• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : ألا يظن أؤلئك أنهم مبعوثون؟! .

ألا يظن أؤلئك أنهم مبعوثون؟!


#ألا_يظن_أؤلئك_أنهم_مبعوثون؟



احذروا من سلب السمع والبصر؛ فليس بعدهما إلا مجزرة العقل؛ ثم يكون طبخ الضمير! كان آخر ذنوب بني إسرائيل (ثم قست قلوبكم)؛ قسوة القلوب آخر الذنوب!
سلب ملكاتك الداخلية أعظم من سلب أملاكك الخارجية.
عجبت لمن يجادل في سلب أرضه وماله؛ وهو يسمح بسلب عقله وقلبه!


ألا يظن أؤلئك أنهم مبعوثون؟!
هذا السؤال القرآني ورد في حق المطففين:
(الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)[سورة المطفّفين]
والآية ضمن حشد قرآني كثيف جداً في أهمية (الإيمان باليوم الآخر)؛ الذي يظن كثير من الناس أنهم يؤمنون به ذلك الإيمان الكافي..
هكذا يظنون!
واقع كثير من الناس- حتى المتدينين منهم - واقع من لا يؤمن بالبعث ولا الحساب؛ يظنون أنهم يكفيهم الاعتراف النظري بأن هناك (يوماً آخر)! وفقط! بل تجدهم يكادون يمنون على الله بأنهم قد اعترفوا باليوم الآخر؛ وخلاص! كأنّ المطلوب اعترافاً نظرياً؛ وليس استشعاراً قلبياً ينعكس على السلوك!؟ ولذلك تجد سلوكهم  سلوك من لا يؤمن باليوم الآخر؛ وهنا يأتي التذكير الإلهي لكل من لا يستشعر ذلك الإيمان بقلبه: (ألا يظن أؤلئك أنهم مبعوثون)؟
هنا سؤال:
لماذا واقع الشعوب المتدينة يبدو أكثر استخفافاً بالبعث واليوم الآخر من الشعوب الأخرى غير المتدينة؛ من شعوب الغرب والشرق؟!
لماذا؟
في سؤال أصرح:
لماذا يبدوا أكثر الناس تديناً - في الظاهر - هم أكثر الناس بعداً عن مراقبة الله؛ في القول والعمل؟ أو أكثرهم شراهة في الموبقات؟
سؤال أكثر صراحة:
لماذا يتقي المتدينون - في الظاهر - المعاصي الصغرى؛ أو حتى المباحات؛ ويخوضون بحماس شديد في المعاصي الكبرى؛ وباطمئنان وغبطة؟
أليس من العجب أن تجد الشيخ؛ أو الداعية؛ متشدداً في الغناء ومتهوراً في الدماء؟!
أو أن تجده متشدداً في تقصير الثوب وفي تطويل الأذى والعدوان؟
هنا يأتي السؤال القرآني:
ألا يظن أؤلئك أنهم مبعوثون؟ حتى مجرد استحضار (الظن)؛ لو استحضروه - وليس اليقين - كان كافياً لردعهم وكبحهم قليلاً؛ وقد أجاب القرآن على هذا التهور في الكبائر والموبقات؛ ولخصها بأمرين؛ هما:
(زين لهم الشيطان أعمالهم)؛ (وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون)!

#ألا_يظن_أؤلئك_أنهم_مبعوثون؟
ألا يظن أؤلئك أنهم مبعوثون عندما ترى من يتشدد في الغناء واللحية والثوب، ويتهور في الدماء والتهمة والحوب ؟!
ألا يظن أؤلئك أنهم مبعوثون عندما ترى الذين يستوفون لأنفسهم بأنهم أولاد شرف وعفاف وطهر، ويُخسرون غيرهم بأنهم أولاد زنا ومتعة وعهر؟!
ألا يظن أؤلئك أنهم مبعوثون عندما ترى من يستوفون لأنفسهم بتحريم الوهم عليهم؛ بينما يكذبون على الآخرين في النقل؛  وبكل راحة؛ وبلا خوف من الله؟!
ألا يظن أؤلئك أنهم مبعوثون عندما ترى الذين يلزمونك بالرواية والرأي والمزاج الشعبي؛ ويتنصلون من آيات القرآن وبداهة العقول ودفائن الضمير الحي؟!
ألا يظن أؤلئك أنهم مبعوثون؟!
الويل للمطففيين؛ إنما هو للذين يستوفون حقهم؛ ولكنهم يُخسرون غيرهم؛ أما الذين يأخذون  ما ليس لهم؛ ولا يعطون غيرهم، فموضوعهم قصة أخرى؛ أكبر من ويل؛ لذلك فالذين يتكبرون؛ ويرون أن الآية لا تتناولهم؛ نقول: ربما، لأنهم ليسوا من المطففين فقط؛ وإنما من صنف آخر؛ يأخذ ما ليس له ولا يعطي حقاً أصلاً.
ليطمئن الظالمون؛ فالآية (ويل للمطففين)  قد لا تتناولهم! قد تكون في من دونهم؛ أما هم فلهم شأن آخر!  الويل هنا للمطففين؛ أي لاصحاب الظلم الطفيف؛ الّدين يستوفون حقّهم من بخس غيرهم؛ أمّا أصحاب الظلم المطلق العنيف؛ الذين يأخذون كل شيء؛ ولا يعترفون لغيرهم بأيِّ شيء؛ فهؤلاء لهم شأن آخر؛ سيعلمونه يوم تبلى السرائر؛ في يوم تشخص فيه الأبصار!
فليطمئنّوا وليفرحوا ولينتظروا إنّا معهم منتظرون!
احذروا من سلب السمع والبصر؛ فليس بعدهما إلا مجزرة العقل؛ ثم يكون طبخ الضمير! كان آخر ذنوب بني إسرائيل (ثم قست قلوبكم)؛ قسوة القلوب آخر الذنوب!

**************
سلب ملكاتك الداخلية أعظم من سلب أملاكك الخارجية.
عجبت لمن يجادل في سلب أرضه وماله؛ وهو يسمح بسلب عقله وقلبه!
**************
من سألكم عن حكم سب الصحابة فاختبروه؛ قولوا له:  من على المنابر أو من دونها؟!
هنا سيثبت الباحث وينسحب الماكر! الماكر ليس جاداً؛ هو مهرج فقط!

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1123
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 05 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29