• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : مقالات وكتابات .
                    • الموضوع : الرد على بيان الضحايا من بني مالك (8): الشرك! .

الرد على بيان الضحايا من بني مالك (8): الشرك!

وبقي من عبارهم السابقة أنني أهون من الشرك!
والشرك الذي في عقولهم غير الشرك الذي يذمه الله إلا في مشترك أعلى وهو عبادة الأصنام.

ومثل ذلك المنهج الذي تحدثنا عنه في معرفة لفظة ( التوحيد) شرعياً لا مذهبياً ولا شعبياً، فكذلك إذا أردنا معرفة (الشرك والمشركين) شرعياً نقول لهم ولمن شاء أن يعرف مراد الله من الشرك: يلزمكم أن تجمعوا كل الآيات التي تعود للجذر اللغوي ( ش ر ك)، وهي كثيرة جداً ولا أستطيع استعراضناها.

لكن لا بأس أن نشير أنهم إن فعلوا ذلك فقد يكتشفون أنهم ( مشركون)! ولو بنسبة معينة، وهذا ليس غريباً فهذا يحصل كما قال تعالى (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ  [يوسف] ) فالنفس الإنسانية التي تؤمن بالله قد لا تكتفي حتى تشرك معه مشرعين من الكبراء والسادة والرموز.

وهم لا يعرفون أن التعصب المذهبي – وليس المذهب- نوع من الشرك بغض النظر عن النسبة، كما قال تعالى (وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)  [الروم]).

فنحن نقول ليكن لكم مذهب واحد وهو ( الإسلام)، وهم يقولون : هذا لا يكفي.

نقول لهم: كلنا مسلمون، فيتضايقون، ويذهبون إلى التفرقة بأن هذا الإسلام لا يكفي وأن كتاب الله لا يكفي وأن سنة رسوله لا تكفي ولا بد من فهم الكتاب والسنة كما فهمها الذين اتهموا أبا حنيفة بالكفر والشافعي بالرفض والبخاري بالجهمية.

ولماذا تلزموننا أن نفهم بفهم غيرنا؟؟

أي منطق هذا؟!

هذا خطأ عقلي ولغوي، ليس في أمم الأرض من يقول ( افهم بعقل غيرك، وانظر ببصر غيرك واسمع بسمع غيرك) هذا عبث في الحقيقة الإنسانية.

فالله قال (قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ [الملك/23] لاحظ أنه قال ( جعل لكم)، هذه النعم لكم أنتم، فكيف تتبرعون بها لغيركم؟

وعندما نقول لهم :اتقوا الله، فالله سمانا مسلمين، ولم يسمينا سنة ولا سلفية ولا شيعة ولا صوفية وأما المذاهب فمدارس تخطيء وتصيب، عندما نقول ذلك ( يستكبرون)، ويتمسكون بالتسمي المذهبي ويرون هذه الأسماء المذهبية أشرف وأهدى من الاسم الذي اختاره الله لنا، كأنهم يرون أن الله لم يعرف ماذا سيحدث في المستقبل، ولو عرف لعلمنا التحلي بالألقاب المذهبية التي يتحلون بها الآن، نعوذ باله من هذا الضلال.

أرأيتم كيف ساق الشيطان المسلمين للكفر الباطني بما اختاره الله والإيمان بما اختاره البشر من رموز وتراث ومذاهب ..الخ.

شبهة والجواب عليها:

هنا قد يقول البعض: ألست أنت من تقول إن منهج الله قائم على الفرز ومنهج الشيطان قائم على الخلط فلماذا لم تتركهم يميزون أنفسهم ولماذا تخلط الآن بين المسلمين وكأنهم فريق واحد؟ أليس في قولك هذا تناقض؟؟

الجواب:

كلا/ هذا فهم سقيم، فأنا مع الفرز الشرعي لا المذهبي، ومع الخلط الشرعي لا المذهبي كيف؟.

الفرز الشرعي لا يفرز المسلمين على أساس سني وسلفي وشيعي وصوفي ...الخ فهذا فرز مذهبي وضعي.

وإنما أنا مع الفرز الإلهي على أساس شرعي ( خبيث وطيب/ مؤمن ومنافق/ مسلم وكافر/ موحد ومشرك/ صادق وكاذب/ مطيع وعاصٍ...الخ.

بمعنى لو أتاني أحدهم وقال :

أريد أن أحاكمك وفق القرآن الكريم، وأرى أن فيك معاصي، وأن فيك نفاقاً...الخ،.

لقلت له : حياك الله، تعال ننظر خصال المؤمنين وخصال المنافقين وخصال العصاة في القرآن الكريم ولا أبريء نفسي، فلابد أن يكون عندي ذنوب، فلنبحث ولننظر أنا وأنت، نتحاكم إلى القرآن الكريم، ولا نبريء أنفسنا.

أما أن يأتيني ويريد إخضاعي لفرز مذهبي وأن أخضع لشيخ متطرف أو مذهب مغالٍ أو تيار حركي أو حزب شمولي ويريد أن يخضعني لمباديء وتصنيفات ذلك المذهب وذلك الحزب فلا، فهذا هو الفرز المبتدع، وليس الفرز الشرعي.

إذن فالشيطان احتال عليهم مرة أخرى، فخلط عليهم ما يجب أن يفرزوه، وفرز لهم ما يجب أن يخلطوه، فالاسم العام ( المسلمون) اسم عام ارتضاه الله وفي المسلمين العاصي والمطيع وبنسب مختلفة، ولكنهم لا يرتضونه بل فرزوه إلى مسميات ما أنزل الله بها من سلطان.

بينما ما فرزه الشرع إلى مؤمن ومنافق/ إلى دعاة الجنة ودعاة النار / جعلوه خليطاً واحداً تحت اسم واحد هو ( الصلاح والصحبة والسابقة والسلف ...الخ).

إذن فالتناقض عندهم وفي فهمهم السقيم لا عندي والحمد لله.

يتبع.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=130
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 10 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29