• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : مقالات وكتابات .
                    • الموضوع : المساجد لله...أو للمذاهب والدول؟ .

المساجد لله...أو للمذاهب والدول؟

إنتهى شهر رمضان المبارك وقد اجتهد فيه المسلمون في المعاصي الكبرى,مئة مليون مسلم على الأقل يدعون فيه بسفك الدماء, إن سفك دماء المسلمين من أكبر المعاصي والمحرمات فكيف استطاع الشيطان استثمار رمضان بدعاء المسلمين بعضهم على بعض؟ وبماذا, بسفك الدماء... ملايين المسلمين في رمضان يكونون أكثر حماسة من غيره من الشعور في الدعاء بأكبر معصية! ألا يعد هذا نجاحاً كبيرا للشيطان في تثبيت التناحر؟
متى يعقل المسلمون أن سفك الدماء معصية كبرى تخلد صاحبها في النار! ( ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق..... ومن يفعل ذلك يلق أثاما) وقد استطاع الشيطان أن يحول دعاء المسلمين على الكفار المحاربين إلى دعاء المسلمين بعضهم على بعض ثم دعاء المذهب الواحد بعضه على بعض! وقد يحضر المساجد الكبرى أطيافٌ من الناس يخالفون الإمام في رؤيته وانحيازه فيضطرهم الإمام للتأمين الكاذب على ما لا يؤمنون به من الدعاء!

يجب أن تبقى المساجد لله وأن يبقى رمضان لله وأن يتم في هذه الأزمنة والأمكنة ما يجمع المسلمين ولا يفرقهم وتحقيق هذا سهل بالدعوات الجامعة. وتلك الدعوات الجامعة سهلة لا تحتاج لكثير بحث مثل: اللهم ارنا الحق اللهم ارحم عبادك اللهم عليك بالظالمين اللهم احفظ دماء الأبرياء الخ... فمثل هذه الدعوات الجامعة تجمع قلوب المختلفين في تحليل الواقع؛ وفيه تواضع الإمام بأن الله أعلم منه بالظالمين والأبرياء والحلال والحرام. إلا أن الملاحظ على كثير من أهل الدعاء أنهم ينقلون لله معلومات وكأنهم (مراسلون) له في الأرض! فيدعون على فلان الذي هو كذا؛ والذي فعل كذا! فلماذا هذا التكبر في الدعاء لدرجة أنهم ينقلون لله أخبار قناة الحزيرة وغيرها! وكأنه يجب على الله أن يصدقها وأن يصوت مع المشاهدين؟!!

هذا التكبر على الله وإظهار بأنه يحتاج لنقل الأخبار وأنه تنفصه المعلومات الصحيحة دليل على الجهل بالله والاعتداء في الدعاء. هذا الاستحواذ من بعض المسلمين على الله وكأنه قد انضم لحزبهم وتحليلاتهم ورؤيتهم يجب أن يعاد النظر فيه وأن نعيد الاعتبار للدعوات العامة. فالدعوات العامة بنصر المستضعفين والنصر على المعتدين والظالمين وسفكة الدم الحرام هذه دعوات شرعية ومريحة وليس فيها نقل الأخبار إلى الله. إن سوء...
الأدب مع الله في مساجده وفي شهره الكريم بتلقينه الموقف السياسي والمذهبي لهو جريمة كبيرة في حق الله وفي حق بيوته وشهره الكريم. الدعاء على أتباع الأديان والمذاهب محرم كما كان يتم قديما من الدعاء على اليهود والنصارى هكذا بإطلاق وعلى الشيعة هكذا بإطلاق كل هذا حرام. وإنما يتم الدعاء على الظالمين والمعتدين والمجرمين -سواء كانوا من اليهود أوالنصارى أوالمسلمين أو الشيعة أوالسنة - هذا هو الدعاء الشرعي. وفي حالة التقاتل يشرع الدعاء بإصلاح ذات البين وبحفظ دماء الناس وبجمعهم على الحق وبالبراءة من كل دم سفك حراما وتفويض علم ذلك إلى الله. لا يجوز أن نسمح للشيطان أن يحول بيوت الله إلى بيوت له ولا أن يحول شهر الحسنات إلى شهر السيئات فرب صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش ويجب أن نحرص على أن تبقى (المساجد لله) لله فقط هذا حق له وليست لحزب ولا مذهب ولا دولة الخ ( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً).

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=89
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 09 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19