• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : لا تلعن من تريد، العن من لعنه الله! .

لا تلعن من تريد، العن من لعنه الله!


لا تلعن من تريد،  العن من لعنه الله!


الشيعة والسنة إخوة مسلمون؛ وفي كل فريق غلاة ومعتدلون؛ فتعميم اللعن على طائفة من المسلمين هو بغي وعدوان؛ فالمذهب فيه عادلون وظالمون. حتى الإمام علي - مع أن النص معه - كان ينهى عن لعن (أهل الشام جماً غفيراً)؛ لأن فيهم الجاهل والمكره ..الخ؛ وإنما يخصص دعاءه على الظالمين منهم. ومن منا - سنة أو شيعة - كالإمام علي الذي معه النصوص العامة والخاصة؛ وهو أعرف الناس بخصومه - من يستحق ومن لا يستحق - يعرفهم أطفالاً ورجالاً!؟.


بعض الحمقى يرددون : العنوا فلاناً وفلاناً.. العنوا آل فلان...
هذا حمق وجهل؛ أنت العن من لعنه الله؛ كل من يلعن فئة ما؛ قبيلة، مذهباً، جماعة، حزباً، فلعنه جاهلي؛ اللعن القرآني في حق صفات لا أقوام ولا مذاهب.
أعني مثل:
لعن الظالمين والكاذبين الخ؛ من يلعن ما يشاء فهو يعبد نفسه ومذهبه وحقده ومرضه؛ ومن يلعن من لعنه الله؛ كالشيطان والظالمين والكاذبين؛ فهو يعبد الله؛
ولو في هذه الجزئية.
الأحمق يضعف مع الشدائد؛ ويخرج عن تعاليم الدين بسهولة؛ فيلعن يميناً وشمالاً؛ والمتدين الصادق ثابت في الشدة والرخاء؛ يلعن من لعنه الله فقط.
الدين ليس لك حتى تلعن من تشاء وتترضى عمن تشاء؛ الدين كله لله؛ كله؛ أتعرف أيش معنى كله؟ أم تريد أن يشركك في الدين؛ ليكون بعضه لك وبعضه له؟
من أراد الدين فليرجع إلى الأصناف التي لعنها القرآن؛ ومن أراد الهوى فليلعن من يشاء وفق مزاجه؛ هنا يتبين أن تدين بعض المتدينين اجتماعي فقط! فما يحبه المجتمع ترضى عنه؛ ولو كان من دعاة النار؛ ومن يبغضه المجتمع لعنه؛ ولو لم يعرفه.
الدين الاجتماعي غير دين الله؛ كان دين قريش اجتماعياً!
لا تظن أن الله لن يفتنك ويمحصك؛ الإيمان الاجتماعي لا يقبله الله إلا بتمحيص؛ وبما تكره؛ ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)؟
تظنون أن المتدينين؛ كلهم؛ مستعدون لعبادة الله في الشدة والرخاء؟
هذا ظن فقط! لعل المتدينين من أكثر الناس عبادة للمجتمع والعادة والعرف والهوى؛ وأقصد بكلمة المتدينين, ذلك التدين المغالي المتشدد الذي ينخدع له العامة؛ أما المتدين بالمعنى الشرعي فهو الملتزم بدين الله؛ لا بالعادة والهوى.
المغالي يعبد نفسه فقط؛ هو مستعد - كإبليس - أن يقول لله: "لا" إذا شعر أن خصوصيته مهددة؛ الكبر في المغالي هو كالكبر في إبليس تماما ً! أنا خير منه!
نصيحتي للمتخاصمين والمتمذهبين أن  يعلنوا من لعنه الله؛ أو يتواضعوا في دعائهم؛ كأن يقولوا (اللهم إن كنت تعلم أن فلاناً يستحق اللعنة فالعنه).
نصيحتي للغلاة أن يتوقفوا عن اللعن؛ حتى في حق من لعنه الله؛ حتى يخرجوا منهم؛ لأنهم لن يلعنوا صنفاً لعنهم الله إلا وهم منهم:
الظالمين؛ الكاذبين.. وقد كتبت عن الأصناف التي لعنها الله قبل أكثر حوالي السنه:

لمطالعة موضوع "اللعن.. بين المشروع والممنوع " على هذا اللرابط «««

كلها في هؤلاء الغلاة تقريباً؛ فهم حتى لو لعنوا من لعنه الله فقط فهم يلعنون أنفسهم!
ابن تيمية قال : الصحابة لما اختلفوا لعن بعضهم بعضاً..
جوابه: من كان من دعاة الجنة فلعنه تابع لحقه؛ ومن كان من دعاة النار فلعنه تابع لباطله. وهذا نص ابن تيمية الذي يستدل به الغلاة في شرعية التلاعن لأن الصحابة قد فعلوه !!!وسيأتي الرد:
يقول ابن تيمية في منهاج السنة  (4/ 468):( وَأَمَّا مَا ذَكَرَهُ  (يعني ابن المطهر) مِنْ لَعْنِ عَلِيٍّ، فَإِنَّ التَّلَاعُنَ وَقَعَ مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ كَمَا وَقَعَتِ الْمُحَاربَةُ! وَكَانَ هَؤُلَاءِ يَلْعَنُونَ رُءُوسَ هؤُلَاءِ فِي دعائِهِمْ، وَهَؤُلَاءِ يَلْعَنُونَ رُءُوسَ هَؤُلَاءِ) !!
وهذا الكلام من ابن تيمية عجيب، ولاشرعية فيه للتلاعن بإطلاق؛ لأن النبي قد دعا على الكفار، وكان أبو جهل وقريش يدعو على النبي والمسلمين أيضاً؛ دعاء النبي جزء من إسلامه؛ وملحق به؛ ودعاء أبي جهل جزء من شركه وملحق به؛ ودعاء دعاة الحق والجنة ملحق بهما؛ ودعاء البغاة ودعاة النار ملحق بهما؛ فلا يجوز للشيعة أن يدعو على السنة؛ ولا للسنة أن يدعو على الشيعة؛ لأن الفريقين ليس معهم النصوص الخاصة التي تفصل بين دعاة الجنة ودعاة النار.
الشيعة والسنة إخوة مسلمون؛ وفي كل فريق غلاة ومعتدلون؛ فتعميم اللعن على طائفة من المسلمين هو بغي وعدوان؛ فالمذهب فيه عادلون وظالمون. حتى الإمام علي - مع أن النص معه - كان ينهى عن لعن (أهل الشام جماً غفيراً)؛ لأن فيهم الجاهل والمكره ..الخ؛ وإنما يخصص دعاءه على الظالمين منهم. ومن منا - سنة أو شيعة - كالإمام علي الذي معه النصوص العامة والخاصة؛ وهو أعرف الناس بخصومه - من يستحق ومن لا يستحق - يعرفهم أطفالاً ورجالاً!؟.
نعم الإمام علي وحده؛ له الحق في الدعاء على أهل البغي والعدوان؛ لأن معه النصوص في ظلمهم ودعوتهم إلى النار؛ ولأنه خليفة شرعي لكل المسلمين الخ.
حب الإمام علي ليس ترفاً؛ ولا عصبية لبني هاشم؛ فقد كان أبو لهب منهم؛ حب الإمام علي قصة كبيرة؛ لا يفهمها الغلاة المنافقون؛ إنه إيمان يا سادة؛ فلا يتشبه الغلاة والمنافقون بالإمام علي؛ لأنه يعرف متى تتحقق شروط اللعن في الظالمين والكاذبين؛ - والبغي ظلم - هو يدعو لله؛ لا لنفسه مثلكم.
مهلاً أيها المنافقون الغلاة؛ لا تتشبهوا بالإمام علي؛ فهو يعلم من يلعنه ويدعو عليه؛ وأنتم لا تعرفون من تدعون عليهم؛ ولا تعرفون أنفسكم.
والخلاصة:
يجب على جميع المسلمين؛ شيعة أو سنة؛ أن يتقوا الله في حصائد ألسنتهم؛ فلا يشرعنوا لأنفسهم لعن من يكرهون بجهل؛ فهذا شرك في التشريع.
إن كان ولابد فتواضعوا ولا تصرحوا؛ قولوا: اللهم إن كنت تعلم أن المذهب الفلاني أو الجماعة الفلانية أو المذهب الفلاني يستحقون اللعن فالعنهم؛ مع أن نصيحتي أن تدعو الله أن يصلح الجميع؛  ويهديهم؛ ويصلح ذات بينهم؛ وباب التوبة مفتوح؛ فقد كنت أدعو على المسلمين فرجعت عن ذلك.
كنت قد دعوت على المسلمين لأنني رأيت فيهم الظلم والكبر والكذب ..الخ؛ ثم رأيت أن هذا خطأ؛ والتعميم جائر؛ فلم تأخذني العزة بالإثم؛ ورجعت عن ذلك.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1157
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 06 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29