• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : الشهاده لله .. لا لمذهب ولا لسياسه .

الشهاده لله .. لا لمذهب ولا لسياسه

هذا مجموع لتغريدات قام فضيلة الشيخ حسن بن فرحان المالكي بتدوينها في اعقاب مجزره رابعه تحت عنوان :

ربنا الله .... لا السيسي ولا مرسي! 

تغريدات لفضيلة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي"

التغريدات من شهر أغسطس 2013

قام بجمعها "محمد كيال العكاوي"


غالباً إذا عدت لبني مالك لا أحب أن أخرج للهموم العامة، ولكن الحدث المصري اليوم يجبرنا على قول شئ.. ونصيحتي لنفسي ومن هو معي ضد منهج الإخوان والسلفيين ألا يفرح بما حصل لهم في مصر اليوم، وأن يبرأ الى الله من الرضا بسفك تلك الدماء..

ربنا هو الله..لا السيسي ولا مرسي، وندين أي قتل لأي برئ..  سواء كان هذا البرئ من خصومنا أوحتى أعدائنا؛ فلا تباح دماء كل الأعداء فضلاً عن الخصوم.. يجب أن تنكر قتل الأبرياء من الداخل من قلبك، وليس لتسجيل موقف، ولا لتنكر علناً وأنت ترضى الجرم قلبا، انكر قتل الأبرياء لله من أي فريق كان.

نبرأ من استهداف الأمن لدماء الإخوان والسلفيين، ونبرأ من استهدافهم هم لرجال الجيش والأمن، ولسنا مكلفين أن نبحث عن مخرج للأزمة.. وإنما لنشهد لله، ولن تكون شهادتك لله حتى تنكر قبلك قتل أي برئ، وفي كل البلاد..  مصر وسوريا والبحرين والعراق..

  أنت مطالب أن تعبد الله فقط وليس حكومة أًو معارضة.

ومعنى كلامي ( أي برئ ) أي لا يستحق القتل شرعاً، وليس معناه أن المقتول لا يخطئ، قد يخطئ، لكن حكمه غير القتل، وبعد محاكمة عادلة.

موقفك يجب أن يكون واحداً، إدانة قتل الأبرياء أو ظلمهم، سواء صدر هذا القتل أو هذا الظلم من حكومة أو معارضة، وفي أي بلد؛ مصر؛ سوريا؛ العراق.. الخ، أما الذين يفرحون بقتل الأبرياء في سوريا والبحرين مثلا، ويبكون عليهم في مصر! فشهادتهم لغير الله، هي شهادة للمذهب والاتجاه السياسي، وهذه الشهادة لله ليس بالضرورة أن تلغي خصومتك لأي فكر أًو اتجاه سياسي، قد تبقى مؤمناً بأن هذا الفكر أو هذا الحزب خطر على المعرفة والحقوق، ولكن أنت مطالب بإنكار أي جرم يحصل - حتى لأعدائك - فليس حكم كل الأعداء هو القتل والإبادة، لا يقتل الا مستحق القتل، والكثير يختلط عليهم الأمر، فقد يفرح خصم الغلاة - مثلاً - لأنهم يشربون من نفس الكأس التي يشرعنون لها، فيقولون لهم ( ذوقوا الظلم الذي توقعونه بالأقباط والشيعة والصوفيةوهذا خطأ، لأنه لا تزر وازرة وزر أخرى، لا يجوز لك أن تشمت إلا إذا وقعت العقوبة على القاتل الفعلي، أو الظالم الفعلي، وليس الظلم الذي يصيب الحزب.

كذلك – مثلا - كثير من الناس أيام تفجير برجي امريكا قالوا ( دعوا امريكا تذوق بعض ما تذيقنا )، وهذا خطأ، لأن المقتولين ليسوا من أولئك..

 وكذلك إذا فرح الإخواني بقتل رجال الشرطة والجيش المصري، شهادته لنفسه، والسلفي إذا فرح بتفجيرات العامة في العراق، هو أوضح جرماً وإثماً..

 وكذلك إذا فرح القومي السوري بقتل سلفيين، او فرح السلفي بقتل شيعة أو مسيحيين، أنت اسأل نفسك، هذا المقتول هل هو مقتول شرعاً أم لا؟؟

 إسأل بصدق.

بمعنى هل هو قاتل فيستحق القصاص او قاطع طريق مجرم، أو باغٍ وفق الشرع، أو معتدي اعتداء بينا،ً ولك في كل هذا من الله برهان وليس من مذهب، ولست مكلفاً بإيجاد حل،  لا في مصر ولا في سوريا ولا البحرين ولا العراق، أنت فقط أنكر بقلبك قتل من لم يستحق القتل شرعا،ً فقط هذه شهادتك لله.

أنت لا تتشبع بالسياسة حتى لا تعبدها، فالمختلفون من مذاهب وأحزاب وتيارات ليسوا آلهة ولا مرسلين حتى يجب عليك اتباعهم في كل ما يفعلون..

 كلا.       

المتتبع للحدث المصري يلحظ أن أكثر المحللين والإعلاميين قد عبدوا جهة وشيطنوا أخرى، فهؤلاء مع مرسي وأولئك مع السيسي..

 طيب.. ومن يبقى مع الله؟!

أبقوا لله شئ في قلوبكم، لا تجعلوا هذا الطرف أو ذاك هو الإله في الأرض، ولا يصدر منه إلا جميل، هذا المرض العام ظنناه في المذاهب فقط..  فإذ هو عام.

 المذهبيه كانت هي الوحيدة المتهَمة من العقلاء بعبادة المذهب وشيوخه ودعوى حصرية الحق والجنة في هذا المذهب، ورموزه أما الآن فقد تمدد للسياسة.. لن يكون هناك سياسات سليمة إلا بوجود شعوب سليمة، فجرب أنت أن تكون ممن يعود لعبادة الله وحده، وتترك أو تخفف من عبادة المذاهب والاتجاهات..

لا عليك إن اتهموك بالجهل بالسياسة أو بالدين، هذه اتهاماتهم هم.. إداناتهم هم.. لا عليك منها، تذكر اتهام الله لك وإدانته لك..

 اعبد الله.

بالشهادة لله فقط ستعرف أن إخلاص العبادة لله صعب جداً، لأنك عندما تجرب تجد نفسك تنازعك قبل الناس، النفس لها هواها، المعبود من دون الله.

بتجربة الشهادة لله ستعلم صعوبة إخلاص العبادة لله، وأن تكرار القرآن للأمر بعبادته ونبذ الأنداد لم يكن عبثاً، فالشرك عميق.. لا يجوز لك أن تختار من شرع الله ما لا يلحق بك الضرر على فكرك أو مصلحتك أو سمعتك، اعبد الله مخلصاً له الدين، اي كل دينك أجعله لله ما امكنك، العبادة ليست فقط أن تصلي لله وتترك الصلاة لصنم، فأنت مشرك أيضاً إن تركت الشهادة لله وأقبلت تعطيها لمذهب أو تيار أو سياسة..

 هذا شرك.

فلذلك ستكتشف صعوبة التخلص من كل الشرك، لأنك محاط بمجموعة من الآلهة.. هواك ومذهبك وحزبك والسياسة والأصدقاء والتعالم والكبر والفخر والتزكية، لا تظن أن النهي عن الشرك قد انتهت صلاحيته في القرآن، لأن الشرك بالمعنى القرآني ليست عبادة الصنم فقط، بل عبادة الهوى والمذهب والرأي.. الخ

أنت مسكون بمجموعة من الآلهة التي تمنعك من أداء الشهادة لله، كما تؤدي الصلاة لله كلها عبادة ليس من حقك أن تجعل القرآن تابعاً لك.. هذا كفر.

بدون هذه الأخلاق من قول الحق - لك أو عليك، لمذهبك أًو عليه، لسياسة حزبك أو عليه - بدون هذا سيبقى التنازع والتظالم والأحزان، هذه عقوبة معجلة، فالله عز وجل أنزل الدين رحمة، وأرسل رسوله رحمة، وأمر بالصدق والتصديق به إن جاءك، فاستطاع الشيطان وأولياؤه زرع العصبيات، حتى أصبح الدين نقمة.

الدين الأصل في نفسه، رحمة..  ويبقى رحمة ومعرفة ونماء،  لكن الدين الرديف - أو النسخة الشيطانية منه - والتي حافظ فيها الشيطان على الألفاظ قد أصبح نقمة !

التقاتل في مصر بسبب الدين، التقاتل في سوريا بسبب الدين، التفجيرات في العراق بسبب الدين، هذا الدين النقمة ليس دين الله، هو الدين الرديف !

ألا يخشى المسلمون لله عندما يأتون الله يوم القيامة بملايين القتلى ومليارات المظالم والانتهاكات ثم يقولون : يارب هذا دينك أمرنا بهذا !!؟

ألم يقرءوا  (وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا ۗ قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ۖ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ(28 )) [الأعراف !

 

المتدينون بالدين الرديف يتظالمون ويتنازعون ويتباغضون ويبقون بلا حسم، لهذا أو ذاك.. والمتدينون بدين الله هم بنعمته إخواناً.. في العلم والحقوق.

طبعاً في الآية السابقة يحتج أصحاب الدين الرديف على الفواحش والمظالم بحجتين:

 الأولى: وجدوا عليها سلفهم..

 الثانية : الله أمرهم بها فلماذا !!؟

لأن أصحاب الدين الرديف غالباً يكونون أتباع آباء وأجداد، فلذلك أول ما يحتجون بهذا، لكنهم عندما تجادلهم وتحصرهم يستدعون الدين شاهداً لمن سلف، فالدين عندهم ليس الأساس، وإنما العوائد والسلف، ولذلك يذكرونها قبل ما يزعمونه من أمر الله، كأنهم يتذكرون الله تذكراً فقط إذا احتاجوه! فيكذبون.. هم يكذبون على الله بأنه أمرهم بهذه الفواحش لانهم لم يتدبروا ماذا قال وبماذا أمر وبماذا نهى؟؟ وإنما نقلوا هذه المعلومة من آبائهم وسلفهم، آباؤهم ( والأب أشمل دلالة من الوالد قرآنيا ) إباؤهم هم من قال لهم إنهم على منهج الله، ونازلون على حكمه، ومطبقون بشرعه، فيصدقهم الاتباع.

ثم سلف وآباء هؤلاء الاتباع قد يكونوا اتباعا لسلف سابق وآباء أسبق، وكلما رجعنا للخلف ازدادات الدائرة ضيقا،ً حتى نصل لأفراد مؤسسين، ثم هؤلاء الأفراد المؤسسين ليس بعدهم إلا فرد واحد، وهو الشيطان، وهو حريص على إبقاء هؤلاء محل قدوة وأسوة، ليستمر إفساده بهذا الدين نفسه عبرهم..

وهكذا طبيعة الأمور حتى في السياسات اليوم..

 الدول الكبرى – مثلا - تجد القادة فئة قليلة جداً، لكنهم يستطيعون توسيع الدائرة الثانية ثم الثالثة.. الخ


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=719
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 06 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28