• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : الشيطان ومشروعه في الكذب! .

الشيطان ومشروعه في الكذب!

فلا تظن أن كل من يؤمن بالله واليوم الآخر ويصلي ويستغفر أنه يعبر عن الدين، فالشيطان بمكره وتزيينه أخذ نصيبه من هذه الفئة..
وبنسبة مريحة جداً!
لذلك لا يصح أن تأخذ الدين إلا من الدين نفسه.

الشيطان حريص على أن يدوم مشروعه في الإفساد..
وبما أن الدين دائم وفعال.. لذلك فالشيطان يلبس مشروعه بالدين ليكون أكثر أمناً وفاعلية وديمومة.
ليس الشيطان غبياً ليقول:
تباغضوا..
افسدوا في الأرض..
واسفكوا الدماء.. الخ
إنما يقول:
انصروا الدين بهذا الكذب..
وهذا الظلم..
وهذا البغض..
وهذا القتل.

كل ما ترونه من إفساد (أهل الدين) ليس من (الدين)، لكنه من إفساد الشيطان وحرصه على كسب ثقة أهل الدين.
هو لا يشتغل من خارج المنظومة، حتى مع فرعون:
(وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26)) [غافر]
هذا فرعون أقنعه الشيطان بأن ما يفعله من الدين، ويخاف من موسى عليه السلام أن يبدل دين الأمة..
الدين لغة الجميع.. حتى فرعون!
وهؤلاء فجرة أهل الكتاب يحتجون بالدين لمعارضة النبوة  والاشتراء بآيات الله ثمناً قليلاً.. الخ، وحجتهم الحرص على الدين!
(وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَىٰ هُدَى اللَّهِ أَن يُؤْتَىٰ أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ ۗ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73)) [آل عمران]
فالشيطان وأصحاب الهوى والمفسدون وأصحاب الأغراض الرديئة إنما يحاولون التحرك من داخل الدين ويلتزقون به لتوظيفه في تدشين وشرعنة كل أنواع الفساد.
يأتي سؤال برئ يطرحه الطيبون، وهو:

هل يعقل أن أحداً يؤمن بالله واليوم الآخر يمكن أن يحتج بالدين كاذباً آثماً متعمداً؟!
ألا يعرف أنه محاسب؟
الجواب: نعم. فإبليس نفسه يؤمن بالله واليوم الآخر من حيث الاعتراف النظري والتصديق، لكن كبره يدفعه للتضحية بالجنة من أجل إرضاء هذا الكبر!
وهذا فريق من الناس يكشفهم الله في القرآن بأنهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه
وهم يعلمون!!!

۞ (أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)) [ألبقره]
وهذا صنف ثالث من النفسيات ذات الصناعة الشطانية  يؤمن بالله ولكنه يقول : العذاب ولا الحق!
النفس البشرية معقدة جداً!
(وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32)) [ألأنفال]
فلا تظن أن كل من يؤمن بالله واليوم الآخر ويصلي ويستغفر أنه يعبر عن الدين، فالشيطان بمكره وتزيينه أخذ نصيبه من هذه الفئة..
وبنسبة مريحة جداً!
لذلك لا يصح أن تأخذ الدين إلا من الدين نفسه. ولا يصح أن تأخذ من أهل الدين إلا بعد فحص وتعب، فالدين أولى بالتحري من بضائع تايوان واليابان..
وأنت مسؤول محاسب.
مسألة الفصل بين الدين وأهل الدين، ثم مسألة الفصل بين أهل الدين أنفسهم، هذا كله من ابتلاء الله لك وتمحيصه لك؛ فلا تظن أنك ستنجح في مخادعة الله..
أنت حر.
الله أعطاك قدرات معينة؛ مادية – عقلية – علمية.. الخ، أنت مبتلى وممحص فيها، وفي الوقت التي تظن أنك تخادع الله هو يخدعك بخداعك أنت ومكرك أنت!

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=994
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 01 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28