• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : لا تستهينوا بالنفاق وقد جعل الصحابة الصالحين فئتين! .

لا تستهينوا بالنفاق وقد جعل الصحابة الصالحين فئتين!


      لا تستهينوا بالنفاق وقد جعل الصحابة الصالحين فئتين!           


من شعر بخطورة النفاق والمنافقين فهو مستجيب لقول الله (هم العدو فاحذرهم)؛ ومن استهان بهذا التحذير فاستهانته هي أول العقوبة الإلهية!

لا تحزن إذا رأيت المكابرين فهم يعلّمونك..
نعم؛ يعلمونك كيف كفرت الأمم؛ وكيف نافق المنافقون؛ وكيف أن المنافقين لا يعلمون ولا يفقهون ولا يشعرون!
الشعور النفسي للمتكبرين واحد؛ ومواقفهم من الحق واحد؛ ونتائجهم واحدة؛ وعقوبتهم واحدة؛ ولا يضر اختلاف الأسماء عندما تقول مسلم وهذا كافر..
المتكبر اسم جامع؛ يدخل فيه المسلم المنافق والكافر؛ والمسلم اسم جامع؛ يدخل فيه المنافق والمؤمن؛ ويتساويان في الدنيا؛ لكن؛ العقوبة في الآخرة تختلف.
من عظمة القرآن الكريم أنه يذم صفات ويساوي بين أهلها في حقوق الدنيا لسعة رحمة الله؛ ولكن؛ في الآخرة تجد المسلم المنافق في درك تحت الكافر الجاحد؛ هذا ما معناه؟
معناه أن يوم الفصل لم يأت بعد! والله خير الفاصلين. لا يفصل مذهب ولا حزب ولا شيخ؛ من يفصل ويعلم الظاهر والباطن  هو الله.
من أراد أن يسبق الله، فيحكم على أمم بالنار، ويحكم على فئته بالجنة، هذا مسابق.. ينسى أن الله قال (وما نحن بمسبوقين)! وليست الآية على باله أصلاً.
كنت قديماً أستغرب كيف يكفر الكافر في وجود نبي؟ وكيف يشرك المشرك؟ وكيف ينافق المنافق؟
اليوم الأمور واضحة جداً! والحمد لله رب العالمين.
المسألة نفسية فقط؛ (قلب مريض متكبر) وبس.
الكبر يجلب كل شر وجهل؛ والتواضع يجلب كل خير ومعرفة؛ والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا (ما بأنفسهم)! لم يقل الله  (حتى يغيروا ما حولهم)؛ قال (حتى يغيروا ما بأنفسهم)؛ أي؛ ما علق بأنفسهم من كبر وغرور الخ
المتكبر لا يهتد حتى يترك الكبر. سنة الله.
المسلم المنافق يظن أنه قد تفضل على الله كثيراً
حين اعترف نظرياً بالله وبرسله وكتبه واليوم الآخر! (يمنون عليك أن أسلموا)..
شيء عجيب!
المغرور المنافق مثل طالب يتذاكى؛ يأخذ الصرفة والسيارة والدروس أمام والده؛ ثم يذهب للتفحيط بالشوراع؛ (إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم)!
المنافقون المعاصرون يظنون أنهم غير المنافقين السابقين؛ يظنون أنهم أفضل منهم بكثير، بل لا مقارنة! ولو قرءوا صفات المنافقين في القرآن لخجلوا؛ لم ينقطع خطاب القرآن؛ مازال حياً.. ما زال يخاطب لمؤمنين ولكافرين والمشركين و المنافقين و الظالمين؛ وغالباً ما تجتمع هذه الصفات؛ بعضها يقود بعض.
قد تتغير الأسماء؛ لكن؛ لا تتغير الحقائق عند الله؛ فالكاذب مذموم أياً كان اسمه؛ والمتكبر مذموم أياً كان اسمه؛ ومن عبد الأنداد مذموم؛ أياً كانت؛ ومن هنا يقول الله (وقليل من عبادي الشكور)؛ عباد الله لا يحقق منهم غاية الشكر إلا القليل؛ ولا يعرفونها أصلا؛ وليست على بالهم..
القرآن مهجور فعلاً.
المنافقون؛ المعروف عندهم ما عرفوا هم ، وليس ما عده الله معروفاً؛ والمنكر عندهم ما أنكروه هم ، وليس ما عده الله منكراً؛ ولكنهم لا يفقهون!
ثقافة النفاق دشنها الشيطان من أيام النبوة؛ وكثر أهلها؛ وزينها في عيون الناس؛ وألهى عن ملاحظتها العقول؛ وأكثر لها السماعين؛ وأنسى خطورتها المسلمين.
ثقافة النفاق هي ثقافة تلتصق الدين ولا تخالطه؛ نسخة من الألفاظ والمظاهر والظنون؛ لذلك؛ اقتطعت معها نصف المسلمين مع نزول وحي ووجود نبي!
ثقافة النفاق خطيرة جداً! استطاعت أن توجد لها سماعين من الصالحين (وفيكم ساعون لهم)؛ وفي الأخير شقتهم نصفين (فما لكم في المنافقين فئتين)؟؟؟ فإذا كان هذا عمل ثقافة النفاق والوحي ينزل والرسول حي؛ فيا الله عليكم؛ كيف ستكون مع انقطاع الوحي وموت النبي؟
ثقافة خطيرة جدا؛ (هم العدو فاحذرهم).
إذا لم تعظم ما عظمه الله؛ ولم تحذر مما حذر الله منه؛ فهذا أول النفاق؛ بل هو حقيقته ولبه؛ لابد من أخذ التحذير الإلهي من المنافقين على محمل الجد؛ لا تتحدث عن النفاق وكأنه شيء مضى؛ فإذا استطاع المنافقون أن يوجدوا سماعين لهم من الصحابة؛ وأن يشقوا الصحابة الصادقين (فئتين)؛ فخطورتهم قصوى.
لا تقولوا ما علمنا؛ ولم نجد كتباًُ تشرح وتبصرنا بالثقافة النفاقية وتحذرنا وتعرفنا؛ لأن الجواب الإلهي سيكون جاهزاً؛ (ألم تكن آياتي تتلى عليكم)؟
وأحاديث مكارم الخلاق كلها صحيحة المعنى؛ فهي تقع تحت حاضنة (التقوى والإحسان) في القرآن الكريم؛ (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون).
من شعر بخطورة النفاق والمنافقين فهو مستجيب لقول الله (هم العدو فاحذرهم)؛ ومن استهان بهذا التحذير فاستهانته هي أول العقوبة الإلهية!
لاتقل لن أعرف؛ كتاب الله بين يديك؛ اجمع آيات النفاق والمنافقين واعرفهم حتى تحذرهم؛ واترك الأحاديث التي هونت منهم وأنه ليس فيهم إلا كذا صفة. استخرج ما في رأسك من أحاديث - ربما وضعها أكثرها المنافقون أنفسهم لغرض - وادخل إلى عقلك آيات تتحدث عن الموضوع نفسه؛ وستجد الفرق كبيراً جداً.
أول عمل ثقافي يعيد إلى المسلم توازنه؛ أن يؤجل الأحاديث والروايات المشوشة وكأنه لم يسمعها؛ ويبحث تلك الموضوعات  مجدداً من القرآن الكريم أولاً.
كن عاقلاً؛ لا تذهب وتجادل وتقول "ولكن  السنة السنة ..."؛ قلنا ابدأ بالقرآن.. افهم؛ واترك الهوس بالخصومة ومشاغبات الأطفال؛ اهدأ؛ نعوذ بالله من الهوس..
لا تكن من الذين قال الله فيهم (وكانوا لا يستطيعون سمعاً)؛ اسمع.. اهدأ.. تعوذ من الشيطان؛ أنا لك ناصح؛ ابدأ بالقرآن وأخلص النية ولن تندم؛ لا تكن كالكلب؛ إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث..
اهدأ. اسمع الكلام أولاً؛ لم نقل لك كتاب فلان ولا كتاب فلان؛ قلنا لك كتاب الله.. تفهم والا ما تفهم؟
لو لم تكن ثقافة النفاق خطيرة ما أخرجت لنا  هؤلاء الصم البكم الذين لا يعلقون؛ الواحد منهم يحتاج  لمؤسسة كاملة لإعادة تأهيله عقلياً ونفسياً.
صباحكم جميل.
وعيدكم سعيد

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1438
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 07 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28