• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : الإلحاد والغلو ... يجتاحان الشباب! - الجزء ألأوّل .

الإلحاد والغلو ... يجتاحان الشباب! - الجزء ألأوّل

مع بحث : وجود الله الأسئلة المباحة والأسئلة المحرمة.. اقرءوه.. فهو في الموضوع:

لمطالعه بحث: وجود الله الأسئلة المباحة والأسئلة المحرمة - هنا.

تغريدات لفضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي"

التغريدات من شهر أغسطس 2013

قام بجمعها "محمد كيال العكاوي"

لمطالعة: الإلحاد والغلو ... يجتاحان الشباب! - الجزء ألثاني هنا


الإلحاد والغلو يجتاحان الشباب، والسبب معروف.. الغلو ومناهجه وقنواته وشيوخه شرخ مجتمع الشباب إلى قسمين:

 غلاة متطرفون..

 أو ملحدون!

الغلو لا يتناغم مع أسئلة كل شاب عن الله والكون والمعاد والعدل الإلهي والنبوات وبعض الآيات المحيرة والتخيير والتسيير.. الخ، الغلو لا يهمه هذا، لا يهم الغلو أن يخرج الشاب ملحداً تائهاً، يهمه فقط أن يبغض الشيعة! وبس! ابغض الشيعة واكفر بالله.. لا يهم.. المهم بغض الشيعة!

هذا مرض الغلاة.

قبل وقت ... قابلت شاباً ملحداً - أو يظن أنه ملحد - ظن أن الغلو هو الإسلام، أبغض الشيوخ والدعاة، فظن أن رسول الله هكذا.. وأن القرآن معهم!

لم أطل الحوار معه - كنت على سفر - لكن حزنت لهذا الاستهتار بالمعرفة من قبل الغلو وأهله، المعرفة وتدبر القرآن والتفكر في المخلوقات وغير ذلك، هذه وحدها كفيلة برد كل ذي قلب سليم، والملحد ليس بالضرورة أن يكون سيء النية، بل قد يلحد لسلامة نيته واستنكاره ما لا ينكره الغلاة من شرور.

الملحد - أو الذي يتصور أنه ملحد - غالباً لا ينكر الدين - لو عرفه - هو ينكر الدين الذي ظن أنه دين الله، لكنه ليس دين الله، هو "الدين الرديف".

أغلب من نطلق عليهم ملحدين هم في حقيقة الأمر (في فترة) كما قال الإمام علي (وإني لأخشى أن تكونوا في فترة، فإن تمت لكم أموركم إنكم لسعداء)!

هذه قالها في بداية خلافته في خطبة البيعة، وكان ولاة عثمان قد شوهوا الدين وأظهروا الإسلام بأنه في خدمة الأمراء وإثرائهم، وأنه ليس مع الضعيف.. فمن هنا قال الإمام علي (وإني لأخشى أن تكونوا في فترة)، فإذا كان الناس في أواخر عثمان في فترة، فكيف بهم اليوم؟!! وقد نُكس الدين رأساً على عقب.

إذاً فأول الأمر يجب أن نعرف أن الشاب (الذي يلحد بالدين الوضعي أو الرديف أو المحرف أو المقلوب رأساً على عقب) قد لا يكون ملحداً عند التحقق، مثلما أنت قد تشك في رسالة يرسلها صديقك إذا أنت أنكرت كلمة واحدة مما قال، بل من حقك أن تشك إذا كانت تلك الكلمة بشعة، وأنت تعهده خلوقاً طبيعي، فكيف والتحريف للدين.. كان في كثير من تعاليمه، بل لا يكاد يبق من دين الإسلام إلا الالفاظ، مع محتويات الدين الرديف الذي شرحناه سابقا.ً

لا اقول هذا تبريراً للإلحاد، لكن من باب التحليل للواقع، فذلك الشاب نموذج، فهو متسائل جاد، ولكن لا يجد جواباً، يجد كذباً وجهلاً ومكراً وشرورا، ً

الشاب هو مسؤول عن نفسه عن تفعيل نعم الله عليه، فليبحث وليتعب ولا ينتظر الإجابات الجاهزة المعلبة، هذا الدلال ليس إنسانياً، كن إنساناً تؤمن!

أقول: ليس مطلوب من الملحد إلا المعرفة.. مع أخلاق المعرفة.

بمعنى... هذا الشاب عندما يلحد - أو يتوهم أنه ألحد - فأنا أسأله:

 هل استفرغت الجهد بالنظر والفكر أم لا؟

 وهل التزمت بأخلاق المعرفة أم لا؟

ولكن تذكر - أخي الملحد - أن أخلاق المعرفة هي أهم من المعرفة نفسها أو من النتيجة.. المقدمات هي أهم، لأنها الغاية من الإيمان أصلاً..

 كيف؟

بمعنى أن أخلاق المعرفة مثل:  الصدق مع النفس والصدق في البحث وإعمال النظر وترك العجلة.. هي أخلاق المعرفة، وهي أهم النتيجة نفسها..

كالإيمان مثلا.. أنت ليس مطلوباً منك أن تؤمن تقليداً، ولكن لا تتكبر ولا تستعجل ولا تنظر إلى أمر صغير وتترك الأمر العظيم، هذه ضد أخلاق المعرفة..

 أنت ماذا تريد؟

بمعنى أنت أخي الملحد أو الشاب الشاك أو منكر النبوات ..الخ، أنت تريد أن تعرف الحقيقة.. أليس كذلك؟ أتفق معك.. وهذا هدف نبيل.. ولكن كيف تعرف؟

تعلم أخلاق المعرفة قبل أن تهتم بالنتيجة، أصدق مع نفسك، إهداً.. انظر للأمور كلها وليس لمأساة أو كارثة طبيعية أو فقر أو ظلم ...الخ...

 تواضع..الخ

أنت أمامك هذا الكون.. ونفسك وما حواليك.. أمعن النظر بتواضع وصدق في نفسك.. في أي مخلوق.. تعلم أسرار المخلوقات والآيات المبثوثة في الكون.. ابدأ من هنا ... وستصل إلى حقيقة أن لهذا الوجود كله - كبيره وصغيره عظيمه ودقيقه - أن له خالقاً حكيماً قادراً عليما، وأن أسراره في خلقه لا تحصر.

أنت الآن وجدت نتيجة كبيرة، وهي الإيمان بخالق لهذا الكون... فلا تستعجل وتنسفها بأمر آخر .. فالأمور الآخرى ابحثها بأخلاق المعرفة أيضاً.

الله لا يطلب منك الإيمان به هكذا لأنه يحب المدح والفخر، أو أنه محتاج إليك، افهم أسرار الله، فرض عليك الإيمان رحمة بك، ولم يوجب عليك ذلك.. الله فرض عليك الإيمان به، ولكن بعد أن تتفكر وتنظر وتتدبر وتطبق أخلاق المعرفة - من تفعيل السمع والبصر والعقل والضمير - وتعمل إمكانانك المعرفية.

من أهداف الله في خلقك أنت أن تتطور وتنمي نفسك وقدراتك وإمكاناتك بخلاف غيرك من المخلوقات، أنت مخلوق مختلف عن بقية المخلوقات.. ولهدف مختلف.. لا تستعجل وتخلط الأمور، فهذا ضد تطور الذات، خذ الموضوع واحداً واحداً.. فإذا كشفت الموضوع الأكبر بصدق وخلق معرفة أفادك في كشف بقية الإشكالات، أما أن تستعجل وتريد كل المعلومات دفعة واحدة فهذا كبر، هذه العجلة كبر، لماذا تريد الحصول على حلول كل الإشكالات، تواضع وتعلم أسرار المعرفة، تعلم أن الله لا يريدك أن تحصل على كل المعرفة هكذا بالمجان، أنت مخلوق لتتعلم.. لتتطور.. لتؤمن وتشك وتختبر بعض المعلومات .. لست كأي مخلوق

انظر كيف طور الإنسان بيته مثلاً..

 هل حصل هذا للعصفور أو النسر مثلاً؟!

 العصفور نزل بمعلومة كاملة غريزية عن بيته! أنت تطورت من كهوف إلى ما ترى!!

هذه الدقائق الصغيرة هي التي يريدها الله منك، لأنها تواضع.. لأن الله لا يحب المتكبر ولا يهديه.. لأن المتكبر لا يتعلم، افهم أسرار الله فيك.

أنت لا تتعلم حتى تفتخر أو تتعالى بالمعرفة، تعلم لنفسك لتوظيف الحس والعقل، لتطوير ذاتك توظيف نعم الله عليك..

 هي الهدف النهائي من خلقك..

هل تعلم؟!

هل تعلم أن توظيف نعم الله عليك هو غاية فوق العبادة، هو الغاية النهائية.. وهو ما يعبر عنه القرآن ( بالشكر) ( إما شاكراً وإما كفوراً).. فإذا أنت وظفت نعم الله عليك (وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون)، (اعملوا آل دواود شكراً)..

 فإذا أنت وظفت النعم وصلت الغاية.

لذلك قلنا أكثر من مرة: أن الشيطان حرمنا أن نفهم هذه الأسرار.. أظهر لنا كأن المطلوب نصلي ونصوم ونعمل بلا تفكر ولا توظيف..

 هذا ما أقنعنا به.. فلا تظنوا أن المصلين والصائمين أفضل منكم، فهم لم يحققوا غاية الله أيضاً، ولا يشكرون.. أي لا يفعّلون أو يوظفون نعم الله عليهم..

 غاية الخلق هي العبادة قرآناً.. وغاية العبادة هي التقوى قرآناً.. وغاية التقوى هي الشكر قرآناً.. والشكر بالمعنى القرآني هو التفعيل وليس اللفظ.

من هنا تستطيع أن تطمئن أنك  ما دمت تحسن تفعيل السمع والبصر والعقل فأنت في الطريق الصحيح، ولكن بشرط.. أن تكون صادقاً في التفعيل..

 كن صادقاً وثق أن الله في عظمته لا يطلب منك الإيمان كاذباً، لا يرضى أن تعبده بما حرمه عليك، كن صادقاً ورتب المسائل صح، لا تجعل الصغير كبيرا.. فهذا اختبار.. إذا أنت جعلت مأساة نافية لعقلك وبصرك وسمعك فأنت لم ترتب الأمور كما يجب، يعني أنت فرطت في التفعيل.. يعني لم تشكر.. وإلا لوضعت كل شيء في مكانه، ووضع الشيء في غير مكانه خلاف العقل وخلاف السمع والبصر.

 يمكنك أولاً الإيمان بالخالق الموجد.. ولو أنكرت النبوات والمعاد.. هذا شيء آخر مختلف، وليس معنى أنه شيء آخر، أنه غير مرتبط، وأنه يجوز لك - بلا تفكر ولا صدق بحث - أن تؤمن بالله وتكفر بالنبوات.. كلا.. لكن ابدأ بهدوء وتواضع..

 لا تتكبر.

تذكر أن الله لم يذم الكبر لأنه يخشى منك أنت أن تنافسه، هو أكبر وأعلى من أن يخشى من أحد من خلقه، فكيف بك أنت؟!

 ولكن لأن الكبر يمنع من المعرفة، الكبر ومن فروعه العجلة، ومن نتائجه الطيش والتوهان، ثم التفلت والفساد، هذا الكبر عائق من عوائق تطورك، من عوائق الغاية من خلقك..  أنت مخلوق لتشكر، أي مخلوق لتكون أنساناً هكذا بكل بساطة.. فكلما كنت إنساناً يفكر ويتطور ويرتب المسائل ويكتشف القوانين فأنت متجه إلى الله، وفي غايته من خلقك.

 

لا تستعجل في بحث بقية الأمور قبل أن تجمع خيوط القضية الأولى (وجود الله وحكمته وقدرته) وستكتشف أن أخلاق المعرفة ستقودك إلى أفضل المعرفة.


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=734
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 06 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18