• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : مصر .. الحلول المنسيه - الجزء ألثاني .

مصر .. الحلول المنسيه - الجزء ألثاني

 نصيحة الإخوان

هذه المجموعه من التغريدات قام فضيلة الشيخ"حسن بن فرحان المالكي" بكتابتها في حينه ردا على سفك دماء المعتصمين في "رابعه"

التغريدات اعلان موقف ورسائل الى الشعب المصري، الحكومه والاخوان "الاخوان المسلمين".

تغريدات لفضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي"

التغريدات من شهر أغسطس 2013

قام بجمعها "محمد كيال العكاوي"


سبق في تغريدات ( مصر .. الحلول المنسية – الجزء ألأوّل ) أن طرحت في نصفها تقريباً حواراً هادئاً مع الإخوان المسلمون، وهذه البقية:

الإخوان المسلمون لا يكون إصلاحهم بسفك دمائهم، ولا يكون إصلاح الدولة عبر سفك الدماء أيضاً، فمسألة الدماء خط أحمر وليبق الخلاف سياسياً فكرياً..

الإخوان أقل علماً وتمسكاً بالتراث من السلفية، وما نراه من ردة فعل عنيفة منسوبة للإخوان هو نتيجة ازدياد تشبعهم بالفكر السلفي.. من تكفير وقتال، وقد كتبنا كثيراً في نقد الغلو السلفي، ولا نخفيه، وبقي أن نكتب عن الإخوان، ليس لأن الدولة المصرية أعدل أو أظلم، فهي كشكول من الأفكار وألأديان، إنما تستطيع الحوار مع فئة لها نمط فكري واحد، أما الدولة فتتحدث عن سياستها لا فكرها غالبا،ً وبما أن اهتماماتي بالفكر لا بالسياسة فمن هنا ننصح.

كما قلت.. الإخوان المسلمون لا يعرفون أن سلفهم الذي يقولون أنه كان مطبقاً للشريعة عبر التاريخ كلام فارغ، يدل على ضعف في قراءة الشرع والتاريخ، كما أن إحسان الظن بالسلف كله وتسميته ( صالحا ً) قبل محاكمة ذلك ( السلف ) للشرع فيه تعدي على الشرع نفسه، وكأن السلف هم المشرع لا الله، ولذلك فتوهّم لإخوان أنهم يحملون ( شعلة الإسلام )، وغيرهم يحمل ( شعلة الكفر والإلحاد والزندقة )، وهم كبير جداً، ولا يمكن كشفه بسهولة.

نعم الأنظة العربية مستبدة، لكن لا أحد ينسب استبدادها إلى الله، ومن هنا فيمكن الضغط عليها بحقوق الإنسان وتطور الفكر.. الخ، أما الحركات والأحزاب والمذاهب الإسلامية فإذا استبدوا شرعنوا هذا الاستبداد، واصبح من الصعب جداً نقد هذا الاستبداد، لأن من ينقده يصبح كافرا، فالغلاة إذا قبلوا إدخال تشريعات وضعية مذهبية إلى الشرع تصبح هي شرعاً، ويصبح ناقدها محارب للإسلام وعدو من أعدائه! هنا الخطورة!

ولو أن الإخوان راجعوا نطريتهم وحاسبوها حساباً عسيراً تحت كتاب الله، ولو أن الحكومات سمحت بنقد علمي لهم ولغيرهم، لما وصلنا لهذا الانسداد.

ما يحدث في مصر ليس سببه الإخوان فقط، وإنما الحكومات المتعاقبة التي كانت تهجم بالباطل ولا تشجع المعرفة لذات المعرفة، وإنما تحافظ على الجهل

نقد النظرية السياسية الإسلامية ( المنتسبة للإسلام ) ونقد المذاهب والحركات الإسلامية تأخر وقته كثيراً، والناقدون لهم نفس المرجعية للأسف!.. أعني أن الأزهر - وهو الذورة العلمية في العالم الإسلامي، السني خاصة - تكاد تكون مبادئه هي مباديء متطرفي سيناء والإخوان تقريباً..

أين درسات الأزهر القرآنية غير المتأثرة بالرواية وظلالها السياسية؟!

 الأزهر يختار بعض السلف، والإخوان بعضهم، ومتطرفي سيناء قسماً ثالثاً!.. ومن هنا من الطبيعي أن يحدث انسداد وفتنة وسفك دماء واستحلال جرائم من الطرفين.. لماذا؟

 لأن سلف هؤلاء أباحوا لهم، وسلف أؤلئك أباحوا لهم وبس!

فالقرضاوي مثلاً رجل ثوري يرى سفك الدماء، وله سلف على منهجه، والسلفية السلبية الروائية لها سلف أيضا..ً يرون الكف!!

 إذاً المسألة سلف في سلف!

فأين من بحث عن حكم الله نفسه من كتابه الكريم؟!

 في مسألة الحيرة والعدالة والمعرفة وألأخلاق والمال ....الخ  لن تجد! سلف في سلف فقط!

نعم في مصر بعض المحاولات القوية - وخاصة كتابات الشيخ جمال البنا - ولكن الجمهور ليس معها، هو مع الإخوان أو خصومهم من الأطياف ألأخرى.. لماذا؟

لأن عمل الباحثين الأحرار ليس مخدوماً عبر التعليم، فالسلف المتحارب إنما يدخل على فكر الملايين من التعليم، فالدول مسهمة في هذا الانسداد كله، ولماذا الدول لا تشجع على الدراسات الإسلامية المتحررة من تشريعات وخصومات السلف؟

 الجواب بسيط:  لأنهم نتيجة من نتائج السلف وليسوا نتيجة قرآنية.

الجميع - حاكماً ومحكوماً - نتائج سلفية، نتائج تاريخية، نتائج سلطات سابقة، نتائج خصومات ومذاهب وتلقينات.. وليسوا نتائج معرفية ولا شرعية، هنا من الطبيعي جداً أن يكون هناك انسداد في كل شيء في المعرفة والسلم الأهلي والحقوق والفساد ..الخ، لأن بعض السلف كذا وبعضهم كذا فقط.

الديمقراطية في الغرب تنجح لأنه ليس معهم سلف صالح ولا طالح، عندهم هذا الإنسان فقط..  فديمقراطيتهم أنجح بكثير، نحن معنا (ما وجدنا عليه آباءنا)!

أكثر الإسلاميين يؤمنون بقتل المرتد مثلاً.. تقول لهم أين الدليل؟

يقولون تطبيق السلف، وفتاوى السلف، وروايات السلف، طيب.. والقرآن أين؟

 لا مجيب!

وعندما تذكرهم بالآيات في حرية الاعتقاد ( لا إكراه في الدين ) وغيرها، لا يأخذون بها.. لماذا؟

 لأن السلف لم يأخذوا بها أو عملوا تأويلاً وفقط!

إذاً فالسلف هم آلهة الإسلاميين المخفية - إلا من رحم ربك - ولا قدرة لهم على نقد العقائد والفقهيات والفتاوى نقداً علميا، هم الواجب اتباعهم عمليا، والسلف - قد عرضنا في الجزء الأول - أن كبارهم يمكن أن يضعف مثل البخاري وأبي حنيفة عصبية ويبدعهما ويكفرهما، ويوثق مثل مروان ومعاوية.. سياسة، بل أكبر من هذا.. فكثير من هؤلاء السلف يمكن أن يضعف المؤمن بسبب إيمانه ودعوته إلى الجنة ويوثق الطغاة بسبب فسقهم وفجورهم ودعوتهم إلى النار!

هذا هو السلف الذي أنتج لنا هذا الانسداد بدمائه وتكلسه وضيقه وكذبه وظلمه، ونحن نستاهل ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ).

لو توقفنا عن عبادة السلف والتاريخ شهراً واحداً لتوقفت الدماء وأبصرنا المخارج الواسعة، لكن الشيطان حريص أن يبقينا على عبادة الماضي ليستمر الظلم باسم الله، وسفك الدماء باسم الله، والإفساد في الأرض باسم الله، لأنه يعلم أن هذا أعظم الذنوب وأبلغ في تشويه الدين وأقرب للسعير.

أتعجب كثيراً عندما اسمع من يقول ( نريد تطبيق شرع الله )! وهو لا يعرف شرع الله أصلاً، يعرف إنتاجات التاريخ وتفسيراته وتطبيقاته فقط، أمر مزعج.. كأنه ليس من شرع الله أن تكون صادقاً ولا أن تبحث عن الصدق وتصدق به عندما تجده ومن اي طرف كان ( والذي جاء بالصدق وصدق به أؤلئك هم المتقون).

كأن الشرع مختصر في العقوبات بفهم السلف وزياداته، مع سوء الخلق والكذب على الآخرين، وتزكية الذات والكبر عن التعلم، هذا فقط هو شرعهم الموعود!

ثم لو افترضنا أن ما معهم إسلام خالص.. هل يطبق الإسلاميون ( الإسلام أو الشريعة ) في بيوتهم، ومع أولادهم، وفي قنواتهم ومؤسساتهم؟..

 أهذا إسلام؟

يا إخوان التواضع..

 

 التواضع العلم العلم الا يوهمكم الشيطان بهذه الأوهام التي تنسيكم أنفسكم ومحاسبتها، لا تعبدوا رضا الناس.. فالله لا يتبعهم.


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=723
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 06 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29