• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : الرجم ؛ ابن تيميه ؛ البخاري وعقول الناس! .

الرجم ؛ ابن تيميه ؛ البخاري وعقول الناس!




حديث القردة الزانية في البخاري الحيدري الشيعي ينكره:

https://www.youtube.com/watch?v=3SVmcPITVu8&feature=youtu.be

والحويني السني يثبته!

https://www.youtube.com/watch?v=vM1OC2XBwg0&feature=youtu.be
هل أنت ملزم بإثباته؟



وهذا جواب على من يمذهب المعلومة ويجعل اتفاقك في فكرة مع الآخرين مذهباً لك!
كلا؛ لك عقلك لا للمذهب؛ لك قناعاتك لا للمذهب؛ الحويني صحح حديث رجم القردة الزانية وغفل عن علل اسنادية ومتنية كثيرة منها:
1 تغير حصين بن عبد الرحمن الراوي عن عمرو بن ميمون.
٢ تدليس هشيم بن بشير.
٣- ضعف علي بن عاصم وروايته عن الوراقين وإصراره على الخطأ.
٤ ضعف الطرق الأخرى عن حصين عم عمرو بن ميمون.
عمرو بن ميمون ثقة ومتنزه عن سلطان السوء؛ والطرق إليه لا تصح أصلاً؛ لا سيما وأن الرواية القديمة كانت ساذجة من حيث الأداء؛ أما علل المتن فكثيرة:
١- ما الذي ادرى عمرو بن ميمون - على افتراض أنه صح عنه الأثر - بأن القردة متزوجة من ذلك القرد الكهل؟! فليس هناك ما يثبت أن القرد يتزوج بعقد وشهود ومهر.. الخ؛ الذي نعرفه عن الحيوانات أنها غير مكلفة؛ والذكور تتنافس حسب الأقوى فقط؛ ثم من العلل المتنية أنه ذكر أن القرود رجمت القردة؛ والقرود لا تعرف ترجم؛ فطبيعة خلقة يديها تتناسب مع الأكل والمشي؛ لا الرجم؛ القرود عندما تتصارع تتعاض (وتتهارش) ولا تتراجم؛ لعدم قدرتها على قدف الحجر في شكل مستقيم؛ عهي تلقي الأشياء إلقاءً لا رجماً!
أيضاً القرود لا تعرف الحفر؛ بخلاف بعض الحيوانات؛ أو قدرتها على الحفر ضعيفة على الأقل؛ ولو حفروا للقردة قد ينتهي اليوم قبل! بمعنى؛ قد ينتهي اليوم قبل أن يتموا الحفرة؛ لاسيما وأن نوم القرد مع عروسه؛ ثم عملية الزنا! ثم البحث عن الزاني كان في نفس اليوم!
ثم القردة الزانية تستطيع أن تخرج من الحفرة وتهرب؛ فقدما القرد أقوى من قدمي الإنسان؛ وقفزاته أقوى؛ ولم يذكر أنهما ربطاها؛ ثم ما مصير القرد؟
لماذا رجم القردة فقط؛؟! ولماذا لم يتم رجم القرد؟! وهل هو محصن أم غير محصن؟!

الحويني السنّي يثبّت حديث رجم القرده:
https://www.youtube.com/watch?v=vM1OC2XBwg0&feature=youtu.be

موضوع لم يبينه الحويني.
عند ابن عساكر - من طريق عيسى بن حطان عن عمرو بن مبمون -  أن القرود رجموهما معاً؛ لكن عيسى ضعيف؛ ورواية البخاري: القردة فقط!
ثم لماذا لا تكون القردة زنت مع الشايب؛ وأن القرد الشاب هو زوجها الحقيقي؛ ولكن الشايب استولى عليها؛ ثم غضب عليهما معاً؟!
بمعنى أنه لا دليل عند عمرو بن ميمون - لو صح الأثر عنه - بأن الشايب هو الزوج الحقيقي: قد يكون لقوته خطفها جبراً من الولد! ونحن نعلم التظالم ببن الحيوانات؛ فالأقوى يستولي على الإناث ويفتك بالأضعف؛ ومن المعروف عن الحيوانات طاعتها الأقوى لا الأصوب.
يقول ابن قتيبة  في تضعيفه هذا الحديث (الذي يرى القرود تتسافد لا يعلم أزنت أم لم تزنِ؛ هذا ظن)؛ يقصد أين الإثبات؟
ثم لو افترضنا أن القرد الشايب هو الزوج؛ وأنهم يطبقون الحدود؛ فشهادة الزوج فقط لا تكفي؛ ولاحد فيها إلا بعد ملاعنة؛ ولم تحدث.
الخلاصة:
أن العلل الإسنادية والمتنية كثيرة جداً؛ وكان الأولى بالشيخ الحويني أن يستعرضها ثم يجيب عليها ويقنعنا؛ أما هكذا فلا؛ عمرو بن ميمون عندي ثقة؛ صائن لنفسه؛ مجتنباً سلطان السوء في وقته؛ إنما العلة من الرواة عنه؛ فهم بين متغير ومدلس وضعيف؛ فلا تناقض.

ابن تيمية يضيف الطيور بعد القرود:
يقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى (11/ 545) قال:
فَإِنَّهُ قَدْ ثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ:


{أَنَّ أَبَا عِمْرَانَ رَأَى فِي الْجَاهِلِيَّةِ قِرْدًا زَنَى بِقِرْدَةِ فَاجْتَمَعَتْ عَلَيْهِ الْقُرُودُ فَرَجَمَتْهُ}
. وَمِثْلُ ذَلِكَ قَدْ شَاهَدَهُ النَّاسُ فِي زَمَانِنَا فِي غَيْرِ الْقُرُودِ حَتَّى الطُّيُورِ
اهـ كلام ابن تيمية.
أولاً: القصة مروية عن عمرو بن ميمون، وليس أبا عمران ، فهذا لم يذكره البخاري ولا غيره، وهذا من تصرف ابن تيمية في متون الأحاديث، وهو كثير.
ثانياً: أراد ابن تيمية أن يدعم صحة هذا الحديث المنكر، بأنه زعم أن الطيور تفعل ذلك أيضاً، يعني إذا زنى عصفور تقوم العصافير برجمه، وهذا باطل؛ والغريب أن ابن تيمية – كعادته - ينقل بثقة (عن الناس) أنهم شاهدوا هذا، وهذا ما لم يعرفه الناس، ولا أعلم من يزعم أنه رأى الطيور ترجم الزناة منها!
وإذا كان القرد أضعف عن الرجم لطبيعة خلقة يديه، فإن الطيور أبلغ من ذلك، فلا أتصور صقراً أو نسراً أو عصفوراً يستطيع أن يأخذ حجراً ويرمي به!
نعم؛ قد يستطيع النسر وأمثاله من الطيور أن يرفع حجراً ثم يلقيه من السماء، لكن إذا فعل ذلك قد لا يستطيع تصويبه على النسر الذي في الحفرة..
صعب!
والحجر حجر؛ ليس فيه جهاز توجيه؛ كالصاروخ مثلاً! فإذا ألقاه من قريب لن يقتل؛ وإن ألقاه من أعلى لن يصيب! إلا إذا كان عندي مشكلة في التصور.
أرى أن كثيراً من الفقهاء يستغفل العامة، وكان الفقيه يعد يومئذ أكثر الناس عقلاً، وأنهم يعلمون الدين والطبيعة وكل شيء، فيتكلمون من غير رقيب؛ وما زال بعض العلماء اليوم يستغفلون العامة، فيتكلمون في حقائق علمية ونظريات وهم على ثقة أنهم لن يفقدوا من جمهورهم أحداً، وهذا جرأهم أكثر؛ لذلك فالواجب على الناس مناقشة الفقيه، والرد عليه إذا أخطأ، وإشعاره بأنه بشر؛ لا يلزمنا من كلامه إلا ما اقتنعنا به، فالغلو في أهل العلم ضار.
أهل الحديث يتحولون لعقلانيين إذا تكلم شيعي بشيء قريب من هذا؛ فالراوي جميع بن عمير عندما روى بعض فضائل علي تكلفوا؛ فضعفوه بأمر؛ وهو:
كما في تهذيب التهذيب (2/ 112) (قال بن نمير كان  - يعني جميع بن عمير- من أكذب الناس كان يقول أن الكراكي تفرخ في السماء ولا يقع فراخها) !!!
هكذا يجعلون من هذا الثقة أكذب الناس؛ لماذا؟
لأنه اكتشف الجاذبية قبل نيوتن! هه
لأنه كان يظن أن الكراكي - نوع من الطيور- تضع بيضها فوق الجاذبية؛ فلماذا يكذبون جميع بن عمير ( من رواة حديث المؤآخاة الكبرى بين النبي والإمام علي) على تصور تصوره فقط، ولا يكذبون من يروي رجم القرود والطيور؟!
طبعاً لا نقر جميع بن عمير على تصوره في الكراكي - واحده كركي - فقد كان يتصور أنه يصعد إلى السماء حتى يصل لمكان يضع فيها بيضه ولا يقع، تصور جيد؛ لأن الخيال مفتوح؛ لك أن تتخيل ذلك، وأن تعتقد أن بعض الطيور تتجاوز الجاذبية؛ لكن ليس من حقك أن تقول أن الناس يعرفون أن الحيوانات ترجم زناتها. أنت قل أن القرود والطيور ترجم زناتها؛ لكن لا تقول أن الناس يعرفون - كما أراد أن تيمية أن يقنعنا - وكأننا لسنا من الناس، وأنه يجب أن نصدق فوراً!
جميع بن عمير ذكر تصوراً له فقط؛ ولم ينقله عن الناس؛ ولم يجبر الناس على تصوره - وهو تصور متقدم جداً، سبق نيوتن - لكن ابن تيمية ينقل عن الناس!
والخلاصة:
لا نقول بضعف أحاديث البخاري ولا غيره؛ فقط نقول: لا تقبلوا كل شيء بتسليم مطلق لأنه رواه البخاري أو قاله ابن تيمية؛ عقولكم لكم لا لهم.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1100
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 04 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18