• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : أيهما أخطر/ عقيدة ( عدالة كل الصحابة) أم عقيدة ( تكفير معظم الصحابة)؟! .

أيهما أخطر/ عقيدة ( عدالة كل الصحابة) أم عقيدة ( تكفير معظم الصحابة)؟!

تغريدات لفضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي".

التغريدات من شهر سمبتمبر 2013.

 قام بجمعها "محمد كيال العكاوي"


مواضيع اخرى:

رد حسن فرحان المالكي على تهجّم العشماوي عليه



السلفيون

إختارهم الله لكنهم عبدوا العجل!

حسن فرحان المالكي وثمن الرأي الآخر

الحوار القديم بين حسن فرحان المالكي والمفتي العام


أيهما أخطر/ عقيدة ( عدالة كل الصحابة) أم عقيدة ( تكفير معظم الصحابة)؟!

عقيدتان متضادتان تماماً، تعالوا نفتشهما علمياً وننظر أخطرهما.

أولاً: ليس هناك سني يقول بعدالة كل الصحابة من حيث التطبيق، إنما نظرية ولا شيعي يقول بكفر كل الصحابة لأن أهل البيت الأوائل من صفوة الصحابة، فأول ما يجب أن يتخلى عنه جمهور الفريقين، أن يعلموا أن أهل السنة لا يقولون بعدالة كل الصحابة إلا نظرياً، ومعظم هذا في نظريات السلفية فقط. كما يجب على جمهور الفريقين أن يعتقدوا أن الشيعة مهما بلغ بعضهم من غلو لا يرون كفر كل الصحابة، لأن مدار طل فِرَقهم حول الإمام علي، وهو صحابي.

إذاً ليس في الدنيا من يقول بكفر كل الصحابة ولا عدالة كل الصحابة - من حيث التطبيق - النظرية شيء والتطبيق شيء آخر، وكل مذهب هو مذاهب وأطياف. وإذا أراد الشيعي أن يقول إن أهل السنة يقولون بعدالة كل الصحابة فالأفضل أن يحتاط ويقول (نظرياً)، وإن احتاط أكثر فليقل (بعض أهل السنة). وإذا أراد السني أن يقول أن الشيعة يكفرون الصحابة فالأفضل أن يحتاط ويقول: يكفرون (معظم الصحابة) وإن احتاط أكثر فليقل (بعض الشيعة). هذا الخلاف الأبدي بين السنة والشيعة في موضوع الصحابة يحتاج إلى من يقارب لهم الموضوع، حتى يكون الخلاف علمياً بدلاً من هذا التوتر الجاهل.

أذكر أول ما بحثت (الصحبة والصحابة) - كان أصلها محاضرة في أحدية الدكتور راشد المبارك - تفاجأت باختلاف أهل السنة كثيراً في الصحبة والعدالة. نعم كنت من قبل أعرف أن علماء كبار من السلف والخلف يذمون بعض من وصف بالصحبة، ولكن البحث أكد لي أن أهل السنة كان فريقاً كبيراً متعدداً، ربما لو أتيح لي قراءة المذهب الشيعي كما قرأت المذهب السني - في موضوع الصحابة - لربما كان فريقاً متنوعاً متعدداً أيضا، ومن هنا يمكن المقاربة.

المقاربة في موضوع كبير كموضوع (الصحابة) - وهي تسمية مذهبية لا شرعية لكن لا بأس بالمجاراة فيها - تحتاج لهدوء وإنصاف وعلم واستقلال صارم. هذا الموضوع من الصعب أن تتركه بلا بحث.. صعب جداً، لأنه حاضر - شئت أم أبيت - كل بحث علمي ديني سياسي أو فقهي أو عقدي أو تفسيري، أو حتى السلوك.

هنا الباحث بين أمرين:

 إما أن يقول، لأن هذا الموضوع حساس فسأتركه ولن أبحثه - وهذا سيكون له أثر سلبي على المادة العلمية - وإما أن يبحثه. فإن بحثه سيتفاجأ أن أهل السنة في الصحابة (مذاهب وليس مذهباً واحداً)، فماذا يفعل؟ هل يكتم العلم أم ينشره؟

كتمانه يسخط الله، ونشره يسخط الناس.

خطوتان لابد منهما:

الأولى: البحث، فمن بحث لم يعلم.

الثانية: ما بعد البحث (الكتمان أو النشر)، ولكلاهما ثمن باهظ، بين سخط الله وسخط الناس.

وكذلك لو بحث الشيعي أنا على يقين أنه سيجد الشيعة في موضوع الصحابة (مذاهب وليس مذهباً واحداً) فهل يكتم أو ينشر؟

 نفس المشكلة.      

أول كتاب شيعي - بعد كتاب سليم بن قيس - كان لابن أبي رافع في ( أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب) وفيه كبار أهل بدر والرضوان، فهل هم كفار؟!

أصحاب أمير المؤمنين علي هم معظم من تبقى من أصحاب النبي صلوات الله عليه وآله من قبل، فمن أين سيأتي للشيعي تكفير الصحابة وهو يثني على هؤلاء؟

نعم.. الموضوع نظري بحت، مثلما عدالة الصحابة عندنا نظرية بحتة، أما في الواقع فلا الشيعة يكفرون معظم الصحابة ولا السنة يعدلون كل الصحابة. نعم عند الشيعة مخرج للتوفيق بين هذا التكفير وهذا الثناء، وهو قول قائلهم (ثم تابوا) أو (ثم رجع هؤلاء بعد)، وهذه يبترها خصومهم من كلامهم.

أعني عندما ينقل خصوم الشيعة عن روايات الشيعة عن بعض أهل البيت أن الصحابة ارتدوا بعد وفاة النبي إلا ثلاثة ، يحذفون (ثم عاد الناس بعد)! وهذه خيانة علمية تأتي أثناء الخصومات، وكذلك الشيعة، عندما يصورون كل السنة أنهم مع معاوية، هذا ظلم، فمعظم السابقين على ذمه والبراءة من ظلمه. ومما يساعد على خيانة السنة والشيعة المعاصرين في نقولاتهم أن هناك غلاة من السنة يتبنون تعديل كل الصحابة، وغلاة من الشيعة يتبنون كفر الصحابة.

الذين يجوبون آفاق التواصل الاجتماعي يختصرون الطريق إلى أضيقه ولا يبينون أن كل مذهب مذاهب، وكثير منهم جهلة غاضبون، والغضب حمال لكل شر.

أنا هنا أتحدث لمقاربة الموضوع وتقريبه وليس حديثي علمياً صرفاً، ولو كان علمياً صرفاً لما استخدمت كلمة (الصحابة) ولاكتفيت بالألفاظ القرآنية، نحن نضطر للكلام بما يعرف الناس، فقد نقول صحابة وعقيدة وحديث وتفسير وفقه وعلماء ... وكلها ألفاظ غير منضبطة بالقرآن الكريم، وإنما بالمذهب. فيفرح الجهلة أحياناً ويسرعون قائلين: (أنت اعترفت بلفظة عقيدة.. أنت اعترفت بلفظة صحابة ..الخ) الجاهل عدو نفسه مسكين مكبوت جهول ظلوم عجول.. وعلى كل حال: سنبقى في هذا البحث نتحدث بالألفاظ الشائعة وبمعانيها المذهبية لا القرآنية، لأن الجهلة يغضبون من القيود القرآنية، لأنها تقيدهم، ولا مساحة في الاصطلاح مادام أنني أقول في الصحابة صالح وطالح، فلا يضرني أن أسلم لهم جدلاً بأن كل من رأى النبي فهو صحابي... فليقولوا ما شاءوا.

ودائماً أقول أنني استخدم كلمة (عقيدة) في غير ما تريدون، ولا أمتحن بها، وأستخدم كلمة (صحابة) وأقصد بها شمولها الصالح والطالح، وليس مثلكم. فالقضية ليست قضية (لفظ) وإنما اللفظ وما يراد منه، أيضاً أنتم تشتركون مع الخوارج في ألفاظ الكفر، فهل تتفقون معهم في التنزيل على الأعيان؟

إذاً فلا توقفونا عند الألفاظ، إنما للتحقيق في الألفاظ بحث وللتحقيق في معانيها بحث آخر ولمقاربة الموضوع بحث ثالث نستخدم فيه الألفاظ الشائعة. نحن الآن في مسألة مقاربة الموضوع، ليس كل السنة يقولون بعدالة كل الصحابة نظرية وتحقيقاً، وليس كل الشيعة يكفرون كل الصحابة نظرية وتحقيقاً.

إذاً الموضوع نسبي، وليكن (عند أهل السنة شعار عدالة الصحابة) كشعار فقط بلا واقع، وعند الشيعة ( تكفير الصحابة) كشعار فقط بلا واقع، هذا في الجملة، وإنما أقول (هذا في الجملة) لأنه عند التحقيق ليس السنة والشيعة في العصور المتأخرة كالسنة والشيعة في القرن الأول والثاني.. مثلاً هناك تباين، وهذا أيضاً موضوع تحقيق في اللفظ، فما شرعية اسم السنة وما شرعية اسم الشيعة ومتى نشأت التسميات.. الخ، موضوع طويل جداً ومتشعب، لكن نحن نقارب فقط.

يبقى السؤال وهو: لو افترضنا أن كل السنة يعدلون كل الصحابة بلا استثناء، وأن كل الشيعة يكفرون كل الصحابة إلا أهل البيت منهم، فأي عقيدة أخطر؟

هنا أفضل أن أجعل السني والشيعي يتحاوران في أخطرهما:

سيقول السني: تكفير الصحابة أخطر لأن الدين وصلنا عن طريقهم، وهذا معناه إبطال الدين.

ويجيب الشيعي: كلا، الدين محفوظ بأهل البيت، فهم الخط الصافي الذي نأخذ عنه القرآن والإسلام، وهذا الطريق متصل بالنبي ص وآله، فأين الخطورة؟.

سيقول السني: وهل معقول، أن أفراداً يتم بهم حفظ الدين كله؟ فالأحاديث وألأحكام كثيرة، فكيف يتمكن فرد أو أفراد من نقله؟ لا بد من الصحابة.

سيجيب الشيعي: النبي نفسه فرد، وقد وصلت ألأديان إلى الناس عن طريق الأنبياء، وهم أفراد في الجملة، وقلما بعث الله نبيين في آن، فلماذا لا يمكن؟

يجيب السني: وكم عدد الأحاديث التي رواها أهل البيت؟ هي قليلة جدا،ً ولن تفيد في نقل الدين، وستفقدون معظم أحكام الشريعة بالاقتصار عليهم.

يرد الشيعي: ما هي أحكام الدين التي وصلتكم عن الصحابة ووجدتموها عندنا ناقصة؟ فعندنا القرآن وكل الإيمانيات والواجبات والمحرمات؟ أين النقص؟

 

وهنا سأصلح بين السني والشيعي بأن يجمع كل منهما مسائل دينه من القرآن الكريم ومن مذهبه وينظر ماذا نقص منها وماذا زاد، وسيصلح بينهما القرآن!


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=922
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 10 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29