• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : المرحبون بجهنم! - الجزء ألأوّل .

المرحبون بجهنم! - الجزء ألأوّل

تغريدات لفضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي"

قام بجمعها "محمد كيال العكاوي"

 


كنا قديماً نستغرب قول الشاعر العروبي: سلام على كفر يوحد بيننا ... وأهلاً وسهلاً بعده بجهنم!

كنا طيبين جداً.. كنا نظن أن من يعلموننا كفر ذلك الشاعر العروبي لا يرحبون بجهنم، ولكن عن طريق ما يظنونه من الدين  الخلاصة  طلع الناقد والمنقود مرحبين بجهنم!

لسان حال الذين علمونا كفر ذلك الشاعر يقول: سلام على ( دين) يفرق بيننا ... وأهلاً وسهلاً بعده بجهنم! بل هو لسان الإسلاميين اليوم إلا النادر.

شغف جمهور الإسلاميين بالفرقة (والفرقة ضد الإسلام في القرآن)  وكراهيتهم للمشتركات التي أكد عليها القرآن ، تكون النتيجة الترحيب بجهنم.. بغض ما أنزل الله من القطعيات والشغف بما أنتجه البشر من عوامل الفرقة هو النتيجة التي يريدها الشيطان من بني آدم، وبطرقة دينية، حتى تبقى مستترة.

حتى لا نتوسع كثيراً:

هل يعقل أن يتقدم (مكلف) بخطى واثقة نحو جهنم وهو يعرف أنه قادم إلى جهنم لكنه يفضلها على أمر بسيط جداً..  هل يعقل هذا؟

الجواب: نعم.. وسأذكر بعض الأدلة من كتاب الله..

 أول المرحبين بجهنم  هو إبليس نفسه، وهو  (مكلف) مشى إلى جهنم مختاراً لها على أمر بسيط جداً.

لا تستغربوا فعل الشيطان، فسأنقل لكم من وافقه من البشر، بل من المسلمين، بل من الصحابة، فلا تستعجلوا..

فعله يتناسب مع التعب النفسي (الكبر).

لكن قبل أن نذكر من وافقه - وإلى اليوم - تعالوا نبقى في قصة إبليس لنفهمها..

 لماذا لم يستغفر لخطئه كآدم ؟

لماذا يطلب العذاب إلى يوم الدين فقط؟

الجواب: إبليس - لأنه عالم - فهو يعرف تماماً أن خطأه عظيم، وأن نتيجته جهنم، وقد اختار ذلك بإصرار، لأنه لا يبرد نفسه من الكبر والحسد إلا هذا.

إبليس يرحب بجهنم ويختار جهنم على أن يسجد لبشر خلقه الله من عنصر آخر غير عنصره! إنه الكبر ذلك الداء العضال.. إنه المرض النفسي الأزلي.

إبليس ولا مرة استغفر.. ولا مرة تردد.. ولا مرة ندم..

جهنم جهنم ..  أهلاً بها وبلعنة الله الأبدية..  وليكن ما يكون!

هذا شعور غريب جداً ومخيف.

أيام كنا صغاراً لم نكن نعرف لماذا هذا الكبر الإبليسي، والآمر الله؟ لماذا فعل هذا؟

لم نكن ننتبه لتعليل الله (أبى واستكبر وكان من الكافرين).

أيام كنا صغاراً لم نكن نعرف ماذا يعمله ( الكبر) في النفوس لم يكن جدالنا إلا في الرياضة لم نكن نعرف أولياء الشيطان الذين بث فيهم هذا الخلق

لذلك لم نكن نفهم إبليس، وأما بعد أن كبرنا ورأينا الأبالسة المستكبرين فقد انزاح الاستغراب، وعرفنا سر ترحيب إبليس بجهنم، إنه ذلك المرض النفسي!

قبل أيام أورد عليّ أحدهم اعتراضاً بجزء من آية كريمة (وكلاً وعد الله الحسنى)، فطلبت منه أن يذكرها كلها من أولها ولم يستطع! حاولت لم يفعل!.. تذكرت وقتها قصة إبليس، تذكرت كبره بعنصره (كالكبر بالمذهب)، رفضه ما قال الله،  حسده.. عجزه عن النجاة من جهنم.. تفضيله جهنم وبحثه عنها برحابة صدر!

يعلم الله كم حاولت أن يذكر الآية من أولها،  قلت له الآية بين رقمين، لمحت لسياقها، الرجل أبى وانتقل إلى الشتم والتكفير والاتهام..  هذا نموذج.

تعالوا ننظر لمرحب آخر بجهنم وطالب لها.. ومن القرآن الكريم،  وظاهر الآية أنه مسلم وصحابي أيضاً، والأهم أنه إنسان يطلب العذاب بدلاً من الحق، بل ظاهر الآية أن هناك جمعاً من المرحبين بجهنم، ومن المسلمين أيام النبي نفسه، يعني (صحابة) بالمفهوم الشائع..

تعالوا وانظروا لماذا طلبوا جهنم؟

اسمعوا بهدوء ( وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32)) [الأنفال]

هل رأيتم؟! هناك أمران / حق وجهنم، والقوم يختارون جهنم.. وبخطى واثقة وصدر رحب ودعاء وابتهال إلى الله!

لسان حالهم واضح (يارب إن كنت تعلم أن هذا هو الحق  وأنه من عندك) فإننا نبغض هذا الحق ونريد العذاب بسرعة، فهو أبرد على قلوبنا من هذا الحق!

دراسة هذه الحالات النفسية قرآنياً لها أهمية بالغة، إن القرآن يعرفك على (نفوس) غير (نفسك)، حتى لا تظن أن الناس طيبون مثلك، افهم صحصح تعلم.

إذا لم تفهم هذا ولم تصدق الله فيما نقله عن إبليس وهؤلاء الدعاة ( الذين يدعون الله أن يوردهم جهنم لأنهم يبغضون حقاً من عنده)! فلن تتعلم.

اعرف النفسيات الأخرى وتعقيداتها ومن أين أتاها هذا الكبر والمرض الإبليسي؟

من الذي نقل هذا المرض إلى بني آدم؟

اترك قياس الناس على طيبتك.

إذاً فلا تظن أن بعض من يكابرون ويتكبرون على البراهين.. لا تظن إنهم طيبون لم يفهموك..

كلا.. ليس شرطا، قد يفضلون جهنم ويتمنونها على الحق.

افهم هذا.

تصور هذه الفئة (التي تبتهل إلى الله أن يعجل لهم بالعذاب في الدنيا والآخرة)  على أن يؤمنوا بحق يعلمون أنه من عند الله نفسه!

حاول تفهمهم.

نعم هناك نفوس تستجيب للحق، هناك نفوس تفضل الحق على جهنم،  قد تكون أنت منهم، هذا طبيعي،  لكن انتبه!

هناك نفوس أخرى بالعكس هذه النفوس احذرها.

فكيف إذا عرفت أن تلك الفئة (التي تبتهل إلى الله التعجيل بالعذاب) قد يكونوا من ( الصحابة ) الذين نحبهم ونفضلهم علينا!.. فما القرائن على ذلك؟!

القرينة على أن هؤلاء صحابة (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ(33)) [الأنفال]

فهؤلاء يدعون الله  ويستغفرون والنبي بينهم (فيهم)، هذه قرائن كبيرة على أن هؤلاء صحابة، هذا في الظاهر، وقد لا يكونون.. ولكن بتكلف في التأويل.

طيب على افتراض أن هؤلاء (صحابة)، وأن الله لم يستجب لهم لأمرين، لأنهم يستغفرون ولأن النبي فيهم، فهل يتكررون مع الزمان؟ أعني نفسياً، كبراً؟

ثم من هم هؤلاء؟

ولماذا لم يذكرهم الله إن كانوا صحابة لنحذرهم؟

وهل لهم أثر في تطويع الدين وإخضاعه لكبرهم؟

وهل تكررت نفسياتهم؟

.. أسئلة كثيرة.

لكن يهمنا هنا  الإجابة على أهم سؤال، وهو أن الله أبقاهم فتنة،  وأبقى المنافقين فتنة، كما أبقى إبليس فتنة، فلله سنته في تمحيص خلقه وابتلائهم.

لابد أن تبحث عن سنن الله،  اطرح أي سؤال، ولكن ابحث، لا تطرح السؤال بكبر، اطرحه بتواضع وصدق، وستجد إجابة الله..

 وإن طرحته بكبر حرمك الله الجواب.

هؤلاء الذين يدعون الله أن يعجل لهم العذاب قبل أن يروا تحقق ذلك الحق الإلهي، ألا يشبهون إبليس في ترحيبه بجهنم على الاستجابة للأمر الإلهي؟!

إذاً فهؤلاء هم (أولياء الشيطان)، وهم ( الذين يتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول) وهم (الذين يخادعون الله والذين آمنوا).. وهم وهم وهم..

أنت طيب جداً، فلا تظن أن هؤلاء طيبون، أنت تحب الله ورسوله، فلا يخدعونك، لأنهم يخادعون الله والذين آمنوا..

فلا تكن من المخدوعين.. هم غيرك.. اصحَ.

إياك أن تكون من الذين ضل سعيهم وهم يظنون أنهم يحسنون صنعاً، كل هؤلاء القتلة المتدينون قد يكونون مقتدين بهم بحسن ظن،  لأنهم لم يصدقوا الله.

نعم  الله ينقل لهم حالات من الناس ( مخادعون/ منافقون/ يرحبون بجهنم/ يتناجون بمعصية الرسول...الخ) وهؤلاء الطيبون يقول: لا مش معقول..

لا عقلت!

لمطالعة "المرحبون بجهنم - الجزء الثاني" هنا.

 


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=766
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 06 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19