• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : مقالات وكتابات .
                    • الموضوع : الإمام الحسن وسبب تركه السلطة لمعاوية - مصححاً - .

الإمام الحسن وسبب تركه السلطة لمعاوية - مصححاً -

الحسن اضطر للتنازل بعد أن طعنوه والتحق كبار القبائل بمعاوية للمال، ولم يبق إلا في قلة، فسقطت حجة الجهاد.
كان النبي في مكة معه أكثر مما بقي مع الحسن من المخلصين ولم يقاتل فلما وجد الانصار قاتل.الجهاد له شروط .
لماذا لم يقاتل النبي في العهد المكي؟! قلة الناصر، أليس كذلك؟! وهذا ما حصل للحسن، نعم زعم النواصب غير ذلك.
النواصب افتروا على الحسن كعادتهم في الكذب على أهل البيت وأنه كان يعارض اباه وأنه ي...حب معاوية وأنه الخ...
ما تعرضت له سيرة الحسن من تشويه أكبر مما تتصورون، ثم مع تنازله عن الامر لم ينفعه هذا، فسمّه معاوية.

والخلاصة: أن القتل سيدركك في عهد معاوية سواء تنازلت عن الأمر واعتزلت كالحسن أو قمت بثورة كالحسين.
والغريب أن ابن تيمية جعل سمّ معاوية للحسن اجتهاداً! من جنس الحروب! يعني معاوية له أجر واحد فقط على سمّ الحسن! مسكين لم يحصل إلا على أجر واحد!
فمعاوية وبنو أمية مأجورون عند هؤلاء الحمقى في كل الحالات، يبرءونهم من الجرائم حتى يتعبون فإن تعبوا من رد جرائم ثابتة قالوا مأجوورن عليها!

هؤلاء الحمقى لا يعرفون مسألة الإبتلاء, لا يعرفون سنن الله في خلقه, لا يعرفون سرّ بقاء إبليس مثلاً, لماذا ؟

لو شاء الله لهدى الناس جميعًا, فالهداية العامة ليست غاية من غايات الله, إنما الإبتلاء والتمحيص.



وهذا الإبتلاء نطق به الحسن في خطبة التنازل، إذ تلا الآية: (( وإن أدري لعله فتنةٌ لكم ومتاعٌ إلى حين )) فالقضية ليست مُلكًا إنما هو إبتلاء وشهادة

{أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون}؟! راجعوا غايات الله من تسلط إبليس وأوليائه! فالقصة في مكان آخر لقد صرفنا الشيطان عن تدبر الكتاب فالله يريد نوعية أما الاغلبية فقد تركها لابليس...

إذن خلاصة الخلاصة هنا، أن الحسن لو كان نبياً ولم يجد أعواناً لشرع له ترك السلطة والانشغال بالعلم والعبادة والدعوة، فالسلطة شق سياسي مهم ولا شك، لكن الناس إذا لم يختاروا من يهديهم فهم أحرار ليختاروا من يضلهم، ومن خلال تتبعي لسيرة أهل البيت أنهم لا يطلبون الخلافة لأنفسهم وإنما لإقامة العدل بين الناس، فإن طلبهم الناس وصدقوا قامموا معهم، وإن تركهم الناس وخذلوهم تركوهم واختيارهم.

هذا رسول الله ..لم يستلم سلطة في مكة لأن أغلبية الناس ضده.. ترك لهم الشق السياسي.
ثم الإمام علي لم يجد في الناس نصرة كافية يوم السقيفة فترك الشق السياسي للناس.

ولما وجد الإمام علي شوكة وجمهرة تنصره قام بالأمر وأقام الشق السياسي.

ولما وجد الحسن جمهرة تبايعه قام بالأمر وأرسل الجيوش لحرب رأس البغي معاوية، ولكنهم لما تخاذلوا عنه والتحقت رؤوس ربيعة واليمن بمعاوية - وهم الأغلبية- ترك لهم الشق السياسي.

والإمام الحسين سكت عن الأمر أيام معاوية لأن الناس كان أغلبهم مع الدولة، فلما وجد شوكة تعده بالنصر ويسألونه القيام لإزالة هذا الظلم والتحريف لدين الله أخذ عليهم المواعيد ونهض.

فلما رأى خذلانهم أراد الرجوع من حيث أتى إلى مكة...

وهذا الهادي يحيى بن الحسين طلبه أهل اليمن ( بصعدة) فلما خذلوه رجع للحجاز للدعلم والدعوة والعبادة حتى عادوا مرة أخرى وطلبوه وأخلصوا فأقام الشق السياسي ..
وهكذا..

فالذي لا يعرف سنن الله في خلقه ومتى تقوم الحجة ومتى تسقط لا يستطيع فهم تنازل الحسن ولا ثورة الحسين ولا سكوت الإمام علي أيام السيقفة ويقامه بعد عثمان، ولا سكوت النبي في مكة وإقامته الدولة في المدينة.
بل لن يفهموا عمل يوسف تحت إمرة حكومة كافرة في مصر
ولن يفهموا أن أكثر الأنبياء لم يمتلكوا السلطة..

هؤلاء لا يفهمون سنن الله في خلقه من ابتلاء وتمحيص..

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=96
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 09 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28