• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : دولة سلمان العودة ! .

دولة سلمان العودة !


                        دولة سلمان العودة !


مشكلة أخي سلمان العودة أنه لا يستطيع تجاوز ثقافة ابن تيمية، وينتهز الفرص للإيقاع بمن يراهم ضد ابن يتمية أو معاوية - فهو مفتون بهما - وهما يريان القتل على الرأي (معاوية يرى قتل من لم يبرأ من الإمام علي كما فعل مع حجر، وابن تيمية حدث ولا حرج؛ حتى يرى قتل من جهر بالنية في الصلاة)، فمتى يخرج الشيخ سلمان لعالمية الإسلام مادام أنه مازال مع معاوية وابن يتمية؟!


لمطالعة:" رد فضيلة الشيخ حسن بن فرحان المالكي على هاشتاغ : #حسن_فرحان_يطعن_بعمر "على هذا اللرابط «««
لمطالعة:"محاربة الإرهاب والتطرف والغلو بمصداقية - وهذا ما لم يتوفر إلى الآن !"على هذا اللرابط «««


الشيخ سلمان العودة يرى فيه الكثير من التنويريين الاعتدال؛ ويرشحونه للعب دور (المصلح الثقافي)؛ في الخليج على الأقل، فهو رجل مؤثر على الحركات الإسلامية في الوطن العربي كله، وهو عند محبيه - ولي شيء من المحبة له - رجل واسع الأفق، إنسان، متسامح، مثقف، أنجز تحولات فكرية مهمة، وله جمهوره الواسع ..الخ.
وأنا شخصياً معجب إلى حد ما بالشيخ سلمان، وكنت قد نشرت له أعمالاً رائعة بحق، كان آخرها (صديقتي السوداء)؛ حديثه مع طفلته حماها الله، وكان يلقنها التسامح؛ وكذلك دفعت عنه في الحملة التي زعموا فيها أنه حلل المثلية ..الخ؛ وسمعت قوله بنفسي ورددت شهادة لله؛ لا أريد جزاء ولا شكوراً..
وكل هذا واجب؛ لا منة لي فيه عليه، فالمحسن يجب نقول له أحسنت، حتى لو لم نستطع أن نقول للمسيء أسأت.
إلا أنه مع هذه الميزات كلها، إلا أن الشيخ سلمان العودة - وفقه الله - ما يلبث أن يعود للنوازع القديمة، فاليوم معتدل وغداً متطرف، اليوم معك؛ ولكن لا تأمن غداً أن يستبيح دمك بوهم، وأن يقف مع الغلاة ويرميك بالزندقة أو النفاق دون أن يتثبت من الشيء المنسوب إليك.
وهذا ما فعله معي في الهاشتاق الأخير (حسن المالكي يطعن بعمر)؛ وأضاف أنه قرأ لي بحثاً أمهد فيه لاتهام عمر بالنفاق، ثم قال : (اللهم اكفنا شر المغرورين والمنافقين)! وهذا نص كلامه:
(قرأت له بحثاً يمهّد لوصم عمر رضي الله عنه بالنفاق..اللهم إننا نحب عمر فاحشرنا معه وألحقنا به واكفنا شر المنافقين والمغرورين)!
ولم يعلق على الهشتاق ويدفع عن أخيه، بالقول: بأن كلام الرجل عن الخوارج لا عن عمر
وأنه لو افترضنا أنه يدين شدة عمر وأن الخوارج اقتدوا به فهذا رأي
وأننا يجب أن نترك للباحثين حرية التعبير عن آرائهم
وأنه لا يجوز أن تشترطوا موافقة الناس لكم
وأن أمامنا رؤية ومستقبل لابد من سعة الأفق وحسن الظن
وأنه لو افترضنا أنه يرى اتهام عمر فالأولى أن تناقشوه وتنظروا ..الخ
وأمثال هذه الكلمات التي طالما رددها في كثير من خطاباته حتى مع غير المسلمين..
وإنما رأيت رجلاً آخر، استغل الحملة
وتوهم ضعف أخيه
وأضاف لكذب الهشتاق توهماً منه
ووصم بالنفاق – تلميحاً -
وجزاء المنافق عنده - وفق لقائه في قناة الجزيرة - هو القتل...
يا الله!
معقول أننا كنا نحسن الظن كثيراً بالشيخ سلمان؟!
علمنا رأي شيوخ وصال كالنصار الذي اقترح قتلي
وبدر العامر الذي اقترح تفسيري إلى إيران
والبراك الذي ينادي بالويل والثبور.. ويستعدي السيف
و(شيعي وصال)! حسين المؤيد!
وأنور مالك المهرج المحتقن..
فقلنا سلمان العودة الإنسان المثقف الواسع الأفق سيكون مختلفاً عن هؤلاء، فإذا هو يقرر في النهاية - بتلميح حركي - أن المالكي مغرور منافق!
طيب، تعال يا شيخ سلمان:
لماذا لم تقل (سمعت المقطع ولم أجد ما ذكرتموه من أنه قال إن عمر رئيس الدواعش، ولكنني أخالفه في كذا وكذا ... واسرد ما شئت)؟!
لماذا لم تدفع عن أخيك أو عن مواطن؛ وإن لم تره أخاك؟
لا سيما وأن تهمة النفاق إذا أطلقها سلمان أعظم من الكفر لو أطلقته أنا. لأن النفاق عند الشيخ سلمان بعده السيف؛ والنفاق عندي لا يحرم المواطن من حقوقه. فالشيخ سلمان معه لقاء قديم في قناة الجزيرة يرى فيه قتل المنافقين - وهذا خلاف سيرة النبي مع المنافقين.
يا ترى؛ لو تحقق حلم الإخوان بدولة، وزعيمها أو مرشدها أو مفتيها الشيخ سلمان العودة، كيف ستكون دولة سلمان العودة لو قامت؟! - وهو حلم السرورية وإخوان الخليج - ومن حقهم أن يروا ما يشاءون..
لكن؛ هل من المناسب أن يكون فيها هذه العجلة وعدم التثبت والرجم بالظنون؛ ثم الاتهام بالنفاق ثم تشريع قتل المخالفين تحت عنوان (المنافقين)؟
هل هذه هي ملامح دولة سلمان العودة لو قامت؟
فإذا كان أعدل الإسلاميين وأوسعهم أفقاً ينساق ويتماهى مع القطيع؛ بل غلاة الغلاة في أدبياتهم وعجلتهم واتهاماتهم وعقوباتهم، فكيف ستكون دولة الغلاة لو قامت في أي بلد عربي؟!
مشكلة أخي سلمان العودة أنه لا يستطيع تجاوز ثقافة ابن تيمية، وينتهز الفرص للإيقاع بمن يراهم ضد ابن يتمية أو معاوية - فهو مفتون بهما - وهما يريان القتل على الرأي (معاوية يرى قتل من لم يبرأ من الإمام علي كما فعل مع حجر، وابن تيمية حدث ولا حرج؛ حتى يرى قتل من جهر بالنية في الصلاة)، فمتى يخرج الشيخ سلمان لعالمية الإسلام مادام أنه مازال مع معاوية وابن يتمية؟
الحرية - في التعبير والبحث والاعتقاد - هي الميزان الحقيقي والأصيل للمجدد الإسلامي، فإذا لم يجدد الشيخ سلمان في مثل هذا، فمتى يجدد؟
أين نظرياته في الحرية وحسن الظن والتبين والتثبت وأدبيات الاختلاف؟
بقي في النفس شيء لابد من قوله فسامحوني:
ثم قبل أشهر، عندما تكلم (د. خالد الجديع) عن الرسول صلوات الله عليه وآله، بما تعلمون، وفي قروب كان فيه الشيخ سلمان العودة؛ لم يتحدث عنه الشيخ سلمان بشيء، ورددت أنا عليه مع الدفاع عن حريته في التعبير ورد الحجة بالحجة. فهل أضاف سلمان العودة إلى (المذهبية التيمية) في تناقضاته هنا، بهارات ( إقليمية) ؟!
وهذه لغة أمقتها – والله – لكن؛ لابد من قولها؛ لأننا نحب للشيخ سلمان أن يكون أعلى..
نتمنى له أن يكون أرفع مما هو عليه الآن..
لا يكفي أن يثني الشيخ سلمان على مثل الشيخ عايض القرني لينفي عن نفسه الإقليمية والمناطقية، فالشيخ عايض مر من تحت العباءة (النجدية) وتلبس لبوسها.. أما القروي البسيط مثلي؛ الذي يرفض أن يتلبس بالعباءة الإقليمية أو المذهبية - مع احترامه لهما - فلا حرمة له عند الشيخ سلمان؛ ولا يجب التثبت في ما نسب إليه من أقوال؛ إذ يجوز إقصاؤه لأنه خطر على (المشروع المستقبلي)! بل يجوز اتهامه بالنفاق على (توهم تمهيدي لاتهام صحابي بالنفاق)!
فربما يتم التخلص منه بالقتل (التي هي عقوبة المنافقين) عند الشيخ سلمان لا عند الله ولا رسوله.
وبهذا نميط من طريقنا إحدى العقبات المزعجة التي لم تفتأ تكشف (جذور الغلو والتطرف من أيام مرج عذراء إلى كشف تراث ابن تيمية)؟!
إن صح أن هذا كله في عقل سلمان العودة؛ فهذه مشكلة كبيرة...
..
آمل أن يكون هذا التحليل خطأ، لكن سكوته عن الجديع الذي تحدث في قروبه، وتعليقه على كلام مبتور غير صحيح لي في قروب آخر، يجعل من حقنا أن نشك... وآمل أن أكون مخطئاً؛ وأن يكون المواطن هو المواطن عند الشيخ سلمان.
سواء رضي بالمدرسة النجدية أو التيمية أو لم يرض بها.. نأمل أن يكون عقل سلمان أوسع من هذا، ونفسه أرحب من هذا الدمار الداخلي؛ و (لهوى النفوس سرائر لا تعلمُ)!
على كل حال:
مواقف الشيخ سلمان - وهو الذورة في سعة الأفق عند الإسلاميين - يجعلني أؤمن بضرورة الدولة العلمانية لقرون قادمة على الأقل، حتى نعرف الإسلام الأول الذي يصون الحقوق ويصفي النفوس ويكرم الإنسان ويكون بحث رحمة للعالمين؛ مسلمين وغير مسلمين..
الإسلام الأول ليس موجوداً اليوم - اللهم إلا في أفراد-
الإسلام البشري المذهبي هو الطاغي على السنة والشيعة وسائر المذاهب، وخاصة في النواحي الحقوقية والفكرية ..
أي مذهب لا ترى فيه (لا إكراه في الدين)؛ ولا ترى فيه (الحقوق المدنية متساوية بين المذاهب والمناطق)؛ فاعلم أنه قد أوغل في تشرب التاريخ والمذهب والعنصرية؛ وإن ادعى التسامح، وأنه قد هجر القرآن والسنة الجامعة؛ وإن ادعى العالمية.
دولة سلمان الافتراضية مخيفة جداً، فهي بلا حرية ولا بحث؛ مع كثير من المذهبية والانتهازية؛ وشيء من المناطقية أيضاً.
حاول - أخي سلمان - أن تتحدث عن (صديقي الشيعي) وصديقي (العلماني) و( صديقي الصوفي)؛ وربما (صديقي الجنوبي)! فطفلتك - حفظها الله - قد تحدثت عن (صديقتي السوداء)!
أنا وسلمان لا نسلم من المذهبية؛ كلانا سنيان - في عالم السنة الواسع المتعدد الأطياف الذي لا يفهمه حتى سلمان نفسه - لكنه سني أموي، وأنا سني علوي..
هو يرى قتلي بمجرد ((توهم)) ((التمهيد)) لــ ((نفاق صحابي)) .. وأرى حقوقه وأدفع عنه حتى لو ارتد .. بل أرى حقوق المواطنة لمن لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر .. ومستعد لإثبات هذا من الإسلام الأول، ولا يستطيع إثبات هذا من المدرسة تلك التي ينطلق منها !
ارتفع أخي سلمان ..
ارتفع لله وحده..
لا لمشروع ولا جمهور...
أخوك / حسن فرحان المالكي.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1403
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19