• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : الخلفية الأموية لداعش! - الجزء ألأوّل .

الخلفية الأموية لداعش! - الجزء ألأوّل

ألأمويون الجدد..

تغريدات لفضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي"

قام بجمعها "محمد كيال العكاوي"



الخلفية الفكرية لداعش ( السلفية التيمية + غلاة الوهابية) تشجعها على هدم الكعبة ونبش قبر الرسول وإخفائه.. يعرف هذا من يعرف الخلفية العقدية.

الخلفية الفكرية لداعش ليست حنبلية (كانوا اهل تبرك بالقبور)، إنما هي (تيمية وهابية) من الناحية العقدية. أما الناحية السياسية فخلفيتها أموية.

الإيمان خشوع وإخبات واعتبار بالآثار والقبور وآيات الله في الآفاق والأنفس، والنفاق جاف جداً لا نظر ولا بصر، دنيا وعبادات جافة وبس.. قسوة قلوب.

الخلفية العقائدية هي نتيجة من نتائج الجفاف الأموي تجاه النبي وآل النبي وصالحي الأمة، والجفاف الأموي نتيجة من نتائج النفاق.. فالقضية مترابطة.

لا يستطيع أحد من الغلاة أن يوقف حجج داعش في هدم الكعبة، مادام أنه قد سلم لداعش بصحة موقفها من قبور المسلمين.. فالقضية واحدة.

نعم.. قد لا يستطيع (غير الصريح) تنفيذ عقائده.. لكن داعش صريحة، تعبر عن عمق العقيدة السلفية بوضوح، لا تخشى أحداً، لذلك لا تجامل في قول الباطل.

السلفية المعتدلون غير معترف بهم وسط التيار السلفي المحافظ، اعني بالسلفي المعتدل الذي يُخضع إنتاج ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب للكتاب والسنة، هذا السلفي المعتدل غير معترف به، إنما يتم الاعتراف بمن يقدم أقوال غلاة السلفية على كتاب الله وسنة رسوله، فهذا عندهم سلفي تام العقيدة سليمها.

لا أريد أن أستعرض حجج داعش في هدم الكعبة، فالحجج - من حيث المقدمات - هي ثقافة سلفية سعودية عامة، بأن من لوازم التوحيد هدم مظاهر الشرك وأعلامه، ولا ريب عند هذه الثقافة - التي درسناها - أن التمسح أو التبرك بجدرن الكعبة شرك، وأن التمسح تبركاً بمقام إبراهيم شرك.. الخ

داعش على الثقافة نفسها، وهذه ثقافة خاطئة بلاشك - لكن نقضها من عقولهم يحتاج لوقت - وعلى هذا فإذا كانوا يرون أن الكعبة قد أصبحت معلماً من معالم الشرك فلابد من هدمها!

هذه لب العقيدة الداعشية ونتيجتها، وهي تملأ الكتب العقائدية السلفية والوهابية - أعني المقدمة - إلا أنهم يختارون تطبيقات لا تستفز العامة فقط.

وللرد على هذه العقيدة الداعشية ونتائجها نحتاج إلى تجديد كبير جداً، تجديد يجعل القرآن إماماً وقائداً.. وهذا ينسف نصف تلك العقائد على الأقل.. لا تظنوا أن المسلمين على استعداد للتنازل للقرآن الكريم، الذي يبقيهم في الثناء على القرآن وحبه أنهم يظنون أنه معهم، فإذا اكتشفوا أنه ضدهم رفضوه.

الخلفية النفاقية ثم الأموية لتسخيف المقدسات كثيرة جداً، مثل تزهيدهم في المجيء إلى النبي للاستغفار، والكلمات والممارسات القارصة في أذية النبي، ومثل التأخر عن طلب النبي لأحدهم أن يكتب له فاعتذر بالأكل، ومثل نبش قبر حمزة بعد موته وضربه، ومثل محاولة تخريب المنبر النبوي، وهدم الكعبة مرتين، ومثل لعن النبي على المنابر وليس لعن علي فقط.. بل كانوا ( يلعنون علياً ومن يحبه) .. فهم صالحو الصحابة كأم سلمة وابن عباس: أنهم يقصدون رسول الله !

تفضيلهم خلفاء بني أمية على الأنبياء والمرسلين، وكانوا يخطبون بهذا على المنابر لا يخفونه، وقد روى بعض ذلك أبو داود في سننه، ورواه البلاذري وغيره.. وكان مروان بن الحكم  ينهى أبا أيوب الأنصاري عن وضع خده على قبر النبي، وداعش وسلفها أقرب لمروان الفاسق وأبعد عن الصحابي أبي أيوب الأنصاري..

نعم قد يكون في الطرف الآخر (الروحاني) من بالغ، سواء عند الكعبة أو عند قبر النبي أو قبور أهل البيت، لكن هذا لايبرر بغض الكعبة ولا بغض النبي وآله.

 

لمطالعة "الخلفية الأموية لداعش! - الجزء ألثاني" هنا.

 


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=779
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 06 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29