• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : معلومات د. خالد الجديع. .

معلومات د. خالد الجديع.



                    معلومات  د. خالد الجديع.



لو كان د الجديع موفقاً، لاستطاع أن يخرج من مقاطعه الثلاثة بتبرئة النبي صلوات الله عليه بسهولة،  لكنه صدق هذا وهذا، فهدم كل شيء.
ينقسم كلام الجديع إلى قسمين: قسم يتعلق بالقرآن والرسول؛ وقسم يتعلق بالصحابة والتاريخ؛ وما دام صدّق الأمر 2 لماذا  يأمن غرره على الأمر 1؟

وصلتني ثلاثة مقاطع مسربة منسوبة للدكتور خالد الجديع، وطلب مني بعض الأخوة، رأيي فيها، وقبل إبداء رأيي هناك مقدمات:
الأولى: أن د. الجديع لم يأت بجديد، معظم ما قاله - إن لم يكن كله - موجود في تراثنا (أتحدث هنا كمعلومات صلبة لا علاقة لها بالتحليل والاستنتاج).
ثانياً: القمع القديم والحديث لحرية الرأي والتعبير هو الذي جعل المسلمين يعجزون في الدفاع عن القرآن والنبوة.
لو كان د الجديع موفقاً، لاستطاع أن يخرج من مقاطعه الثلاثة بتبرئة النبي صلوات الله عليه بسهولة،  لكنه صدق هذا وهذا، فهدم كل شيء.
ينقسم كلام الجديع إلى قسمين: قسم يتعلق بالقرآن والرسول؛ وقسم يتعلق بالصحابة والتاريخ؛ وما دام صدّق الأمر 2 لماذا  يأمن غرره على الأمر 1؟
بمعنى؛ أن الذين رووا أن النبي سبى صفية والذين رووا قصة العرنيين ..الخ وأن النبي فعل كذا وكذا؛ هؤلاء لهم علاقة بمن اتهمهم الجديع؛ فكيف يصدقهم؟!
أعني؛ أن الأخ الجديع يسرد ولا يحلل أيضاً؛ أي يصدق الشيء وضده؛ يتهم أناساً بالنفاق ثم يصدق ما روته حاشيتهم في تشنيع سيرة النبي! وهذا تناقض! فلو دقق في قصة صفية والعرنيين وبني قريظة مثلاً ، ودرسها دراسة مقارنة، يقارن بين الروايات، لعرف حقيقة هذه ألأمور واكتشف البراءة المهجورة.
كيف يأمن الأخ الجديع الثقافة النفاقية وتشويهها صورة وسيرة النبي؟ هل درس قصة صفية مثلاً؛ وأنها كانت مسلمة وأن النبي خيرها بين أن يرجعها إلى قومها أو أن تبقى ويتزوجها؟ هل درس أنها اختارت رسول الله وأنها كانت تعذب في قومها؟ وأن وأن ..الخ
من روى القصة الأخرى؟ من روى أن النبي سباها؟ وأنها كانت لدحية؟ وأن النبي أخذها منه لجمالها ومكانتها؟ من الذي شوه القصة؟
هنا يعجز الأخ الجديع عن مواصلة البحث.
وكذلك قصة العرنيين؛ فالأخ الجديع ردد الرواية المشهورة وهي من رواية ذلك الشخص الذي روى قصة صفية أيضاً! والذي تحتاج سيرته لبحث موسع. وكذلك قصة بني قريظة؛ أخذ الجديع روايات ونسي القرآن الذي يثبت مشاركتهم الفعلية؛ ونسي الروايات التي تقتصر على قتل المقاتلة؛ وأنهم أربعون فقط.
نسي أخونا الجديع قوله تعالى (إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم)؛ وقصة حسان وصفية بنت عبد المطلب مع بعضهم؛ فالقوم شاركوا والنفاق يروي الضد.
المسلم يدفع ما أمكنه الدفع عن النبي صلوات الله عليه؛ فحماية النبي من المنافقين ورواياتهم واجبة؛ حياً وميتاً؛ قد يتوب المنافق وتبقى روايته.
نعم ثقافة النفاق المتسربة في الأحاديث والروايات كثيرة جداً، وتشكل ضغطاً على العقل المسلم، لكنه إن أحكمت المقدمات سهلت عليك تبرئة النبي.
لم يكن النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله إلا كما وصف الله (رحمة للعالمين)؛ إلا أن حركة النفاق وثقافته أرادت العكس؛ فماذا ستعمل؟
لا تتوقع من حركة النفاق الكبيرة (والتي كادت سورة التوبة ألا تبقي أحداً) لا تتوقعها أنها تحب رسول الله، بل كانت ثقافة خطيرة حاقدة لم تبحث؛ الثقافة النفاقية أهملها المسلمون وظنوا أنها سهلة ساذجة؛ متناسين ما ذكره القرآن الكريم عن النفاق والمنافقين وتأثيرها الكبير وكثرة السماعين؛ ولذلك استطاعت ثقافة النفاق تشويه سيرة النبي والغاية من إرساله، وجعلته يشبه بقية السلاطين والخلفاء، وهنا مسؤولية الباحث الشاقة إن أراد. والمشكلة أنك لا تستطيع الدفاع عن النبي صريحاً بأنه بريء من هذه القصة أو تلك لأن القواعد الباطلة حرمتك من اتهام فلان وسهلت لك اتهام النبي!
العارفون ببراءة النبي صلوات الله وسلامه عليه في ورطة كبيرة؛ فقد تم إخضاعهم لتصديق كل التشويهات للنبي مع تبرئة المشوهين أيضاً؛ فماذا يفعلون؟ أي تم إجبار الباحثين على توثيق من يتهم النبي ويشوه سيرته؛ ثم إجبارهم على تصديق هذا التشويه وأنه حق؛ ثم إجبارهم على نقده إذا ارتكبته داعش! والسلطات عبر التاريخ لا يهمها تبرئة النبي وإنما تبرئة الواقع والاستدلال له، ليبنون عليه مظالمهم؛ والفقهاء وقعوا تحت وطأة السائد المألوف. فالوضع الثقافي من القرون الأولى إلى اليوم يعلي من ثقافة العسكرة والسلطان ويهمل ثقافة الحقوق والبرهان، فقتل العقل والبحث عند المسلم.
قد أستطيع أن أرد على ما نسب للدكتور الجديع في ما يتعلق بالنبي صلوات الله عليه؛ وقد يستطيع آخر أن يرد في موضوع القرآن؛ ولكن لا يتاح ذلك؛ فالثقافة السائدة من قديم تشترط عليك تبرئة رموزها لتكون في براءة الله ورسوله أو أكثر براءة..
أو تسكت.
وإلا ....!
حسناً .....
سكتنا!
لو يعلم الأخ الجديع ما أعلمه عن قصة المنافقين والعقبة وهرشا والمقدمات والحواضن والقرائن، لكان أسهل لغة وأبلغ حجة وأوصل للمراد بلا إثارة.
ليس العلم بالنفاق وثقافته للهجاء ولا لذم أشخاص ولا حتى لتعيين أسماء، وإنما فائدتها في إماطة هذه الثقافة النفاقية عن الدين والنبي والقرآن.
الغلاة يفهموننا خطأ؛ يفهمون أننا إن قلنا بنفاق أشخاص فإنما نقصد هجاءهم؛ كلا؛ نريد رفع ضرر ثقافتهم ليرتاح النبي في قبره والناس في مساجدهم.
أخيراً نسأل الله أن ييسر لهذه الأمة أمر رشد، يعز فيها أهل العلم والعقل والسلم والمحبة، ويذل فيه أهل الجهل والعداوة والبغضاء والنفاق.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1314
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 01 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19