• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : محاربة داعش أساسها النقد الذاتي! .

محاربة داعش أساسها النقد الذاتي!

لو أن الجامعات التزمت في رسائلها بنسبة معينة من الدراسات النقدية ( ولو ١٪ ) لأسهم هذا في التقليل من جماهير الغلاة, وبالتالي داعش وأخواتها.



يستغرب الناس لماذا تصور داعش جرائمها وتتفاخر بها؟.. داعش تعرف سعة جمهورها؛ وهي تروي غليل قلوبهم التي تشربت النظريات الوحشية ولم تر من يطبقها! هي حالة نفسية مرضية عامة تشربها كثير من المسلمين عبر مؤلفات ورموز وقنوات؛ ولم يبق إلا التطبيق؛ ففازت داعش بالتطبيق واشتهرت أكثر من القاعدة، هذا هو السر في شهرة داعش وتوسعها؛ لأنها طبقت التراث المغالي في حق المسلمين؛ بعكس القاعدة التي كانت تحاول تطبيق بعضه فقط، وفي غير المسلمين فقط.
لو أن القاعدة اشتغلت بقتل الصوفية والشيعة والأشاعرة في افغانستان وباكستان وتركت الامريكيين لكانت أشهر من داعش وأروى لغليل الجماهير! فالمشكلة إذاً في غليل هذه الجماهير الواسعة. هذا الغليل من يرويه!؟
لذلك داعش سبقت القاعدة، هذا الغليل في القلوب هو المعيار، فمن يرويه أكثر يكسب، لذلك لا تستغربوا إحراقها الطيار الاردني مثلاً، ولا بيعها النساء والأطفال.. الخ، هي متصالحة مع التراث المذهبي والتطبيق التاريخي والتربية.. الخ.
كنت أقول من قديم أن القاعدة وطالبان لا تمثل التراث المغالي؛ لأنها لم تحقق إلا القليل من الغلو؛ الذي تتدين به هذه الجماهير التي صنعها التراث، في لقاءات قديمة لي كنت أتوقع أن القاعدة ستتلاشى لصالح جماعات أكثر تطرفاً لسببين:
الأول تجنبها استهداف المسلمين.
الثاني تجنبها تطبيق كل الغلو.
الجريمة لها شهرتها وزينتها في قلوب الجماهير المغالية؛ وكلما كانت الجماعة أكثر إجراماً كلما كانت أكثر تديناً عندهم، لذلك داعش تعرف ماذا تفعل! داعش تعرف أن معها كثيراً من الدعاة والشيوخ والمعلمين والطلاب.. الخ، إلا من كان في غاية العلم أو غاية الفسق! هي تعرف الجمهور، وتعرف كيف ترضيه!
الحل قلناه قديماً وحديثاً حتى مللنا، قلنا الحل في (النقد الذاتي)، وأن الواجب أن تقوم الجامعات إلزامياً بنقد التراث وإنزاله من هذه الصنمية.
لو أن الجامعات التزمت في رسائلها بنسبة معينة من الدراسات النقدية ( ولو ١٪ ) لأسهم هذا في التقليل من جماهير الغلاة, وبالتالي داعش وأخواتها.
تقليل الغلو ممكن جدا، التقليل التكتيكي عبر الدعايات ضدهم والفتاوى لا تكفي، لابد من عمل استراتيجي لله، يكون هو المعبود فقط، لا تراثاً ولا رمزاً.
الشيء إذا كان لله نفع وباركه الله، وما كان لغيره يفشل ويكون أثره محدوداً.
لنحارب الغلو لله، نتقده كله؛ سواء كان قديماً أو حديثاً.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1031
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 02 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19