• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : مقالات وكتابات .
                    • الموضوع : موضوعات الحوار بين المذاهب .

موضوعات الحوار بين المذاهب

أول موضوع يجب أن يكون محل إجماع حرمة دم المسلم بل هذا أ هم من اعتراف بعضهم لبعض بالإسلام لأن القتل أعظم جرماً. لا يهم أن تحكم لي بالإسلام او أحكم لك بقدر ما يهم أن تحقن دمي وأحقن دمك إذ ليس كل كافر يجب قتله بل لا يجوز قتل الكافر إلا جنائيا كالمسلم, إن حرمة دم المسلم بل المسالم لها نصوصها القرآنية التي تجاوزتها الأحاديث والعقائد فمتى جعلنا القرآن فوق الأحاديث والعقائد تبينت الأمور في ديننا أن الجار غير المسلم له حق الجوار ولكن متطرفي المذاهب يرون أنه إن أنت وجدت فرصة لقتله أو أذيته فافعل!! فحولوا الدين إلى نذالة.
متطرفو المذاهب هؤلاء يحتاجون إلى رسالة واضحة من مركز الحوار تقول: ( دينكم لا يؤخذ من أحقادكم التدين هو خضوع الأحقاد للدين وليس العكس(! متطرفو المذاهب هؤلاء يحتاجون من مركز الحوار أن يوجه لهم رسالة حازمة تقول لهم ( من جعل احقاده مصدرا للتشريع فقد اشرك شركاً أكبر) فانتبهوا, لأن الحاقد - من أي مذهب كان- يجعل الله في طاعته ولا يجعل نفسه في طاعة الله يجعل نفسه قائدا للشرع ولا يرضى لدين الله أن يقوده وهذا كفر. الموضوع الثاني الذي يجب أن يتناوله مركز الحوار هو العلم بالواقع ( واقع كل مذهب) من الواقع وليس من الإشاعات وهذا يسلتزم وجود فرع ميداني, فهناك إشاعات بأن المذهب الفلاني أوالمذهب الفلاني لا يعتمد المواطنة وأنه يمنع دور العبادة للمذهب المخالف في مدينة كذا هل هذا صحيح أم لا؟ وأن المذهب الفلاني يجيز بعض المحرمات المقطوع بحرمتها وأن المذهب الفلاني يرى عبادة فلان أو فلان الخ… كثير من الإشاعات تحتاج لتأكيد أو نفي, لأن الجمهور تم تعبئته بدعايات ودعايات مضادة فاصبحت عنده صورة مشوهة كثيرا ولن يجدي الحوار مادام أنه يعتقد بها فقد عشعشت في رأسه وفرخت, لابد أن تكون هناك لحان فرعية بحثية أشبه بلجان تقصي الحقائق لبحث تلك الدعايات والدعايلت المضادة والتي اغلبها أكاذيب قد صدقها الجمهور. تحسين الصورة لا تقصدها هنا وإنما تسجيل الواقع كما هو وكل واقع هو افضل بكثير من تلك الأكاذيب والدعايات المضللة والكتب الوهمية. هناك كتب يؤلفها خصوم المذهب ككتاب همفر عن الوهابية او كتاب لله وللتاريخ عن الشيعة هذه الكتب المفتراة هي عند الجماهير حقائق لا جدل فيها!  نعم هناك اختلافات علمية وعملية لكن هذه موجودة داخل كل مذهب فقي الشيعة من يكفر أكثر الشيعة وفي السنة من يكفر اكثر السنة,  لابد من تعليم هذه الجماهير المسكينة أنهم يتدينون بأخبار كاذبة وأن المذاهب في الغالب الأعم ليس مع هذا التطرف أو ذاك. أنا أرحم كثيرا من العامة عندنا أجدهم قد أهلكوا دينهم لكتاب مكذوب أو مذكرة موضوعة أو دعاية سياسية أو تعميم خاطئ او حقد حاقد أو فرية كاذب,  الاعتدال لابد أن ينزل إلى الأرض لايجوز أن يبقى في الأبراج العالية الجماهير تهلك دينها وضمائرها وعقولها بمفتريات الكاذبين حفظ العقول اصل, ومن الموضوعات التي يجب أن يهتم بها مركز الحوار تسجيل الاتفاقات القرآنية اعني ما اتفقوا عليه من النص الأصلي وهو القرآن الكريم وهي كثيرة; هل يعارض سني او شيعي او اباضي في الايمان بالله ورسوله ودين الاسلام وفرائض الصلاة والصوم والزماة والحج والصدق والعدل وبر الوالدين الخ... هل يعارض سني أو شيعي أو إباضي في حرمة الكفر والشرك والكذب والظلم والغش والزور والقتل بلا حق شرعي والزنا والسرقة والكذب على الله ورسوله؟ نعم هناك اختلاف في التفاصيل حتى داخل المذهب الواحد لكن من حيث الإجمال - والدين مع توظيف الإجمال- هل يختلفون في هذه الأساسيات؟! كلا فإذا سجل المركز الاتفاقات الكبرى فيمكنه بعد ذلك مناقشة الاتفاقات داخل الاتفاقات مثلا الصلاة متفق على فرضيتها عند جميع المذاهب ولكن ما هي الاتفاقات داخل الصلاة نفسها؟! سنجد اتفاقات اخرى كثيرة منها أن الفروض خمسة وعدد الركعات ثم سنجد اتفاقات داخل كل صلاة, مثل التكبير وقراءة الفاتحة والركوع والرفع منه والسجود والتشهد الخ... وستجد المذاهب أنها أجمعت على هجر واجبات أهم كالخشوع مثلا ( والذين هم في صلاتهم خاشعون) فهذا لا يدخلونه في اركان الصلاة ولا واجباتها, ولكن المقصود هنا هو تسجيل الاتفاقات الكبرى ثم التفاقات داخل الاتفاقات ثم المتفق عليه في كل موضوع ثم ما اهملوه وهو في القرآن ثم الاختلاف. فمثلا هم سيتفقون قطعا على حرمة الزنا لكن سيختلفون قطعا في بعض الأنكحة كالمتعة عند الشيعة والزواج بنية الطلاق عند بعض السنة والمسيار الخ... ) المتعة وزواج المسيار مثلا سيتفقون قطعا أنه لا يسمى زنا وإنما من لا يرى اباحته يسميه ( نكاحاً فاسداً) ولا يسميه زنا يجب أن يُعلم هذا. بمعنى لو تم اكتشاف اثنين متزوجين بالمسيار او بالمتعة او بالعرفي فإنهما لا يسميان زانيين ولا يطبق عليهما الحد إنما يفرق بينهما فقط. لكن الخصومة المذهبية تجعل الجماهير ترتكب جريمة القذف بينما لو أن فقهاء كل مذهب يعلمون جمهورهم بأن هذا القذف أعظم جرماً من النكاح الفاسد ولو أصر كل مذهب على جواز هذا النكاح أو ذاك فلا إنكار أو تشنيع في مسائل الخلاف وإنما لا كتمان ايضا فمن يرى حرمة الامر الفلاني يجب أن يضمن رأيه اعترافاً بأن في الأمر خلاف وأن ادلة الفريق الأخر ضعيفة او منسوخة وأن هذا النكاح أو ذاك لا يسمى ( زنا) إجماعا ولا يباح ولا يباح لأحد ان يسميه باسم الزنا وأن هذا القذف أعظم جرما من ارتكاب زواج مرجوح وأن هذا من باب التأويل الخ لابد أن يكون الفقيه ناصحا. إذن فتحديد الاتفاقات الكبرى من إيمانيات وواجبات ومحرمات ثم المتفق عليه داخل عذه القوائم ثم الاختلافات والاعتدال فيها بلا مبالغة أو كيد, وبعد هذا سيأتي موضوع في غاية الأهمية وهو ما هي الأمور القرآنية التي اهملتها المذاهب! وإذا كان المتحاورون في مستوى من التدين والشجاعة, والشجاعة فسيعترفون بها مثل فريضة التفكر في مخلوقات الله وأنه من أعظم العبادات المأمور بها قرآنا في عشرات الآيات هذه لماذا تم إهمالها؟! هذه فقط لو يبحث المتحاورون سبب إهمال ( التفكر في المخلوقات) وما جناه هذا الإهمال -لهذه الفريضة -على العقل المسلم فسيجدون أنفسهم اخوانا, سيجدون أن بينهم من الهمّ المشترك ما هو فوق اهتمامات المذاهب وأن إهمال فريضة التفكر والتي قام بها الغرب قد حرمنا فائدة المادة وتوظيفها وأن إهمال هذه الفريضة القرآنية قد كلس عقول المسلمين وضيق نفوسهم ومع هذين الامرين الفشل والتخلف والتعصب الخ سيكتشفون ضرر هجر القرآن الخ... هذا المركز الحواري مركز دائم ولذلك نحن توسعنا في اقتراح الموضوعات وليس اجتماعا طارئا وهذا يعني أنه - إن خلصت النيات- سيكون مركز إشعاع  ليس على مستوى المذاهب فقط وإنما يكتشف ما فوق المذاهب ويعلل سبب تخلف المسلمين ويجمعهم على الهموم العليا أوهذا على الأقل حلم فدعونا نحلم< المؤسف له أنني سمعت ذات مرة الأخ الشيخ سلمان العودة يقول ( نحن نختلف مع الشيعة في الأصول) وهذا كلام من لم يدقق في معنى الأصل شرعا  ولولا أن الشيخ سلمان من المعتدلين ما عاتبته ولكن كيف يقول بكل سهولة ( نختلف مع الشيعة في الأصول)؟! ما هي تلك الأصول يا شيخ سلمان؟! ألسنا متفقين على الايمان بالله ورسوله واليوم الآخر والمعاد من جنة ونار والصلاة والصوم والزكاة والحج والصدق والعدل الخ أي اصول تقصد؟! أخانا وحبيبنا سلمان العودة ليس كل ما سماه المذهب أصلا يكون أصلا اخرج من هذه المصطلحات المذهبية إلى مصطلحات القرآن ثم قل ماشئت< والغريب أنه قد سار على منهج الشيخ سلمان كثير من العادة الذين نظن فيهم الاعتدال لغتهم في الظاهر معتدلة لكنها للأسف موغلة في المذهبية وسمعت آخر كانت له قناة اسمها فضفضة اظن اسمه ماجد الغزاوي يكرر كلام سلمان ( نحن نخالفهم في الأصول)! أي أصول هداكم الله؟! هذه لغة مذهب! كلمة ( الأصول ) ليست كلمة شرعية حتى يتم التعبد بها هي كلمة مذهبية ككلمة ( العقيدة) تماما والكلمات المذهبية قد تتحول إلى بدع مذهبية. إذن فهؤلاء الدعاة هم معتدلون في الالفاظ وربما يكونوا جادين في طلب الاعتدال ولكن لم يخرجوا من المذهبية وأدبياتها فهي تسيطر عليهم, ولذلك إن حضر بعضهم مركز الحوار فلا يجوز أن يلزم الناس بألفاظه المذهبية وليخرج إلى سعة الإسلام وأوامره العليا ونواهيه القطعية الخ... من أراد الخلاف فسيجده حتى داخل المذهب الواحد من اراد التكافرفهو موجود حتى داخل المذهب الواحد من اراد الاختلافات فهي موجودة ايضا. لا يجب أن يكون من أهداف المركز البحث عن الاختلافات ولا عن الاتفاقات فقط إنما هدفه المعرفة ومنها: الاتفاقات الرئيسة والاختلافات الرئيسة. الاتفاقات الرئيسة أكبر بكثير من الاختلافات وتلك الاختلافات التي يصورها غلاة المذاهب كبيرة لا تعدوا كونها مبالغات أو تعميم لشواذ الأفكار, فمثلاً نعود للشيخ سلمان العودة فقد قال ما معناه ( إن تكفير الشيعة للصحابة يلزم منه بطلان هذا الدين الذي وصلنا عن طريقهم) هكذا بكل بساطة  والسؤال الذي يطرح نفسه كيف بقي عندهم أحكام الدين الكبرى من الواجبات والمنهيات والإيمانيات الخ هل نزلت عليهم من السماء؟! من أين أخذوها؟! طبعا الفكرة كلها خاطئة فالشيعة والخوارج والنواصب إنما يكفرون بعض الصحابة لا كلهم هذا أولاً فهذه الفرق وصلها الدين من طريق صحابة ايضا! إذن فالتعميم هنا كان سبب هذا الوهم الكبير فلا الشيعة ولا الخوارج ولا النواصب يكفرون كل الصحابة فهذا تعميم خصومي لا علاقة له بالعلم, بل لو لم يبق مع الفرقة إلا صحابي واحد لكفى في ابلاغ أساس الدين إذ يكفي أن يوصل لهم القرآن ويصلي بهم الصلوات الخمس ويبلغهم الأحكام وكان النبي صلوات الله عليه قد بعث فرداً إلى المدينة وهو مصعب بن عمير فأبلغهم الدين والدين دين الفطرة وهو أسهل مما يتصوره هؤلاء. أنا هنا لا أقول بإباحة هذا التكفير لبعض الصحابة وإنما إبطال هذا الاستنتاج الغريب والذي يتضح أنه بعيد عن المنطق ويراد به التحريض فقط. كذلك ما يردده الشيخ الكوراني من أن السلفية عندهم معبود آخر هو ( الشاب الأمرد)! ولذلك فهم غير مسلمين وهذا أيضا كلام تعميمي وغير علمي,  فعقيدة الشاب الأمرد ليست إلا عند الخواص من غلاة السلفية على تأويل ما لكن ما ذنب جمهور السلفية في هذا التعميم وهم لا يعرفون هذا الحديث. إذن لا يجوز أن يكون هدف الحوار هو التعميم ولا التحريض ولا نصرة مذهب على آخر ولا الإلزام بالشذوذات المذهبية والروائية كل هذا جدل محرم. الجدل المباح هو الجدل بالتي هي أحسن من التركيز على المشتركات القطعية والإلزام بها هي وليس الإلزام بالشذوذات ولا بالتعميم ولا بالدقائق. القرآن يطرح المشتركات حتى مع اليهود والنصارى ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ... الآية) ثلاثة امور فقط دعا إليه. إذن فالقرآن يعلمنا التواضع يعلمنا كيف نرتقي فوق الخلافات يعلمنا التلاقي على الأفكار الكبرى مهما كانت قليلة ومهما كانت مجملة أيضا. لكن المسلمين يزايدون على كتاب الله فالله يكفيه ثلاثة امور للاتفاق مع اليهود والنصارى لكن المسلمين لا يكفيهم مئات الاتفاقات فيما بينهم! وهذه السعة القرآنية تركها المسلمون مع مخالفيهم فعاقبهم الله بالخلاف فيما بينهم فانتشر بينهم التكفير والتقاتل حتى داخل المذهب الواحد. فلنحذر مكر الله ولا نزايد عليه فيعاقبنا من حيث لا نحتسب ولنطمئن أن في سعة القرآن خيراً كثيرا ولا نحكم بعقولنا الصغيرة وعلومنا المنحازة. على كل حال ف (السياسي) رغم ما يقال فيه هو أوعى وأعلم من (المذهبي) ولذلك فالسياسي السني والشيعي يقر بإسلام السنة والشيعة على حد سواء وستلتقي المذاهب في مرمز الحوار في الرياض على هذا الأساس فلا تتحمل المملكة آراء الغلاة ممن يكفر المذاهب من الآن قبل أن يعرف شيئا. لن يستطيع غلاة الفرق أن يتغلبوا على معتدليهم ولا جهلتهم أن يتغلبوا على عقلائهم إلا إذا فرط هؤلاء العقلاء وتخلوا عن دورهم. المعرفة هي من ستقودنا للاتفاق وسيسجل كل مذهب نقاطاً صحيحة ويكتشف مل مذهب عيوباً فيه لكن هذه مرحلة متأخرة جدا ينبغي إحكام المشتركات أولاً.



  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=81
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 09 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29