• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : الإسلام عند د. شحرور! .

الإسلام عند د. شحرور!



                    الإسلام عند د. شحرور!         



فالصراط المستقيم الذي ندعو في كل صلاة أن يهدينا الله إياه ولم نهتدِ هو الوصايا التي بدأت بنوح وتراكمت مع الرسل، ويتفق عليها كل أهل الأرض! ولا يوجد في الصراط المستقيم صلاة أو صيام؛ بل أخلاق وعمل صالح؛ ومن هنا نفهم آيتي البينة 5 وطه 14 .

الإسلام عند د شحرور؛ هو  إسلام لا وجود له إلا في القرآن الكريم فيما أعلم؛ تعالوا نقرأ نظريته ثم نناقشها؛ نخالف شحرور في قضايا في المنهج والنتائج؛ لكن إن أصاب فلماذا نكابر؟
لقد بدأ د . شحرور بسورة الفاتحة؛ وهي هذه:(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)).
ثم قال د شحرور: وهي سورة الفاتحة التي نرددها كل يوم ويحفظها الصغير والكبير؛ فإذا توقفنا فيها عند {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}؛ فكيف نعبد الله ونستعين به؟
فهم السادة الفقهاء العبادة على أنها: إقامة الصلاة؛ وصوم رمضان؛ والحج؛ لكن الله تعالى؛ فصل بين العبادة والشعائر؛ والدليل على أن  العبادة غير الشعائر:(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)) {ألبينة}؛ وقال لموسى:  (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)) {طه}.
فالعبادة سبقت الصلاة في كل الآيات أعلاه، والدليل موجود؛ ومن القرآن؛ وليس من فلان عن فلان!
قال تعالى:( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ(16)) {ألأعراف}!
ثم يواصل د. شحرور قائلاً: ونفهم أن "اعبدني" تكون بطاعة أوامري؛ فما هي هذه الأوامر؟  هل هي الشعائر؟
يأتينا الجواب في هذه الآيات التالية:
١-(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ* اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ}
٢-(إِنَّ اللّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ}
٣-(وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ}
فالعبادة تكون في اتباع الصراط المستقيم؛ فما هو؟
هو ما ورد في الآيات التالية في سورة الأنعام؛ فاعرفوا الصراط جيداً:
(۞ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۖ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۖ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)){ألأنعام}
فالصراط المستقيم الذي ندعو في كل صلاة أن يهدينا الله إياه ولم نهتدِ هو الوصايا التي بدأت بنوح وتراكمت مع الرسل، ويتفق عليها كل أهل الأرض! ولا يوجد في الصراط المستقيم صلاة أو صيام؛ بل أخلاق وعمل صالح؛ ومن هنا نفهم آيتي البينة 5 وطه 14 ؛ والله لا يهدي لصراطه متكبراً ولا ظالماً!
فالصلاة أمر مختلف عن العبادة ; هي وسيلة واحدة من وسائل العبادة فقط؛ ويعطف بعضهما على بعض؛ كما سبق وكما في الآية:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۩ (77)) {الحج}
وعلى هذا فمن يؤلف مجلدات في فقه العبادات عليه أن يؤلفها في:
١ بر الوالدين.
٢ والقسط في اليتيم.
٣ والوفاء بالعهد.
٤ وعدم الاقتراب من الفواحش.
٥ وعدم قتل النفس.
٦ وعدم الغش بالمواصفات.
الخ ما ذكر الله من تفصيل الصراط المستقيم؛ فهذه هي العبادات التي تحتاج لفقه وفق القرآن الكريم؛ هذه الصفات فقط هي التي من خلالها يمكننا الحكم على الناس  إن كانوا يعبدون ربهم أم لا!
وانتبهوا! فالشيطان يتموضع في أماكنها لا في المساجد!
يواصل د شحرور قائلاً: أما الصلاة والصيام والحج فلا مكان للشيطان فيهم؛ أي أن الله تعالى يعبد في الأسواق وأماكن العمل لا في المساجد؛ والعبادة عمل وظيفي بحت؛. بينما الصلاة حالة وجدانية بحتة؛ تأتيها من نفسك، لا خوفاً ولا طمعاً، وبها تتمثل الاستعانة التي نطلبها في الفاتحة؛ ولذلك قال الله:
{وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ}؛ فنحن نعبد الله بالصراط المستقيم ونستعين به بالصبر والصلاة؛ فهما وسيلتان إليه.
انتهى عرض فكرة شحرور - بزيادات شارحة مني - لتتضح الفكرة أفضل؛ والفكرة الآن مطروحة للنقاش والنقد؛ ولكن بعلم؛ أو الإيمان بها.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1308
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 01 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29