• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : سلسلة "حوار القادة والأتباع في القرآن الكريم (ألجزء الرابع) { الذنوب بأسماء مزخرفة }" .

سلسلة "حوار القادة والأتباع في القرآن الكريم (ألجزء الرابع) { الذنوب بأسماء مزخرفة }"



  سلسلة "حوار القادة والأتباع في القرآن الكريم (ألجزء الرابع)"
                          { الذنوب بأسماء مزخرفة }



التابعون المستضعفون يقولون للذين كانوا يعبدونهم، اي يتبعونهم ويطيعونهم: (إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين)؛ أي يزينون لهم من طريق الدين نفسه! بمعنى؛ يزينون لهم الذنوب، من قتل وكذب وظلم . الخ؛ يسمون هذه الذنوب بأسماء مزخرفة؛ فقتل النفس المحرمة جهاد؛ والكذب ذب عن الدين؛ والظلم عزة  الخ


لمطالعة  "سلسلة "حوار القادة والأتباع في القرآن الكريم (ألجزء الأوّل)" {ألمقدِّمة}" على هذا اللرابط «««


لمطالعة  "حوار القادة والأتباع في القرآن الكريم (ألجزء الثاني) { مفتاح الأنداد }" على هذا اللرابط «««


لمطالعة  "سلسلة "حوار القادة والأتباع في القرآن الكريم (ألجزء الثالث) { جُنْدٌ مُحْضَرُونَ }" على هذا اللرابط «««


لأن هذا الموضوع ( موضوع القادة والأتباع) هو السبب الرئيس في الصد عن معرفة الله ودينه كان لابد من بسطه؛ ولأن هذا الموضوع خضع للتنابز والتهاجي دون تأصيل قرآني، وأصبح كل فريق من المسلمين مطمئن إلى حاله، باتهام الآخرين، كان لابد من القرآن الكريم؛ فالقرآن الكريم كفيل ببيان صفات المتبوعين المعبودين، وبيان نوع العبادة، كما أن القرآن كفيل ببيان التابعين الضالين المغترين وأسباب اتباعهم. وأبرأ من كل توظيف خلاف ما ينطق القرآن؛ ففي كل مذهب، مطمئنون هجاؤون - بعض النظر عن النسبة - وعلى قدر الاطمئنان والهجاء يكون الغرور والوقوع.
لذلك؛ نصيحتي لكل مسلم، أن يبحث الموضوع من القرآن، وأن يحذر أن يكون من المتبعين بغير هدى، وأن يتوقف عن الهجاء، فنفسه أولى بالإصلاح والمراقبة؛ وهذا نموذج عجيب من الحوار بين القادة والأتباع يوم القيامة:
{احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24) مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27)قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29)وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (31) فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ (32) فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (33) إِنَّا كذَلكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (34) إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قيلَ لهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35)} [الصافات]
ظاهر الآيات في المشركين الخلص، عبدة الأصنام؛ ولكن الآيات تشمل كل من عبد غير الله؛ بدلالة أول الآيات (( الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون)؛ والأزواج هنا المراد بهم الأشباه (أشباههم/ أقرانهم) ؛ وليس الزوجات؛ لأن زوجة فرعون صالحة لن تحشر معه، كما أن امرأتي نوح ولوط خائنتان كافرتان؛ وغالباً الكافر -  سواء كان كفراً أصلياً كلياً أو نسبياً - معه أقران وأشباه يتشجع بهم على المكر والتزيين (ويوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول..) ؛
والتعبير بالذين ظلموا أوسع دائرة؛ ولهم أقران واشباه.
إذاً؛ فالذين ظلموا يكون لهم أزواج (أقران) ؛ بل ليس هناك ظالم إلا وله قرين أو شبيه يتبادلان الأفكار في المكر والتضليل والتزيين؛ وتاريخنا مليء؛ فالذين ظلموا + أقرانهم+ ما كانوا يعبدون-  سواء من هوى أو عصبية أو عادة أو طاغوت أو أنداد - كل هؤلاء يتم دلهم على صراط الجحيم؛ ثم يكون الحوار؛ ونستفيد من الآيات أنهم - الظالمون وأقرانهم والعابدون والمعبودون - كانوا يتناصرون في الدنيا، ينصر بعضهم بعضاً؛ ولا يستسلمون لأمر الله. ثم أقبل بعضهم على بعض، يتساءلون عن السبب الذي أوردهم هذا المورد، وجمعهم هذا الجمع - نجانا الله وإياكم منه- فكان الكلام الأول للمستضعفين.
التابعون المستضعفون يقولون للذين كانوا يعبدونهم، اي يتبعونهم ويطيعونهم: (إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين)؛ أي يزينون لهم من طريق الدين نفسه! بمعنى؛ يزينون لهم الذنوب، من قتل وكذب وظلم . الخ؛ يسمون هذه الذنوب بأسماء مزخرفة؛ فقتل النفس المحرمة جهاد؛ والكذب ذب عن الدين؛ والظلم عزة  الخ؛ فيعتذر المعبودون الظالمون بأنهم لم يكن لهم سلطان على التابعين؛ وأن الأتباع كانوا طاغين أصلاً؛ ثم يعترفون بأنهم أغووهم لأنهم كانوا غاوين!
هل هذه الحوارات حوارات أصنام مع من كانوا يعبدونهم؟ أم حوارات قيادات وزعماء ومطاعين مع من كانوا يعبدونهم؟
الجواب واضح! والجميع يذهل عنه؛ والله يثبت بأن القادة والأتباع جميعهم مجرمون؛ القادة أجرموا في حق أنفسهم وفي حق الأتباع؛ والأتباع أجرموا في حق أنفسهم وفي حقوق الآخرين. والقرآن يثبت بأن جريمة الفريقين كانت في عدم التسليم لله؛ لم يأخذوا ما حرمه الله على محمل الجد؛ ولا ما أمر الله به على محمل الجد..
مستهترون.
لذلك؛ إذا قيل لهم : الله حرم كذا يستكبرون؛ ومن لوازم "لا إله إلا الله" أن تأخذها بجدية؛ أولا يمتليء قلبك بالهوى وحب الذات والقادة المضلين الخ؛ وهكذا.
فلا تظنوا أن العبادة هي للأصنام فقط؛ لا تطمئنوا؛ عودوا لواضحات الكتاب ومحكماته؛ لا يغركم بالله الغرور؛ لا تنخدوا ثم تندموا يومئذ؛ الله يريد منا أن نحقق معنى (لا إله إلا الله) والإله من التأله، امتلاء القلب بحب الله وخشيته؛ ففتش عن قلبك اليوم، قبل أن تكتشف خواءه غداً.
كانت هذه إشارات لبعض الآيات التي تتحدث عن (القادة والأتباع) ؛ وأن هذه أكبر مصيبة ستتورط بها البشرية؛ ولذلك كثرت المجادلات بينهم يوم القيامة.



لمطالعة  "سلسلة "حوار القادة والأتباع في القرآن الكريم (ألجزء الخامس) {خاص بالسلف}"" على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1243
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 09 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28