا داعش ما عرف الناس خطر الغلو !
الله يسوق لك المصائب بين يديك، سواء الطاعون أو داعش؛ لتبحث؛ لتفعّل عقلك؛ لتراجع ضميرك؛ لتصدق في التصحيح؛ ولتوسع الاحتمالات؛ لترتقي في المعرفة.. ولكن؛ إذا بقيت أنت - أيها الإنسان - تتعامى عن الطاعون؛ وتزعم أنه مؤامرة من الخارج؛ فلن تكتشف علاجه.
وكذلك داعش، إذا تعاميت عن السبب بقي التعب.
قد يشمت بك العدو في الطاعون ويتمناه، لكن؛ ابحث عن السبب لا عن الشامت؛ وقد يشمت بك في داعش ويتمناها، ابحث عن السبب لا عن الشامت والحاسد..
لو كابرت الإنسانية في الطاعون - مرض العصر في قرون ماضية -  لما انتهى؛  داعش مرض.. فلا نكابر ....حتى لا تبقى قروناً قادمة.
المراجعة الجادة حل
لو أن الثورات الإخوانية والسلفية رفعت شعار (نطالب بحقوق المنافقين في عهد النبوة)؛ بدلاً من (الإسلام هو الحل)؛ لضربوا عصفورين بحجر واحد!
العصفور الأول: تصحيح سيرة النبي بأن المنافقين كانوا يحصلون على حقوق البدريين في كل شيء
العطاء؛ والزواج؛ والتوارث؛ ومشاركة المسلمين في كل شيء.
العصفور الثاني: تركهم لكلمة (الإسلام هو الحل) يدل على أنهم يفقهون أن الإسلام اليوم بشري وليس إلهياً - إلا في الألفاظ -
إسلام بلا حقوق ولا أخلاق؛ العصفوران كانا كفيلين بطمأنة المجتمعات بأن هؤلاء عقلاء باحثون
يحملون رؤية حقوقية؛ وهموم تجديدية؛ وأنهم سيعيدون ما جهله الناس من الإسلام الأول. لكن الثورات السلفية والإخوانية استعجلت؛ وعدت الثورة الإخوانية بإقصاء الآخرين؛ ووعدت الثورات السلفية بقتل الآخرين؛ فسهلوا الأمر على داعش وضاعوا.
ما كان لله يبقى، ويبارك فيه، ولو فشل ظاهراً، فلا يضيع الله ما كان له؛ وما كان للشيطان ومشروعه - في العداوة والبغضاء والطمع - يفسد نفسه ويفسد غيره.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1441
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 07 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19