• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : متى يأمرك (الشيطان) بالورع وتقوى الله؟! .

متى يأمرك (الشيطان) بالورع وتقوى الله؟!

#الحرية_لحسن_فرحان_المالكي

 

نقدم لحضراتكم هذا الموضوع الذي تطرق فيه فضيلة شيخنا "حسن بن فرحان المالكي" للاثر الشيطاني وأثره على الفكر السائد والمذهبي..
الاثر الشيطاني المانع من البحث العلمي والجّاد عن الحقيقه.. حقيقة الدين..
مما كتبه المالكي:
إذا..ً فالأثر الشيطاني قديم.. لقد شق صف الصحابة - والوحي ينزل والنبي موجود - إلى فئتين! النص القرآني ينطق! (وليس رواية شيعية ولا معتزلية!). وإذا كان الشيطان قد شق الصحابة الصالحين (فئتين) في المنافقين، فهل تظنون أنه يصعب عليهم من بعدهم؟

هذا هو المالكي.

تغريدات لفضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي".

التغريدات من شهر نوفمبر 2013.

تشرّف بجمعها ونشرها في الموقع "محمد كيال العكاوي".


الشيطان يحثك على الورع والتقوى إذا حاولت اكتشاف أحد أولياءه من الإنس.. هنا يهبط يذكرك بالورع!

عندما تبدأ تكتشف أحد أولياءه، يبدأ ينصحك بورع قائلاً:

لعله قد حط رحله في الجنة!

لن يسألك الله إلا عن عملك!

أقبل على نفسك ودع الخلق للخالق!

لكن.. عندما تذم عابداً تقياً لم يسفك دماً ولم يلعن أحداً على المنابر، ولم يقتل أهل بدر ولم يبدل سنة النبي ... هنا لا ينصحك الشيطان بالورع!

إذا بدأت تكتشف مجرماً قديماً له أثره السيء على الدين.. هنا يأتيك ناصحاً بأن (تلك أمة قد خلت)! لكنه يبقيك في ذم الصالحين المفارقين للمجرمين، لا ينصحك بالتورع عن معتزلة ولا شيعة ولا صوفية ولا جهمية .. هنا ينسى الشيطان وأولياؤه (تلك أمة قد خلت)!

فقط إذا ذممت المجرمين يذكرك بها!

كتب العقائد مليئة بذم أمم قد خلت - من أعلام المعتزلة والجهمية والقدرية والصوفية والشيعة - فهؤلاء ليسوا أمة قد خلت!

أما بنو أمية فأمة خلت!

طبعاً.. لا ينصحك الشيطان بهذا إلا بعد أن يضيق عليه الخناق.. وإلا فإن استطاع أن يجعل (المجرم) قدوة بدلاً من القرآن والنبي فسيفعل..

يكرر عليك :

لن يسألك الله إلا عن عملك!

لن يسألك عن فلان وفلان!

ولكن اسأل الشيطان : هل أذم واصل بن عطاء والجهم بن صفوان وغيلان الدمشقي؟

هنا سيقول: نعم، هذه عقيدة، هؤلاء خطر على الدين! هؤلاء فعلوا وفعلوا... ويلقنك مجموعة من أكاذيب السلطة ضد هؤلاء المعارضين، حتى تتعبأ كراهية!

الشيطان استطاع أن يقتطع نصف الصحابة بحسن الظن في المنافقين!

(فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (88)) [سورة النساء]

؟؟!

السبب واضح: ورع الشيطان!

فالشيطان اقتطع بعض الصحابة لحسن الظن في المنافقين، رغم أن القرآن ينزل والنبي يغلظ عليهم - استجابة للأمر القرآني (واغلظ عليهم) - لكن الشيطان أتى ينصح هؤلاء الصحابة قائلاً:

ألا ترونهم يصلون معكم؟

وينفقون الأموال؟

ويغزون معكم؟

الله حسيبهم! نحن لن يسألنا الله عنهم!

فافترق الصحابة الصالحون فئتين - في (المنافقين) - فئة مع النص وتعرفهم كبارهم من وصف النص القرآني والحديثي، وفئة تقول: اتقوا الله في هؤلاء!

فالشيطان قد يأمرك بالتقوى والورع ... كما أمر هؤلاء القسم من الصحابة بإحسان الظن في المنافقين حتى عاتبهم الله على افتراقهم فيهم فئتين!

فإذا.. استطاع الشيطان أن يحمي أولياءه من نصف الصحابة الصالحين، فماذا سيفعل بمن هم أتباع المنافقين أصلاً؟!

تربوا على ثقافتهم وأحاديثهم!

إذا..ً فالأثر الشيطاني قديم.. لقد شق صف الصحابة - والوحي ينزل والنبي موجود - إلى فئتين! النص القرآني ينطق! (وليس رواية شيعية ولا معتزلية!). وإذا كان الشيطان قد شق الصحابة الصالحين (فئتين) في المنافقين، فهل تظنون أنه يصعب عليهم من بعدهم؟

أي أن يشقهم نصفين في المنافقين؟

مستحيل!

بل ستزيد الفئة المدافعة عن المنافقين وتصبح أكثرية، لأن القرآن تم هجره، والنبي مات، وحذيفة مات - بصندوق الأسرار - خشية على نفسه من القتل!

الشيطان شق الصحابة (فئتين) في المنافقين.. مع وجود القرآن المبين، والنبي المبين ما أنزل إليهم، وأهل البيت وحذيفة وأبي ذر.. وكل صلحاء الصحابة.

شقهم بالورع المزيف والتقوى الكاذبة، لأن من كان مع المنافقين للمصلحة فهو منهم، ولم يعد محلاً للعتب من الله.. فاتبهوا لهذه الدقة..

تدبروا !!

وهذا الورع – المزيف - استطاع به الشيطان أن يخفي أولياءه، ثم يدخلهم في صلحاء الأمة، ويجعلهم قدوة لكثير من المسلمين..

هذا الهدف الأول من حمايتهم.

الهدف الثاني:

أن يبطل غاية من كبار غايات تفصيل القرآن، فالله فصل القرآن لتستبين سبيل المجرمين، والشيطان استطاع إبطال مفعول هذا التفصيل! فالله يقول

( وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (55)) [سورة الأنعام]

ولكن لم يعد لهذا التفصيل فائدة - عند أكثر الناس - فهم لا يرون أن القرآن يمكن أن ينتج معرفة بسبيل (مذهب) المجرمين، وخاصة مذهبهم في المعرفة، كالاستدلال بالكثرة والرموز والعادات..الخ.

الذكي من المسلمين من يراقب الأثر السياسي للمجرمين فقط، بينما البلاء كل البلاء في (الأثر المعرفي)، أثر المجرمين المعرفي لا يكاد يعرفه أحد!

للمجرمين سبيل (أي مذهب) متكامل، في كل شيء.. في المعرفة والمال والسلطة والسلوك وتشكيل الجماهير والنفسية والأخلاق ..الخ، مذهبهم متكامل!

فلذلك.. لا تستطيع اليوم إبطال شبهة من شبهاتهم حتى تبطل مئة شبهة قبلها، وثمرة هؤلاء المجرمين لا يتركون لك فرصة كشف كل هذه الشبهات! سبيل المجرمين شبكة معقدة من الفهوم العقلية والثوابت المعيارية والممارسات السلوكية، بنية صلبة جداً، لا يمكن تفكيكها إلا بجهود جبارة عامة. هذه الشبكة المعقدة نجح الشيطان في إيجادها في عهد النبي نفسه، وما مات النبي حتى تفلت عنه أكثر الناس، ولم يستطع كتابة ورقة ولا بعث سرية!

هؤلاء المتفلتون ليسوا بالضرورة منافقين.. كلا، هم فئات من منافقين وحدثاء إسلام، وفئة في قلوبهم مرض.. وفئة كبيرة جداً خدعها الشيطان بالتورع!

إذا..ً فقد سلكت الأمة سنن بني إسرائيل (إذهب أنت وربك فقاتلا)، لأن الأمتين لم تستجب للنصيحة الإلهية الذهبية (خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا)، أخذوا ما أنزل الله عليهم بتهاون، بضعف، بتردد، بورع كاذب خدعهم به الشيطان، بحب للسلامة، بحب للحياة الدنيا، بعصبية ... الخ.. هذا أخذ ضعيف.


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=958
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 11 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28