• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : مقالات وكتابات .
                    • الموضوع : الرد المفصل على بيان الضحايا من بني مالك (1) .

الرد المفصل على بيان الضحايا من بني مالك (1)

تمهيد ثم استعراض أول البيان


أولاً:
أشكر الأخوة من بني مالك وفيفاء وغيرهم الذين اتصلوا وتواصلوا معي متبرئين من هذا البيان لبعض هؤلاء الحمقى والكَذَبة من الوعاظ والمدرسين والكتَبَة، الذين أعرف رؤوسهم وتبعيتهم في العلم والعمل لحمقى آخرين خارج بني مالك، كما أنني ها أنذا أستجيب لمن يرغب بتفنيد بيانهم علمياً حتى لا يغتر به بعض الضحايا الجدد .
ثانياً:
أنا لم أبدأ بالظلم، وهم من بدأ، وقد سكت عنهم سنوات، بل عقود، سكت عن شفوياتهم وكتاباتهم السرية وغيباتهم ونمنماتهم، وكانت قليلة متفرقة هنا وهناك، وعلى خجل، ثم يقابلونني بعدها بالإنكار والتنصل، أما وقد نشروا البيانات والبراءات وتلقفها من تلقفها من الغلاة والحركيين والمتحزبين والحمقى فهنا يكون من الواجب عليّ أن أبين الحقيقة، ولن أسكت بعد اليوم لا عن قريب أحمق ولا بعيد حاسد، والله قد أباح الجهر بالسوء في حالة واحدة فقط، وهي حالة من ظُلم، فقال تعالى (لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا [النساء/148])،

ولا ريب أن تحريضهم وكذبهم عليّ وتحريفهم واستعدائهم للدولة ومؤسساتها ضدي، أن هذا ظلم ولؤم وقلة أصل، وليتهم يعرفون أن الدولة قد تجاوزت خطابهم من زمان، وربما هي أعرف بي وبهم منا ببعضنا! وعلى هذا لابد من كشف جهل هؤلاء الذي يسيئون للأخلاق قبل إساءتهم إلى بني مالك، وسأترفع عن ذكر أمور أخرى ( حزبية وسياسية) أعرفها جيداً، لكنني سأمسك نفسي وأقهرها على العلم فقط، حتى أتجنب أن أقع في اللؤم الذي وقعوا فيه، فلن أنادي بفصل أحد ولا بضرب بيد من قطن ولا حديد، ولن أحرض عليهم ولن أذكر ما لا يستطيعون دفعه مما أملك وثائقه وشهوده، ولن أكذب عليهم ( وإنما سأنقل بيانهم فقرة فقرة وأناقشه) وكل هذا الاقتصار على العلم والمعرفة هو ضد ما فعلوه تماماً من إطلاق الكلام على عواهنه بلا توثيق ولا ضمير ولا أخلاق.
ثالثاً:
هؤلاء الحمقى من الوعاظ أنا أرحم بهم من نفوسهم الضنِكة وعقولهم الصغيرة، ولكنني في الجانب الآخر، رب ضارة من جهة نافعة من أخرى، فقد أدركت حقيقة بأن في بني مالك وفيفاء من حب الحق والشهامة والمروءة أكثر مما فيها من النذالة واللؤم والحماقة والخسة،  بل تكاد هذه الصفات تتلخص في هؤلاء الثلاثة والعشرين من الوعاظ الكاذبين والمعلمين المتحزبين على عجل! فالمشاركات التي قرأتها في الانترنت والاتصالات الكثيرة وردود الأفعال التي رأيتها بنفسي على مستوى الوطن كله، دليل على أن الحق سيتنصر رغم كل الظلم والتضليل والأكاذيب التي يتمتع بها هذا اللوبي المعزول في بني مالك.

لقد خدعوا الناس من قديم، ولكن أوراقهم ستتكشف شيئاً فشيئاً، وسيكون بيانهم وبالاً عليهم، وسيشكل أول انهيارهم، وسترون هذا لأنني واثق في وعد الله الذي وعد بأنه ( لا يحيق المكر السيء إلا بأهله(
والمكر السيء هو كل مكر يراد به وجه المذهب والمصلحة لا وجه الله ولا وجه الحقيقة،  نعم لقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم، وظنوا أنهم بهذه البراءة سيكسبون من خلفها الوجاهة وأوراق الاعتماد لمن دفعهم لهذا، بالإضافة إلى ظنهم أنهم سيقللون من عدد الناس الذين يثقون في ما أنتجه وأقوله نصرة للمعرفة والوعي، فإذا بالصورة تكشف لهم عن العكس حتى الآن، وقد بدؤوا يتساقطون، فهذا يعتذر، وذاك يقول لم أك أعرف أن البيان سينشر ...الخ، هذا والمدة قليلة! فكيف مع امتداد الزمان وتنفس الوعي وزحف المعرفة؟! لا شك عندي أنهم سيذوقون خاتمة أبي رغال ويسقطون سقوط أبي لهب!
فليس كل الناس حمقى يقودوهم هؤلاء الثعالب الثلاثة ( مفرح جبران وجابر يحي وأحمد حربان)، وثعلبتهم ولصوصيتهم ليست في الأمور المادية فقط من أثاث وغيره، فهذا أمرها سهل ( هي ستون ألفاً لا تقدم ولا تؤخر)، ولكنهم لصوص وثعالبة في كل شيء، في العلم والتنظيم والحزبية والتقليد ...الخ.
رابعاً:
لقد فكرت قبل الرد ... ماذا أقول لهم.. وهم ليسوا صاحب بحث ولا علم؟! ولا مروءة ولا أخلاق..
وتذكرت قول دعبل الخزاعي:
فلو أني بـُليتُ بهاشميٍّ ...... خؤولته من بني عبد المدانِ
لهان عليّ ما ألقى ولكن.... تعالوا فانظروا بمن ابتلاني؟!
فهؤلاء يظهنهم من يعرفهم عن بعد أنهم أهل فضل ودعوة وورع، كما ذكر الله عن المنافقين ( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة)،  ولكن من يعرفهم عن قرب يعرف أنهم حثالة بني مالك، وخاصة في مسألة المروءة والشهامة والشيم، قد زخرفوا من أنفسهم للأمانة، ويطلبون الدنيا بعمل الاخرة، ويتخذون ستر الله ذريعة إلى المعصية.

ليس لهم مروء أهل الجاهلية ولا عدالة أهل الإسلام، وليس لهم إنتاج أبداً حتى تحاكمهم إليه... ولا حرية بحث، ولا رأس مرفوع، ولا قدم ثابتة، هم مجرد أتباع صغار، منخرطون في (حزب الإخوان)، وهو في الجبال الجنوبية يختلف عنه في المركز (مصر) فهو في الجبال والمناطق النائية تنظيم متخلف في المعرفة والأخلاق، ينافق للدولة والعلماء والمواطنين، نحن نعرفهم تماماً وكنا نتوقف عن كشفهم مراعاة للرحم والقبيلة والعيش والملح، ولكن اللص لص، والثعلب ثعلب..
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته .... وإن أنت أكرمت الليئم تمردا.
فاللص طبعه فيه، لا يشبعه شيء، فإذا أنت لم تقدمه للمحكمة وتقطع يده ولسانه ( معنوياً) يستمر في أذيتك، والوشاية بك، ويضمر لك الأحقاد ويتمنى لك الأذية - مع أنك لم تفعل له ما يؤذيه-  مع الطعن فيك في كل مجلس ومحفل، وهم لا أثر لهم ( لن يضروكم إلا أذى)! هم أذى فقط، ليسوا أصحاب علم ولا إنصاف ولا قوة في مؤسسات الدولة، فقط أذى.

وكنت قد تركتهم يعيشون بأكل لحمي ويستأكلون به مع أحزابهم ويتلذذون بغيبته في مراكزهم وتجمعاتهم، يشيعون ما يشيعون من المظالم والأكاذيب الخاصة والعامة، فطويت عنهم كشح التجاهل، وسدلت دونهم ثوب التغافل، لكنهم لم يكتفوا بأكل لحمي، بل طعموا بأن يطعموه القانع والمعتر، وأرادوا أن يدعوا أهل الجزيرة على وليمة فيها أكل لحمي مع بهاراتهم وقذاراتهم،  ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) وإنما قال الله عن نفسه ( خير الماكرين) لأنه يعاقبك بمكرك أنت، يجعل مكرك لأخيك مكراً بك، ولا تنتبه إلا وقد أوقعت نفسك في مكرك أنت، فهذا معنى ( الله خير الماكرين)، لأنه يتركك ويكلك إلأى نفسك وعقلك وتذاكيك، ويمد لك مداً، ويملي لك لتزداد إثماً مع إثمك، فهم صدقوا مكرهم ووثقوا بذكائهم وأرادوا أن يخادعوا الله  والذين آمنوا، وما يخدعون إلا أنفسهم، ولذلك جاء وقت الحساب، ووالله لا أتركهم يأكلون لحمي بالباطل حتى أفري لحومهم بالحق، ولأعيدنهم صاغرين لباب خرجوا منه فاخرين.
خامساً:
سأحاول تحييد المغرر بهم، ممن شاركوا اللصوص الثلاثة،  لأنهم لا يعرفونني، ولا أعرفهم، نعم بعضهم كنت أعلمه كيف يكتب الإملاء والخط في المركز الصيفي بهيئة تكطوير فيفاء عام 1411 هـ ، ولكن أكثرهم لا أعرفهم ولا يعرفوني، والناس أعداء ما جهلوا من الأفكار والأشخاص، وسبب هذا التحييد مني لأكثر من شاركوا في البيان، ليس رغبة مني في شق صفوفهم، فهم لن يكملوا صف طابور لفصل من فصول المتوسطة! فهم شرذمة لا يتعدون العشرين فرداً، وقد واجهت من هو أكثر منهم وأقوى، ونصرني الله والنتائج العلمية شاهدة والفضل لله وحده، وإنما هذا التحييد مني لهم، لأنه وصلني اعتذار من بعض هؤلاء الأخوة المغرر بهم، لذلك لا مانع عندي من أن أترك فرصة لمراجعة الضمائر والعقول- وإنما سأركز على الثعالب الثلاثة من أصهاري ( مفرح وجابر وأحمد)، فإن فاء المغرر بهم كفى المؤمنين القتال، وللصلح باب مفتوح، وإن استمرءوا في غيهم، شردت بهم من خلفهم.
ونصيحة للأخوة المغرر بهم، أتركوني أنا واصهاري السابقين، وتفرجوا علينا، ثم في نهاية الحوار معهم تستطيعون أن تقرؤوا وتقارنوا وتسألوا وتتعلموا ثم تحكموا بعد ذلك وتختطوا لأنفسهم خطاً مستقلاً، لا معي ولا معهم، وأنا بسلامتكم لا أعرف كثيراً منكم ولا تعرفونني، فلتكونوا جانباً، نصيحة لوجه الله، فخذوها الآن أو اتركوها، وقد أعذر من انذر.
سادساً:
أما اللصوص الثلاثة ( مفرح جبران وجابر يحي وأحمد حربان) وهم فرع من عائلة من أهل حراز ثم من حلف الحلف ثم من آل خالد  ثم من بني مالك (فهم فرع صغير جداً لا يمثل حتى عائلتهم، فلا يدعون تمثيل عائلتهم فضلاً عن أهل حراز الكرام فضلاً عن آل خالد فكيف ببني مالك؟) فالمعركة معهم، لا مع آل يحيى سليمان ( وهم العائلة التي تضمهم)، ولا مع أهل حراز ولا آل خالد ولا بني مالك ولا خولان ...

هؤلاء ثلاثة أنفار فقط، جمعوا بين الكذب والخسة والحزبية، ولذلك سأعتبر البيان من سرقتهم فقط، ولا أحمل البيان إلا هؤلاء الثلاثة، وإنما أقول أن بيانهم مسروق، لأن البيان كله مسروق من أقوال خصومي النجديين، الذين مات بعضهم ( رحمه الله) وسجن بعضهم لغلوهم ( هداهم الله وفك أسرهم) ونكص البقية عن مناظرة علمية شريفة علنية إلى اليوم.
وعندما خاصمت الأخوة في نجد، لم أستنجد بقبيلة ولا منطقة، فلا أؤمن بهذه القبليات في العلم، ولا هذه المناطقيات في التحزب أبداً، فالموضوع علمي ومعرفي فقط، وقد واجهتهم وحدي، ولم أطلب منكم ولا من غيركم إلا الحياد والإنصاف والسكوت.
وخصومي النجديون هم إخواني في الإسلام والوطن، مهما اختلفنا، لا أرى نفسي أقل منهم في شيء، وعقلاؤهم لا يرون ذلك، وأنا بحمد الله أحترم كل البلدان والقبائل والشعوب، حتى غير المسلمين أحترمهم وأفهمهم، ولكن لا أحترم اللصوص، الذين يسرقون ما لا يعرفون، ويهملون ردودي على هؤلاء الأخوة، ولو نشروها لعرف الناس صوابي ولو في بعض ذلك على الأقل، كما يعرفون الآن.

نعم بلغت الحقد والحسد ببعضهم أنه كان يتعمد أن يذهب بالردود التي ضدي إلى والدي وإخواني ويكتمون ردودي على الردود، ويحرضون ناصحين! وينصحون محرضين!، ثم يدور الزمن دورته بسرعة، فأتفاجأ ببعض هؤلاء يأتونني في الرياض بعد أشهر لأتوسط في نقل معلم لهم أو إنجاز معاملة، وكنت أستقبلهم ولا أذكر لهم ما أعرفه، لأنهم قد استسروا الوالد والإخوان أن يكتموا أسماءهم لأنهم بزعمهم يحبونني ! ويريدون نصيحتي فقط وألا أضر نفسي! فكنت أكتم علمي بتحركاتهم اللئيمة، وأشفع لهم في كل معاملة وخدمة، وأردد قول الشاعر:

بلادي وإن جارت عليّ عزيزة، ... وأهلي وإن ضنوا علي كرام.
أنا أتعامل مع هذه الشخصيات من قديم وأصبر عليها، وأقول لعل الله يهديها، وأكتم عنها ما أعرفه، فهذه أخلاقي التي تأبى الآن أن أمنّ عليهم بخدمة أو أنشر لهم اسماً، ومن أراد أن يتعظ فليفعل، واللصوص الثلاثة قد خدمتهم أيضاً، ولا أمن عليهم بشيء فهذا واجب، إلا أنني أنكر عليهم اللؤم فقط..
سابعاً:
لم يزد اللصوص على هذه السرقات لهذه الإساءات والتحريضات إلا أمراً واحداً، وهو زعمهم بأن لي نشاطات على المناطق الحدودية للتحريض على أتباع الحوثيين، فهذه كذبتهم الجديدة، مع تحريف كلامي في الشأن السوري، وسيأتي الكلام عنهما، وأما البقية فهم سرقوها من الشيخ حمود العقلا رحمه الله ( وقد رددت عليه) ومن العلوان والسعد والفهد والخضير وغيرهم ( وقد رددت عليهم قبل أكثر من عشر سنوات، وخلافي معهم مشهور، ولكن دخول أكثرهم في السجن جعلني أتوقف عن نشر مزيد من الردود عليهم، بل أخفيت أكثر تلك الردود من باب الشهامة والمروءة التي لا يعرفها هؤلاء اللصوص).
إذن فلا جديد في هذا ، وبإمكانكم أن تطلعوا على ردي على الشيخ حمود العقلاء ( رحمه الله) مثلاً، وسترون أن البيان أكثره مسروق من كلامه ثم لم ينقلوا ردي عليه، والأخوة في نجد أكثر إنصافاً من هؤلاء اللئام، فقد اعترفوا بأن ردي على العقلا والخضير وناصر الفهد وغيرهم كانت قوية، يعترف لي بها الكثير من الأخوة من أهل نجد، وخصومتي الأساسية معهم ومع بعض سلفهم من أهل الغلو والتكفير لجميع المسلمين لا مع هؤلاء الذيول القصيرة.
أصحاب الطبع اللئيم من ضحايا بني مالك ليسوا مستعدين ولا قادرين على الحكم بيني وبين خصومي، لأن معيارهم في الحكم أن هذا من بني مالك ولا يمكن أن يعرف ما لا نعرف! ولكن خصمه من نجد ولابد أن يكون أعلم منه! هكذا بكل بساطة!

فهم غير واثقين في أبناء بلدهم، ويستكثرون عليهم أن يشاركوا في العلم والمعرفة، ولأنهم لن يفهموا مباني الخلاف ولا معايير التقييم، هم أقل من هذا بكثير... علماً وأدباً وخلقاً وشجاعة وثقة بالذات والمكان..

هؤلاء الثلاثة اللصوص هم اللؤم والخسة والنذالة، ولو عصرنا أحدهم لم يقطر إلا لؤماً وحقداً وحزبية ونفاقاً.
ولكن  لأنه ربما يغتر بيانهم المسروق بعض المغرر بهم ، ولأنه ربما بعض الناس لا يصدق أن خلافهم العائلي معي هو السبب، لقصة الأثاث أولاً، فهي تؤرقهم كثيراً لأنها سرقة خسيسة باركوها وأفتوا بمشروعيتها، ولأنني نجحت في جلب أبنائي جميعاً لصفي، وكانوا يريدون تربيتهم ليكونوا أعضاء في (نادي الحماقة المالكي)، الذي هم من رؤوسه، ولو كان أبنائي معهم لكانوا من موقعي هذا البيان الفضيحة، ولذلك لأنني أعرف هذا كله فقد أصررت على الأبناء واستخرجتهم من براثنهم، والحمد لله.
ثامناً:

أحمد الله، أنني خلصت أبنائي الخمسة من هؤلاء، والشكر لأبنائي، الذين أفاخر بهم اليوم وأعتز بهم، وهم بحمد الله في أفضل حال، فأبنائي الثلاثة الكبار (مالك والعباس وأبو بكر) ناجحون علماً وعملاً، فمالك متخرج من معهد الإدارة وموظف حالياً براتب ممتاز، والابنان الآخران ( العباس وأبو بكر) مبتعثان للولايات المتحدة ومتفوقان، وبقي الصغيران في الثانوية وفي طريق النجاح.
وأبنائي الخمسة بحمد الله، علمتهم التعقل والضمير، وصلة الرحم، والأقارب، ويحبون تدبر القرآن ويعرفون فضل أهل البيت بلا غلو، ويفرقون بين أهل الفضل من الصحابة والمنافقين، ولا يشعرون بخوف من الإنسانية ولا يكفرون ابن سينا ولا ابن رشد، ويسمعون الموسيقى والأشعار، ويشاهدون كرة القدم ويشجعون الاتحاد وبرشلونة! ويقرؤون لنزار قباني وسبيط النيلي وديورانت، ومتصالحون مع أنفسهم ومع هذه الدنيا، ولو كانوا – لا قدر الله- في أحضان اللصوص الثلاثة (مفرح وجابر وأحمد حربان) لكانوا في نار الله الموقدة، من الأحقاد المكتنزة والحزبيات الماكرة والحماقات المتراكمة والجهالات الشاهقة والتشدد البارد في الصغائر مع التساهل الحار في ارتكاب الموبقات، ولكانوا قاطعين لأرحامهم، منافقين في أقوالهم، ولهم من الوجوه بعدد من يعرفون، وربما تصدروا الموقعين على البيان، يبغضون أباهم ويلعنونه على المنابر!
هذه من الفرص التي فاتتهم ( تضليل الأبناء) وتعليمهم كيف يكرهون أباهم مع فوات فرصتهم في ضم الأبناء لحزب الإخوان السري ( التهامي الجبالي) فوات هذه الفرص مع ما فعلوه ، هي من أبرز ما ألهب صدورهم من الحقد الأعمى الذي جعلهم يكتبون – عفواً يسرقون- البيان ويقنعون من أقنعوا من المغرر بهم أو من حثالاتهم المعروفة.
وأخيراً بعد هذا التمهيد:
سأترك أثاثهم المسروق، وأقبل على بيانهم المسروق، فاللصوصية معهم في كل واد يهيمون فيه، وسأكتب رداً مختصراً، يتعلم منه أبناء بني مالك الأحرار، ومن كتب الله له الهداية من المغرر بهم العشرين، أما اللصوص الثلاثة فلا أظن أنهم يهتدون، فهم منافقون، يمدحونني في وجهي ويتبرؤون مني إذا خلوا إلى شياطينهم، وكنت أعلم هذا منهم وأُعرض عن الجاهلين، حتى تسرب هذا البيان ( والذي وشوا به إلى بعض الجهات ولم يكونوا يريدون نشره، ولكن الله أراد أن يفضحهم ويكشف نفاقهم) ولذلك فالظاهر أن الله قد طبع على قلوبهم، فهم صم عن كل حجة، عمي عن كل برهان، لا يرجعون إلى ضمير، ولا يفقهون دليلاً.
وسأثبت لهم أن هذا البيان كله من أوله إلى آخره  ضدهم وليس لهم، من الحمدلة إلى الصلاة على النبي وصحبه، سأثبت لكم ولهم أنهم لا يعون ما يقولون من حق عليهم، ولا يكتشفون ما يعتقدون من باطل، لذلك تابعوا معي، وسترون فضيحتكم العلمية والأخلاقية.
وسأسرد البيان نصاً مع التعليق عليه باختصار :
نص البيان:
قال هؤلاء الحمقى:
(الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن محمداً عبده ورسوله صلوات الله ” وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أما بعد:
التعليق:
أقول لهؤلاء الحمقى والمغرر بهم، هذه الكلمات المباركة جزء من خطبة الحاجة، ولها قصة ضدكم وضد سلفكم من بني أمية الذين تدافعون عنهم، لكنكم لا تعرفونها، فهذه الخطبة كان لا يتركها الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود حتى رويت عنه وهو أجل من رواها، وكان يخطب بها ضد سلفكم من بني أمية كالفاسق الوليد بن عقبة، فالخطبة هذه لي وليست لكم، لأنه يقولها سلفنا الصالح ( عبد الله بن مسعود) ضد سلفكم الفاسق ( الوليد بن عقبة)، ولو بحثتم عن سبب شهرتها عن عبد الله بن مسعود، لتعلمتم سبب ورود الحديث وظروفه وكيف خرج وكيف تم تدوينه وماذا صح منه وماذا ذهب منه وما ذا بقي، فهذا علم طويل وشاق.
الخلاصة هنا أن هذه الخطبة كان سلفكم الفاسق الوليد بن عقبة يبغضها ولا يريد أن يسمعها من سلفنا الصالح عبد الله بن مسعود، وكان ابن مسعود يعرّض بالوليد والي الكوفة يومئذ، الذي أنزل الله فيه ( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيوا = راجعوا تفسير هذه الآية في كل التفاسير)، نعم كان ابن مسعود يرددها في حقه وفي حق أمثاله من ولاة بني أمية الظلمة، ولو عرفتكم ذلك لتجنبتم ذكر هذه المقدمة حماية لفاسقكم الأموي..
هل تريدون المصدر؟؟
حسناً سأنقله لكم ولغيركم ..ففي تاريخ المدينة لعمر بن شبة - (ج 3 / ص 1049) حدثنا حيان بن بشر (...(1)) عن الاعمش، عن زيد بن وهب قال: بعث عثمان رضي الله عنه إلى عبد الله ( ابن مسعود): إما أن تدع هؤلاء الكلمات وإما أن تخرج ( من الكوفة) ؟ فخرج عبد الله ( من الكوفة): فبلغ ذلك أهل الكوفة فخرجوا في السلاح حتى وصلوا الجبانة، فقالوا له: ارجع فإنا لا نأمن هذا الرجل ( الوليد أو عثمان) عليك، والله لا يصل إليك أحد ونحن أحياء، فقال عبد الله: إن له علي بيعة، وإنه كائن أمر، وأني أكره أن أكون أول من فتحه، عزمت عليكم لترجعن فرجعوا) اهـ
قلت : في المطبوع سقط، واستكماله هو هكذا ( حيان بن بشر عن يحيى بن آدم عن أبي معاوية عن الأعمش ) فهذا الطريق الطبيعي الذي يروي فيه حيان بن بشر حديث الأعمش ( راجع تاريخ ابن عساكر 4/ 231) وهو يروي عن أبي معاوية الضرير مباشرة عن الأعمش ( كما في تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 4/ 284، والمتفق والمفترق له 1/ 21) وكلا الطريقين صحيح، فالسند صحيح، وعنعنة أبي معاوية عن الأعمش عن زيد بن وهب عن ابن مسعود في الصحيحين، فلا يتفيهقنّ أحد ( خاصة مع وجود الشواهد والقرائن للحادثة)، ولم يبق في الإسناد إلا عمر ابن شبة نفسه ( وهو ثقة 262هـ ) وشيخه حيان بن بشر ( وهو ثقة 238 هـ) ويحيى بن آدم ( ثقة من رجال الشيخين 204هـ) فكلهم ثقات.

وأقول لهؤلاء الضحايا: كل أهل التحقيق من زعمائكم لن يستطيعوا استخراج هذا السقط ولو اجتمعوا له، ومع ذلك لا نجزم بسد هذا السقط، وإنما هو احتمال راجح وليس يقيناً، ونحن ليس عندنا اليقينيات المكلسة للعقول، ونؤمن بالاحتمال والترجيح والنسبية، وهي أساس البناء المعرفي، وترجيحنا نابه من علمنا بالحديث وممارسته أسانيد ومتوناً وعللاً، والعلم بالحديث يحتاج ممارسة طويلة وخاصة علم العلل، ولا يقوى عليها محدثوكم ولا قياديوكم، هؤلاء يكفيهم أن يقرءوا الكتب الحركية لقطب والقرضاوي فهذا غاية ما يرونه من العلم، وقادة قادتكم كالقرضاوي لا يستطيع الدخول في علم علل الحديث، هو فقيه في الزكاة ودعم الإخوان وفقط! لا يعرف العلل ولا الأسانيد ولا التاريخ ولا الخلاف بين ابن مسعود والوليد، ولا أسانيد الأعمش وزيد بن وهب، فلا تخدعون أنفسكم.

وقال المحقق فهيم شلتوت في الهامش : ( هذه الكلمات هي " إن أصدق القول كتاب الله، وأحسن الهدى هدى محمد، وشر الامور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار " وكان يقولها ( ابن مسعود) رضي الله عنه كل جمعة بالكوفة جاهرا معلنا معرضا بعثمان (شرح نهج البلاغة 3: 42 - وأنساب الاشراف 5: 36) اهـ

أقول: هكذا رأي المحقق فهيم شلتوت ( وهو سني) أن ابن مسعود يريد عثمان، وأنا أخالفه في هذا الرأي، بأن المقصود هو الوليد بن عقبة والي عثمان على الكوفة ( كما ورد في روايات تفسيرية أطول)، وأن الوليد الفاسق كره هذه الكلمات النبوية، وأرسل إلى عثمان يشكوا عبد الله بن مسعود من أجل هذه الكلمات ( كما جاء في رواية المؤرخ السني البلاذري في ترجمة الوليد من طريقين بقوله في كتابه - الذي يعرفه أسيادكم ولا تعرفونه- وهو أنساب الأشراف - (ج 2 / ص 268(: ( كان ( ابن مسعود) يتكلم بكلام لا يدعه وهو: إن أصدق القول كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل مُحدث بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار) – وهي جزء من خطبة الحاجة- فكتب الوليد إلى عثمان بذلك وقال: إنه يعيبك ويطعن عليك، فكتب إليه عثمان يأمره بإشخاصه ( من الكوفة)، وشيّعه أهل الكوفة، فأوصاهم بتقوى الله ولزوم القرآن) انتهى المراد من الرواية ولا أريد إكمالها لأن التفصيل فيها يخرجنا عن الاختصار المطلوب هنا.

إذن فالوليد الأموي الفاسق هو من يكره خطبتكم هذه، وبسبب كراهيته لها ولابن مسعود، قام بالتحريش بين صحابيين كبيرين ( عثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود)، فكان من خطأ عثمان أنه أمر عبد الله بن مسعود بالتوقف عنها وأمر بإخراجه من الكوفة بناء على ترديد ابن مسعود لهذا الكلام المبارك الذي لم يكن يدعه، وعندما نقول أن الحق مع ابن مسعود، وأن هذه الكلمات أصلها حديث عن النبي صلوات الله عليه وعلى آله، وأنه لا يجوز كتمان الحديث، وأن عثمان أخطأ في طاعة الوليد في ترحيل ابن مسعود من أجل هذه الكلمات المباركة، عندما نقول هذا يأتي هؤلاء الحمقى ليقولوا ( هذا يطعن في الصحابة الكرام)!

طيب... تمام...

أنتم الأن وسلفكم في ورطة الآن..

فإن أنكرتم شرعية هذه الخطبة فقد رددتم الحديث وطعنتم في ابن مسعود، لأن الخطبة صحت مرفوعة إلى النبي صلوات الله عليه وقد أخرج الالباني فيها كتاباً اسماه ( خطبة الحاجة) وصلب الحديث عن ابن مسعود.

وإن خطبتم بها كما فعلتم في بيانكم وآمنتم بشرعيتها وصدقتم ابن مسعود في روايتها فقد خطأتم عثمان بن عفان في نهيه عن هذا الحديث طاعة منه للوليد بن عقبة.

وعثمان عند مؤرخي أهل السنة وإن كان له سابقة وهجرة وإنفاق وفضل إلا أنه ليس نبياً معصوماً، فالصحابة الكبار يصيبون ويخطئون، ومن الصحابة من زنا، ومنهم من شرب الخمر، ومن من قتل – والجميع يعرف ذلك فليسوا أنبياء- .

وكان عثمان رحمه الله وسامحه شيخاً كبيراً في خلافته والأمر للبطانة من للولاة والحاشية الأموية، التي خاصمت بينه وبين كبار الصحابة كعبد الله بن مسعود وعلي بن أبي طالب وأبي ذر وعبادة بن الصامت وأبي أيوب الأنصاري وحذيفة بن اليمان وعائشة وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف ...الخ

( وهذا فصلت فيه في بحثي: مواقف الصحابة في فتنة عثمان = تجدونه في موقعي)،

إذن فهذا تاريخ ليس من عند حسن المالكي، بل هو موجود من كتب الحديث قبل التاريخ، من الصحيحين إلى كتب السنن إلى مسند أحمد إلى كتب التاريخ والتراجم والطبقات والأنساب، فأين تذهبون؟؟

إذن فبنو أمية الفسقة كالوليد بن عقبة وأمثاله هذه هي أعمالهم، في الوشاية بين الخليفة عثمان وبين الصحابة الكبار، - كما تفعلون الآن في الوشاية بي فأخلاقكم واحدة!- هذا الخلاف والوشاية الأموية وتحريشهم بين عثمان وبقية الصحابة يعرفه كل الناس إلا الحمقى والمتعصبون، وهذا ما أدى إلى ما يسمى بالفتنة الكبرى والمفصلية في التاريخ، فهؤلاء الولاة من بني أمية تسببوا في الفتنة المعروفة بفتنة عثمان التي انتهت بمقتله.

) هذا بإجماع المؤرخين السنة لم يخالف في ذلك إلا زنديق اسمه سيف بن عمر فهو الذي غطى على هذا الحقائق بأسطورة مكذوبة سماها عبد الله بن سبأ، وتلقفها عنه ابن العربي ومحب الدين الخطيب في كتابه العواصم من القواصم.

ثم قرأها هؤلاء الصحويون الحزبيون وأرادوا من الناس أن يصدقوها بالقوة لأنها تريح قلوبهم فقط، ولأنها تبريء الفسقة كالوليد بن عقبة الذين كانوا يكرهون الأحاديث ويحاربون فضلاء الصحابة ويغرون بينهم العداوة والبغضاء، فهؤلاء الحركيون ومن استطاعوا جلبه للمنهج الحركي من السلفيين فهم لا يهمهم إن كان الخبر صدقاً أو كذباً، المهم عندهم هو الراحة النفسية، الإغتباط بالجهل فقط، السرور بالحماقة والتلبيس والتكتم على حقائق التاريخ وأسراره وبدايات سيطرته على الثقافة.

هذه القلوب العصفورية الضعيفة لا تنتج معرفة ولا تستطيع نقد أخرى، ولا تهتدي سبيلاً، لأنها غفلت عن غاية إلهية كبيرة، وهي غاية الابتلاء والتمحيص للسمع والبصر والعقل والقلب...

فالله من غاياته الكبرى هو الابتلاء ليعلم الصادق من الكاذب، كما في قوله تعالى : (الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) [العنكبوت)/

فالله يختبر العقول والقلوب هل تحب الحق الثقيل أم تفضل الكذب المريح؟!

فإذا أحب المسلمون الكذب المريح عاقبهم الله بالتخلف والتباغض والكراهية والعمى الديني والدنيوي، وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون، عندما دسوا رؤوسهم في التراب وصدقوا الأكاذيب ونصروها ودافعوا عن ناشريها، وحاربوا الصادقين وسموا صدقهم كذباً، وجعلوا في الحسنة عقوبة السيئة، وهربوا من مواجهة الحقائق والاعتبار منها.

والخلاصة:

أن مقدمة بيانهم مقدمة مباركة لكنهم لا يعرفون أسرارها وأنها ضد سلفهم الأموي الذي يدافعون عنه في هذا البيان،  فهم لا يعرفون ذلك، وإنما يرددون كالببغاوات ما يسمعونه من الوعاظ أو ما يقرؤونه من الخطب المنبرية التي صنفها من هو على سذاجتهم وحماقتهم.

ولو خطبوا بهذه الخطبة أيام عثمان في الكوفة لأمر الوليد بن عقبة بترحيلهم وجلدهم، وربما قتلهم، ولكنت أنا من المدافعين عنهم!

-  وأنا هنا لم أكمل ماذا جرى لابن مسعود بسبب هذ الكلمات، لقد قامت حاشية عثمان بضربه ومات من ذلك الضرب بسبب هذه الكلمات التي بدؤوا بها في بيانهم، وكان موت عبد الله بن مسعود مما أثار كثيراً من الصحابة فأنكروا على عثمان طاعة الوليد في عبد الله بن مسعود، لمكانة عبد الله بن مسعود وعلمه بالقرآن، وسابقته وعلمه وإيمانه -

نعم أنا لم أكمل قصة هذه الكلمات المباركة، ولو أن محافظ الداير أو أمير المنطقة استقدم هؤلاء بسبب هذه الكلمات المباركة وجلدهم وفصلهم من أعمالهم وسجنهم لتمنوا ألا ينسى أحد مظلمتهم، ولتمنوا أن يقول الآخرون كلمة حق.

لكن كما قلت لكم هم حمقى لا يحسون بأهمية التاريخ ووطأته على الفكر والثقافة وماذا فعل من تقطيع الحديث وتحريفه وزراعة العقائد وحرف مسار الإسلام حتى أن بني أمية أنهوا الإسلام تماماً في القرن الأول ولم يبق منه إلا الشهادتين بشهادة صحابي آخر مشهور اسمه أنس بن مالك فاسمعوا صحيح البخاري ماذا يقول:

صحيح البخاري - (ج 1 / ص 197( حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا مهدي عن غيلان عن أنس قال : ما أعرف شيئا مما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم!

قيل الصلاة ؟

قال أليس ضيعتم ما ضيعتم فيها؟؟ اهـ

وفي صحيح البخاري - (ج 1 / ص 198( حدثنا عمرو بن زرارة قال أخبرنا عبد الواحد بن واصل أبو عبيدة الحداد عن عثمان بن أبي رواد أخي عبد العزيز قال سمعت الزهري يقول : دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي فقلت ما يبكيك ؟

فقال لا أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضعيت اهـ

قلت: هذه شهادة صحابي آخر، أن سلفكم من بني أمية قد أضاعوا كل شيء ولم يبق إلا ( لا إله إلا الله) حتى الصلاة لم يقر لهم بأنهم أبقوا عليها سليمة كما كانت.

وأنتم الآن في ثلاث ورطات:

إن قلتم أنس بن مالك كذاب، فهذا صحابي وقد تناقضتم في زعمكم الدفاع عن الصحابة، خاصة وأنه قد وافقه غيره من الصحابة تركت ذكر شهاداتهم للاختصار.

وإن قلتم هو صادق، اتفقتم معنا في خطورة من تدافعون عنهم من حكام بني أمية وظلمتهم الذي وصل تبديلهم لدين الله إلى الصلاة في وقتهم.

وإن قلتم الحديث غير صحيح فقد رددتم حديثاً في صحيح البخاري وله أمثاله في البخاري ومسلم ورجع اتهامكم لي على أنفسكم، بأنكم تشككون في الأحاديث الصحيحة!

فاين تذهبون؟؟  وأنى تصرفون؟

أنتم في ورطة ما يعلم بها إلا الله...

وقد ورطتُ من هو أقدر منكم وأعلم وأشرف... من طلبة علم أقوياء ويعرفون ما أكتب ولذلك نكصوا عني وامتنعوا عن مناظرة علنية، لأنهم يعرفون أنني لا أتكلم من فراغ، ولا من كتب (( الشيعة والرافضة)) !!! كما توهمون وتكذبون وترددون.

نعم من الحق أن أفخر بنفسي عندما أجد من لا يعرف قدري، وأنا أدعوا أسياد أسيادكم في الرياض والقصيم من عشرين سنة، لمثل هذه المناظرات المفتوحة العلنية العلمية المحكمة، - وهذا هو الشعور الوطني أن تشعر أنك مثل أي مواطن لا تشعر بهزمية نفسية ولا ذلة ولا صغار- أما وطنيتكم فذل مطبق أعاذنا الله من الشعور به.

نعم كتبت في هذه الأمور وبحثتها قبل أن يولد بعض من وقع على البيان الفضيحة، أما أنتم فصغار جداً، وأذلاء وتريدون الناس أن يكونوا في ذلكم وإلا فهم خونة للدين والوطن!

أنا أريد شباب بني مالك وفيفاء أن يسهموا في الثقافة المحلية لا أن يستهلكوا تفاهاتكم وجهلكم، فالزمن زمن مشاركة علمية في هذا الوطن الذي يسع الجميع بحمد الله، وليس زمن استعباد حزبي ولا مذهبي، وكلنا أبناء تسعة شهور وأبناء هذا الوطن، ومرجعنا الكتاب والسنة، ولكن بلا انتقائية ولا تحريف ولا فهم سطحي.

فهمتهم أم لم تفهموا؟؟

أرجوا أن تكونوا فهمتهم... وأن تتخلوا عن احتقار أنفسكم، وحسد من لولاه لما عرفكم أحد، ولا طبل لكم الغلاة ولا سموكم شيوخاً وأعياناً وعلماء ودعاة...الخ!!

كل هذه الالقاب المزيفة التي منحوكم إياها تحريضاً عليّ، هم يضحكون عليكم بها، وسأسحبها برأس قلمي ونرجعكم إلى أحجامكم الطبيعية، ونبقيكم حيث خدعتكم أنفسكم،  وسأجعل الغلاة يستحون من إطلاق هذه الألقاب المزيفة عليكم، وسأجعلكم تخجلون من هذه الألقاب الكاذبة التي خدعتم بها الناس وزينتم بها هذا البيان الفضيحة .

هذا رد مختصر فقط على (حمدلتكم) التي لا تعرفون أسرارها، فإذا لم تسلم لكم (الحمدلة) فبالله عليكم ماذا سيبقى لكم؟؟

انتظروا وستصدقون أن بيانكم فضيحة، وأني لم أكن أبالغ في وصفي له بأنه فعلاً ( فضيحة )

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=128
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 10 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28