• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : قراءة في مقطع (الثلاث الآيات التي تنسف مذهب الشيعة)! - الجزء ألثاني .

قراءة في مقطع (الثلاث الآيات التي تنسف مذهب الشيعة)! - الجزء ألثاني

  

تغريدات لفضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي".

قام بجمعها "محمد كيال العكاوي" 

 للعوده الى: قراءة في مقطع (الثلاث الآيات التي تنسف مذهب الشيعة)! - الجزء ألأوّل هنا


 كما قلنا سابقاً.. أننا سنتحدث بشئ من التفصيل عن هذه الآيات الثلاث، وذكرنا أنها يمكن أن تنسف المذهبين السنة والشيعة.. لو فهمناها حسب الفهم الشعبوي الذي فهمه الاخ الشيخ عبد المحسن الأحمد، لكنه انتقى واستعجل، وقلنا بأنه لا يوجد على وجه الأرض من يعبد قبراً؛ إنما هي ممارسات يمارسها سنة وشيعة وحنابلة، وهي تدور بين الخطأ والصواب لا بين الايمان والشرك، وقلنا بأن معالجة هذا التكفير - وإن كان خاصاً بالشيعة - هو معالجة للفهم نفسه الذي يكفر الشيعة وغير الشيعة، فلا يظن أحد أن هذا دفاع عن الشيعة، وقلنا بأن الشيخ عبد المحسن تمحور تكفيره للشيعة بهذه الآيات على ثلاثة ألفاظ فهمها خطأ، أو فهمها فهماً وهابياً! وهي (الدعاء النداء الدون).

وفي البداية نؤكد على أنه لا يوجد ترادف في القرآن؛ فالدعاء غير النداء، يجب أن نؤمن هذا حتى لو ام ندرك الفرق،  والدليل:

 (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ۚ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (171) [ألبقره]

فقوله تعالى (دعاء ونداء) يدل على أنهما مختلفان معنىً؛ فالعطف يقتضي التغاير؛ وهذا يستوجب جمع كل الفاظ الدعاء والنداء قرآناً لمعرفة الفرق، وعلى هذا.. فهل قول بعض أهل السنة: يا محمد، أو قول بعض الشيعة: يا علي.. يا حسين.. دعاء أم نداء؟ وهل هو شرك أم مجرد لفظ خاطئ أم هو مشروع؟.. أم هناك دعاء جائز ودعاء محرم ودعاء شرك.. الخ.

وكذاك هل هناك نداء جائز ونداء محرم ونداء شرك؟ مثلما هناك استعانة جائزة واستعانة شرك.. وهكذا، هذه الأشياء لا يدقق فيها الوهابيون، وإنما يفسرون النداء بالدعاء.. والعكس،  والدون بالأدنى.. ويطلقون تهمة الشرك على الاستعانة والاستغاثة.. وهكذا، وقد كسب الوهابيون جمهوراً كبيراً لسببين:

الأول: تفسيرهم الاعتباطي للقرآن الكريم الذي يتلقفه العوام.

الثاني: إخفائهم أن عقيدة سلفهم في هذا.

ولو أن الوهابيين يقبلون بمحاورة العلماء - لا العامة - لوقفوا هم على الأمرين. اعني على معاني الألفاظ قرآنياً وعلى عقيدة سلفهم التي يكفرونها، لكنهم يظنون أن علماء السنة والشيعة مكابرون، مع أن من يطلب الحوار بالبرهان  لا يعد مكابراً بداية حتى يتبين، إنما الرافض للحوار هو المكابر..

على كل حال.. ببحث سريع مختصر أجد أن الدعاء المذموم في القرآن ليس قول بعض السنة أو الشيعة : يا محمد أو يا علي أو يا حسين أو يا جيلاني.. الخ، وتنزلاً لو أننا لو افترضنا أن هذا شركاً فهناك موانع للتكفير يجب إعمالها لا إهمالها،  كالتأويل للفقيه والجهل للعامي، فالجهل والتأويل مانعان، وقد اعطيتكم بالأمس رابط كتاب إحياء المقبور للشيخ الغماري وهو سني ومحدث كببر معاصر؛ فهذا ليس جاهلاً، والجميع يقر بإسلامه إذاً هو متأول.

وإذا كان الغماري أو ابن تيمية أو أو إبراهيم الحربي أو الأزهر..  الخ معذورين لتأويلهم، فعلماء الشيعة معذورون لتأويلهم أيضاً، أو فلنكفر الجميع! ثم إذا كان علماء السنة والشيعة معذورون لتأويلهم فعوام السنة والشيعة أكثر عذراً، لأن عامة السنة والشيعة مقلدون ولا نكلفهم فوق طاقتهم. 

وساعود لتدبر معنى الدعاء والنداء والدون والادنى في القرآن، لكن لأن بعض المتابعين قد عد (يا محمد) بعد موت النبي شركاً فيحسن صدمهم بمعلومة وأقول: يجب عليهم إذا رأوا أن الصوفية والشيعة مشركون بهذا النداء للنبي بعد موته أن يعتبروا ابن عمر أو ابن تيمية مشركين أيضاً.. لماذا؟

لأن ابن تيمية يرى مشروعية (يامحمد) بعد موته؛ لأنه أورد في كتابه (الكلم الطيب) أن ابن عمر أمر به بعد موت النبي بسبب تخدر الرجل.. وسأذكر النص:

ففي كتاب (الكلم الطيب لابن تيمية باب في الرجل إذا خدرت) ص 43 ( عن الهيثم بن حنش قال: كنا عند ابن عمر فخدرت رجله، فقال له رجل : أذكر أحب الناس إليك! فقال: يا محمد! فكأنما نشط من عقال) انتهى.

فهذا ابن تيمية يروي مقراً، وهذا ابن عمر يطبق مقراً، فهل هما مشركان أم لا؟!

أعرف أن بعض الوهابيبن يغالطون هنا فيقولون:  هذا الأثر ضعيف! ويقال لهم ابن تيمية يرى هذا الفعل مشروعاً ،وعده من (الكلم الطيب) فهل هو مشرك؟!.. فإذا كان ابن تيمية معذوراً لأنه ظن هذا الأثر صحيحاً فالشيعة والصوفية معذورون لأنهم يعتمدون على أحاديث يرونها صحيحة أيضا، مثل حديث الأعمى.

وإذا كان الصوفية وأكثر السنة والشيعة غير معذورين، وأن الواجب أن يتشددوا في أحاديث العقائد، فابن تيمية غير معذور أيضاً في الاحتجاج بالضعيف، ثم ابن تيمية ليس وحده في الاحتجاج بهذا الأثر، فقد رواه النسائي في عمل اليوم والليلة، وذكره النووي في الاذكار.. والقائمة طويلة.. فهل هم مشركون؟

هذا الأثر أوردته قبل تدبر الآيات حتى يجعل الوهابيين متواضعين، لأنهم قد اعتادوا على السخرية والعجلة، فهذا يهدئهم! لأنهم سيخافون على ابن تيمية!!.. ولو شئت لهدأتهم بأقوال أحمد بن حنبل في التبرك بالقبور، وبدعاء سيد الوادي والتعوذ به مما فيه، (وهذا السيد) قد يكون جاناً أو إنساناً..

اهدءوا.

بل أثر ابن عمر وحده كفيل بتهدئة الشغوفين بالتكفير؛ فقد رواه البخاري أيضاً في الأدب المفرد؛ وقواه محدثهم المصري الحويني في فتاواه ص 126.

والخلاصة:

أن ما يفعله عوام الشيعة من قولهم يا علي يا حسين قد فعله - أو رأى شرعيته - علماء سنة، كالبخاري والنسائي وابن تيمية والنووي، فالحكم واحد، ولا فرق إلا كون الشيعة (يدعون ) علياً والحسين وعلماء السنة (يدعون) محمداً صلوات الله عليه، والثلاثة (دون الله) على منطق الشيخ الأحمد!

لم أقل رأيي في المسألة إلى الآن.. أعني في قول بعض السنة يا محمد أو قول بعض الشيعة يا علي، وإنما أردت أن أقول أن هذا عام في السنة والشيعة، اعني أريد أن يتعلم العامة التورع في التكفير وألا يقلدوا الشيوخ والدعاة المتمذهبين، لأن هؤلاء الشيوخ يخدعونهم ولا يعطونهم الصورة كاملة، قد أوافق الوهابية في عدم مشروعية هذا، لكن لن أوافقهم في تكفير من يرى هذا - كابن تيمية وابن عمر والبخاري والنسائي والنووي - وإنما أعذر بالتأويل، وإذا كنت لا أرى كفر ابن تيمية والبخاري وابن عمر والنووي.. الخ بفعلهم أو روايتهم هذا فلن أرى تكفير غيرهم من شيعة وصوفية أيضاً، فالدين واحد، هذا هو الفرق الجوهري بيني وبين هؤلاء العلماء والدعاة الذين يوهمون جمهورهم بأن هذا (الدعاء) للأموات من فعل الآخرين فقط، هذا خداع للعامة.

الآية الأولى التي أوردها الأحمد آية فاطر، وركز على لفظة (من دونه)، وقال أليس النبي وعلي والحسين والملائكة دون الله؟

(يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ(13)) [فاطر]

وهذا الدعاء لمن دون الله هو الاعتماد والتوكل واللجوء لأشخاص أو قبائل أو عادات (مفصولة) عن الهدي الإلهي، هذا معنى الدعاء هنا، فما الدليل؟

دليلي أن هذا (الدون) وصفه الله بالبطلان لأنه مفصول عن الله - كما في الآية - ومعاذ الله أن يكون النبي من الباطل!

(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ(62)) [الحج]

ليس صحيحاً أن المراد بالباطل هو الدعاء، وإنما الشخوص.. فالله جعل هؤلاء في مقابله، ولم يجعل دعاءهم في مقابل دعائه.

 بمعنى أنه قال ( ذلك بأن الله هو الحق وأن مايدعون من دونه هو الباطل) ولم يقل ( أن دعاء الله هو الحق وأن دعاء ما دونه هو الباطل)، فالنص القرآني واضح، جعل (الله) في مقابل ( ما يدعون)، ولم يجعل (دعاء ) الله في مقابل (دعاء ) ما يدعون، فالزيادة على النص تحكم. وإنما قال الله ( ما يدعون من دونه) ولم يقل ( من يدعون)، لأن الكفار قد يستدعون عادات وتقاليد مع الأشخاص، فعبر ب ( ما) لتشملها.

فالآية تنعى على كفار قريش دعوتهم (استدعاؤهم) للعادات والأصنام والعنصرية التي تصدهم عن الدين،  فهذه هي التي يدعونها من دون الله، وهي الباطل. والوهم الدي وقع فيه الشيخ الأحمد أمران:

الأول تفسيره الدعاء بالفهم الوهابي الشعبي.

الثاني تفسيره (الدون) ب(الأدنى)، والدون يعني المنفصل.

لأن الله وصف هذا الدون في آيات أخرى بأنه (باطل)، ووعد بتعذيبهم معاً.. العابدين والمعبودين!!

اصحوا من غفلتكم.

(إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ(98)) [ألأنبياء]

وهذا متفق مع الآيات الأخرى التي تجعل هذا الوعيد في حق لزعماء المطاعين (المفصولين) عن هدي الله، هم من سيكونون حطب جهنم لا الانبياء. والقرآن ملئ بالتحذير من هؤلاء السادة والكبراء والمتبوعين الصادين عن سبيل الله المفصولين عن هدايته، أما اتباع الانبياء والصالحين فواجب. فقوله عز وجل (إذ تبرأ الذين أُتُبعوا من الذين اتَبعوا) هم هؤلاء الداعين (المستدعِين لهم) وهم (المستدعَون) عند التملص من الهداية.. فافهم.

وعلى هذا  فقد تكون الآيات أقرب في وعيد من يكفر الشيعة والصوفية ويستحلون دماءهم أكثر من الشيعة والصوفية، لأنهم يستدعون سلفهم في هذا.. أعني أن حجة الذي يكفر الشيعة والصوفية وبعض السلفية وأهل الحديث بما لا يكفرهم إنما (يدعون = يستدعون= يستحضرون= يعتمدون) على ظالمين سابقين، ولذلك يتبرأ بعضهم من بعض، ويعذبهم الله جميعاً لسفكهم الدماء بسبب هذا الجهل السابق والتقليد اللاحق، ولن يعذب الأنبياء والصالحين.. فتأمل هذا

وأيضاً ذم الله هؤلاء المدعوين من دون الله، ركزوا على قوله (من دون الله) فوصفهم بالليونة = الاستجابة للأهواء، فأطلق عليهم وصف (الإناث)، وأظن جميع المسلمين يأبى أن يقال عن النبي وعلي والحسين أنهم إناث، والأنوثة هنا تعني الميل مع الهوى، فهو معنى حركي:

(إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا(117)) [ألنساء]

وليس المقصود الأصنام، لأن هبل مذكر! وإنما المعنى الحركي الأول الذي من أجله قيل للأنثى أنثى، أي ليونة، وهنا مادية، والليونة في هؤلاء معنوية.. أي أن الذين تدعونهم = تستدعونهم من دون الله = أي مفصولين عن الله وهديه ماهم إلا إناث = أي فيهم ليونة وميل للهوى وأفئدتهم هواء..

هل هذا واضح؟!

والدليل على أن الدعاء هو الاستدعاء والاتباع والاستحضار لهؤلاء المدعوين؛ أن الله سيعذبهم جميعاً، وأن الله قرن معهم الشيطان في الآية السابقة.

(الدون) في القرآن هو فاصل مفصول، كما قال الله عن مريم (فاتخذت من دونهم حجاباً)، هل يعني أنهم فوق جبل وهي في الوادي مثلاً؟!

مالكم كيف تفهمون؟

ومن الأدلة على أن الذين (من دونه) هم الزعماء المتبوعين المنفصلين عن الله وهديه هذه الآية، وهي لا تنطبق على الأنبياء حاشا:

(وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ(20)) [غافر]ٍ

فالله وصف هؤلاء المدعوين من غير الله بأنهم لا يقضون بشئ، وهذا غير متحقق في الأنبياء، وقضاؤهم من قضاء الله، فليسوا مفصولين عن الله وهديه كأؤلئك.

ثم : (دعا يدعو دعاة ودعوة) لا يستلزم القول يا فلان أو يا آل فلان، فهذا نداء، ونحن نقول دعوة لحفل زواج أو مناسبة، ولا نقول نداء (يلتقيان ويفترقان). ومن الأدلة على أن هؤلاء الأولياء (من دون الله) لا يراد بهم الأنبياء والصالحون الآيات التي تنهى عن اتباعهم، مثل هذه: 

(اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ(3)) [ألأعراف]

وعلى فهم عبد المحسن الأحمد وغيره أن النبي دون الله، وعلى هذا لا يجوز اتباعه، وهذا باطل بنصوص القرآن، إنما المراد المتبوعين من المفصولين عن الله، ومن الأدلة على أن هؤلاء المدعوين المستحضَرين لمعاندة الوحي هم غير الأنبياء والصالحين أن الله نفى عنهم الولاية.. كما هنا:

(قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا(26)) [الكهف]

وعلى فهم عبد المحسن الأحمد وغيره  أن محمد دون الله، وعلى هذا فلا يصلح أن يكون ولياً، مع قوله عز وجل ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا).

ومن الآيات التي تبطل فهم عبد المحسن الأحمد في تفسيره دون بالأدنى هذه الآية، وعلى فهمه يكون الله دون الأولياء!  اصحوا.

(قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ(41)) [سبأ]

بينما يقصد الملائكة، أن هؤلاء العابدين لهم مفصولين عن هدي الله، وليس أن الله دونهم بمعنى أدنى منهم،  أليس هذا واضحاً؟؟

ومن الأدلة القرآنية قوله تعالى (ويخوفونك بالذين من دونه)،  فالمراد عند الأحمد يخوفونك بالأنبياء والصالحين، وهذا باطل!

(أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ(36)) [الزمر]

إنما المراد أن هؤلاء الكفار يخوفون النبي بالزعماء المتبوعين الذين هم مفصولون عن الله وشرعه وهدايته.. الخ، أما المهتدون فلا يخوفون بهم.

ومن الآيات في معنى (دون) وأنها تعني الفصل والحاجز وليس الأدنى مكاناً أو مكانة الآية ( لم نجعل لهم من دونها ستراً)

(حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا(90)) [ألكهف]

وعلى فهم الأحمد وغيره لم يجعل لهم من تحتها ستراً، بينما المعنى لم نجعل لهم وقاية أو فاصلا، فالدون الفاصل والحاجز وليس الأدنى في المكان.

والخلاصة:

أن الفهم الذي أستنبطه الشيخ عبد المحسن الأحمد كان متعجلاً شعبوياً وهابياً ولم يكن فهماً صحيحاً، والآيات كثيرة جداً في نقض هذا الفهم، وهذا الفهم المستعجل وتركيب الآيات على الشيعة بتعسف وانتقاء لم ينفرد به الشيخ الأحمد بل هو منهج المتخاصمين من قديم، وخاصة السلفية ثم الوهابية.

لذلك نقول: لابد من حوار جاد وعلمي وموضوعي وعلني تكون الشهادة فيه لله وليس للمذهب، وليس كل من احتج بالقرآن يكون لله، قد يحتج به للمذهب أيضاً، ولذلك يظن كل من نشأ في بيئة متنذهبة أن من احتج بالقرآن فليس متمذهباً، القرآن لا يهدي به الله إلا من يستحق (ولا يزيد الظالمين إلا خساراً)، فالظالمون يجعلون القرآن لهم ولمذهبهم، ويحولونه لسياط في ظهور الآخرين فقط، فإذا شمل بعض سلفهم استنقذوهم منه، هذه خيانة للقرآن الكريم.

جعلنا الله وإياكم ممن لا يحتج بالقرآن لمصلحة مذهب ولا غيره، وإنما ممن يتخذونه هدى ونوراًو شفاء لما في الصدور من بغي وحسد وتزكية وبخس آخرين.

 


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=846
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 08 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28