• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : {المالكي والحيدري والتصنيف} .

{المالكي والحيدري والتصنيف}

نعم.. لو أن المسلمين كانوا يخشون الله؛ فلا يزكون أنفسهم ولا يبخسون الناس أشياءهم؛ لكان التصنيف المذهبي إضافة معرفية على أساس فهم الآخر ومدرسته؛ لكن بما أن المسلمين - أو أغلبهم - قد نفخهم الشيطان وشغفهم وأشرب في قلوبهم هذه التصنيفات المذهبية؛ مع استحضار العصبية الجاهلية؛ فتركه أولى.
شاهد: هل يقصد السيد كمال الحيدري، حسن فرحان المالكي بهذا الكلام؟

رابط لمشاهدة: هل يقصد السيد كمال الحيدري، حسن فرحان المالكي بهذا الكلام؟

الجواب: نعم.. هذا الذي حصل!
نعم علم الإمام علي بأمور خاصة - كالعلم بالفتن والمنافقين والملاحم ونحو ذلك - هذا قدر مخصوص من إخبار النبي له؛ كما أخبر حذيفة؛ بل هو أستاذ حذيفة.
فعلم بعضهم بغيبيات خاصة لا يعد علماً بالغيب بالمطلق؛ حتى النبي صلوات الله عليه لا يعلم الغيب؛ لكن يعلم بعضه مما علمه الله؛ ثم خص به من شاء، وما منا إلا ويعلم بعض الغيب؛ لكنه علم من الله؛ كعلم المؤمنين يقيناً بأن بحصول اليوم الآخر وجنة وناراً.. الخ، فهذا غيب لكنه مخصوص وليس ذاتياً.
علماء الشيعة وباحثوهم أولى بالتصحيح (لنقد الذاتي)، مثلما يقع على علماء المذاهب الأخرى الشيء نفسه؛ سنة أو غيرهم؛
بالنقد الذاتي تتحقق شهادة لله.
وما ذكره السيد الحيدري من ترجمة الشيعة لبعض أهل السنة في رجال الشيعة هو من النظرة لتعريف التشيع نفسه؛ وهذا الخلل في التعريف عام..
أعني أن الاتفاق على المعيار له ما بعده؛ فمن يجعل حب أهل البيت فقط معياراً للتشيع سيدخل النسائي والحاكم وعبيد الله بن موسى ووكيع بن الجراح.. الخ؛ وهذا هو المعنى العام للتشيع؛ أو الدائرة الأوسع؛ بل ربما يدخل في هذا المعنى أكثر أهل السنة؛ ومنهم من يضيق المعنى بمعايير أخرى؛ كذم خصومهم مثلا.
ثم هذا المعيار الثاني طبقات؛ ومنهم من لا يعتمد في التشيع إلا بمن ضم إلى حب أهل البيت وذم خصومهم؛ الإيمان بمنظومة من الاعتقادات؛ كالعصمة وغيرها.
ومنهم من يزيد علم الغيب والولاية التكوينية.. الخ؛ وهذا الاختلاف في معيار التشيع عند الشيعة موجود عند السنة أيضاً؛ سواء في معيار السني أو الشيعي؛ فبعض السنة لا يعتبر أهل الرأي (الأحناف) والأشاعرة من السنة؛ وكذلك بعض الأشاعرة لا يعدون السلفية من السنة؛ وهكذا؛ فالاختلاف في المعيار نفسه.
وحتى علماء الحديث تجد عندهم هذا الاضطراب؛ لأن لكل واحد منهم ثقافته الخاصة؛ فهو يصنف الآخرين انطلاقاً من هذه الثقافة؛ وليس من معيار علمي ثابت.
والحل.. ترك التصنيف المذهبي وإحياء التصنيف القرآني (مسلم/  مؤمن / منافق/ كافر/ مشرك/ ظالم لنفسه/ سابق في الخيرات....).. الخ؛ مع مراقبة وعدل وصدق؛ لأنه غلب على التصنيف المذهبي ذنبان عظيمان ذمهما القرآن الكريم؛ وهما:
1- تزكية النفس.
2- بخس الناس أشياءهم.
تجدونهما في كل  متحمس للتصنيف.
نعم.. لو أن المسلمين كانوا يخشون الله؛ فلا يزكون أنفسهم ولا يبخسون الناس أشياءهم؛ لكان التصنيف المذهبي إضافة معرفية على أساس فهم الآخر ومدرسته؛ لكن بما أن المسلمين - أو أغلبهم - قد نفخهم الشيطان وشغفهم وأشرب في قلوبهم هذه التصنيفات المذهبية؛ مع استحضار العصبية الجاهلية؛ فتركه أولى.
من أهداف الشيطان إغراء العداوة والبغضاء؛ ولا يجد اليوم أفضل من التصنيف المذهبي لهذا الهدف؛ لا سيما وأنه يستطيع به أن ينسيك قطعيات القرآن؛ أي يستطيع الشيطان إذا شغفك بهذا التصنيف المذهبي أن ينسيك العدل والصدق والأمانة وحرمة الدماء.. الخ
هو يجعلك بالتصنيف تستحل كل المحرمات القطعية؛ لذلك نصيحتي؛ لأي محاولة للحوار بين المذاهب؛ أن يتذكر الجميع تلك القطعيات؛ وتلك المشتركات؛ وألا يستجيبوا لإغراء الشيطان لهم بما دونها؛ هي أولى.
والحد الأدنى الذي يجب عليك أن لا تظلم من تصنفه؛ سواء باستحلال دم أو مال أو كذب عليه أو ظلمه.. الخ؛ لأن استحلالك لهذه المحرمات القطعية شرك؛ فأنت قد لا تشعر؛ وأن تشرع لهواك داخل الدين؛ فتنتقل للذنب الأعظم على الإطلاق (ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً)؛ وهذا ما يريده الشيطان بالضبط!
احذر أن ينقلك الشيطان - بحماسك - من الذنب الأصغر في الآخر إلى الذنب الأعظم عند الله؛ أنت أمام عدو مبين؛ له خبرته في المكر والكيد والتزيين.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1004
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 01 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18